أنا زوج لم يمر على زواجي سوى بضعة أيام، وبالرغم من ذلك أرى أنني قد تعجلت في هذا الأمر على رغم أني كنت أعشق زوجتي فترة الخطوبة، وكنت أتمنى اليوم الذي يجمعنا سويًّا.
ولكن بعد الزواج بيوم واحد أحسست أنني قد أدخلت نفسي القفص الذهبي وكبلت يديّ بنفسي، وما يزيد عندي هذا الشعور أنها غيورة لدرجة أنها تشك في كل تصرفاتي حتى إذا ما تأخرت في العمل بعض الأيام ظنت أني كنت مع غيرها، وهذا الشعور يزداد عندي يومًا بعد يوم، وبدأت أشعر بعدم الرغبة في اللقاء الطبيعي بين أي زوجين، وأصبحت هي تزداد شكًّا، وكلما ازداد شكها ازداد ابتعادي عنها وعدم رغبتي في معاشرتها معاشرة زوجية.
والآن كل ما أفكر فيه هو أنني اتخذت قرارًا متسرعًا، حيث لم تكن فترة الخطوبة سوى سنة، ولم أكن أعرفها قبل ذلك، ولكن أحسست أنها كل حياتي خلال هذه السنة، وما كان يقربني منها أنها إنسانة على خلق ومن أسرة طيبة، وعلى الرغم من معرفتي الواسعة بعالم النساء قبل الزواج، لكني أجد صعوبة بالغة في التعامل معها بعد الزواج ولا أستطيع أن أمحو من فكرها الشكوك التي تساورها من ناحيتي، والآن أخشى أن تنتهي حياتي بالفشل من قبل أن تبدأ، فأرجو إفادتي، ولكم جزيل الشكر.
في فترة الخطوبة كانت لقاءاتنا في البيت دائمًا وفي وجود الأسرة، حيث إن والدها لا يقبل بالخروج ولا الفسح خلال فترة الخطوبة، وأنا أشعر بأني لم أعرفها جيدًا خلال فترة الخطوبة إلى جانب أنها تستمع كلام أختها الأكبر سنًّا والتي تسلم بكلامها تسليمًا دون تفكير، وأنا أشعر أن أختها هي السبب وراء كل ما يحدث لي ولها.
22/4/2024
رد المستشار
R03;أهلاً بك على صفحة استشارات مجانين..
كل إنسان يتزوج يذكر أنه قد دخل القفص الذهبي، فهناك قدر مما تحكي عنه يحدث بشكل طبيعي، حيث تكون فرص الاختيار الزواجي قد انتهت، ولكن أعمارنا القصيرة لا تتيح لنا أن تكون فترة الخطوبة سنوات طويلة، كما لا تتيح لنا أن نقابل كل نساء العالم ونختار الأفضل، كما أنني أظن أن الزواج فيه جزء من التحرر من منزل الأهل وتحكمهم فينا، كما أن به الحرية التي لم تكن متاحة لكما أثناء الخطوبة، فأصبح لكما الحرية المطلقة في أن تخرجا وقتما تشاءان، وأن تقترب منها بالطريقة التي لم تكن تستطيع أن تفعلها أثناء الخطوبة.
أما بالنسبة لفكرة أنك لم تكن تخرج معها أثناء الخطوبة فلا أظن أنك كنت سترى منها تصرفات جديدة تمامًا عن التي رأيتها عليها، وفي منزلها تتصرف فيه بقدر من التلقائية التي يصعب أن تكون عليها إذا ما خرجت معها.
تقول إن فترة الخطوبة كانت سنة فقط!! وأظن أن فترة السنة ليست بالفترة القصيرة، خاصة أنك أحسست أنها كل حياتك خلال تلك الفترة، ولكن يا سيدي هناك مداخل كثيرة للشيطان، منها أن يزين لنا الحرام ويبغض الحلال في نظرنا، أي يزين لنا التقارب في فترة الخطوبة، ويجعلنا لا نشعر بجمال النعمة التي أعطاها الله تعالى لنا من حيث الاستقرار -الذي يفتقده الكثيرون- في خلال الحياة الزوجية، ومن حيث العلاقة الزوجية الحميمة التي هي الطريق الوحيد المباح للتعبير عن المشاعر الجنسية نحو الجنس الآخر.. تقول إنك كنت تعشقها أثناء فترة الخطوبة، وقد جاءت الفرصة الآن لتعبر عن مشاعرك.
ما عليك فعله هو أن تعطي فرصة لحياتك الزوجية التي انقضى منها أيام فقط قبل أن تحكم على نفسك بأنك تسرعت، وأن تعطي لنفسك ولزوجتك فرصة لتعيش الحياة بجمالها وزينتها، فالزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا، زوجتك كما قلت إنسانة طيبة وعلى خلق، كما أنها تحبك بدليل أنها تغار عليك، ففكر في جوانبها الإيجابية ولا تقف عند نقطة واحدة سلبية.
بالنسبة لمشكلة الشك:
تقول إن زوجتك تشك في تصرفاتك أما سألت نفسك لماذا تشك؟ وهل لك دور في حدوث هذا الشك أو على الأقل في التقليل منه؟ إذ ربما تتصرف بطريقة تجعلها تشك دون أن تقصد!! وعلى أي حال يمكنك أن تقلل من شكها أو غيرتها بأن تبتعد عن المواقف التي قد تجعلها تشك فيك، فمثلاً تحدثها بشكل عام عن طبيعة عملك وما دار خلال يومك في العمل، وأن تتصل بها من العمل لتطمئن عليها وتطمئنها بأنك تتذكرها وتفكر فيها.. كما يمكنك أن تفاتحها في موضوع الشك وتخبرها بمشاعر الضيق التي تنتابك من خلال شكها فيك، وتطلب منها أن تقلل من التعبير عن ذلك الشك.
أخيرًا.. لا أعرف أين دور أخت زوجتك في تصرفاتك أنت المتعلقة بعدم رغبتك في زوجتك أو في إحساسك بأنك دخلت القفص الذهبي.. لا تعطِ الأمور أكبر مما تستحق.