ط.ب.ح.د × و.ذ.ت.ق وتسأل هل هذا وسواس؟
وسواس الكفر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه، أتمنى أن تجاوبني الأستاذة رفيف الصباغ جزاها الله خيرا
الحمد لله تخطيت بعض الأمور التي أوسوس فيها، لكن بقيت أمور أخرى أتمنى أتجاوزها وأظن أنها لا علاقة لها بالوسواس، وهي الاستهزاء بالدين وامتهان المصحف أو الأوراق التي فيها ذكر الله والرياء المحض. بالنسبة لي الحمد لله لا أرمي شيئا فيه ذكر الله، لكن أحياناً أرى أشياء فيها ذكر الله مرمية فلا أستطيع رفعها. مثلا أكون في السيارة فأرى في الطريق كيس أحد المحلات عليه اسم الله ولا أستطيع الوقوف لأخذه، فما التصرف الصحيح لكي أخرج من الإثم هنا؟
-وكذلك توجد حاوية مخصصة للكتب عند باب مقر عملي توضع فيها الكتب الدينية ومرة وجدت كيس أسود فخشيت أن أحدهم ألقى قمامة بالحاوية وذهبت لأنظر ووجدتها أحذية وملابس، قد وضعت مع الكتب فأخرجتها ووضعتها جانباً وصرت كلما مررت من الحاوية أتجنب النظر إليها كي لا أرى شيئا وأضطر لرفعه وإخراجه من الحاوية حرجا من الناس وأحيانا تقع عيني على هذه الحاوية فأجد أكياساً سوداء ولكن لا أذهب لأنظر ما فيها فهل علي شيء؟ مع أنه يأتي في نفسي أنها ربما تكون قمامة أو أحذية
وكذلك المصحف أرى بعض الطالبات جالسات على الكراسي ويضعن المصحف في الشنطة وتكون الشنطة على الأرض بجوار القدم لعدم وجود مكان لها ،فهل في هذا امتهان؟ وهل عدم الإنكار كفر أم إثم؟ وهل إذا رأيت شخص تصرف تصرفا فيه امتهان للمصحف ولم أنكر عليه بلساني هل أكفر أم مجرد الإنكار بالقلب يبعدني عن الكفر؟
أما بالنسبة للاستهزاء فكثيرا ما أسمع كلمات ممن حولي أشك أنها استهزاء فأخاف من الإثم لأني لم أنكر وأجد من نفسي ضعف وتردد في الانكار عليهم قد يكون جبن وضعف مني وقد يكون خوفا أن يكون ما قاله الشخص ليس استهزاء فأكتفي بالإنكار بقلبي فألوم نفسي وأحزن وأشعر بالذنب، وأحيانا أبتسم حينما تكلم الشخص بكلمته ولا أستوعب أنها قد تكون استهزاء إلا بعد وقت
فأخاف من الكفر، فماذا أفعل؟
وكذلك الرياء المحض قرأت أن من العلماء من يعده شركا أكبر. فأوسوس في بعض الأمور هل هي رياء محض أم لا؟ وخصوصا في الأمور التي يطلب منك أحدهم فعلها كأن يطلب منك أن تقرأي شيئا من القرآن في حصة درس أو ما شابه فتفعلين حرجا من الشخص فقط فهل هذا يعتبر رياء محض؟ وكذلك حين أتعرض لموقف أشك أنه كفر وأبدأ أخاف منه يأتيني شعور تسخط قوي جدا ً ولا أدري أن كنت دفعت هذا الشعور أو استسلمت له ورضيت به فيستقر بقلبي مدة حتى تهدأ نفسي وقد يستغرق الأمر ساعات فهل أحاسب عليه؟
وأنا أكتب لكم أشعر أن فيما قلته ذنب وإثم وقد ترددت في إرساله. فهل هو كذلك أم أن هذا وسوسة؟ وأخيراً عندي رغبة بالتوبة من كل المواقف التي تتعلق بما ذكرت، ثم أتوقع أنها ستقع مرات أخرى وسأتصرف بنفس الطريقة فأشعر أن عقلي مشوش وعزمي متردد فأؤجل التوبة في كل مرة .وأنا بسبب هذا الخوف الدائم والشعور بالذنب ليس لدي رغبة بالحياة وأنام كثيراً هروبا من هذا الشعور وأتجنب الخروج والناس حتى لا أتعرض لمثل هذه المواقف
أرشدوني
وشكراً لكم
6/11/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "آمال"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
للأسف ما بقي لديك هو وسواس وليس كما تظنين من عدم علاقته به، وأسئلتك منضوية تحته!
-سؤالك عن الأوراق المرمية التي فيها اسم الله تعالى: لقد كثرت الأوراق التي ترمى على الأرض وفيها اسم الله تعالى، وعمت بها البلوى، وأصبح رفعها كلها شاقًا ومتعذرًا، لهذا لا نأثم بعدم رفعها، ولا نتحمل وزر ما فعله الآخرون برميهم لتلك الأوراق.
وأما حاوية الكتب: أولًا: لست مكلفة بالنظر إليها، ولا بفتح الأكياس المرمية فيها. وثانيًا: يمكنك وضع ورقة بأن هذه الحاوية للكتب، الرجاء احترامها وعدم وضع القمامة فوقها. ولا تضرك مخالفاتهم بعد ذلك، قد أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر.
-سؤالك عن وضع الحقائب التي فيها مصحف على الأرض: إذا كان المصحف في حقيبة ضمن كتب أو أمتعة أخرى، فلا يضر وضع الحقيبة على الأرض، وواجب الطالبة أن تضع المصحف بشكل محترم داخل حقيبتها.
-سؤالك عما يجب فعله تجاه الكلام الذي تشكين أنه استهزاء: لا تفعلي شيئًا!! الشك كالعدم، إذا لم تتأكدي من حكم ما يقال، فليس عليك شيء. فإذا تأكدت أن الكلام محرم، فإن استطعت أن تعرّفي القائل بحرمة ما يقول، فافعلي، وإن لم يكن الوضع مناسبًا للنصح فأنكري بقلبك فقط.
أحيانًا أسمع في الشارع من يسب الذات الإلهية والعياذ بالله، ولكني لا أستطيع النهي دائمًا رغم أني أتمزق، فبعض الناس من الوقاحة والسفالة، بحيث تخشين من نهيهم أن يسبوا مرة أخرى... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
-سؤالك عن الرياء: كعادة الموسوسين، لا يرون إلا أشد الأحكام وإن كانت ضعيفة أو غير معتمدة، ولا يحاسبون أنفسهم إلا على أساسها!! الرياء المحض محرم ومحبط للعمل، وليس كفرًا أو شركًا، هذا أولًا... وثانيًا قد اتفقنا أن الوسواس والشك لا قيمة له، وأنك غير مطالبة بفحص دواخلك لمعرفة الحقيقة، فأنت كموسوسة لن تستطيعي معرفة حقيقة داخلك ونيتك مهما حاولت، ولن يزيدك التفتيش إلا حيرة وشكًا، فوفري جهودك ولا تقومي بعمل لا فائدة منه ولا تفتشي.
كل ما تطالبين به هو أن تستحضري الإخلاص في البداية فتقولي: أنا سأقرأ لتحصيل الثواب، وأحسن صوتي وقراءتي لإعطاء القرآن حقه. ليس من الضروري أن تقتنعي بذلك، سمي الله وابدئي.
-شعور التسخط من الأفكار الوسواسية أمر طبيعي عند الموسوس، وطبعًا لا يؤاخذ عليه
-شعورك بالذنب تجاه ما تكتبينه:
ما المشكلة فيما تكتبينه لنا حتى تشعري بالذنب والوسوسة؟!! وسواس غريب!! السؤال عن الشبهات الحقيقية ليس فيه إثم بل واجب، فما بالك بالسؤال عن الوسواس؟!! ليس فيه إثم قطعًا
ولا داعي للتوبة من الأمور التي ذكرتها، فهي ليست ذنوبًا بل وسواسًا خارجًا عن الإرادة لا إثم فيه.
عافاك الله وفرج همك.