أنا رجل ابتليت بالوسواس القهري في الطلاق وأتعالج حاليا عند طبيب نفساني... اسألوا الله لي الشفاء. توجهت لطبيب نفساني منذ 4 أشهر فقال إن عندي مرضا نفسيا يدعى (الوسواس القهري).. فوصف لي دواء، ولكنني لا أحس إلا بتحسن بسيط جدا كلما تفوهت بكلمة أجد لها تأويلا لكي تبدو طلاقا، كلما اختلفت مع خطيبتي لأي سبب تكون الفكرة في رأسي.
سألت علماء كثر فقالوا لي أن طلاق الموسوس لا يقع إن شاء الله إلا إذا أراده إرادة أكيدة لا شك فيها، والآن كلما غضبت من زوجتي لأي سبب تافه أجد فكرة الطلاق في رأسي، وبما أنني أكون غاضبا منها، أصبح غير مميز بين إرادة الطلاق إرادة حقيقية وبين الوساوس التي تنتابني والتي تجد لها طريقا سهلا إلى نفسي إذا ما غضبت من زوجتي.
أسأل نفسي أحيانا أليس من الطبيعي أن يتضايق الإنسان من بعض تصرفات زوجته؟ فلماذا لا يخطر ببالي إلا الطلاق عندما أتضايق من زوجتي؟ هل هذه نية طلاق؟ أم هي الوساوس؟ والله ما عدت أدري فهل الوسواس القهري يؤثر في طريقة تفكيري؟ وهل يؤثر في قراراتي؟ وهل هذا هو السبب الذي جعل العلماء يفتون بأن طلاق الموسوس لا يقع؟ أم أنني مجنون؟ أم هل هذه طريقة تفكيري الاعتيادية؟ أم ماذا؟
والله إني في حيرة عظيمة، ألا يجوز أن أغضب من بعض تصرفات زوجتي؟ لماذا لا يخطر ببالي إلا الطلاق؟ فمثلا اليوم قال لي أخي أنه لم يجد السيارة التي طلبتها زوجتي للزفاف... وشعرت أن هذا قد يحرجني مع زوجتي... وجاء في نفسي أن هذا سوف يضعني في موقف محرج مع زوجتي وأخي ولا أدري كيف جاءت فكرة الطلاق إلى نفسي. ولا أذكر أنني قلت شيئا أبدا، ثم وجدتني لا أقاوم فكرة الطلاق في داخلي كما في كل مرة تأتيني الوساوس ففزعت وأخذت أعض على لساني كي لا أقول شيئا ثم خطر لي أنه بما أنني نويت الطلاق (لم أقاوم الفكرة) أنني تلفظت بالأفكار التي في رأسي وفزعت، وزاد الموضوع تعقيدا وجود حالة التناقض بين عدم رفض فكرة الطلاق في داخلي وبين عضي على لساني كي لا أتفوه بشيء.
فقلت لا بد أن هذا طلاق لكوني لم أقاوم الفكرة في داخلي، وبدأت دوامة الأفكار تأخذني
فما رأي الشرع في ذلك بارك الله فيكم.
15/11/2022
رد المستشار
الأخ المتصفح الفاضل "حسين" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
فعلا طلاق الموسوس بالطلاق لا يقع وأجمل ما قاله الفقهاء في ذلك هو أنه لا يوقن من نفسه شيئا يبني عليه، وأما مقولة (أن طلاق الموسوس لا يقع إن شاء الله إلا إذا أراده إرادة أكيدة لا شك فيها) ... فتحتاج اشتراطا هو ألا يكون الطلاق موضوع وسواسه القهري، فربما يستطيع عندها أن يريد الطلاق إرادة أكيدة، ودون هذا الشرط ففقهها قليل في رأيي المتواضع.
ثم هناك سؤال أنت لم تزل خاطبا؟ أي لم تعقد قرانك، والطلاق لا يكون إلا بعد العقد، يعني أنت توسوس عن بعد .... تستبق المستقبل بعد زواجك منها؟ أم أنك تقصد بالطلاق الانفصال عن خطيبتك؟ ... في كل الأحوال واضح أنك تفكر بصورة قهرية في الطلاق أو الانفصال عن شريكتك وهذا موضوع وسواسك الحالي يا "حسين"، وهذا يستدعي أن تسارع بعرض نفسك على طبيب نفساني، وسأضع لك عددا من الارتباطات هنا عن وسواس الطلاق وحكم طلاق الموسوس.
اقرأ على مجانين:
وسواس الطلاق والخلع والزواج
وسواس الطلاق: الموسوس لا طلاق له!
أنا وزوجتي ووسواس الطلاق
وسواس الطلاق: اكتب طالق 50 مرة!
وسواس الطلاق وطهر زوجتي
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.