أعاني منذ كنت في سن البلوغ حتى الآن، أي منذ أكثر من 20 عاما، من حالة من الشك في بعض الحركات، مثلا عندما أقفل أي باب، وبالرغم من سماعي لصوته وهو يقفل أعود لأتأكد بيدي، وأحاول دفع "الأكرة" مره أخرى، وأيضا عندما أقفل قفل الدولاب وبالرغم من سماعي لتكة القفل أعود ثانيا وأشده للتأكد من قفله.
وأيضا عند قفل مفتاح الكهرباء أعود وأضع يدي عليه للتأكد من قفله، وكذلك المراجعة على أبواب السيارة بالرغم من قفلي للسنتر لوك بالمفتاح.. وكذلك عند مغادرتي لمكان لا بد من البحث الممل بالكراسي والدواليب والأرض تحسبا ربما يكون قد نسيت شيئا.
وهذه الأفعال عادة ما تسبب لي الحرج، ولا أعرف ما السبيل للتخلص منها،
وجزاكم الله خيرا.
09/12/2022
رد المستشار
الأخ المتصفح الفاضل "Hashem" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
ما تصفه يا "Hashem" هو الشكل النموذجي لواحد من أكثر عروض اضطراب الوسواس القهري شيوعا وهو عرض وسواس الشك التحقق القهري و.ش.ت.ق أي أنه مرض نفساني معروف ويعالجه الأطباء والمعالجون النفسانيون.
لابد أن يبدأ الطريق نحو العلاج من الفهم والقراءة عن المرض وهذا بفضل الله متاح على موقعنا مجانين، بعد ذلك لابد من إجراء تحليل سلوكي وسبر معرفي لنعرف الخصائص المعرفية الوجدانية التي هيأتك للإصابة بهذا العرض من عروض الوسواس... هل هو فرط الخوف من الذنب أو الخطأ أو الشعور المفرط بالمسؤولية؟ أم الرغبة في الكمال والانضباط في أفعالك؟ أو هو افتقادك للشعور باكتمال أفعالك.
وسأشرح لك لأبسط أكثر من خلال تعليقي على حوالي سطرين مما كتبت كافيان جدا للشرح، أنت تقول واصفا مشكلتك: (الشك في بعض الحركات) ماذا تقصد بالشك في بعض ما تقوم به من حركات؟ هل تشك في اكتمالها في صحتها في قيامك بها من عدمه؟ هل هو شيء ينقص من إحساسك بعد قيامك بالحركة؟ هل تشعر بما نسميه إدراكات ليس صحيح تماما "إ.ل.ص.ت"؟ أليس هذا تفسيرا محتملا لما يحدث وتصفه كأبسط ما يكون الوصف قائلا (مثلا عندما أقفل أي باب، وبالرغم من سماعي لصوته وهو يقفل أعود لأتأكد بيدي، وأحاول دفع "الأكرة" مره أخرى، وأيضا عندما أقفل قفل الدولاب وبالرغم من سماعي لتكة القفل أعود ثانيا وأشده للتأكد من قفله) واضح جدا أنك لا تشعر بانتهاء المهمة فتبقى تكرر.
ويزداد الأمر سوءًا إذا كنت من الذين لا يتحملون الشك وهي سمة من سمات كثير من الموسوسين نسميها لا تحمل الشك "ل.ت.ش" Intolerance of Uncertainty لأن تكرار محاولتك التذكر سيفقدك الثقة في ذاكرتك سبب ذلك هو أن الشك ينتج عن ما نستطيع تشبيهه بإشارات خطأ Error Signals تنطلق عبر الوصلات بين الفص الجبهي والجسم المخطط FrontoStriatal في المخ تشعر بها أنت فتدفعك لتكرار الفعل لأنك لم تقتنع أنه اكتمل فتشك فتحاول تذكر أنك فعلت فتقع في فخ محاولات التذكر القهري التي لا ينتج عنها إلا فقدان الموسوس لثقته في ذاكرته بينما العيب ليس في الذاكرة وإنما في قدرتك على النفاذ إليها لأن الذاكرة من دواخل الإنسان ومريض الوسواس يعجز عن التيقن من دواخله وهو معرض للشك فيها وهو ما نسميه "عمه الدواخل".
اقرأ على مجانين:
وسواس الشك التحقق القهري و.ش.ت.ق الشك في الأفعال
وسواس الشك التحقق القهري و.ش.ت.ق العلاج(1-3)
و.ش.ت.ق 9 سنوات! ولم يكتئب بعد!
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
إذن يجب عليك البحث عن طبيب ومعالج نفساني ذي خبرة في علاج الوسواس القهري، واقرأ ما أحلناك إليه بهدوء وتروي، وستجد ارتباطات مهمة من داخل كل ارتباط وكلما عرفت وفهمت أكثر كلما اقتربت مع معالجك من التعافي إن شاء الله.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.