وسواس الصلاة: القبول اللامشروط ثم التجاهل! م3
ماذا أفعل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد وصلني الرد على استشارتي السابقة، لا زلتُ كما أنا موسوسة بأمور أخرى سأذكرها بعد قليل، عندما أقرر أنني سأطبق ما طُلب مني أستسلم قبل أن تمر حتى 10 ثواني من قراري بالتغير ومحاولة تقبل الوساوس وعدم الخوف منها أو حتى الاهتمام بها، أتحمس وأتشجع لفكرة التغير وأن أعود كأي إنسانة طبيعية لكن مشكلتي بالاستسلام.
قد أنجح أحيانا وقد فعلتها قبلاً بأنني صليت الظهر ثم العصر وكنت سعيدة جدا أنني نجحت رغم أنني وقتها كنت أفكر هل أنا على صواب؟ وأتذكر ردكم على استشارتي السابقة وأرتاح وأكمل، الأمر صعب أن أشغل تفكيري عن الوسواس، أنا متضايقة لأنني أصبحت مؤخرا أؤخر الصلوات وأصليها جميعًا، أعلم أنه لا يجوز وأنا أكرهني على ما أفعل لكن الأمر صعب جدًا، أكره أنني أستجيب بسرعة، سأبدأ أولا وسواس الوضوء بعد البسملة أغسل يدي لكنني أركز على أن يصل الماء إليهما جيدا هل يكفي أن أغسلهما طبيعي دون تكلف؟ حتى لو حدث وبقي شيء لم يصله الماء؟
ثانيًا نفس الأمر مع بقية الأعضاء الوجه والرجلين وأيضا عند غسل اليدين إلى المرفقين أتعب، عند اليدين نفس المشكلة وكذلك مسح الرأس مرهق بالنسبة لي لأني عندما أمسح قد أتخطى بعض الشعر لدرجة أصبحت أتعب عندما أمسح رأسي إذا جف الماء من يدي وأعيد إلى أن أتأكد أنني مسحته والأمر مرهق، الأمر الآخر وسواس انتقال النجاسة وخصوصًا عند قضاء الحاجة هل الماء المرتد عن الشطاف عند غسل العضو نجس؟ ثانيًا هل الماء المرتد من السيفون على جسدي نجس؟ ثالثًا هل ماء السيفون الخارج منه عند سحبه وتطايره على رجلي أو سروالي نجس؟
هل يكفي غسل ظاهر الفرج عند التبول ولا أبالي باحتمال أو يقين أن البول انتقل لفتحة الشرج أو إلى الخلف؟ هل إذا تطاير ماء نجس على ماء طاهر ينجسه؟ الوسواس الآخر وسواس الغُسل هل يكفي أن أقف تحت الدوش دون أن أضطر إلى دلك جسدي ليصل الماء أو حتى تحت إبطي والتأكد أن الماء وصل إلى تحت ذراعي؟ مشكلتي هي مع غلبة الظن لأنني دوما أرجح العكس وأنا أحيانا أكون متيقنة من نجاسة شيء أو مثلًا عدم وصول الماء لجزء من جسدي أو عند الوضوء قد يصل الماء لبعض أجزاء يدي أو وجهي أو عند مسح رأسي عند الوضوء لا يصل الماء لبعض أجزاء شعري.
الوسواس التالي في الصلاة أصبحت أركز على ما أقوله فمثلا وللأسف أصبح صعبا علي أن أقرأ آية "إياك نعبد وإياك نستعين" خصوصًا "إياك" وأشعر بالحرج من الإعادة أيضا الحروف من الآيات كوني أقرأ بصوت منخفض وأسمعه يبدو وكأن بعض الحروف لم أنطقها، أنسى كثيرا كم مرة سجدت، ركعت، هل قرأت التشهد الأول؟ هل قلت سبحان ربي الأعلى، سؤالي هل صحيح أن أتجاهل غلبة ظني؟ ولا أبني على أول خاطر؟ أن أبني على الأكثر حتى لو غلبة ظني قالت أنني سجدت، ركعت مرة واحدة؟
أم أعتمد على غلبة ظني؟ أيضا متى يسجد الموسوس سجود السهو بأي حالة؟ هل من الخطأ أن أتجاهل غلبة الظن ولا أعيرها أي اهتمام؟
أود أن أقول أيضا مشكلتي الأساسية والمرهقة وهي بداية هذه المعاناة كُلها "البول" لا أدري هل هي مثانة عصبية أو لا لأني لم أذهب لطبيب إلى الآن لأن المستشفى لم يحدد موعدي بعد لذا أنا أنتظر فقط لأجزم وأتأكد هل فعلا أعاني من مشكلة أم لا، لكن والله الأمر متعب مثانتي لا تفرغ البول بشكل كامل وهذا مزعج لي خصوصًا أنني أضطر لأدخل الحمام لكل صلاة لأستنجي والسبب خوفي من انتقال النجاسة وتطايرها يقينا وليس شكاً كما أخبرتكم مسبقًا أنني لا أتحمل وأضطر أن أطيع نفسي لأرتاح وهو تعمد إخراج البول ولهذا أن أصلي الصلوات بأوقاتها يبدو كعذاب بالنسبة لي لأنني أعاني من وسواس انتقال النجاسة، والله أعلم أن لاعذر لي بأن أؤخر الصلوات وأنا نادمة جدًا ومن داخلي أشعر أنني فارغة لا حياة، لا روح تتغذى من الصلاة ولا جسد يتوقف عن جعلي أعاني.
أكره السفر والزيارات وأشعر بالهم منها وكلهُ بسبب الوسواس سنتين وسأكمل الثالثة وأنا أحرم نفسي العديد من الأشياء التي أريدها والسبب هذا الوسواس، لكن هذا مرهق جدا لي أراني أضيع السبب في نجاتي والسبب استسلامي السريع أشعر أني أفقد الرغبة بسرعة ولا أدري ما السبب لم أكن كذلك بالسابق كنت إذا عزمت على أمر قمت به وأنجح لكن الآن أشعر أنني أملك عقلية الضحية.
الأمر الآخر الحيض، هذا مضحك المفترض أن أرتاح إذا أتاني الحيض لكنني أرتاح أول يوم فقط لماذا؟ أعاني من أمر غريب جدًا وقت الحيض ينزل مني دم من فتحة البول وهذا فقط بالحيض أما الأيام العادية فلا، والمشكلة لا ينزل من المهبل أنا أضع منديل لأتأكد ولا أجد دم لذا لا أعتبره دم حيض بل ربما يكون التهاب بالبول لأنه قد يأتيني أحيانا لكن بدون نزول دم فقط أشعر بحرقة عند التبول وهذا خارج فترة الحيض بالأيام العادية، لكن هل الدم الناتج من التهاب البول ينزل كدم حيض؟ قد ينزل نقط لكن غالبًا ليس كذلك لذا أشك وأتعب بطهارتي من الحيض وإلى الآن أعتبر حيضي يومين أو 3 لأنه عندما أضع المنديل وأجد دم عند المهبل أعتبره حيض، لذا ماذا أفعل؟ ذهبت لطبيبة عامة وقمت بتحليل البول قبل أن يأتيني الحيض وأوضح التحليل أنني أعاني من أملاح بالبول وقالت لي الطبيبة أنه غالبا دم حيض كون فتحة المهبل قريبة لفتحة البول فقد يختلط لكنني لم أقتنع وأخبرتها بما أشعر به يقينا لذا قالت أنها ستجري لي تحليل بول وقت الدورة لتتأكد هل سيظهر بالتحليل دم أم لا سؤالي هو إذا أجريت التحليل ولم يظهر دم هل هذا معناه أن الدم دم حيض؟ أم ما الذي أفعله؟ هل وقت الحيض يجب عندما أستنجي أضع منديل لأتأكد هل طهرت أم لا؟ أم يكتفي بالنظر إلى الفوطة أن جفت ولم أجد دم أغتسل؟
الأمر لا يأتيني بحيض واحد لا بل كل حيض كل شهر في فترة الحيض فقط أعاني من هذه المشكلة .
وأخيراً، هل صحيح إذا تجاهلت غلبة الظن، الشك، اليقين وأكملت الوضوء الاستنجاء الغسل الصلاة بالتجاهل التام والتدرب على تقبل شعور الانزعاج هل هذا هو المطلوب والصحيح؟
أيضا أود طرق لأدرب وعي على تجاهل الوسواس
وعدم الالتفات إليه، لأنني بدأت أفقد تركيزي وأنسى كثيرًا حقيقة وبدأ ينعكس هذا على حياتي وعلى دراستي
وخصوصا أنني بآخر سنة بالجامعة.
19/11/2022
رد المستشار
المتصفحة الفاضلة "أمل" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
(هل يكفي أن أغسلهما طبيعي دون تكلف؟ حتى لو حدث وبقي شيء لم يصله الماء؟) نعم يكفي وليس مطلوبا منك سوى الغسل مرة واحدة والأهم من ذلك أنه لا يطلب أبدا من الإنسان أن يتابع المياه أين وصلت وأين لم تصل، والإنسان هنا هو الصحيح غير الموسوس لأنه بطبيعته يعيش بأغلب الظن (فإذا غمر الماء السائل الساعد من الأمام فقد غمره من الخلف) وليس مطلوبا منه شرعا أكثر من ذلك سواء في الوضوء أو الغسل، فغلبة الظن تعني أنك تعرفين أو تتوقعين بنسبة ما بين (80-99%) ... أن قد أصاب الماء الجزء المعين، وليس اليقين مطلوبا أي ليس مطلوبا من الصحيح التحقق 100% من وصول الماء إلى كافة الثنايا والثقوب وإنما يكتفى بغلبة الظن، وأما مريض الوسواس فلا يطلب منه أي مستوى من التأكد ويكتفى منه بالشك لأنه قد لا يغلب على ظنه في موضوع وسواسه شيء! وخذي نفس الكلام للاستنجاء وليس فقط الوضوء والغسل.
بالنسبة لموضوع انتقال النجاسة وانتهاء الحيض يمكنك الاستعانة بما كتبناه في ردنا السابق وساوس التهيؤ للعبادة: انتقال النجاسة وانتهاء الحيض! م ، وأما حكاية قطرات البول المتأخرة وتوهم وجود سلس بول فنقول لك ما قلناه لصاحبة استشارة: وسواس النجاسة: و.ت.غ.ق عيار ثقيل! ولكل وساوس الصلاة إن أردت النجاة توقفي عن أي مراقبة أو محاولة تذكر ما تم من أفعال أو أقوال الصلاة، واتبعي استعارة القطار ثم بمجرد التسليم لا تفكري أبدا في فرض قضيته فقد أجرت عليه أجرا كاملا ويزيد عليه أجر أخذك بالرخصة.
ثم نرد أخيرا على تساؤلك (هل صحيح إذا تجاهلت غلبة الظن، الشك، اليقين وأكملت الوضوء الاستنجاء الغسل الصلاة بالتجاهل التام والتدرب على تقبل شعور الانزعاج هل هذا هو المطلوب والصحيح؟) نعم بلى أصبت وأفلحت لو التزمت بذلك التجاهل التام، وتدربت على تقبل شعور الانزعاج أو الخوف أو كليهما، وأما طرق تجاهل الوسواس أو بالأحرى طرق مواجهة مثيرات الوسواس لاستفزازه ثم قبول وجوده ناشطا وتجاهل ذلك الوجود النشط، مع الاستعداد لتجاهل كل التهم التي سيلقيها عليك الوسواس، وكل الحيل التي سيحتالها عليك لتعودي كما كنت مريضة مطيعة سجينة في شباكه، وهذا تتعلمينه بالشكل الأمثل مع م.س.م (معالج سلوكي معرفي) محترف مختص بعلاج الوسواس القهري الديني، أو أنت ورزقك أثناء قراءة أسئلة الموسوسين (بأي موضوع خاصة موضوعك) وردود المستشارين عليها.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>: وسواس الصلاة: القبول اللامشروط ثم التجاهل! م5