السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
فإنني أشكر السادة القائمين على الموقع مجهوداتهم وسعيهم، وأسأل الله أن يثيبكم خيرًا ويجزيكم إياه قدر مناكم.
إخواني وأخواتي أنا حائر؛ فقد تقدمت لهذه الفتاة التي سمعت عنها كل خير ولم أعرفها من قبل ولا أهلها حتى، وفعلاً وجدت كل خير، فهي لا تترك فرضًا إلا أن تصليه على وقته وهي تقوم الليل ولله الحمد، ولكن.. هي تصغرني بـ6 سنوات، أنا معلم وهي طالبة في الثانوي، أنا ولله الحمد وظيفتي وحالتي المادية على أفضل ما يرام، دخلي عال ولله الحمد والمنة ولست قلقًا حيال المادة، أما جلّ قلقي من الزوجة الباردة، اكتشفت أمورًا كثيرة بعد كتب الكتاب (الملكة) في زوجتي لم أكن أتمناها قط.
فقد أوضحت لي أنها لا تريد الارتباط بشخص متدين (أنا لست متدينًا)، وأنها تريد أن تعيش سنها (سن المراهقة) بكل ما فيه من مرح، علمًا بأني كنت أضيع فروضي وأحيانًا كنت لا أصلي بعضها وكنت مدخنًا شرهًا حتى تمت خطبتي لها، فوالله منذ أن خطبتها لم أضع السيجارة في فمي ولم أضيع فرضًا عن وقته، حتى قالت لي إنها لم تكن تريد زوجًا متدينًا، فعدت تلقائيًّا إلى حالتي السابقة وتغير أسلوبي معها من حنون وهادئ إلى قاس وجاف لا أحدثها إلا بنبرة عالية وكنت تقريبًا لا أتحدث، فكل كلامي كان (نعم.. حقًّا.. آها.. أجل)، فقد كنت آمل أن تكون لي الزوجة التي تأخذ بيدي وتعينني على أمور ديني ودنياي.
وكنت رومانسيًّا لأبعد درجة وحنونًا جدًّا فأنا الذي أتحدث عن مشاعري دائمًا وهي تبقى صامتة، ولما أطلب منها أن تعبر عن مشاعرها تجاهي كانت تتعلل بالخجل والحياء. حتى صرت أملّ منها ومن صمتها، وهنا بدأت أتهرب منها في المكالمات وأخبرها أنني مشغول، لدرجة أنني لا أحدثها ليومين متتالين بعد أن كنت أحدثها في اليوم من 3 إلى 5 ساعات.
وعند زيارتي لها في بيت عمي كنت أود أن ألمس يدها فراحت كثور هائج ساحبة يدها كأنني وقعت في المحظور، ولكن بعد فترة استطعت أن ألمس يدها (سآتي على الأسباب التي جعلت ذلك ممكنًا)، وأنا الآن أريد أن أقبلها فأوضحت لي أن ذلك مستحيل (لأنها في بيت أبيها حتى الآن وليست في بيتي)، فقررت ألا أزورها وهي في بيت أبيها، فلما أخبرتها بذلك أخذت الأمر كأنه شيء طبيعي وأجابت بأن ذلك أفضل، كانت ردة فعلي على ذلك عنيفة جدًّا وأخذت أستهزئ بكل كلمة تقولها، وأخذ صوتي يعلو أكثر فأكثر فما كان مني إلا أن أقول لها هذه آخر مكالمة هاتفية بيني وبينك حتى يوم الزفاف وحتى اليوم ولفترة أسبوعين كاملين لم نتحدث ولم ترسل من قبلي أو قبلها رسالة واحدة، وقد بقي على يوم الزفاف شهر ونصف.
زوجتي هي أول مولودة لأهلها بعد انتظار دام 20 عامًا ومن زواج ثان لأبيها؛ فحظيت بكل الغنج والرفاهية من أبيها وأمها، فلم يرد لها طلبًا ولم يقصر والدها معها في شيء، مع العلم بأن حالتهم المادية متدنية جدًّا.. إلا أن والدها كان يشكر فضل الله على هذه النعمة، وهي أيضا تعرف من أين تؤكل الكتف وتستطيع أن تتلون بألف لون ولون.
عندما أتحدث إليها وأريد أن أوضح بعضًا من واجباتها الزوجية في المستقبل تثور وتنتفض وتطلق الأحكام الغريبة في حقي كأن أكون زوجًا متسلطًا، وأريد أن أقهرها وأحكمها وأستعبدها.
بعد أن اكتشفت هذه الأمور وفي رابع أسبوع على كتب الكتاب ذهبت أنا ووالدتي إليهم وخيرتهم بين أن يعيدوا المهر أو أن يعتدل سلوك ابنتهم (وفعلاً اعتدل سلوكها)، ومن هنا استطعت أن ألمس يدها وأحضنها، فاتضح لي أن الدلال أفسد هذه الفتاة، وأنا اليوم لا أطيق أن أسمع منها كلمة أو أنظر إليها أو حتى أسمع صوتها على الرغم من أنني أحمل لها مشاعر جمة وهي كذلك.
أفيدوني.. جزاكم الله كل خير
ودمتم..
13/11/2022
رد المستشار
صديقي...
يبدو أن الموقف لا يساعد على وجود علاقة زوجية ناجحة... أنت لا تعرف ما تريد وهي لا تعرف ما تريد من الزواج وعلى الأقل كلاكما لا يفهم ما هو الزواج... علاقة تقوم على المودة والرحمة والسكن والسكينة والسلام والوئام... إن لم تكن كذلك فهي لا شك سوف تفشل.
عليك أن تحدد ما تريده من الزواج ولماذا وكيف تريده؟ عليها هي أيضا أن تفعل مثل ذلك... ما هي توقعات كل منكما للآخر ومن الآخر؟ ما الذي سوف تعطيه أنت وما سوف تعطيها هي في علاقة الزواج... مثلا، إن كنت تهتم بالرومانسية وهي لا تهتم بها فسوف لن تستقيم الحياة بينكما... يجب أن يكون هناك توافقا بين رغباتكما وتوقعاتكما للعلاقة الزوجية ... أعتقد أنكما لم تعرفا ما يكفي عن بعضكما البعض لكي تنجح العلاقة بينكما.
ما زالت هي صغيرة على فكرة الزواج... من الطبيعي أن تريد أن تنطلق وتعيش المراهقة التي ما زالت في تعيش سنواتها لمدة السنوات الثلاثة القادمة على الأقل... هناك تعارض بين ما تفعل من صلوات وقيام الليل وبين عدم رغبتها في الارتباط بشخص متدين... ماذا يعني هذا تحديدا؟ عليك اكتشاف هذا.
لماذا تريد هي الزواج؟
ما زلت انت أيضا صغيرا على فكرة الزواج... إن كنت حنونا ورومانسيا فهذا لا يتوقف لأنها لا تفعل نفس الشيء بنفس الطريقة... هل أحبتك وأحببتها أم هي مسألة توقعات وما تقول لنفسك أنه المفروض أن يحدث؟؟؟ لماذا تريد أنت الزواج من هذه الفتاة تحديدا؟؟ ما الذي يعجبك في شخصيتها؟ أهي تمتلك الصفات التي تريدها في شريكة الحياة والأم لأطفالك إن رزقتما بهم؟؟
اعتدال سلوكها شيء مؤقت في أغلب الظن ولن يستمر إلا إذا تفاهمتما واتفقتما قبل إتمام الزواج واختبرتما المعاملة بينكما... إن كانت الواجبات والتوقعات التي تنتظرها منها هي أشياء عادية ومتوافقة مع شخصيتها ومنطقية وعادلة من ناحيتك (ترضاها على نفسك كما ترضاها عليها) فلا بأس من مناقشة الأمور بالطريقة التي تطمئنها أنك لن تتحكم فيها... ولكن إن كانت هي تأخذ موقف الخائف المتحفز فلن تستقيم الحياة بينكما.
أنصحك بتأجيل إتمام الزواج حتى تتأكد أنكما راضيان ببعضكما البعض بكل ما فيكما من محاسن وعيوب... لن يقدر أحدكما على تغيير الآخر على المدى الطويل.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب