السلام عليكم
أنا شاب أعيد الثانوية عدة مرات، أحس بفراغ كبير، عشت بالسعودية 16 سنة، أحب الوحدة أحس بتقلب في حياتي، فبعض الأحيان أصبح شيخا والبعض الآخر يافعا، أنا لا أحب أمور البنات من ناحية الحب وأراهن لممارسة الجنس، أمارس العادة السرية كثيرا،
أحس بفراغ واسع وفشل
لا أدري ماذا أفعل!! فساعدوني.
6/11/2022
رد المستشار
هل تعلم يا أخي أن صفحة "استشارات مجانين" تستقبل مشكلات أصدقائنا من كل الأعمار لكن سن 16 وهي سنك لها خصوصية فهي بالنسبة لنا تعني بداية الشباب لأن الشباب يبدأ تقريبا من هذه السن حيث يمر الإنسان بمنعطف تاريخي في حياته مع نهاية المراهقة وبداية الشباب، ويبدأ عندئذ في اكتشاف ذاته ومعرفة الحياة والكون من حوله، ويقف وقفة مع نفسه -كما تقف أنت الآن- ليراها على حقيقتها ويتحسس مشكلاتها، وعيوبها واحتياجاتها وأحلامها.
أنت الآن تمر بهذه المرحلة، تنظر لنفسك فترى فشلا دراسيا وفراغا ووحدة وحبا للجنس!!
أقول لك هذه الوقفة في حد ذاتها شيء طيب ومبشر، والأهم هو أن ترتب هذه المشكلات حسب خطورتها، وتخرج بتوصيات عملية وتأخذ على نفسك عهدا بالالتزام بها بالتدرج وبكل إصرار وإرادة.
المشكلة المحورية هي الفراغ. لذلك فإن الحل السحري لكل معاناتك هو ملء هذا الفراغ.
إذا أعطتك والدتك كوبا فارغا، وقالت لك: "املأ" هذا الكوب ماء، فإنك ستتوجه للصنبور وتملأ الكوب من مائه، الأمر سهل.
ولكن عندما يعطيك الله "حياة" ثم أنصحك أنا بأن "تملأ" فراغ هذه الحياة، فسوف تسألني: أين الصنبور الذي إذا فتحته "يملأ" هذا الفراغ؟ أقول لك: الأمر هنا ليس سهلا، فليس هناك صنبور نفتحه ليضخ لنا أعمالا تملأ حياتنا بمجرد الضغط عليه!!
كيف تملأ هذا الفراغ إذًا؟!
أقول لك بعض النصائح لعلها تساعدك:
ملء الفراغ يبدأ من الداخل وليس من الخارج، بمعنى أنه يبدأ من اكتشافك لنفسك، وبحثك عما قد تميل إليه هذه النفس لتنميه وتطوره، فهل تميل للقراءة، أم الرياضة أم الفنون أم النشاط العلمي؟
ولا تقل لي إنك لا تميل لشيء، ربما يكون هناك ميل كامن ولكنك لم تكتشفه بعد.. أنت في حاجة لاكتشافه الآن.. مع اكتشافك لذاتك أنت في حاجة للإحساس بدور لك في الحياة.
إن أول ما يسأل عنه الله سبحانه وتعالى عبده يوم القيامة عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه، كما يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك".
أنت لك مهمة في هذه الحياة إذًا، وسيسألك الله عز وجل عن هذه المهمة.. ترى ما هي؟ هل فكرت فيها؟ هناك دور مطلوب تجاه الله عز وجل من عبادات وقربات، وهناك دور تجاه أهلك من بر وصلة وإحسان، وهناك دور تجاه مجتمعك من أعمال خير وإصلاح، وهناك دور تجاه دينك من نصرة، وبذلك عليك أن تفكر في هذه الأدوار وتسعى لتحقيقها بالتدريج وبرفق، فإن هذا سيجعلك تشعر بمعناك وقيمتك في الحياة.
لا تحرم نفسك من الصحبة الطيبة فإن المهارة الاجتماعية شيء مكتسب، ومن الأفضل أن تحاول اكتسابه من الآن؛ لأنك إذا تعودت على الوحدة فسيكون من الصعب عليك التخلص منها وهذا ليس في مصلحتك.
أعتقد يا أخي الكريم أنك إذا استطعت أن تملأ الفراغ الداخلي عندك فإن حياتك ستتجدد بها الحيوية والنشاط، وعندئذ سيكون من اليسير تجاوز أو تحجيم باقي المشكلات مثل التعثر الدراسي وممارسة العادة السرية.
وأنا أدعوك للاطلاع على مشكلات سابقة، مثل:
المواقع الساخنة.. الاستمناء .. وداعاً للإدمان
تحت العشرين.. حب وجنس وفشل دراسي!!
أخي الكريم، لا تنس أن تصل نفسك بالله عز وجل فإنه سبحانه وتعالى نعم المعين، وأن تتوجه إليه بالدعاء أن تتجاوز هذه الكبوة وتخطو نحو مرحلة الشباب ناجحا متوازنا قويا.