السلام عليكم
أنا تعرفت على شاب عن طريق النت.. وتطورت العلاقة وأصبحت أحبه ومتعلقة به وبنيت عليه أحلاما كثيرة، ولكنه قرر إنهاء العلاقة معتذرا بأنه لم يستطع أن يحبني، وتركني وهو يضحك وغير متأثر بالموضوع.
إنني تأثرت وشعرت بإهانة وجرح كبير لا يمكن تخيله، حتى أنني فقدت الرغبة في الأكل والنوم وفقدت الرغبة في الحياة.
أنا محطمة.. أرجوكم ساعدوني،
مع العلم أن مدة العلاقة 3 شهور فقط.
27/11/2022
رد المستشار
أهلا وسهلا بك على موقعنا.. أدرك كم المعاناة التي تعيشينها هذه الفترة، وأقدر مشاعرك الرقيقة ورومانسيتك التي اصطدمت بأرض الواقع، وأود أن أوضح لك وللقراء الأعزاء أن الشباب والبنات يحتاجون إلى توعية ضخمة جدا فيما يتعلق بالآثار النفسية للتواصل والحب عبر الإنترنت، والأعراض الجانبية لاستخدام الإنترنت، حيث إنني أتلقى العديد من المشكلات عن الحب عبر الإنترنت، ومنها:
حبيبي الإلكتروني أمريكاني
هل يوجد حب عن طريق النت؟
حينما أقدم مثلا دورة تدريبية حول "التواصل الفعال" أشير إلى أن الرسالة لا يتضح منها سوى 7% فقط من خلال الكلام المكتوب، فالدردشة عبر الإنترنت لن توضح لك سوى جزء بسيط من شخصية الطرف الآخر، وتزداد هذه النسبة لتصل إلى ما يزيد عن 35% حين تسمعين صوت الطرف الآخر، حيث يمكن أن تتأكدي إن كان رجلا فعلا أم لا، والمرحلة العمرية التي يمر بها، ومن خلال نغمة الصوت والتوقف أثناء الحديث تفهمين أكثر، وحين يلتقي الإنسان وجها لوجه بشخص آخر يوصل أكثر من 80% من الرسالة التي يريد إيصالها، ومن هنا يتضح أن النت لا يساعدنا على التواصل بشكل فعال.. هذا أولا.
أما ثانيا فإن ما وصلت إليه يشبه الحب، بل الأفضل أن نقول الإعجاب من طرف واحد، فالإعجاب يكون ببعض الصفات في الطرف الآخر، ولا مشكلة فيه إلا أن ما يحدث غالبا هو أنك تضفين على تلك الصفات الكثير والكثير، فحين نعجب بشخص آخر نترك لأنفسنا الخيال لنكمل السطور، فنتخيله يتحدث معنا، ونتصور أنه يبادلنا نفس المشاعر، وتتطور الأمور داخل النفس، فأجدك تقولين في رسالتك: "وبنيت عليه أحلاما كثيرة"، وكأنك تدركين أنها أحلام وأوهام في ذهنك أنت.. وتكون المشكلة أن الطرف الآخر لم تتطور الأمور عنده بنفس السرعة، بل ربما سارت في الطريق المضاد، فذكر لك مثلا أنه غير قادر على أن يحبك.
ثالثا: كثير من تصرفاتنا يحكمها الآخر، فكل منا يظهر أمام الآخرين جوانب طيبة من السلوك، فحين يتعرف أي منا على شخص من خلال أحد الزملاء أو إحدى الصديقات فإن ذلك الشخص الجديد يحاول أن يظهر إيجابياته ولا ينسحب بتلك البساطة وذلك الاستخفاف خوفا من مظهره أمام الزملاء أو الأصدقاء، كما أن بعض الشباب/البنات حين يختبئون وراء النت تجدينهم يتعرفون على أكثر من شخص في نفس الوقت، وللأسف أصبحنا نخاف من البشر ولا نخاف من الله تعالى.
حبيبتي لا تزالين في مقتبل العمر، هذا ليس أول شخص تتعرفين عليه، فستأتي فرص أخرى تجدين فيها الشخص الذي يناسبك، ما مررت به يمكن أن تحوليه أنت إلى خبرة إيجابية إذا أردت، فهي خبرة تجعلنا أكثر نضجا وفهما للحياة، ومن خلال هذه التجربة يصل الإنسان إلى الحكمة، ومن أهم الحكم التي نستفيد منها مراعاة الله سبحانه وتعالى في كل لحظة، فهذا هو طوق النجاة.
لا تحملي المواقف أكثر مما تستحق، فكري في أن الله تعالى قد أنجاك وكشف لك الأمور على حقيقتها مبكرا، فلِمَ الحزن والاكتئاب؟!
احمدي الله تعالى على أن فترة التعارف لم تزد عن ذلك، وأنه أخبرك بالحقيقة مبكرا.. انشغلي بدراستك أو أنشطتك المعتادة واجلسي وسط الناس.. وفقك الله إلى ما يحب ويرضى.
أخيرا.. أحيلك إلى بعض المشكلات المشابهة لعلك تجدين فيها سلوى وفائدة:
أهيم حبا..
الدردشة الالكترونية وحوار الأعماق