إخوتي وأعزائي، .. لا يعلم غير العليم وحده كم انتظرت كي أحصل على الفرصة لأراسلكم؛ لأنه وبصراحة لم يبق لي إلا الله أولا ثم أنتم ثانيا وإلا فلا يعلم إلا الله بحالنا وماذا سيحل بنا.
نحن عائلة من 5 إخوة و5 أخوات وأب وأم، ومشكلتنا تكمن في أبينا فهو أب شديد شرس وقاسٍ، يعاملنا بعجرفة وعنجهية شديدة جدا، لا ينفع معه نصح ولا غيره، حتى إنه يقاطع بعض أفراد العائلة ولا يكلمهم لسنوات، وتمتد شراسته أحيانا لتصل إلى الأقارب والجيران، ولا يمكن التفاهم معه بأي شكل كان لأنه لا يقبل التفاهم، أحال حياتنا إلى جحيم لا يطاق، عقَّد الحياة وجعل كل فرد في العائلة يعيش متقوقعا على نفسه لا يمكن أن يحكي أو يصارح أي أحد.
بالنسبة لوضعنا المادي جيد والحمد لله، والعائلة يُشهد لها بالصدق والأمانة والاحترام وأداء الفروض كلها، ومع هذا فما زال لدينا الصبر وثقتنا في الله كبيرة، وبالنسبة لحال أبي فأنا أرى أن إصلاحه ميؤس منه إلا بمعجزة إلهية. أطلب تدخلكم ماذا أفعل مع هذا الأب؟ ما أحسن الأدعية التي أدعو بها الله ليفرج عني وعن عائلتي؟ وفى أي وقت يستحب الدعاء بها؟ وما رأيكم في أن أعمل له تميمة عند أحد المشايخ؟ مع أنني أخاف أن أغضب الله في حق الوالد.
وختاما.. العذر إذ أطلت عليكم فليس لدي سابق عهد بالكتابة، كما أن بالي مشتت من هذه الحياة الحزينة البائسة.
ودمتم في خدمة المظلومين أمثالي وأتمنى لكم مليون أجر وثواب على كل حرف يخفف ولو ذرة من آلام البشر.
13/11/2022
رد المستشار
مرحبا بكم صديقنا "حسن"
هناك أمور قدرية خارجة عن إرادتنا وقدراتنا منها أننا لا نختار موعد ميلادنا ولا وفاتنا ولا آباءنا ولا موطننا، لذلك نحن غير مكلفين في بعض الأمور ولا محاسبين عليها فقط علينا حماية أنفسنا وتقبل بعض الأمور والتعايش معها لعل الله يحدث أمرا أو يقوم الزمن بدوره في تغيير الأمور الصعبة.
إذا كان والدك هكذا كما ذكرت فإن العمل على تغييره ليس هدفنا الأساس وإنما العمل على حماية أنفسنا من المواجهات غير المفيدة وتفهم الطبع المغاير. فما عليك فعله هو أن تعرف أنه لا مهرب من كونه أباك بل سيكون عليك مصاحبته بالمعروف وبره، وأن تهتم بنفسك فليس عليك نصحه ولا البحث عن علاجه إنما تقبله كما هو وانشغل بمهامك في الحياة إن كنت طالبا، وبهوايتك وصداقاتك.
أقصد من كلامي هذا أن الصبر وتقبل بعض الأمور هو أحيانا يكون حلا سحريا رغم أنه ليس سهلا في أول الأمر لكنه في مثل هذه الظروف هو الحل الأنسب غالبا. ويمكنك أن تفكر في الآتي:
ما فوائد الانشغال بتغيير الأب وقد ظل على هذا الطبع سنوات من قبل أن يكون أباك؟
ماذا يمكن أن تخسر في محاولة نصحه المتكرر أو الذهاب هنا أو هناك لحل مشكلة ليست في يديك؟
ما الذي في يديك الآن لفعله؟
أخيرا، ربما الإحسان وتقديره كأب رغم تصرفاته غير الحانية عليكم هو طريقتكم الوحيدة للتغيير.
وربما حماية أنفسكم من انفعالاته والانشغال بمهام حياتكم هو طريقتكم الثانية لتغيير واقعكم عبر السنوات القادمة.
دمتم بخير يا "حسن"
واقرأ أيضًا:
أبي.. ولكن كيف لا أكرهه!!
أبي يهين أمي أمامي!
أبي رجل عسكري نرجسي إلخ..
قصة كل يوم: أبي ودموعي وضميري