وسواس العقيدة والشك في الدين
وسواس العقيدة والشك في وجود الله وفي كل شيء
السلام عليكم، من فضلكم أنا في حالة كرب شديدة ولا أعرف ماذا أفعل، أنا تأتيني الشك في وجود الله كثيرا جدا وأحاول أن أقنع نفسي بالأدلة المنطقية والعقلية والعلمية على وجود الله أحس وكأنني غير مقتنع فأحاول أن أقنع نفسي لكنه لا يقتنع.
الأمر اشتد علي كثيرا ولا أعرف ما أفعل مع العلم أني أصلي لكن لا أؤدي بعضها في الوقت خصوصا صلاة الفجر بسبب التأثير الشديد للوسواس حيث أنني أسهر في قراءة الكتب حول وجود الله وصحة الإسلام وصحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصحة منهج السيرة والحديث لأنني أخاف أن أموت على الكفر وأذهب لنار جهنم لكن الشك لا زال يلازمني، وأحس بتلبد الأحاسيس عندما تراودني تلك الأفكار.
مع العلم أنني وأنا أكتب هذه الاستشارة أخاف أن أكون فقط أخدع نفسي. من فضلكم ماذا سأفعل في هذه الحالة؟ هل أنا مؤمن أم كافر؟ هل يجب عليّ ألا أبحث أم ماذا؟ حيث أخاف من الانهيار.
وعندما أرى أناسا عاديين يؤمنون بوجود الله وصحة الإسلام ينتابني حزن شديد
فأدعو الله أن يخلصني من هذا البلاء لأن الأمر مؤلم للغاية والدين هو أغلى شيء في حياتي
4/12/2022
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "Mido" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
عافاك الله يا ولدي هذا الشكل من أشكال الوسواس القهري الديني مشهور بوسواس الكفرية، وهو دليل على سلامة الإيمان وصفائه وشدته بل هو صريح أو محض الإيمان كما قال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، وعليك شرعا أن تتجاهله تماما فلا حاجة لك بأن ترد عليه بإقناع نفسك أيا كان نوع الأدلة، وأن تطمئن إلى ثبات حالتك الإيمانية ولا تحاول استشعارها لتعرف رد فعلك على الوسوسة، باختصار تصرف كأن لا شيء يحدث.
يعني إذا كان سهرك (في قراءة الكتب حول وجود الله وصحة الإسلام وصحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصحة منهج السيرة والحديث) هدفه الرد على الوساوس فإنه الفعل القهري الذي يطيل عمر الوسوسة، وأما إذا أردت القراءة لتعرف وتفهم أكثر عن دينك ونبيك عليه الصلاة والسلام فهذا سلوك محمود أبدا شريطة عدم استخدامه في الرد على الوسواس، ولأوضح لك أكثر مثلا إذا كنت تقرأ عن 4 قضايا دينية بالترتيب وبينما أنت تبحث في قضية1 لتتعلم جائتك وسوسة في قضية3 ... لا تتوقف عن بحثك قضية1، ولا تغير الترتيب فتبحث قضية3 قبل قضية2.
أما مسألة عدم الاقتناع فاعلم أنه شعور كاذب سببه ظاهرة تفسر معاناة كثيرين من مرضى الوسواس اسمها اللا اكتمال أو عدم الشعور باكتمال الخبرة الحسية أو العقلية، وأما إحساسك بتبلد المشاعر عندما يراودك الشك فراجع إلى عَمَهِ الدواخل، ويعني ضعف قدرة الموسوس على قراءة معلوماته الداخلية بما فيها المشاعر والأحاسيس والنوايا والذكريات...إلخ وقابليته العالية للشك فيها، وهو ما يدفعه إلى طلب بدائل خارجية للتحقق من دواخله، كما وضحت من قبل في إجابة: ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل.
كل ما ذكرته أعلاه يهدف إلى أمرين الأول هو تهدئتك وطمأنتك بخصوص حكم حالتك الشرعي، والثاني محاولة ضبط سلوكك تجاه الوسوسة باتباع الواجب شرعا وهو التتفيه والتجاهل، لكن هذا وحده نادرا ما يكون كافيا لعلاج الاضطراب أو الاضطرابات النفسانية المسببة، لذلك يجب عليك طلب العلاج من أقرب مكان يقدم خدمات الصحة النفسانية.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>: وسواس العقيدة والشك في الدين م1