مصر
السلام عليكم، قبل ما أقول مشكلتي عندي حاجتين عايز أقولهم، أولا ما سأقوله ليس وسواسا وأنا متيقن منه 100 بالمائة، ثانيا أرجوكم اقرأوا للآخر لأني خايف متقرأوش للآخر وتدوني فتوى غلط
أنا حاليا في ثانية جامعة وعندي 20 سنة، المشكلة بدأت منذ سنتين وكانت السنة اللعينة وهي "الثانوية العامة"، منذ سنتين وأنا لا أصلي وتخيلوا أنني أتمنى أن أصلي لكن مش عارف أصلي وخايف أحكي المشكلة دي لحد
المشكلة بسبب العادة السرية أنا بعملها من وأنا عندي 10 سنين تقريبا أو أقل ومنذ سنتين فقط الموضوع زاد ... أنا أهلي يذهبون للعمل ولا مفيش حد في البيت غيري فأقوم بممارسة العادة السرية في أى مكان أرتاح به وبأي طريقة وكنت أريد تقليد المواقع الإباحية فأقوم بأشياء لا تتخيلونها مع الألعاب (الدمى) اللي في البيت وعلى السرير والفرش وعندما كنت أرى المذي كنت أقول "سأطهرها بعد أن أنتهي" لكن بعدها أتكاسل عن تطهير تلك الأماكن.
واستمر هذا الوضع بعد أن انتهت تلك السنة اللعينة وذهبت إلى الجامعة الحمد لله ووقتها أدركت أنني وقعت بمشكلة كبيرة جدا جدا جدا وهي أن البيت أصبح مليئا بالنجاسات ... لم أعد أجد مكانا أصلي به حتى أثناء الدراسة كتبي كلها تنجست من ملامسة تلك الأماكن ... إذا اشتريت شيئا جديدا أطهر له مكانا، وكلما لمست شيئا أغسل يدي لكي أمسك به الشيء الجديد الطاهر لكن بمرور الوقت بزهق ولا أهتم فيصبح متنجسا هو الآخر ... لم يعد للحياة طعم، كما أيضا أذهب لأماكن أخرى مثل الكلية أو زيارة أي مكان وأنا ممتلئ بكل تلك النجاسات لكن لا أعلم ماذا أفعل
أعتذر عن الإطالة لكن الشيء الذي يرعبني هو بافتراض أنني قمت بتطهير البيت بأكمله، لكن هل لو تنجست كل كتبي الدراسية بالكامل من أول صفحة لآخر صفحة هل يجب أن أرميها؟ كنت دائما أخاف أن أسأل في الموضوع بسبب أني خائف حد يقول لي ارمي الكتب لكي لا تتنجس ثيابك أثناء المذاكرة ولكي تستطيع أن تصلي وأن صلاتك أهم من مستقبلك ... وفعلا الصلاة أهم من أي شيء لكن هل فعلا هذا هو الجواب ولا يوجد حل؟
طبعا أنا عندي مشاكل كثيرة جدا لكن أعتقد لو المشكلة دي اتحلت كل المشاكل الباقية هتتحل
آسف على الإطالة وشكرا
29/11/2022
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "Ahmed" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
للأسف لا نشاركك الاعتقاد أن (لو المشكلة دي اتحلت كل المشاكل الباقية هتتحل) .. ببساطة شديدة لأن المشكلة ليست النجاسة وإنما كيف ترى أنت "النجاسة" وكيف ترى طريقة التعامل الشرعي معها، وسبب ذلك الخلل الكبير في رؤيتك وطريقة تعاملك مع النجاسة هو مرضك باضطراب الوسواس القهري، وليس معنى أن أقول لك أنه بسبب الوسواس أنني أظنها نجاسات متخيلة، بل أعرف أنها فعلا كانت نجاسات حقيقية لم تهتم بها كثيرا في لهوك (الطبيعي والإنساني والمتوقع والمحترم في مثل سنك 10-18 في مجتمعاتنا البائسة فكريا) .. بالمناسبة 90% على أقل تقدير من زملائك وأقرانك فعلوا نفس الأشياء في غرفهم وبيوتهم وربما أسوأ ولم يهتم أحد منهم وقتها بالنجاسات، عكسك أنت (عندما كنت أرى المذي كنت أقول "سأطهرها بعد أن أنتهي") .. بعد ذلك ينساها الجميع من يهديه الله ومن ننتظر هدايته، ولا يتذكرها إلا موسوس غلبان مثلك يا "Ahmed" ... لأنه يفكر بطريقة خرافية فيما يخص أمور النجاسة حسب قاعدة تفكير سحري تسمى قانون الانتقال اللا منتهي واللا محدود Law of Infinite Contagion ويفترض القانون السحري أن الاتصال بين شيئين أحدهما به الملوث يبقى ويستمر إلى الأبد ولا تنقص قوة الملوث على تلويث أشياء جديدة لا بالزمن ولا بعدد خطوات الانتقال... هذا طبعا لا علاقة له بالمنطق.
تعالى نتخيل معا مكونات منزلكم العامر، وتبسيطا نقسمها إلى أرض وأثاث (ومنه الدمى) وفرش، فأما الأرض وما في حكمها (أي كل ما تدوسه الأقدام) فتطهر بالجفاف، وأما الأثاث والفرش فلابد أن كل قطعة منه غسلت أو مسحت برطب باعتبار أن هناك نظافة دورية في كل بيت يعيش فيه الناس، والفرش كذلك كل الفرش لابد أنه يغسل ولو مرة شهريا ... بالتالي زالت النجاسة ... وربما هناك وسائد مراتب وهذه يكفي أن تنضح بالماء (ترش رشا خفيا بالماء وتمسح) وليس أن تنقع في الماء وتعصر كما يرى الموسوس عادة، وأما الدمى فلا أظن رائحتها بادية وإلا لتولى غيرك الأمر، وأما أن تكون عليها ذكريات مذي أو مني (لا أثر له الآن، إلا في ذنبك -عفوا في ذهنك- وإن كان الذنب محوري التأثير في أمرك كله) فلا أظن شيئا يجب في حالتها ما لم تكن هناك علامة نجاسة... يعني حقيقة لا توجد نجاسة إلا في ذكرياتك أنت المرتبطة بالمعصية التي غفرها الله عز وجل منذ قررت الالتزام.
وأما وزن علمك أنت شخصيا بأنه كانت هنا في الماضي نجاسة، وزنه في الشرع (وليس كعلم موسوس وإنما كعلم صحيح يحكي عن مذي حقيقي)، ولأنني لست فقيها ولا مؤهلا للفتوى فسأحيل الأمر في النهاية إلى د. رفيف الصباغ. لكنني أظن المذي الذي هو مصدر النجاسة الوحيد في القصة كان على شكل قطرات أو خيوط رقيقة من المذي لو جمعناها مفترضين أنك مذَّاء أو كثير المذي على مدى سنوات ثمانية مارست فيها الاستمناء دون انقطاع فلا أظنها تملأ فنجان قهوة أو حتى كوب شاي... فإذا وزعناها على مجموع الدمى والأرض وقطع الأثاث والمفروشات والكتب ... والمذي كما تعلم بلا لون ولا رائحة وسريع الجفاف والاختفاء ... أجد أن ما حدث على مدى السنوات لم يزد في أي مرة عن اليسير الذي يعفى عنه... يعني باختصار أنت تحكم بنجاسة ما هو طاهر ولا داعيَ عقلا لذلك... ثم أكرر أني لست فقيها ولا مفتيا ... فقط طبيب نفساني ولذلك أحيل الأمر لأهله.
لكنني أعود لأنبهك إلى عظم الفخ الذي أوقعك فيه الوسواس حين جعلك تتوقف عن الصلاة (منذ سنتين وأنا لا أصلي وتخيلوا أنني أتمنى أن أصلي لكن مش عارف) .. ثم يزداد الأمر سوءًا نظرا لاختيارك السرية في الموضوع (وخايف أحكي المشكلة دي لحد) فهذا الخوف من مشاركة معاناتك، بكل تأكيد مع الأسف جعلك وأبقاك فريسة سهلة للوسواس،
أخيرا أرد على تساؤلك (خائف حد يقول لي ارمي الكتب لكيلا تتنجس ثيابك أثناء المذاكرة ولكي تستطيع أن تصلي وأن صلاتك أهم من مستقبلك ... وفعلا الصلاة أهم من أي شيء لكن هل فعلا هذا هو الجواب ولا يوجد حل؟) ... كيف لا يوجد حل ... الصلاة أهم من أي شيء... لكن الصلاة المفروضة المطلوبة خفيفة ولا يحتاج الإنسان الطبيعي أكثر من حوالي نصف ساعة على الأكثر ليتوضأ ويصلي فروضه الخمسة (يعني نصف ساعة موزعة على 5 مرات) ... ، باختصار الإنسان العادي يعتاد النجاسات وينظف نفسه منها بفطرته ولا يفكر فيها تقريبا بعد مغادرة الحمام... والإنسان العادي في مثل حالتك سيقول لك عفا الله عما سلف والحمد لله أن هداني وإذا ذكرته بقطرات المذي التي تساقطت سيستغرب تفكيرك في مثل هذه الأشياء... وكي لا يضيع مني التعليق الأهم على مقولة الصلاة أهم من المذاكرة، أقول لك نعم بشرط ألا تعيق الصلاة المذاكرة وهو ما يكون بسبب الوسوسة المرضية لا أقصد عدم الصلاة لصالح المذاكرة، لأنه لا خير في عمل يلهيك عن الصلاة كما قال سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وإنما يلزمه الأخذ بالرخص ولو بشكل مؤقت... طيب في حالتك أنت يجب عليك استخدام الكتب لتذاكر (وإلا قلت يوما ضيعت الصلاة علي السنة لا قدر الله)، وفي ذات الوقت ومنذ الآن يجب عليك أن تصلي حتى قبل اقتناعك بعدم وجود نجاسة حاليا وإن شاء الله أوفق وفقيهتنا رفيف إلى إصلاح حالك، كما عليك التوقف تماما عن طقوس التطهير القهرية التي تمارسها ... يعني بدلا من حقن نفسك (بمرور الوقت بزهق ولا أهتم فيصبح متنجسا هو الآخر) .. اتركها على حالها وتوقف عن التفكير في النجاسة، وطبعا أنت تعرف أن عليك الاستعانة بطبيب ومعالج نفساني ذي خبرة في هذا النوع من الوسواس القهري.
وتضيف د. رفيف الصباغ، وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أحمد"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين، مشكلتك سهلة جدًا أكثر مما تتصور!
الحكم (للجميع وليس للموسوس فقط)، أنه من علم بوجود نجاسة، ونسي مكانها الدقيق، فإننا لا نحكم بانتقالها إلى أمكنة أخرى، أي لا تنتشر...، فمن علم أن البساط سقطت عليه نجاسة، لكن لا يعلم في أي مكان تحديدًا، فإنه لو سار عليه ورجله مبلولة، لا تتنجس الرجل، ولا تنتقل النجاسة إلى مكان آخر عن طريق الرجل لأنها طاهرة.
لماذا؟ ببساطة، لأننا لم نتيقن أن الرجل قد مشت فوق نقطة النجاسة، ولا نحكم بالنجاسة بدون اليقين، إذ لا تنجيس بالشك، وإنما يجب أن نتيقن 100% من ملامسة النجاسة للأشياء الرطبة، وهذا عند من يقول بانتقال النجاسة مع وجود الرطوبة، أما المذاهب التي تقول بعدم انتقال النجاسة الجافة إلى الأشياء الرطبة (ما لم يظهر أثر النجاسة على الطاهر)، فالأمور عندهم محلولة حتى لو علمت موضع النجاسة.
إذن: النجاسة لم تنتقل عن مكانها، فهي ذرات موزعة على الفراش، والدمى، والفرش... فأما ما يمكن غسله بالغسالة، فقد طهر بالغسل، فهناك علماء قالوا بأن الغسالة الآلية مطهرة. وأما ما لا يمكن غسله، فاتركه على حاله، لأن النجاسة لن تنتقل عن مكانها. وأما الصلاة فلا تهتم لشيء، لأنه على كل الأحوال هناك قول صحيح عند المالكية بسنية إزالة النجاسة للصلاة، وهو ما ينبغي اتباعه لجميع موسوسي النجاسة، مع العلم أن غير الموسوس يجوز له اتباعه أيضًا وإن لم يكن مالكي المذهب.
عليك أن تدرب نفسك على التعامل مع الأشياء على أنها طاهرة، (الكتب، الثياب، الشراشف،...). وقد يكون هذا صعبًا في البداية لأنك كنت مقتنعًا بأنها غارقة في النجاسة، لكن بقليل من الصبر ومخالفة الوسواس تصبح الأمور على ما يرام... صلِّ وأنت مرتاح الضمير، ولا تخشَ شيئًا.
ولدي ملاحظات حول ما ذكره د.وائل في إجابته:
-(فأما الأرض وما في حكمها (أي كل ما تدوسه الأقدام) فتطهر بالجفاف): الأرض التي تطهر بالجفاف هي الأرض التي تتشرب النجاسة، كالتراب والرمل ونحو ذلك، وبه قال الحنفية. أما الأرض التي لا تتشرب الماء فهي لا تطهر بالجفاف في المذاهب المعتمدة المفتى بها.
-(الأثاث والفرش فلابد أن كل قطعة منه غسلت أو مسحت برطب): أيضًا المسح برطب لا يطهر النجاسة في كل الأشياء، وإنما في مسح الأشياء الصقيلة فقط كالمرآة والسكين، هذا عند الحنفية. وما قاله المالكية عن إزالة النجاسة بالمسح، لا يطهر النجاسة وإنما يمنع انتقالها إلى مكان آخر.
-(وربما هناك وسائد مراتب وهذه يكفي أن تنضح بالماء (ترش رشا خفيا بالماء وتمسح)...): قال المالكية إن تطهير الأشياء المشكوك في نجاستها يكون بالنضح، ولا يطلب المسح بعد النضح!
وفقك الله
اقرأ على مجانين:
وسواس انتقال النجاسة دور القواعد الفقهية
وسواس النجاسة: الانتشار السحري الخرافي!
وسواس النجاسة: الانتشار السحري الخرافي! م1
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>: وسواس النجاسة: 8 سنوات من المذي المتساقط! م