الضجر من التخطيط ووضع البرامج
السلام عليكم، أولا تعجز كلماتي عن شكركم على هذا العمل (الذي أراه عظيما وفيه خير ونفع كبير) جزاكم الله كل خير
أنا فتاة عمري 23 سنة، أعيش مع والدي وأخي الذي يصغرني بسنتين، والداي مطلقين منذ سنين وتكرر طلاقهم وعودتهم لبعض أكثر من مرة في طفولتنا بسبب شجارات وسوء فهم وعناد من الطرفين .. الآن الحمد الله كبرنا ونتواصل أنا وإخوتي مع والدتي في بلدي الأم وكل شيء طبيعي عادي متعودين على انفصالهم .
علاقتي بأبي وأخي جيدة الحمد لله، أبي في الماضي كان متشائم يكره هذه الحياة وحالته صعبة لوحدته في تربيتنا وذهاب والدتي انطوائي غير اجتماعي .. بعد سنوات سافرنا وتغير أبي لإنسان حنون عاطفي يسمعني ويجلس معي ويتفاعل وأصبحت حالة أبي النفسية جيدة وأصبح متفائل .. لأننا تصارحنا معه بعد تحريض أمي وعائلتها عليه في طفولتنا وتشكيكنا الدائم به أنه بخيل أو كاذب ولكن هذا انتهى بعد نقاشنا مع أبي وتصارحنا معه الحمد لله وعلاقتنا أصبحت أنا وهو وأخي كالأصدقاء
أمي إنسانة طيبة تحبنا وتبذل من أجلنا كل شيء ولكن عصبية جدا وأسلوبها فيه قسوة وحزم وربتنا بأسلوب قاسي شوي -كان لي النصيب الأكبر من الجلد هههه أقصد طبعا ضربنا بالعصا أو شد الشعر للتأديب لأني كنت مشاغبة وثرثارة جدا ولا أدرس إلا بالإجبار .. الله يسامحها معلش هي عن جهل للنتائج تصرفت هكذا وبحسن نية .. لا بأس .. ولم أنال العاطفة منها فهي قاسية متوترة وعصبية دائما .. كنت أقضم أظافري بلا وعي دائما .. تعلقي بصديقتي في الإعدادية والثانوية كان غير طبيعي أبكي إن كلمت غيري وأغار .. وهكذا إلى أن رسبت هي وخرجت من صفي وتغير أصدقائي وتجاوزت تعلقي بها ومضت الأيام وذهب كل مننا في طريقه .. ولكن لدي تعلق ملاحظ حتى الآن بالغير وخاصة بأمهات أصدقائي لا أعرف لماذا ربما لتعويض النقص الذي لدي -
شخصيتي كانت اجتماعية في مراهقتي ولكن الآن في الغربة اقتصر على من هم أكبر مني سنا (30) لأني لا أجد صديقة محترمة أو ملتزمة دينيا قليلا بعد وإن وجدت ما تلبث أن تعرفني حتى تهرب مني بأدب لتدقيقي وربما كثرة ثرثرتي التي أعمل على التعود لتخفيفها
بعد السفر ازدادت وحدتي وراودتني شكوك دينية بسبب مقاطع فيديو عن الإلحاد والأديان فأصبحت أشك إن كنت على الحق وخفت على آخرتي فثقافتي الدينية بسيطة جدا وتربينا تربية تعتمد على الأخلاق والتربية الدينية كانت عفوية وليس فيها علم شرعي ولا حزم ... طبيعي عادي .. والحمد الله بعد ليلة تضرع وبكاء لا مثيل له من الضغط النفسي المكبوت دعوت فهداني الله وأصبحت أقرأ وأتعلم في مجالات متعددة أصبحت على يقين بأنني على الحق وكان خير لي فأنعم علي الله أن وجدت أجوبة للأسئلة الوجودية وقضايا عدل الله سبحانه وتعالى التي راودتني عندما كبرت وإلى الآن الحمد لله .. أحسب نفسي على خير الآن .. أسأل الله الثبات
مشكلتي تكمن في التخطيط *أرسم الأيام أو ساعة وأحدد الواجبات عليها أو الأيام وأبدأ أوزع دروسي أو المهام ... وأضع برامج أو كتابة ما الذي ينبغي أن أفعله .. عندي هذه الحالة منذ صغري ولكن لم أكن أشعر بها وفي مراهقتي كنت ألهو وأستمتع بمغامراتي مع أصدقائي وأشاغب في مدرستي ولا أدرس إلا في الأسبوع الأخير وأستطيع النجاح وهكذا .. إلى أن سافرت وأصبحت كثيرا من الوقت فاضية ووحيدة وأصبحت أراكم دروس اللغة في البلد الجديد فأخطط وأضع البرامج يوميا كيف أدرس وأنجح وأتقن اللغة وبرنامج لتخفيض وزني لدي بضع كيلوهات من 4 إلى 5 مطلعين عيني بالمصري هههه
المصيبة لي 4 سنوات وأنا لا أنجح بل أرسب في كورسات اللغة وإلى الآن لم أدخل الجامعة ولازلت أضع برامج وأخطط ولا أرتاح حتى أخطط وإذا انتهيت من تخطيط ووضع برامج للدراسة لا ألتزم به!!! وألتهي بالقراءة والثقافة أو تخفيف عن نفسي بمشوار وأكل وتسلية دائما .. أعود وأعيد البرنامج من الغد وعندما أضعه وأنتهي يصبح لدي هاجس تخطيط وتنظيم لأمور حياتي الأخرى مثل حياتي عندما أتزوج أو بيتي عند ما أكبر أو شكلي ولبسي في الجامعة أو غذائي ...إلخ حتى أطمئن .. والذي أتعب عقلي ولا ألتزم بشيء ثم أشعر بالضيق فأنتف شعري من مكان السوالف .. وأقوم بتأجيل الامتحانات مع توقع أني سوف آكل الكتب ثم تعود الكرة وأنتف طبعا سوالفي ههههه .. أصدقائي تخرجوا وأشعر بالغيرة من نجاح أقاربي وأصدقائي
تمر سنين حياتي في هذه الدائرة ورأسي لا يهدأ .. تحليل تفكير ليل نهار من لحظة أن أفتح عيني صباحا حتى النوم .. أنتقد من حولي أيضا وأبالغ في النصح والارشادات وربما التحكم .. أيضا عنيدة .. أدقق بالتفاصيل .. تحاول بعض أنواع الوساوس أن تراودني مثل وسواس الوضوء أو وساوس المرض ولكن أقمعها بالهدي النبوي وتهدأ وتذهب .. وتعود بصور أخرى وترعبني بأمور أخاف أن تحدث وترغمني على التخطيط على الورق أو التفكير لعلي أتفادى ما أخاف حدوثه مثل أن أسمن إلى حد كبير ومرعب وأعجز عن الحركة وأفضح بين الناس وأمرض وهكذا .. ولكن تعبت وأشعر بالضجر الشديد وأتمنى أن أعيش بعفوية وبدون تفكير وتحليل وتخطيط ووضع برامج طول الوقت .. أريد إنقاذ ما بقي من عمري ضاع الكثير من المال من تعب والدي وعمله ..... ومن شعر رأسي هههه من الندم والتفكير بما فرطت تلك السنين وأحيانا تأتي علي حالة من القنوط والضجر وكره نفسي بشكل لا يصدق ... لا أجد رغبة في الحياة
ما خطبي؟ وماذا يمكن أن أفعل لأساعد نفسي وأحقق أهدافي
وللأسف غير متاح طبيب نفساني عربي مسلم قريب مني وأخاف إن وجدت أن يخطأ تصنيفي ويعطيني دواء يزيد حالتي سوء أو لا يفهم المشكلة جيدا .. أتمنى إن كان هناك طبيب معالج تستطيعون أن تدلوني عليه في ألمانيا أو ربما في أي مكان ويقدم علاج أونلاين مثلا أو تعطوني إرشادات تخفف أو تساعد في دراستي أو وضعي ومشكلتي عامة
21/11/2022
رد المستشار
صديقتي..
التخطيط ووضع البرامج على الورق لا جدوى منهما على الإطلاق بدون خطوات فعلية عملية نحو الهدف أو الأهداف المخطط لها.. ليس هناك ما يمنعك حقيقة من أن تدرسي اللغة وتبرعي فيها.
ما تصفينه يبدو وكأنك تتجنبين الحياة والتفاعل معها عن طريق حبس نفسك في دائرة مفرغة من التخطيط والإحساس بالذنب لعدم الإنجاز والهروب من الإحساس بالذنب عن طريق إلهاء نفسك في الوساوس والقلق أو الإلهاء والتسلية.. ماذا لو أقدمت فعلا على الإنجاز؟ ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟
نتف شعرك علامة على الغضب.. غضب من نفسك لأنك تخذلين نفسك مرارا وتكرارا
الوحدة سببها أن علاقتك بنفسك ليست جيدة وليست مسألة وجود أصدقاء أو عدم وجودهم
عليك أن تفتحي الكتب وتبدأي في المذاكرة وتحصيل العلم.. لا داعي للتخطيط فالأمر محسوم ولا يحتاج إلى خطة.. الأمر يحتاج إلى البداية والاستمرارية.. وفري طاقتك واستخدميها في الإنجاز بدلا من التخطيط ووضع البرامج.. افتحي صفحة وتعلمي ما فيها.. إبدأي بالفضول والرغبة في تحصيل العلم.. كلما أنجزت ولو قليلا فسوف يجعل ذلك ما يلي أسهل وأسرع.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "saly" أهلا وسهلا بك على مجانين، ليس لدي ما أضيف إلا تخمينا بأن السبب وراء ما تعانين منه هو وجود سمات الكمالية السريرية فيك وهي أحد أهم أسباب التأجيل والتأخير والعجز عن البدأ في العمل، وهذا بالتأكيد سيحتاج علاجا سلوكيا معرفيا على يد خبير في علاج الكمالية السريرية.
اقرئي على مجانين:
المثالية في كل شيء : الكمالية الإكلينيكية
عقدة النقص وفخ الكالية
كمالية وأعراض وسواسية وسمات قسرية