نطق الكفر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل حقا الموسوس لا ينطق بالكفر أبدا؟
أنا مصابة بالوسواس القهري وأتذكر جيدا أني نطقت بألفاظ كفرية وحركت بها شفتيّ لكن لم أشعر بالندم لأني نطقتها رغماً عني وكنت كارهة لها.
فهل يوجد حالات مثلي نطقت بالكفر رغماً عنها؟
لأني لم أجد حالات مثلي وهذا جعلني أشعر بالقلق
13/12/2022
رد المستشار
المتصفحة الفاضلة التي اسمها "....." وهذه سهلة سنميك "نقط" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
لكن أن يكون في خانة العمر أيضا "....." ماذا نفهم بالله عليك؟ مكسوفة؟ أم لا تعرفين؟ .. حياك الله لا نبالي بأفاعيل المستشيرين، أخمن أنك بين 15-25 سنة، وجواب سؤالك: (هل حقا الموسوس لا ينطق بالكفر أبدا؟) هو لا ليس هذا هو الحق، ولا فرق بين مريض وسواس قهري الكفرية يعاني فقط من دواخل (أفكار صور معاني جمل..إلخ تحمل معنى الكفرية) كفرية، ومن يقهره وسواسه على النطق كلاهما نفس الحكم بسقوط التكليف.
اقرئي على مجانين:
وسواس الكفرية : حتى النطق بالكفر ليس كفرا
السب الكفري قد يكون عرات توريت !
العرات المزمنة والوسواس: توريت والسب القهري
وسواس الكفرية : السب والحرام والتفتيش في النية !
ثم دعيني أشرح لك ما عرفت من صور وسواس النطق بالكفر،
من ينطق كلمة أو عبارة لاهيا ثم يكتشف أنها كفرية... وربما أسر الأمر في نفسه واكتأب والعياذ بالله، ولكن أغلبهم يسأل الفقيه وغالبا ما يعرف أنها شرعا ليست كفرا ويستريح... ولكن ليست هذه نهاية المطاف، فقد يعاوده الوسواس في صحة الفتوى وانطباقها على حالته، وربما خلال رحلة الاستفتاء القهري .. تصدر منه خاصة في ساعات الغضب والاكتئاب عبارة أو كلمة كفرية فعلا، أو يتهمه الوسواس بأنه قال ما لم يقله (أصلا) لكنه يوقعه في فخ تفتيش الدواخل حيث لا يستطيع أن يتثبت من ذاكرته قال أم لم يقل؟ لأنه مصاب بما نسميه عمه الدواخل ... ثم يمكنه أن يوصله إلى حالة من الغضب بسبب التفتيش المستمر والشك المستعر، حتى يصل إلى قل.. (الكلمة الكفرية) لتكفر وتستريح من هذا العذاب!!
هناك خاصة في مرضى الوسواس القهري المتعلق بالعرات واضطراب توريت.. حيث يعاني بعضهم من العرات الصوتية التي تحمل معنى الكفر، وبعضهم يصل به الحال إلى معاناة مستمرة على المستوى الحسي والجسدي لا يوقفها إلا استسلامه للعرة الكفرية أي النطق بالكفر، وهذا بالمناسبة يحدث في مرضى توريت غير المصحوب بالوسواس القهري، فهم ينطقون الكفر رغما عنهم بسبب ما يسبق العرة من أحاسيس مزعجة وأفكار تحتم ضرورة القيام بالعرة، وهي بالتالي فعل قهري، لا حساب عليه ولا يعد كفرا بالنسبة للمريض.
وهناك من يعاني من أنه فعلا نطق بالكفر قاصدا لكنه كان في حالة مذرية من الغضب والحزن والأسى فخرج منه سب للمولى عز وجل (أو أي معنى كفري) ... وهؤلاء مع الأسف كثيرون وأغلبهم ليس مريضا لكن هناك من يصبح مريض وسواس قهري الكفرية بسبب ندمه على ما قال وشدة خوفه من تكرار الوقوع فيه!
أخيرا أكرر اطمئني تماما من الناحية الإيمانية لأن الوسوسة تسقط التكليف بما يبقيك على حالتك الإيمانية التي كنت عليها قبل الوسوسة بالكفر مدى حياتك... أي أنك محصنة ضد الكفر حتى تبرئي تماما من المرض.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.