وسواس الكفرية: لم أعد أشعر بالذنب!
وسواس قهري
السلام عليكم اسمى نور سبق أن أرسلت إليكم استشارة بتاريخ ١٥ أكتوبر٢٠٢٢، وقد أجابتنى الدكتورة رفيف ولها جزيل الشكر وقالت أني مؤمنة ولكني لا أشعر بذلك كما قلت في رسالتي السابقة أنني أعاني وساوس في كل شيء ولم أكن أعرف أنها وساوس وعندما أصابتني الوساوس الدينية لأول مرة عندما كنت في الإعدادية تألمت كثيرا حيث كنت أناقش الوسواس وكلما قاومته تظهر فكرة أخرى تقول ماذا لو أو يمكن كذا حتى أصبحت أصاب بالصداع لمجرد ذكر الله ثم اختفت هذه الحالة أو ظننتها اختفت
أصبحت تأتينى أفكار تشككنى فى الدين كل فترة فكنت أردها عقلا وإذا لم أستطيع ردها أقول لنفسي عندما أستطيع سأقرأ عن هذه الأمور وحينها ستختفي وأتأكد أن ديني حق وأنسى الفكرة ولا أفكر مجددا ما يقتلني أني لم أكن أشعر بالذنب من هذه الأفكار رغم أنها استمرت تأتي وتذهب لسنوات ولكني كنت أصلي دائما خوفا من الله ولكن بداخلي كان هناك شعور بالتزعزع وعدم الثقة في ديني والعياذ بالله لم أكن أشك أن الأديان الأخرى هى الصواب بل كنت أشعر أن العالم قد يكون غير حقيقي والأديان غير حقيقية ولهذا كنت أدعو الله أن يقوى إيماني ويرسل لى إشارة مثل سيدنا إبراهيم
رغم ذلك عندما كنت أصلى وأدعو الله كنت أحدثه وأشعر به فكيف أشك به إذا وكنت أحاول أن أطيع أحاديث الرسول بقدر ما أستطيع بل كنت أبكي أحيانا إذا قرأت عن شيء أنه حرام حتى لو كان أمرا بسيطا وشعرت أني لا أستطيع تجنبه لأني لا أريد مخالفة الله تخرجت من كلية التجارة ولكني لم أبحث عن عمل فى بنك لأن الربا حرام فكيف أشك فى الإسلام وأنا أطيعه في إحدى المرات أتتني فكرة تقول ماذا لو التزمتي بالحجاب وغيره من أمور الدين وعندما مت لم يكن الإسلام أستغفر الله هو الدين الصحيح حينها شعرت بالخوف ولكني قلت ببساطة الإسلام أعظم دين والمهم أنني مسلمة وأوامره مفيدة إذا أنا لن أخسر شيئا في كل الأحوال ولست متأكدة هل هذا يعني أني شاكة أم ماذا ولكني لم أتوقف عن الصلاة والصوم ودعاء الله والشعور به والقيام بأوامر الإسلام
حتى قرأت مرة عن الوسواس الديني وأنه يجب أن يكون المرء موقنا بصحة الإسلام حتى وإن كان موسوس فشعرت هذه الأفكار كلها وبدأت أشك أني كنت شاكة وأصبحت موسوسة بالردة والاستهزاء وأنطق الشهادة طوال الوقت وأشعر بالراحة إن تألمت وإن لم أفعل أخاف وأحسد كل من أراه مؤمنا وأتمنى لو كنت مثل بقية الناس لأعيش بطبيعية فأعود وأقول لنفسي أنت غير مؤمنة تريدين أن تكوني مرتاحة مثل بقية الناس وقبل أن أقرأ عن نواقض الإسلام وأعرف أني مصابة بالوسواس الديني كنت أظن أني ضعيفة الإيمان وحسب فكنت أقرأ كتب عن صفات الله وكتب ترد الشبهات لأقوي إيماني وكنت أدعو الله وأقول ليته تحدث لي معجزة ليكون إيماني مطلق
وكنت أعتقد أني لو صليت أكثر وحفظت قرآن أكثر فسيصبح إيمانى أقوى والآن أشعر طوال الوقت أن الله يساعدني مرتدة وأنني منذ الطفولة وكنت أفكر فيه معظم الوقت عندما أتتني هذه الأفكار في البداية لأول مرة أظن أني صدقتها للحظة لأني فكرت فيها ولكن وأن أناقاشها بلساني أدركت خطأها فقاومتها فازدادت فهل تصديقي للحظات يعني في الأصل أني غير مؤمنة أرجوكم لا تتأخروا في إجابتي أشعر أني وصلت لنهاية حياتي أرجوكم اقرأوا رسالتي السابقة لتكونوا على دراية بحالتي يعلم الله أنا لا أريد سوى أن أكون مؤمنة صالحة فأنا أحب الله وأحب الإسلام وأحب الرسول رغم أني لا أحس بهذا الحب أحيانا ولكني أعلم أني أريد أن أعيش وأموت مسلمة فهل عدم تأثير هذه الأفكار على عباداتي تعني أني مؤمنة وإن لم أشعر بالذنب تجاهها أم أنا أعبد الدين تجويزا وترجيحا فقط
أنا متعبة أرجوكم أجيبوني
حياتي متوقفة حتى زواجي أشعر أنه حرام
23/11/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "نور"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مرة أخرى
هذه الأفكار التي تذكرينها تخطر على بال أغلب الناس، ولا شيء فيها البتّة، من الطبيعي جدًا أن يأتي إلى الذهن خاطر: (يا ترى هل هذا الدين صحيح؟) عادي جدًا.. ولا أحد يهتم لهذا سوى معشر الموسوسين. يأتي السؤال إلى غير الموسوس، ولكن ذهنه يرده فورًا، بأن هذا الكلام غير صحيح كما عرف من الأدلة العقلية سابقًا... وينتهي الأمر هنا.
لا أحد يفكر في حكم هذا الخاطر الذي أتاه، هل هو كفر أم لا؟ ولا في الكوارث المترتبة على كونه كفرًا.
أنت مسلمة وهذه أفكار طبيعية حتى لو جعلك الوسواس تفكرين فيها كثيرًا ولا تمررينها كغيرك. وإذا كنت مسلمة فزواجك صحيح، ولا داعي لنطق الشهادتين باستمرار، ولا داعي لأن أجيبك على كل سؤال تفصيلي في استشارتك، لأن الأسئلة التفصيلية فرع عن تفكيرك الوسواسي الباطل، وإذا بطل الأصل بطل الفرع
غير أنه لفت نظري قولك: (حتى قرأت مرة عن الوسواس الديني وانه يجب أن يكون المرء موقنا بصحة الإسلام حتى وإن كان موسوس). يا سلام! وهل تصدقين كل ما تقرئينه؟! إذا كان نقلك هذا صحيحًا ودقيقًا فإنه يدل على كون كاتبه لا يعلم أن الموسوس لا يشعر باليقين! كيف نطالبه باليقين وهو لا يشعر به أصلًا؟!
وإذا كان الشعور غير سليم، فاعتمادنا على الدلائل الأخرى على وجود الإيمان، وهي التزام الموسوس بأحكام الإسلام، فهذه يراها هو ومن حوله ولا مجال للشك فيها إلا عند فاقدي العقل والإدراك.
وأظن هذا الكلام أجاب على السؤال الذي تدورين حوله في استشارتك
عافاك الله وطمأن قلبك.
ويتبع >>>>: وسواس الكفرية: لم أعد أشعر بالذنب! م1
التعليق: شفاك الله وعافاك، أقول لك أنا أعاني كذلك من الوسواس، ولكن يجب أن تعلمي أمرا هاما، أن البلاء مهما طال فإن مصيره الفرج يقول "تعالى" إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
واحتسبي الأجر واصبري فإن الله لن يضيع صبرك، ولا تنسي الدعاء هو سلاح المؤمن للخلاص من هذه الوساوس.