وسواس ماهيتاب من التحرش حتى الكفرية م3
انتكاسة بعد تعافي
السلام عليكم، أريد أن أبلغك يا دكتور بأني بعد آخر استشارة شعرت بالحيرة تجاه المعالجة النفسية، قلت دعاء الاستخارة كثيرا ولم يقدر لي الله الذهاب لها، ومن بعدها وأنا في أحسن حال، قمت بتطبيق العلاج بمنتهي الحزم، تركت القلق والخوف بعد التجاهل يصل إلى أعلى الدرجات ولا أكترث له، ازدادت طاقتي وهمتي، بدأت بدراسة ٣ دورات عبر التليجرام، أصبحت مشرفة تفريغ محاضرات ولم أدع وقتي يأكله الوسواس مثلما كنت أفعل، مع إن كل يوم يأتيني وساوس، ولكني علمت أن كل هذه الأفكار ليست أنا، ليست شخصيتي ولا تديني ولا التزامي الديني، إلى أن حدث موقف أمس، إنني لا أستمع للغناء ولله الحمد، ولكن أعجبت بأغنية ما ليست عربية، سألت معلمتي عن ما حكم الاستماع لها بدون موسيقي فأجابتني بأنه مكروه ويحرم إذا كانت كلماتها بها كفر أو ترانيم نصارى، لا الحمد لله هي لم تكن كذلك لأنني بحثت عن ترجمتها فوجدتها عن الحب أو ما شابه ذلك، بعد إجابتها علي شككت هل حقاً ليس بها أي شيء كفري؟
فدخلت أقرأها مرة أخرى حتى تأكدت، اتضح أن المغني قام بغناء هذه الأغنية لجمهوره لأنه غاب عنهم مدة طويلة ولم يغني فترة، وكانت آخر جملة في الأغنية يقول بها "أريد أن أسير معكم في هذا الطريق" قلت لنفسي ما هذا الطريق الذي يشار إليه؟ فوجدتني أقول طريق الكفر، أليس هو كافر، لذلك يريد أن يدعو الناس إلى طريق الكفر -أعلم أن هذا الكلام ساذج وغبي ولا يصلح أن يخرج من فم فتاة في سني-، أحسست بالخوف، امتنعت عن سماعها، ثم قلت إذا استمعت لها سأكون موافقة على هذا الكفر، قلت لا لن أكون راضية أنا لست راضية انا فقط أحببت طريقة الإلقاء، لست راضية بالكفر، ظلت الفكرة تتكرر، طريق الكفر، يدعو للكفر، الطريق الذي يقصده الكفر، لا تسمعيها، لا..لا.. ستكونين كافرة، ثم لا أعلم كيف قلت "هو لا يدعو للكفر لإنه في منظوره ووجهة نظره ليس ما يدعو له كفراً" ثم وجدتني سريعاً أقول لا هذا كفر، ومن بعدها إلى الآن لم أستطع إنجاز شيء واحد، تراكمت علي الواجبات والأعمال، ومع ذلك لا أستطع أن أفعل شيئاً سوي البكاء
١- كيف أقول إن هذا ليس كفراً، حتى وإن قلت إن هذا من وجهة نظره،
٢- لماذا أصلا قلت ذلك، لأنني أتذكر أن هذا دافعا عقليا كنت مقتنعة به جعلني أقول هذا، وإذا قلت إن ما يدعو له ليس كفرا وهو كفر سأكون كافرة
٣- أشعر بأنني كفرت لأنني أيضا عندما قلت لا هذا كفر كنت أقول ذلك حتى أنفي القول الذي قلته وحتى أثبت لنفسي أن هذه الفكرة خطأ، ولكن الذي يشعرني بالكفر أنني وعندما قلت إن هذا كفرا، كان عقلي مقتنعا بما قلته الذي هو "ليس ما يدعو له كفراً إنه ليس كفرا من وجهة نظره" أحسست أنني قلت إن هذا كفرا وأنا غير مقتنعة بهذا، ثم بدأت أتذكر لماذا قلت هذا؟،لماذا ظللت مقتنعة بعد قولي إن هذا كفر؟ هل هذا وسواس؟،لا ليس وسواسا أنا أشعر أنه ليس وسواس، ثم أقول لكنني أنكرت هذا القول وقلت إن هذا كفرا، فأرجع وأقول إنني كنت أشعر باقتناعي بهذا القول
لا أريد أن أصل إلى نقطة الصفر مرة أخرى، هل انتكست؟ ماذا أفعل بعد هذه الانتكاسة؟ وهل قولي حقاً كان وسواس؟ أعلم أنني فعلت أخطاء كثيرة منها التفتيش في الدواخل ومحاورة الأفكار الوسواسية ولكن لم أستطع أن أمنع نفسي، أرجو منك يا دكتور أن ترسل لي نصائحك، فأنا في أمس الحاجة إليها لأنني توقفت حتى عن الحديث مع عائلتي.
آسفة على إزعاجكم لإرسالي لكم مرة أخرى
وشكرا لكم
25/11/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ماهيتاب" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
الانتكاسة تصبح كبوة إذا فهمنا وانتبهنا سريعا وعاودنا السير في طريق التعافي، مبدئيا الفتوى الأصلح في موضوع الأغاني والموسيقى هي "حسنه حسن وقبيحه قبيح!" أي أن المسألة تتعلق بمحتوى الغناء فإن كان طيبا مفيدا يعزز مشاعر جيدة فإنه حسن أو حلال، وإن كان سيئا يقود إلى فعل محرم أو ضرر يقع بالإنسان فإنه قبيح أو حرام، لاحظي هنا أن أحدا لا يطلب منك التدقيق في محتوى الأغاني الأجنبية لتبحثي ما إن كان فيها كفرٌ أم لا .. هذا أولا ... ثم ثانيا وسواء كان المطرب المشار إليه كافرا أو مؤمنا وأيا كانت وجهة نظره، فلا علاقة لهذا بالكفر ولا الإيمان، وحتى الطريق المقصود ربما هو الطريق الذي يريد من أتباعه ومعجبيه أن يتبعوه فيه مثلا طريق الغناء للغناء أو طريق نوع معين من الغناء ... هذه هي الأشياء التي تتداعى إلى الذهن! ... أما أن تشتبهي في أنه ربما يقصد طريق الكفر فهذه في حد ذاتها وسواس، ثم حتى لو كان يقصد طريق الكفر وأنت قلتها وتبعته في ذلك الطريق، فقد سبق أن عرفت ألا شيء يمكن أن يجعلك كافرة.
كذلك موضوع التفتيش في الذاكرة وتمحيص ما حدث مرات ومرات كل هذا يصب في حجر الوسواس وأنت تعرفين لكن لم تتمكني من منع نفسك، إذن رغم فهمك للمطلوب وذكائك الواضح الذي مكنك من العمل بمفردك والنجاح لفترة معتبرة إلا أنك ما زلت تغلبك مشاعر الخوف، وحقيقة فإن ما يحدث معك من الطبيعي أن يحدث في حال تطبيق الع.س.م وحده دون مساعدة من العقاقير والتي يتلخص دورها في تلطيف (أو تثبيط) تلك المشاعر بما سمح للإنسان أن يتصرف حسب معطيات العقل دون خضوع سهل للمشاعر.
الخيار لك... تقفين مباشرة بعد الكبوة أو الانتكاسة وتعودين لما كنت عليه من التجاهل المستمر، وستنجحين كثيرا وتخفقين مرات وهكذا ... أو تلجئين لطبيب نفساني لتساعدك عقاقيره على العمل سواء بمفردك كما أنت الآن أو بمساعدة معالج سلوكي معرفي.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: وسواس ماهيتاب من التحرش حتى الكفرية م5