السلام علكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة منذ حوالي إحدى عشرة سنة تقريبًا من ابن خالتي، ولي منه أربعة أطفال، وبعد مدة من زواجي تقدر بسبع سنوات؛ اكتشفت أن زوجي يتعاطى الحشيش مع علم خالتي بذلك، ولم تخبرني؛ لفرط حبها لابنها؛ فحاولت نصحه وإبعاده، ولكن دون فائدة.
الآن وبعد مرور هذه السنوات وصل زوجي إلى حد الإدمان، مشكلتي تكمن في أن زوجي لا يدعوني إلى الفراش إلا وهو بلا وعي، وأنا بصراحة أتمنع حيث إنني أخشى أن أكون معينة له على الإثم، علمًا بأنني أحدثه قبل أن يتعاطى أن ينال مني حقه، ولكنه يرفض ويقول: هذه حياتي ولا شأن لك بي، علمًا بأنه في حالة عدم تعاطيه للحشيش يصلي صلواته في المسجد، وهو أيضًا من المدرسين المخلصين في عملهم والممتازين في تدريسهم، فماذا أفعل؟
وهل عليّ إثم إن أطعته في قضاء حاجته مني وهو على هذا الحال؟
جزاكم الله خيرًا، وأسال الله أن يسدد على طريق الخير هداكم.
22/11/2022
رد المستشار
أختي الفاضلة، أحمد فيك خشيتك من الله سبحانه، وحرصك على اجتناب الإثم، وأحب أن أهون عليك بعض ما أنت فيه بمحاولة فهم سلوك زوجك، والتعامل معه، وأحسب أنك تحبينه ويؤلمك حاله.
يا أختي، إذا كان زوجك من المصلين، ومجتهدًا في عمله فهل سألت نفسك: لماذا يتعاطى الحشيش؟ وما علاقة هذا التعاطي بدعوته لك إلى الفراش، وهو تحت تأثيره؟!
في مثل حالة زوجك تتعدد الاحتمالات:
فمنها احتمال رأيناه في الممارسة الإكلينيكية حيث يكون حضور الضغط الأسري والاجتماعي الذي يعتبر الجنس شيئًا مشينًا – بصورة أو بأخرى – أو يعتبره على الأقل نشاطًا غير جاد، ولا يليق بالرجال "المحترمين" وارتباط هذا بتصور هابط عن المرأة، هذا التصور ـ مَنْ يحب الجنس وهو في العمق يستقذره، ويعشق المرأة، ولكن في الوقت نفسه يحتقرها ـ يخلق تناقضًا رهيبًا يدفع البعض إلى اللواط، ويدفع آخرين - مثل زوجك - إلى تغييب الوعي؛ لتتحرر النفس من الضغوط وتمارس ما أحله الله لها أصلاً، ولكن استقذره المجتمع باسم المحافظة أو باسم الدين أو غيرهما.
بمعنى أنهم لكي يخففوا من أثر التصور المختل للمرأة وللجنس، والمتمثل في السياق الاجتماعي والثقافي المحيط بهم حال وعيهم؛ يقومون بالتخلص من الوعي نفسه بتعاطي المخدرات بحيث يمكنهم ممارسة ما يريدونه بحرية، ودون ضغط نفسي، ويستردون فطرتهم وإنسانيتهم، ولو لبعض الوقت، بهذه الطريقة المرضية.
ومن الاحتمالات:
شيوع وهم عام بأن المخدرات ومنها: الحشيش تزيد من قوة الرجل الجنسية، ويدعم هذا الوهم ما يجربه المتعاطي فعلاً حين يشعر أن زمن الممارسة أطول، وشعوره بالمتعة أعلى، وهذه المشاعر وهمية طبعًا، وناتجة عن اختلال الإدراك للوقت، واضطراب المشاعر والأحاسيس المصاحب لتعاطي المخدر، وهذه النظرة – مرة أخرى- لا تأخذ في الاعتبار متعة الطرف الأخر: "المرأة" وحقها في الشعور بكيانها ووجودها ودورها في العلاقة والممارسة، وهذه هي حجر الزاوية يا أختي، ومربط الفرس كما يقولون. ليس لك أن تمتنعي عن زوجك في مثل حالته، وأنت طبعًا لست شريكة له في إثم تعاطيه للحشيش، إنما أنت – في الحقيقة- تطالبين بحقك الشرعي والإنساني في المتعة الحسية الحلال، تريدين علاقة لها روح وطعم، مع إنسان يعي ويتفاعل، يأخذ ويعطي فأنت إنسانة لها مشاعر وأحاسيس، ومن لحم ودم وعصب، ولست مجرد أداة للمتعة، أو إناء جامد لجمع الإفرازات.
أنت لا تحصلين على حقك في الاستمتاع، وهذا ظلم بين، وإثم ربما يزيد على إثم تعاطي المخدرات.
وتسألين ماذا أفعل؟!
وأقول لك:
أولاً: في هدوء وجرأة استجمعي شجاعتك، وناقشي الأمر مع زوجك، ناقشي معه تصوره عن الجنس، وعن دور المرأة ومكانها في عملية الممارسة، وهل لها حق وفعل أم أن عليها واجًبا، ورد فعل فقط؟! قولي له: إن الجنس ليس دنسًا حتى نمارسه غائبين عن الوعي، وإن علاقتكما ستكون أكثر إنسانية، وأكثر جمالاً وكمالاً ، وتواصلاً وتفاعلاً، وهو في وعيه. وألمحي له، أو صارحيه – إن شئت – بحاجتك وحبك لذلك، وحقك في الحصول عليه، والظلم المترتب على عدم حصولك قولي له: أريدك واعيًا فلماذا تغيب؟!!
قولي له تلميحًا أو تصريحًا: إن ما يفعله يشعرك بالمهانة والنفور، يشعرك بأنه يكرهك ويحتقرك "وإن كنت أنا أحسب أنه يحبك ويحترمك" واختاري لهذا الحديث الوقت والأسلوب المناسبين، وتلطفي معه فإن الود من الزوجة المحبة يذيب قلب الزوج ولو كان صخرًا.
ثانيًا: إياك ثم إياك أن تمتنعي عنه ليس فقط لأن ذلك حرام؛ ولكن لأن إجابتك له حين يطلبك هي أهم مداخل العلاج، فبعد حوارك معه ونقاشك له.. قولي له: لماذا لا نجرب؟!!
واحتشدي لهذه التجربة بكل قوة وتركيز:
كوني في أبهى زينة، وراجعي إجابتنا السابقة لتجعلي تلك الليلة لا تُنسى من ذهنه، ولا من ذهنك. واجتهدي في تجميلها بكل طاقتك، ودون توتر.
وفي هذه الليلة أظهري له أنك قي قمة الاستمتاع، وأنه في أحسن أحواله وأقواها، وأنها أجمل ليلة عاشرك فيها، وأنه .. وأنه .. وتجوز المبالغة بل هي مطلوبة بشدة. ومن هنا ستتغير نظرته ونظرتك للعلاقة الزوجية تمامًا، وسيقبل هو عليها بكامل وعيه ورغبته.
وإذا عاد للحشيش قبل الممارسة، وطلبك فاستجيبي فورًا، ولكن أظهري بعض امتعاضك، وعدم استمتاعك، وكأنه – وهو فعلاً هكذا – أداء واجب. بهذه الخطة يكون العلاج – إن شاء الله – ولن يحتاج زوجك لمراجعة طبيب، فستكونين أنت الطبيب، ويا نساء العرب والمسلمين: أين ذهبت منكن الحكمة؟؟ ما كل هذا العجز عن إدارة البيت، واحتواء مطالب الرجل، وتغيير طباعه؟؟
لقد كانت الجدات أكثر حذقاً ومهارة في ذلك، ومنحكن الشرع من المكانة والأدوات ما تكن به أعمدة البيوت.. فمن أين جاء هذا التراجع؟؟
تمنياتي لك بمستقبل زواجي سعيد، وأعلمينا بالتطورات، واستعيني بالصبر والصلاة.. والله معك.
واقرئي على مجانين:
من أجلي زوجي يدخن سرا ! أزواج آخر حاجة !
تجريب الحشيش : العواقب النفسية !
زوجي والحشيش: دخان البهجة المتاحة م1