أنا محتاجة للمساعدة أرجوكم..
أنا أعاني من الوسوسة في النظافة والصلاة، وأخيرا في انتقال الأمراض، خاصة الأمراض المميتة مثل الفيروسات. المهم أنا لي أخ ليس طبيعيا، يعني "مخبوط في دماغه"، ولا يتكلم ولا يحكي، وكنت أعيش مع أخواتي وعائلتي قبل الزواج، وحاليا أنا انتقلت مع زوجي. كنا نعيش في بيت مثل بيوت البلد، باب البيت مفتوح وباب الشقة به مفتاح، وعندنا محل والدي يديره في نفس البيت، واعتمادا على وجود والدي في المحل ساعات فوالدتي لا تهتم بقفل باب البيت، وأنا عندي وسواس: لو أحد دخل البيت قد يعمل حاجة غير أخلاقية في أخي المريض، وهو لا يحكي ولا يدافع عن نفسه.
أنا الآن أعصابي "بايظة"، لست أدري كيف أتصرف مع الوسواس، يخيل لي أنني قد "أعدى" من والدتي التي قد تكون "اتعدت" (أصابتها العدوى) من أخي، وكلما قلت لهم لا لا تتركوا الباب مفتوحا سخروا مني، وقالوا: "يعني الحرامية موجودين؟!"
أنا متعبة، وأريد الراحة، أنا لا أستطيع أن أحضن والدتي أو آكل من يدها. إنني أخاف.. يا رب إنني أريد الرحمة،
أرجو الرد بسرعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وشكرا.
26/11/2022
رد المستشار
الأخت العزيزة،
أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا على ثقتك، ما ذكرته في إفادتك عن حالتك يعبر بوضوح عن معاناة مرضى الوسواس القهري، فأنت كما ذكرت تعانين من الوسوسة في النظافة والصلاة، وأخيرا في انتقال الأمراض المميتة، ليست المشكلة إذن في تعريفك بنوع الاضطراب وإنما في إرشادك إلى كيفية الخلاص منه، وبمحاولة توضيح الصورة المرضية لحالتك علك تستجيبين لنصيحتنا بعد ذلك.
إن التسلسل المعتاد لحالات اضطراب الوسواس القهري هو ما تشيرين إليه بقولك:
"أنا أعاني من الوسوسة في النظافة والصلاة، وأخيرا في انتقال الأمراض، خاصة الأمراض المميتة مثل الفيروسات"، فما نراه في معظم حالات الوسوسة هو أن تبدأ الأعراض التسلطية القهرية في منحى من مناحي الحياة، كثيرا ما يكونُ متعلقا بالطهارة أو النظافة أو الصلاة في المسلمين؛ نظرا لأهمية الفروض الدينية في بناء المسلم النفسي، وقد تستمر هذه المعاناة وتضاف إليها أشكال أخرى من المعاناة القهرية، وقد تختفي وساوس الصلاة وما يتعلق بها وتظهر الوسوسة في مناحٍ أخرى من مناحي النشاط الإنساني.
ويبدو أن ما حدث معك هو زيادةُ أعراض قهرية على أعراض قهرية أقدم منها، أي أنك الآن موسوسة في النظافة والصلاة، وفي انتقال الأمراض، وفي الخوف من الغرباء، وفي انتقال العدوى من أخيك (المريض بمرض لا ينتقل بالعدوى، نسأل الله له الشفاء)، إلى أمك ثم إليك، ولا أحد يدري من ماذا ستوسوسين غدا يا أختي؟!
وتبرزُ نقطةٌ في غاية الأهمية لفهم حالتك وهذه النقطة هي أنك تعرفين أن أخاك.. هذا الأخ المسكين ليس مصابا بمرض انتقالي (أي ليس مرضه مُعديا) وأنت تعرفين ذلك بالتأكيد لكنك رغم تلك المعرفة لا تستطيعين التخلص من فكرة أنه قد يتسبب في عدوى الأم التي ستنقل العدوى لك، أي إن الفكرة غير منطقية وغير واقعية وسخيفة، سواء في رأيك أو في رأي الآخرين، لكنك رغم ذلك تعجزين عن التخلص منها، وعن منع نفسك من الاستجابة لها بالأفعال القهرية التجنبية المختلفة، وهذا هو جوهر المعاناة من الفكرة التسلطية والفعل القهري في مرض الوسواس القهري.
وبقدر ما أوضحت لنا من معاناتك القهرية بقدر ما تركت الغموض يحاصرنا في نقاط عديدة، فقد أشرت إلى أنك تزوجت وانتقلت للعيش مع زوجك، لكنك انتقلت فجأة للحديث عما كان عندما كنت تعيشين في بلدتكم، وحدثتنا عن باب البيت المفتوح، ورعبك من أن يدخل أحدهم ليصيب أخاك المعوق بسوء، ثم انتقلت إلى خوفك من الإصابة بالعدوى من والدتك.. فهل أنت الآن تعيشين في منزل أسرتك؟ نحن غير قادرين على الفهم أيتها الأخت العزيزة، ونحن كأطباء نفسيين، بقدر ما نفهم ونحيط بأبعاد الحالة، بقدر ما نستطيع تقديم المساعدة بتوفيق الله وفضله، ونوعية العلاج الذي سننصح به ستعتمد إلى حد كبير على ظروف وملابسات الحالة والأعراض الحالية، وكذلك حالتك أنت الجسدية؛ فقد استنتجنا أنك عروس، ولا ندري هل هناك حمل أو هل أنت في انتظار الحمل، أو.. أو؟!، ثم هل الأعراض التي تشتكين منها في إفادتك هذه أعراض حالية أم أنها من ذكريات الماضي؟! صدقيني كل هذا غير واضح.
ولعل في الروابط التالية ما يفيدك أكثر في فهم حالتك:
التفكير السحري عند الموسوسين
الوسواس القهري: أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي
وسواس المرض: أشكال وأصناف
الحصار القهري أو الوسواس: المهم العلاج
نتمنى أن تكوني بذلك قد استطعت الإلمام بأبعاد اضطراب الوسواس القهري وعرفت كثيرا عن أساليب العلاج. وأزيدك هنا شيئا من خبرتي الشخصية عن نوعية الاستجابة في حالات الوسواس القهري الشبيهة بحالتك والتي تزيد فيها حدة الأفكار التسلطية وكثافتها مقارنة بالأفعال القهرية، فهذه الحالات غالبا ما تستجيب بسرعة وبشكل جيد للعلاج العقاري للوسواس باستخدام مضادات الوسوسة من مجموعة الماس أو الماسا والتي تجدين عنها كثيرا من المعلومات أيضا إذا نقرت الروابط التالية:
(م.ا.س) و(م.ا.س.ا) .. هل يخربطوا الدماغ
الم.ا.س والم.ا.س.ا واحتمال الخطأ
معنى هذا الكلام يا سيدتي هو أن خلاصك من كل هذه المعاناة ممكن بفضل الله تعالى إذا طلبت العلاج، ولهذا فنحن ننصحك بأن تلجئي إلى أقرب الأطباء النفسانيين من مكان إقامتك -الذي لا نعرفه أيضا-، وإن شاء الله يكونُ موفقا في علاجك، وتابعينا بالتطورات الطيبة.