لمشكلتي جوانب كثيرة، ولكي لا أضيع في التفاصيل وأضيعكم معي؛ فإني أعاني من زوج قاسي الطباع، سيء المعاملة، ولا يخاف الله ليردع نفسه عن الإساءة إليَّ بمناسبة وبدون مناسبة؛ فهو أناني جدا، ولا يحترم مشاعر المرأة أبدا.
أنا زوجته الثانية، وهو لا يعدل بيني وبين زوجته الأولى أم أولاده الثلاثة، لكنه يعيش معي في نفس الوقت علاقة حميمة طيبة جدا ومميزة، وهذا هو الشيء الإيجابي الوحيد في علاقتنا، هو عدائي جدا وعنيد، ويميل للعقاب كثيرا، وأنا هادئة ومسالمة، ولا أعاقبه على سوء معاملته لي بل أصفح عنه دائما، وكل صديقاتي يقلن لي: طيبتك هي السبب في عجرفته.
إحدى مشاكلنا الرئيسية أنه إذا اعترضت على تقصيره معي (وما أكثر ما يقصر فيه!) فإنه يذهب إلى بيته الأول، ويبقى هناك لأيام حتى يرضى، وطبعا في هذه الأيام أتعب كثيرا نفسيا؛ لإحساسي بالوحدة في هذه العلاقة المتوترة بين مد وجزر.
أنا ليس لدي أطفال؛ فهو يمنعني من الحمل بالعزل، وطبعا هذا الأمر صار يضايقني جدا؛ فأنا في أواخر الثلاثينيات وأحتاج لأن أكون أمًّا، وهو يغيظني بأولاده من زوجته الأولى التي تعاديني بدورها، وتحاربه لكي يطلقني، وهو يعاقبها بنفس الطريقة حين تعانده؛ إذ يبيت في بيتي كل ليلة، ويزور بيتها بعد انتهائه من عمله، ويبقى هناك لما بعد صلاة العشاء، وعندما أحاول أن أذكره أن ليس من حقه عدم العدل في المبيت، ولأي منا؛ فإنه يغضب، وأحيانا يثور، وقد يرميني بأي شيء في يده بسبب عصبيته.
حاولت معه بالنصح والكلام الطيب، وتذكيره بما يحث عليه الإسلام من طيب المعاملة والحوار، لكنه بدأ يهزأ بي، ويقول لي: هل صرتِ داعية؟.
إنني أعيش في بلده، وأهلي مغتربون في بلدان أخرى، ولدي قريبون في نفس المدينة، لكن زوجته الأولى تحظى بمساندة أهله وأهلها، وأطفاله معها، وهو لا يستطيع أن يعاندها كما تحاربه، لكنه يقوى على إيذائي، مع أنني له ناصحة أمينة، وصابرة على ظلمه لي، والله يشهد أني أحتسب الأجر والصلاح، ولكنني أحس بتعاسة شديدة عندما ينفجر غاضبا لأتفه الأسباب، وينصرف لبيته الأول ويتركني لأصالحه.
لو أنكم ترشدونني كيف أجعله يتوقف عن ذلك معي ومعها أيضا، حتى عندما أدافع عن حقها يقول لي: هل تحبينها لهذه الدرجة؟ وأقول له: أنا أريدك أن تكون عادلا، فلا يلومك أحد منا، لكنني أحس أنني أتكلم مع حائط صلد لا تخترقه توسلاتي، أرشدوني أثابكم الله.
30/10/2022
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية توقفي عن الشكوى لصديقاتك من زوجك، ولا تلتفتي إلى نصائحهن التي قد تكون منحازة وغير واقعية.
عزيزتي وافقت على الزواج وكنت تعرفين أنه مسؤول وأنك ستواجهين مشكلات اجتماعية معدة مسبقا سواء لوجود زوجة أولى وأولاد أو موقف جائر من المجتمع النسوي فلماذا وافقت علي هذا الزواج، لابد أنه كان لديك أهداف محددة أردت تحقيقها من خلال هذا الزواج ركزي على تحقيقها ولا تنجري وراء صغائر الأمور. قد يكون هدفك وجود مسؤول عنك، قد يكون هدفك العفاف أو الانجاب، أي كانت أهدافك أرجوك تذكريها واعملي على تحقيقها.
لا تتبني موقف الضحية المظلومة أنت اخترته كزوج فما هي الإيجابيات التي دفعتك للموافقة عليه دون غيره، تذكريها وركزي عليها. لم تذكري مدة زواجكم ربما ما تعانين منه هي الخلافات الطبيعية التي يمر بها أي زواج في بدايته حتى تستقر العلاقة ويتحقق الانسجام في الواقع بعد أحلام فترة الخطوبة. لا تظني أن الخلافات مع زوجك عائدة لأنه متزوج فبدل منزل زوجته التي يغادر لها وتشعرين بالغيرة والهجر كان من الممكن أن يعود إلى منزل والديه إن كانت لديه هذه السمة، الهروب من أرض المعركة.
لا تظني أني قد ألومك لاختيارك أن تكوني زوجة ثانية ولكن لا أريدك أن تظني أن خلافاتك مع زوجك سببها الأساسي أو الأهم زوجته الأولى. تبنيك هذا الرأي سيمنعك من البحث عن أسباب الخلافات الحقيقية والعمل عليها.
أقترح عليك أن تتجنبي ذكر زوجته الأولى بالخير أو الشر، تذكري التركيز على مطالبك منه وترتيبها حسب أهميتها بالنسبة لك، وتقديم الرعاية له التي تزيد من دورك في حياته بالإضافة إلى العلاقة الخاصة بينكم والتي هي أساس لا يستهان به لزيادة الود والوفاق في باقي جوانب حياتكما معا.