بسم الله الرحمن الرحيم..
بارك الله فيكم على هذا الجهد المبارك. وأرجو من الله العلي القدير أن أجد عندكم من النصح ما يشفي غليلي، أما مشكلتي فتتمحور فيما يلي:
أنا شاب في 27 من العمر، اقترحت علي الوالدة الارتباط بفتاة في 21 من العمر، وتربطنا بأهلها علاقة صداقة قديمة، ونظرا لقصر وقت العطلة الصيفية (وللإشارة فأنا وعائلتي نعيش في بلاد أجنبية) تمت الزيارة إلى بيت العائلة الكريمة، وبالفعل تمت الخطبة، وبعد أسبوعين عقدنا القران، أجل بهده السرعة تمت الأمور، ولظروف طرأت بقيت في المغرب لفترة 6 أشهر التقيت فيها بالفتاة كل أسبوع، وقمنا بلقاءات وجولات، وفي كل مرة كان شوقي إليها يقل وإعجابي بها ينضب لما لاحظته عندها من كآبة وانطواء وعدم ثقة في النفس وقلة المعلومات ونقص المعرفة وفقدان القدرة على التواصل معي.
وتأكد لي أنها لا تحس بأي شيء عندما أداعبها وعندما ألامسها، مما اضطرني إلى سؤالها عن ذلك، فكان جوابها أنها لا تعرف أي شيء اسمه شهوة، فزاد ذلك الطين بلة، أضف إلى ذلك الاختلاف الكبير في المفاهيم والأفكار، ثم إنني صارحتها بأني لا أناسبها، وبما أن العلاقة في بدايتها وأنا لم أدخل بها بعد اقترحت أن نفترق بالحسنى، فبدت رافضة هذا الكلام وزاد تشبثها وتعلقها بي وبلغني أن حالتها ساءت، وتدخلت عائلتها سائلة عن سبب الخلاف، وزادت الضغوط مما اضطرني إلى تهدئة الأمور.
وحتى أكون عادلا فهي عفيفة ومؤدبة ومحافظة على الصلاة، وفيها من الصفات الطيبة الكثير.. لا أريد أن أطيل أكثر، فأنا الآن في حيرة من أمري، وللعلم فقط.. أنا لم أسئ إلى أحد قط، ولا أريد أن يتأذى أحد بسببي.. وأرجو المساعدة، بارك الله فيكم.
27/11/2022
رد المستشار
الأخ الفاضل.. أشكر لك صدقك وحرصك على دخول البيوت من أبوابها، وكذلك على خلقك الرفيع في الحرص على مشاعر الآخرين واحترام البيوت، سدد الله خطاك وهداك إلى الصلاح.
أخي الكريم.. إن السعادة والرضا هما غاية ما ننشد في دنيانا، وهما المعين على ما فيها من الأمور، وخير سند عند تقلبات الزمن هو أن تجد من يشاركك نجاحك وفشلك، وقوتك وضعفك، وهمك وفرحك، دون أن تتكلم، ويتحد معك في الأفكار والآمال، فالعلاقة الزوجية ليست كما يتخيل الكثير من الشباب.. رجل وامرأة ينامان في فراش واحد، بل هي كيانان يتحدان ليواجها معا مشقة الحياة، ولذلك عندما لفت الشرع نظر الخاطب لضرورة أن ينظر إلى المخطوبة لضمان دوام المودة والحب لم يقصد أبدا الوقوف عند ملامح الوجه والجسد، بل تعدى ذلك إلى الفكر والروح والهدف، فليس بجمال الوجه فقط تتحقق المودة المقصودة، بل التفاهم والحب يأتي بتواصل الأفكار ووضوح الهدف؟
أخي العزيز.. قد طلبت الزواج فدخلت البيوت من أبوابها، وأعجبتك الفتاة، ولكنك لم تذكر من مزاياها سوى أنها مؤدبة وعفيفة، وهذا جميل وعلى العين والرأس، ولكن هل توافقك في أفكارك؟ هل تجيد التواصل معك؟ هل تتشابه رؤاها ورؤاك؟ كلا.. كما ذكرت، وهذا هو أهم ما في الأمر.
أما عن أنها لا تفهم معنى شهوة ولا تشعر معك بشيء فأمر ذلك سهل ويأتي بالألفة والوقت، لقد عبرت لها عن عدم تفاهمكما، ولهذا شرعت الخطبة، والآن عليك أن تمنحها فرصة لتثبت أنها تحبك وتريد سعادتك بخطوات إيجابية وليس بالبكاء والنحيب والضغط على المشاعر، فهي مازالت صغيرة، وربما لم يساعدها أحد على معرفة الدنيا.. قدم أنت لها ذلك وامنحها الكتب والشرائط والمواقع التي تطور الشخصية، وشجعها إن وجدت منها تقدما، وليلاحظ مساعدتك هذه الأهل.. فإذا لم تجد أذنا تسمع ولا قلبا يعي فاطلب الفراق بالمعروف دون تردد ودون الشعور بذنب، فهي فقط لا تناسبك أنت، ولكنها تناسب غيرك، ويسعد بعقلها هذا وبشخصيتها تلك، وربما تحدث بعض الشروخ في علاقة الأهل، ولكنها خير من أن تهدم العلاقة من أساسها على رءوس الجميع مخلفة جثثا وضحايا أبرياء.
استخر الله في كل خطوة والجأ إليه بالدعاء أن يعينك ويجمعك بزوجك التي قدرها لك، واسأل الله أن يكون هذا قريبا.
وفقك الله لكل خير.
واقرئي أيَضا:
شخصيتي انطوائية ..... ليس بالضرورة عيبا!
انطوائية .. كيف أصبح اجتماعية؟!
انطوائية وخجولة!
هل أنا انطوائية؟