حضرة الدكتورة حنان طقش،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود في البداية يا دكتورة أن أشكرك وكل زملائك على هذا الجهد الهائل والجبار الذي تبذلونه في هذا الموقع بشكل عام وفي هذه الصفحة بشكل خاص، هذه الجهود المعطاءة التي جعلت من شبكتكم دعما نفسيا واجتماعيا شاملا. ولك أنت شخصيا شكر خاص على أسلوبك وطرحك وردودك الدافئة الهادئة التي تجعلني والكثيرين من القراء نشعر بأننا نتحدث ونقرأ لأمنا!
فيا أمي أريد أن أطرح عليك مشكلتي أو مشاكلي -بمعنى أصح- التي أرجو أن يتسع صدرك لقراءتها، وأن أجد لها عندك حلا أو مشورة! مشاكلي نوعا ما مشوشة وغير مترابطة، ولكني في نفس الوقت أشعر أنها بسيطة جدا وسخيفة مقارنة بمشاكل الآخرين من طالبي المساعدة من هذا الموقع الرائع (أعانهم الله وأعانكم جميعا على مساعدتهم لحلها). ولكنها بالنسبة لي هي معضلات حياتية وإن لم تؤثر سلبا كثيرا علي أو على حياتي على الأقل حتى الآن، إلا أنها تؤرقني؛ لأنها تشعرني بأنني قد لا أحقق أهدافي أو أنني قد أفشل في حياتي المستقبلية بسببها.
وقد كتبت سابقا لهذه الصفحة، ولكني لم أتلق ردا شافيا، ربما بسبب قلة المعلومات التي أوردتها؛ ولذلك سأكتب هذه المرة بشيء من التفصيل. أبدأ بمقدمة سريعة عن نفسي وشخصيتي، أنا شاب عازب قاربت الثلاثين من عمري، متدين وأحاول الالتزام قدر الإمكان بكل تعاليم الإسلام الدينية منها والدنيوية. أتمتع بصحة جيدة والحمد لله، مغترب في إحدى الدول العربية وأعمل بوظيفة فنية مرموقة، علاقاتي الاجتماعية ممتازة جدا مع الجميع من أسرة وأقارب وأصدقاء وزملاء.
أحمد الله على منحي الكثير من الصفات الحسنة مثل الهدوء والتواضع والحلم والعقلانية في اتخاذ القرارات والثقافة العامة وسعة الاتطلاع وحبي لأهلي. أنا إنسان حالم لأبعد الحدود ولدي طموحات كثيرة جدا (لا أدري إن كان ذلك نعمة أم نقمة!) وأحس بمسؤولية كبيرة وبتقصير هائل تجاه أمتي الإسلامية. وضعت لحياتي شجرة أهداف كبيرة رأسها يمثل الهدف الأساسي وهو نيل مرضاة الله تعالى ودخول جنته الخالدة، ولتحقيق ذلك وضعت أهدافا فرعية منها ما هو ديني مثل الإيمان والعقيدة وتأدية الفرائض، ومنها ما هو دنيوي اجتماعي مثل بر الوالدين وصلة الأرحام ومساعدة الناس بكل ما توفر لدي من إمكانات، ومنها أيضا ما هو دنيوي علمي ومهني يتمثل بطلب العلم والعمل بجد لتطوير مشروع علمي تنموي شامل وناجح ومنتج يعود علي بالمال الحلال الوفير ويعود بالخير الكثير على الأمة الإسلامية، ويكون جزءا من مسيرة أكبر هدفها إنقاذ الأمة الإسلامية مما هي فيه من بؤس وضعف وضلال وتخلف علمي.
تبدأ مشاكلي عند بدء التخطيط والتنفيذ لتحقيق هذه الأهداف، فرغم نجاح نسبي في تحقيق جزء منها وهو ما يتمثل بالأهداف الدينية والأهداف الدنيوية الاجتماعية، فإن هذا الأمرهو جزء من حياتي اليومية، ولا يحتاج عناء كبيرا في التخطيط والتنفيذ، ولكن الطامة الكبرى هي أنني لا أجد أي تقدم في تحقيق الأهداف الدنيوية العلمية والمهنية، وإن سألتني عن الأسباب فأعطيك الكثير، ومنها:
1. قلة الوقت فالوقت يمضي بشكل سريع ورهيب ولا بركة فيه تارة هي ضغوط العمل اليومي مصدر الرزق، وتارة أخرى هي متاعب الحياة اليومية من تعب جسدي أو وعكة صحية ما، وتارة أخرى هي بعض الأنشطة الترفيهية المتواضعة التي لا بد منها لتكسر روتين الحياة، وتارة هي الأعمال المنزلية الروتينية! أما النهاية فهي معروفة وقت محترق ولا تقدم ولا إنجاز فيكون الحل هو الغرق في أحلام اليقظة؛ حيث إن تخيل تحقيق الأهداف يكون أسهل وألذ بكثير، وطبعا يلي ذلك لحظات يأس مقيتة ومن ثم النوم ومن ثم بدء يوم جديد في الصباح التالي وهكذا.
2. لا أستطيع أن أبدأ بعمل ما قبل أن أتمم الكثير من الأعمال الأخرى التي أشعر أنني إن لم أنجزها فإنني لن أتمم ذلك العمل الرئيسي، فمثلا لا يمكن أن أبدأ ببحث ما أو دراسة موضوع علمي معين قبل أن أنظف كل المنزل، وقبل أن أقرأ كل الصحف والمقالات اليومية التي تهمني، وقبل أن أجري الاتصالات الهاتفية أو الزيارات الاجتماعية المهمة، وقبل أن أتصفح الإنترنت، وأرد على رسائل البريد الإلكتروني، أو قبل أن أقوم بالتسوق لاحتياجات المنزل والتأكد أنه لن ينقصني شيء في اليوم التالي وهكذا... في النهاية لم يبق الكثير من الوقت والجهد لدراسة ذلك الموضوع العلمي أو تنفيذ ذلك البحث.
3. وحتى لو أني بدأت عملا ما، فأنا دائم البحث عن النتيجة الكاملة والمتقنة؛ فأعمالي تأخذ مني وقتا طويلا جدا حتى أنجزها، ويتخلل ذلك الكثير من البحث والتحليل والتوثيق، وأحب دائما أن أبدأ بالكتابة والتخطيط، وهنا قد تضحكين على شيء يا دكتورة وهو أنه كلما فكرت في هدف ما لأحققه أو خطرت ببالي فكرة مفيدة فأعجبتني أو أي شيء آخر سواء تعلق الأمر بالعمل المهني أو نواحي الحياة الاجتماعية العامة أو أي شيء، فإنه لا يهدأ لي بال حتى أوثقه بالكتابة وأضع خطة لتنفيذه! قد تستغربين أنني أشعر براحة نفسية هائلة بمجرد أن أوثق الشيء أو أكتبه حتى أصبحت معروفا بين زملائي بأبي الأوراق! وإذا أتيح لي الوقت الكافي، تكون نتيجة العمل في النهاية رائعة جدا ومحل ثناء الجميع.
ولكن ما يزعجني أنه واقعيا لا يتاح لي الوقت في أغلب الأحيان، وبالتالي إذا قارنت الجهد في التفكير والتخطيط من أجل نتيجة كاملة ومتقنة مع حجم ما تم تحقيقه من أفكار وطموحات فهو أقل بكثير أو ربما شبه معدوم، بينما قد ينجح غيري في إتمام نفس العمل بدرجة اكتمال أقل وجودة أقل، ولكن بشكل يؤدي الغرض المطلوب. وهنا أصاب بالاكتئاب والكسل والملل وأشعر بأنني أشبه الوفود العربية في المؤتمرات حيث الكثير من القرارات والخطط الجميلة، ولكن لا شيء على أرض الواقع، وهنا يأتي الهروب مرة أخرى إلى أحلام اليقظة للتعويض ومحاولة محاكاة الأحلام، ولكن النتيجة مزيد من الوقت الضائع ومزيد من الاكتئاب والشعور بالفشل.
أنا محتار جدا يا دكتورة ولا أدري ما هي المشكلة وما هو حلها؟ هل هي مشكلة بسيطة؟ هل هي مشكلة نفسية معقدة؟ أم أنها مشكلة فيزيائية مثل نقص الذكاء أو المهارات مثلا؟؟ ولكن الكثيرين في مجال عملي قالوا لي إن لك مستقبلا مشرقا! وإنك تستطيع أن تبدع في أفكارك ومشاريعك! ولكن كيف؟
أستغرب وأغبط (ولا أحسد) الكثيرين على سهولة تأديتهم لأعمالهم واستمتاعهم بحياتهم، بل إن هناك من الفقراء أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو حتى ذوي المشاكل الاجتماعية من أبدع وأصبح عالما أو مفكرا أو أديبا، أما أنا صاحب الحال الجيد والاستقرار الاجتماعي والعائلي وصاحب الحالة المادية الجيدة لا أستطيع المضي في أهداف بسيطة وضعتها لمسيرة حياتي!
أحيانا أقول إن الزواج هو الحل وإن لي في ذلك رغبة كبيرة بهدف تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي، ولكني في نفس الوقت أرغب في الهجرة إلى الغرب وإتمام دراساتي العليا والعمل في تلك البلاد؛ حيث إن فرص النمو والإبداع هناك أكبر. والمشكلة أن الخيار الثاني يتطلب مني الكثير من التجهيزات المادية والقانونية فيما يتعلق بترتيبات الهجرة وتأمين تكاليف وقبول الجامعات. أخشى أنني أقوم بالأمر الخطأ، وأضيع وقتي وعمري خاصة أنني سأبدأ ثانية من الصفر في تلك البلاد، فما الخيار الأولى برأيك؟ علما أن الجمع بين المسارين أمر مستحيل من الناحية المادية والاجتماعية؛ فالزواج ومن ثم السفر لبلد جديد وغريب يعني مغامرة كبيرة وقد يكون ظلما لفتاة لا ذنب لها في كل هذا!
أعتذر إن كنت قد أتعبتك بأسئلتي وسببت لك تشويشا بكتابتي غير المترابطة، ولكن هذا ما دار في خاطري يا أمي،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
15/11/2022
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود في البداية يا دكتورة أن أشكرك وكل زملائك على هذا الجهد الهائل والجبار الذي تبذلونه في هذا الموقع بشكل عام وفي هذه الصفحة بشكل خاص، هذه الجهود المعطاءة التي جعلت من شبكتكم دعما نفسيا واجتماعيا شاملا. ولك أنت شخصيا شكر خاص على أسلوبك وطرحك وردودك الدافئة الهادئة التي تجعلني والكثيرين من القراء نشعر بأننا نتحدث ونقرأ لأمنا!
فيا أمي أريد أن أطرح عليك مشكلتي أو مشاكلي -بمعنى أصح- التي أرجو أن يتسع صدرك لقراءتها، وأن أجد لها عندك حلا أو مشورة! مشاكلي نوعا ما مشوشة وغير مترابطة، ولكني في نفس الوقت أشعر أنها بسيطة جدا وسخيفة مقارنة بمشاكل الآخرين من طالبي المساعدة من هذا الموقع الرائع (أعانهم الله وأعانكم جميعا على مساعدتهم لحلها). ولكنها بالنسبة لي هي معضلات حياتية وإن لم تؤثر سلبا كثيرا علي أو على حياتي على الأقل حتى الآن، إلا أنها تؤرقني؛ لأنها تشعرني بأنني قد لا أحقق أهدافي أو أنني قد أفشل في حياتي المستقبلية بسببها.
وقد كتبت سابقا لهذه الصفحة، ولكني لم أتلق ردا شافيا، ربما بسبب قلة المعلومات التي أوردتها؛ ولذلك سأكتب هذه المرة بشيء من التفصيل. أبدأ بمقدمة سريعة عن نفسي وشخصيتي، أنا شاب عازب قاربت الثلاثين من عمري، متدين وأحاول الالتزام قدر الإمكان بكل تعاليم الإسلام الدينية منها والدنيوية. أتمتع بصحة جيدة والحمد لله، مغترب في إحدى الدول العربية وأعمل بوظيفة فنية مرموقة، علاقاتي الاجتماعية ممتازة جدا مع الجميع من أسرة وأقارب وأصدقاء وزملاء.
أحمد الله على منحي الكثير من الصفات الحسنة مثل الهدوء والتواضع والحلم والعقلانية في اتخاذ القرارات والثقافة العامة وسعة الاتطلاع وحبي لأهلي. أنا إنسان حالم لأبعد الحدود ولدي طموحات كثيرة جدا (لا أدري إن كان ذلك نعمة أم نقمة!) وأحس بمسؤولية كبيرة وبتقصير هائل تجاه أمتي الإسلامية. وضعت لحياتي شجرة أهداف كبيرة رأسها يمثل الهدف الأساسي وهو نيل مرضاة الله تعالى ودخول جنته الخالدة، ولتحقيق ذلك وضعت أهدافا فرعية منها ما هو ديني مثل الإيمان والعقيدة وتأدية الفرائض، ومنها ما هو دنيوي اجتماعي مثل بر الوالدين وصلة الأرحام ومساعدة الناس بكل ما توفر لدي من إمكانات، ومنها أيضا ما هو دنيوي علمي ومهني يتمثل بطلب العلم والعمل بجد لتطوير مشروع علمي تنموي شامل وناجح ومنتج يعود علي بالمال الحلال الوفير ويعود بالخير الكثير على الأمة الإسلامية، ويكون جزءا من مسيرة أكبر هدفها إنقاذ الأمة الإسلامية مما هي فيه من بؤس وضعف وضلال وتخلف علمي.
تبدأ مشاكلي عند بدء التخطيط والتنفيذ لتحقيق هذه الأهداف، فرغم نجاح نسبي في تحقيق جزء منها وهو ما يتمثل بالأهداف الدينية والأهداف الدنيوية الاجتماعية، فإن هذا الأمرهو جزء من حياتي اليومية، ولا يحتاج عناء كبيرا في التخطيط والتنفيذ، ولكن الطامة الكبرى هي أنني لا أجد أي تقدم في تحقيق الأهداف الدنيوية العلمية والمهنية، وإن سألتني عن الأسباب فأعطيك الكثير، ومنها:
1. قلة الوقت فالوقت يمضي بشكل سريع ورهيب ولا بركة فيه تارة هي ضغوط العمل اليومي مصدر الرزق، وتارة أخرى هي متاعب الحياة اليومية من تعب جسدي أو وعكة صحية ما، وتارة أخرى هي بعض الأنشطة الترفيهية المتواضعة التي لا بد منها لتكسر روتين الحياة، وتارة هي الأعمال المنزلية الروتينية! أما النهاية فهي معروفة وقت محترق ولا تقدم ولا إنجاز فيكون الحل هو الغرق في أحلام اليقظة؛ حيث إن تخيل تحقيق الأهداف يكون أسهل وألذ بكثير، وطبعا يلي ذلك لحظات يأس مقيتة ومن ثم النوم ومن ثم بدء يوم جديد في الصباح التالي وهكذا.
2. لا أستطيع أن أبدأ بعمل ما قبل أن أتمم الكثير من الأعمال الأخرى التي أشعر أنني إن لم أنجزها فإنني لن أتمم ذلك العمل الرئيسي، فمثلا لا يمكن أن أبدأ ببحث ما أو دراسة موضوع علمي معين قبل أن أنظف كل المنزل، وقبل أن أقرأ كل الصحف والمقالات اليومية التي تهمني، وقبل أن أجري الاتصالات الهاتفية أو الزيارات الاجتماعية المهمة، وقبل أن أتصفح الإنترنت، وأرد على رسائل البريد الإلكتروني، أو قبل أن أقوم بالتسوق لاحتياجات المنزل والتأكد أنه لن ينقصني شيء في اليوم التالي وهكذا... في النهاية لم يبق الكثير من الوقت والجهد لدراسة ذلك الموضوع العلمي أو تنفيذ ذلك البحث.
3. وحتى لو أني بدأت عملا ما، فأنا دائم البحث عن النتيجة الكاملة والمتقنة؛ فأعمالي تأخذ مني وقتا طويلا جدا حتى أنجزها، ويتخلل ذلك الكثير من البحث والتحليل والتوثيق، وأحب دائما أن أبدأ بالكتابة والتخطيط، وهنا قد تضحكين على شيء يا دكتورة وهو أنه كلما فكرت في هدف ما لأحققه أو خطرت ببالي فكرة مفيدة فأعجبتني أو أي شيء آخر سواء تعلق الأمر بالعمل المهني أو نواحي الحياة الاجتماعية العامة أو أي شيء، فإنه لا يهدأ لي بال حتى أوثقه بالكتابة وأضع خطة لتنفيذه! قد تستغربين أنني أشعر براحة نفسية هائلة بمجرد أن أوثق الشيء أو أكتبه حتى أصبحت معروفا بين زملائي بأبي الأوراق! وإذا أتيح لي الوقت الكافي، تكون نتيجة العمل في النهاية رائعة جدا ومحل ثناء الجميع.
ولكن ما يزعجني أنه واقعيا لا يتاح لي الوقت في أغلب الأحيان، وبالتالي إذا قارنت الجهد في التفكير والتخطيط من أجل نتيجة كاملة ومتقنة مع حجم ما تم تحقيقه من أفكار وطموحات فهو أقل بكثير أو ربما شبه معدوم، بينما قد ينجح غيري في إتمام نفس العمل بدرجة اكتمال أقل وجودة أقل، ولكن بشكل يؤدي الغرض المطلوب. وهنا أصاب بالاكتئاب والكسل والملل وأشعر بأنني أشبه الوفود العربية في المؤتمرات حيث الكثير من القرارات والخطط الجميلة، ولكن لا شيء على أرض الواقع، وهنا يأتي الهروب مرة أخرى إلى أحلام اليقظة للتعويض ومحاولة محاكاة الأحلام، ولكن النتيجة مزيد من الوقت الضائع ومزيد من الاكتئاب والشعور بالفشل.
أنا محتار جدا يا دكتورة ولا أدري ما هي المشكلة وما هو حلها؟ هل هي مشكلة بسيطة؟ هل هي مشكلة نفسية معقدة؟ أم أنها مشكلة فيزيائية مثل نقص الذكاء أو المهارات مثلا؟؟ ولكن الكثيرين في مجال عملي قالوا لي إن لك مستقبلا مشرقا! وإنك تستطيع أن تبدع في أفكارك ومشاريعك! ولكن كيف؟
أستغرب وأغبط (ولا أحسد) الكثيرين على سهولة تأديتهم لأعمالهم واستمتاعهم بحياتهم، بل إن هناك من الفقراء أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو حتى ذوي المشاكل الاجتماعية من أبدع وأصبح عالما أو مفكرا أو أديبا، أما أنا صاحب الحال الجيد والاستقرار الاجتماعي والعائلي وصاحب الحالة المادية الجيدة لا أستطيع المضي في أهداف بسيطة وضعتها لمسيرة حياتي!
أحيانا أقول إن الزواج هو الحل وإن لي في ذلك رغبة كبيرة بهدف تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي، ولكني في نفس الوقت أرغب في الهجرة إلى الغرب وإتمام دراساتي العليا والعمل في تلك البلاد؛ حيث إن فرص النمو والإبداع هناك أكبر. والمشكلة أن الخيار الثاني يتطلب مني الكثير من التجهيزات المادية والقانونية فيما يتعلق بترتيبات الهجرة وتأمين تكاليف وقبول الجامعات. أخشى أنني أقوم بالأمر الخطأ، وأضيع وقتي وعمري خاصة أنني سأبدأ ثانية من الصفر في تلك البلاد، فما الخيار الأولى برأيك؟ علما أن الجمع بين المسارين أمر مستحيل من الناحية المادية والاجتماعية؛ فالزواج ومن ثم السفر لبلد جديد وغريب يعني مغامرة كبيرة وقد يكون ظلما لفتاة لا ذنب لها في كل هذا!
أعتذر إن كنت قد أتعبتك بأسئلتي وسببت لك تشويشا بكتابتي غير المترابطة، ولكن هذا ما دار في خاطري يا أمي،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
15/11/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أي بني كان الله في عونك، سأختصر عليك الكثير من الشرح بنصحك بمراجعة طبيب نفساني، لديك عسر مزاج واضح وقد يكون تطور إلى اكتئاب معه درجة من الوسواس. أنصحك وبشدة أن تبادر إلى تقييم نفسي مباشر ولن تخسر شيئا إن كانت قراءتي لكلماتك خاطئة.
لديك صعوبة في اتخاذ القرارات الهامة وتعاني لمتابعة الأعمال اليومية الروتينية، وتهرب إلى أحلام اليقظة ولا تستطيع تجاوز نظام معين لأداء المهام كما أن أداء المهام نفسه يتطلب منك الكثير من الوقت والمراجعة والتدقيق وهذه مؤشرات وسوسة.
ربما ألزم الحذر في الرد عليك لضخامة ما ألقيت علي من مسؤولية بنوتك- وهذا يشرفني ويسعدني- ولصعوبة متابعة حالتك من خلال استشارة يكون الحرص واجب. وكونك ابني أقترح عليك نسيان أمر متابعة الدراسة فهي ستسبب لك المزيد من الضغوط النفسية بينما تحتاج أنت إلى مساحة للتعبير عن نفسك. أقترح أن تركز في اختيار مشروع بسيط غير معقد لا يتطلب رأس مال كبير يكون خطوة أولى في تحقيق مشروع أكبر يتناسب مع أحلامك. يمكنك بحكم تخصصك أن توسع معارفك في مجالك من خلال التعلم الذاتي أو الجزئي وتعتمد عليها في عمل مشروعك.
أرى ألا تتعجل أمر الزواج فهو ليس حلا لأي مشكلة وفي حالته المثالية لن يتسبب في إيجاد مشكلات. ينتج عن الزواج مسؤوليات قد تسبب لك المزيد من تدني مفهوم الذات لعدم قدرتك على القيام بها بسبب انشغالك بالتعامل مع معاناتك الخاصة.
جزيت خيرا عن كلماتك الطيبة عني وعن الموقع جعلها الله شهادة لنا في موازيينا يوم الدين، والحمد لله الذي رزقنا علما نافعا وسخر لنا د وائل وموقعه.
واقرأ على مجانين:
التردد الوسواسي(1-2)
علاج و.ل.ت.ق علاج الكمالية السريرية1