طبيعية لا مازوخية ولا علل نفسانية !م4
هل طفولتي كانت طبيعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، منذ طفولتي وأنا لدي رغبة شديدة في المجازفة وخوض التجربة واكتشاف النتائج بمعنى أنني عندما كنت في الرابعة والخامسة من عمري كنت ألقي الآنية الصيني والزجاج والعرائس والأكياس المملوءة بالماء من الشرفة لرؤية ماذا يحدث لها وكانت أمي -يرحمها الله وجعل مثواها الجنة-تقيدني بالحبال وتضربني على ذلك وذات مرة أرادت أمي تخويفي كي أنام بأن قالت لي إذا لم تنامي سأحضر لك أبو رجل مسلوخة فسألتها كيف تكون قدمه مسلوخة؟ ومن أين سيأتي؟ فأجابت قدمه ليس عليها جلد وهو موجود بالسطح وكنا فى ذلك الوقت نسكن فى عمارة جدي في شبرا الساحل فظللت طول الليل أفكر في الأمر وفي الصباح صعدت إلى السطح لكي أراه ولم أأبه بالموقف ولحقتني زوجة البواب وأخبرت والدتي
وعندما كنت في السابعة قفذت على عمارتنا إحدى المختلات عقلياً وهي هاربة من مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية وكل أطفال العائلة والجيران بما فيهم أخي الأكبر وجميع السكان في حالة رعب ما عدا أنا لم أشعر بالرعب بل كان فضولي هو المسيطر وأريد أن أعرف معنى كلمة مجنونة وكيف يكون شكلها.. وذات مرة كانت والدتي وجدتي فى مطبخ جدتي يرويان أن إحدى النساء كانت تشعل الفرن فهي وحرق بعض خصلات شعرها وصار أكرد فأحضرت الكبريت في غفلة من الجميع وأشعلته وقربته من شعري وأحرق ٤خصلات وكان فضولي أن أعرف كيف يكون الشعر أكرد
وعندما كنت فى الثامنة من عمري قصصت أرجل بنطال إحدى بيجاماتي لأرى ما سيكون شكل البيجامة بعد القص، وعندما أصبحت مراهقة كان أبي -يرحمه الله وجعل مثواه الجنة- يقول لي لا تسيري في الطرق الواسعة والعمومية وأنتي عائدة من المدرسة كي لا تصدمك أي سيارة أو تتعرضين للخطف بل اسلكي الطرق المختصرة ولكني كنت أرى زملائي يسيرون في هذه الطرق ولا يتعرضون لأي أذى فمشيت من هذه الطرق لأرى صحة ما يقوله أبي بدافع الفضول
وعندما وصلت إلى عمر 25 عاما كنت جالسة ذات صباح أتذكر ذكريات الطفولة والحضانة والمدرسة فتذكرت فجأة مديرة الحضانة وهي تعاقب الأطفال إذا ارتكبوا أي خطأ باللسع بالشمعة وإطفائها في أيديهم ولكني لم أتعرض للسع في الحضانة ولكن كان بداخلي وقتها فضول أن أعرف كيف يكون ألم اللسعة والإطفاء فقمت وأحضرت شمعة بيضاء ووجدت بجانبها شمعة ملونة حلزونية فانتابنى فضول أكثر أن أعرف الفرق بين الألم الذي تسببه كل من الشمعتين فجربتهما على يدي ولم أكن وقتها أمر بأى أزمة نفسية ولا أعرف الماسوشية أو السادية ولا أفكر في أي شيء سوى الفضول، وتوقف الفضول الفعلي بعد ذلك ولكن الفضول حالياً يكون بكثرة تساؤلات عن الشيء لدرجة التدخل في مالا يعنينى وأشعر بالذنب بعد ذلك، فهل طفولتي كانت طبيعية أم كنت أعاني من مشاكل نفسية منذ صغري؟
مشكلة أخرى هي أنني لم أحقق ذاتي ولم أنمي مواهبي وهوايات الرياضية بسبب والدي، حيث أن والدي حرمني من الالتحاق بأي لعبة رياضية من الألعاب التي أجيدها مثل السباحة والإسكواش وكرة اليد فقط أتدرب عليها ثم أتركها بإذعان منه فإنه يخشى علي من المبيت في المعسكرات وارتداء البنطلون حيث إنه كان دائم الخوف علينا بشدة مفرطة كما حرمني من الالتحاق بالكشافة في الجامعة لهذا السبب
ومنع أيضاً الإنترنت إلى إن اضطررت بإدخاله بسبب دراستي بعد مشاجرة كبيرة ولكن دون الفيس بوك لأنه يخشى علينا من الشات ولم أفهم كلامه ولم يفهمني وظل يرفع صوته ويصرخ فينا إلى أن تجحظ عيناه وهذه التصرفات يفعلها معي منذ الصغر إلى أن صرت معقدة إلى الآن بسبب الصراخ وجحوظ العينين فكان شعاره دائما (مافيش تفاهم) (ومن غير ليه) ويقول لي أنني بنت امبارح ولاتعرفي شيئاً ولن ولم تفهمي شيئا ولكن إخوتي تمردوا جميعاً على هذا الوضع وكانوا يفعلون بعض الأشياء مثل الجلوس على الإنترنت بدون علمه ودرست أختي الميكب والصبغة والتمثيل رغم معارضته وافتتحنا أنا وهي محل كوافير وأتيليه رغم انتقاداته لنا فكانت أختي لا تتأثر بهذا وتجنبته فلا تجلس معه إلا قليلا ولكني لم أتحمل ذلك لدرجة أنني كنت سأغلق الأتيليه لعدم رضاه ولكن المحل أغلق بعد عام لأسباب أخرى
كما أنه منعني من دراسة دورة الICDL لاحتوائها على الإنترنت مما أدى إلى تأخري في الالتحاق بوظيفة محترمة ورغم أنني حزنت كثيرا لمرضه التحقت بأعمال شاقة لأجله ولم أشعر بالتذمر على العكس تماما كنت فعل أى شيء من أجله ورغم وفاته في عام 2021 وحزني الشديد عليه إلا أنني لم أستطع تجاوز أزمة انعدام الثقة بالنفس وعدم تطوير ذاتي وتنمية مهاراتي والخوف الشديد من الصوت العالي والصراخ وجحوظ العينين لدرجة أنني أرتعب من صراخ إخوتي الأصغر مني
والآن شقيقتاي تلومانني لأنني لم أترك المنزل لأستطيع تنمية مهاراتي وهواياتي وتطوير نفسي، تلوماننى لأنني آثرت إرضاء والدي وعدم التسبب في خراب البيت حيث أنني خشيت أن أتسبب في طلاق والدتي حيث حدث مرة عندما كنت في 19من عمري وكنت غير ملتزمة بالصلاة فلكي يجعلني والدى ألتزم بالصلاة قال لي بالحرف الواحد (أحلف بطلاق أمك لكي تصلي) فخشيت منذ ذلك الوقت أن أغلب في أي أذى لأني وبعد وفاتها عام 2008 خشيت أن أتسبب في شقاء إخوتي حيث سيعنفهم والدي كل يوم ويتهمهم دائما أنهم سيفعلون مثلي في يوم من الأيام ويخرجون عن طاعته وسيجبرهم على مقاطعتي أو مقاطعته حيث أن القاعدة في منزلنا (إذا أخطأ فرد تعاقب الأسرة بأكملها) ليس فى الضرب- فالضرب يختص به المخطئ فقط- وإنما أقصد العقاب النفسي.. فهل أنا مخطئة في عدم تحقيق ذاتي وتطوير خبراتي ومواهبي على حساب عائلت؟
ثم أنني إذا ذهبت إلى عمار ة جدي -يرحمه الله -حيث أن لدينا شقة هناك سيلاحظ أقارب والدتي وجودي بمفردي فترة طويلة ويشكوا بالأمر وأن هناك خلاف بيني وبين والدي لاسيما أن العلاقة بين والدي وأقارب والدتي وإخوتها متوترة للغاية... فهل أنا مخطئة في حفاظي على مظهر والدي وسمعته أمام العائلة؟ كيف أبني ذاتي وأزكي مهاراتي. وأنا في هذه السن؟
وآسفة جدا على الإطالة ولكني أردت توضيح حالتي جيدا حتى يتسنى لحضراتكم الرد على استشارتي
وشكراً لسعة صدركم وجزاكم الله خيرا على مساعدتكم العظيمة لنا
والسلام عليكم
2/12/2022
رد المستشار
مرحبا بكم "ولاء"
سردت بعض الأمور التي يمكن أن تكون طبيعية في مجتمعنا ومستوى ثقافتنا التربوية السائد وبعض الأمور التي يمكن أن تكون غير صحية في التربية والمناخ الأسري.. ما كانت تفعله أمك وأنت طفلة أنه كان يخلو من الوعي التربوي باحتياجات الطفل للاستكشاف والتجريب إلا أنه هو أفضل شيء تعلمه وتعرفه في وقتها لتربيتك وتهذيبك، وما فعله والدك عند مراهقتك وكبرك كان خوفا واحتياطا زائدا عن اللزوم.
كل منا له تجربة في أسرته والطريقة التي تربى عليها وكل من أخذ نصيبا من الأمية التربوية التي نعاني منها جميعا بنسب، ولكنك تكيفت قدر المستطاع فلا مجال للوم عليهم ولا اللوم عليك لأنهم تصرفوا بأفضل طريقة يدركونها وأنت تصرفت وتكيفت بأفضل طريقة اعتقدت أنها تحافظ على نفسك والحياة الأسرة.
استرجاع الماضي لتحديد الخطأ والصواب وتفسير نتائج اليوم ربما يكون اجترارا غير مفيد، لكن استرجاعه وتأمله يمكن أن يكون مفيدا خاصة إذا كان بدون مشاعر حزن وألم، وكأنك تقبلين وجود هذه التجارب في الحياة وأنت جزء من الحياة ويجري عليك هذه الأحداث.
ركزي على حياتك في الأوقات الحالية، في تلك المرحلة العمرية أعتقد أن الأولوية فيها هي العمل أيا كان العمل وتكوين الأسرة تلك أهم الأولويات تقريبا. وإذا كان استرجاع الماضي للبكاء على الحاضر مفيدا لنصحتك بذلك، وأوقفي سلوك الشكوى لأخوتك كي لا يلومونك على موقفك مع والداك، فاختيارك وقتها الطاعة والصبر هي أفضل طريقة تعتقدين أنها آمنة، وأنت مأجورة عليها بإذن الله.
ويتبع>>>>>>: طبيعية لا مازوخية ولا علل نفسانية !م6