وسواس قهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيراً، حالتي طويلة نوعا ما ولكني سأحاول اختصارها..
منذ ثلاثة أعوام وحتى الآن أصبت بالكثير من أنواع الوساوس القهرية وساوس سب/ وساوس عقدية/ وساوس تشكيك في كل آية أو حديث/ وساوس إعادة الصلاة والوضوء وطوال هذه الأعوام وأنا أحاول دفعه وتجاهله والحمد لله وصلت لمرحلة أفضل بكثير مما سبق لكنني في هذه الأيام انتكست انتكاسة كبيرة
بدأ يخطر لي أفكار كفر خلال هذه الأيام غير التي أوسوس بها فأناقشها ثم أجد جوابا أو أسلم لله وتذهب عني وحين تذهب أشعر أنني قد كفرت، واليوم خطر ببالي الخنثى والحكمة من خلقها، علما أن هذا الموضوع قد خطر لي منذ شهور وانقضى واليوم بمجرد ما خطر لي قلت في نفسي أن الله حكيم ولا يخلق شيئا عبثا لكن الأفكار ظلت تراودني ثم جئت لأبحث في أي يوتيوب عن هذا وقلت يا رب أنا أبحث بقصد الفهم لا بقصد الإنكار أي أنني مؤمنة بكل الأحوال
ورأيت تعليقا على أحد الفيديوهات يقول صاحبه (لا حكمة في هذا بل هو خطأ خلقي) فاستغفرت من مقالته تلك ثم راودني تعليقه مرة أخرى فقلت إن الله قادر على إماتة الخنثى لو كان ذلك صحيحا ولكنه أحياها لحكمة وبعد ثواني أو دقيقة انتبهت إلى أنني قد سلّمت بعدم قدرة الله على خلق الخنثى بشكل سليم ودليل ذلك أنني قلت يستطيع إماتتها وأحسست حين انتبهت لهذا بعد دقيقة تقريبا بضيق شديد ودوخة وخوف وشعور بالكفر
فهل ما فعلته كفرا؟ أنا بالعادة أنسب ما يأتيني إلى الوسواس لكن الشك في قدرة الله ليس مما أوسوس به.. فهل أكون بالاطمئنان اليسير لمجرد دقيقة كفرت؟ قرأت كثيرا وكل الفتاوى أنه لا يكفر من لا يطمئن وماذا عن من اطمئن لكنه كرهها بمجرد الانتباه
أرجوكم أفتوني هل أجدد إيماني؟ أم ماذا؟
أفتوني بالتفصيل حتى أعلم ما أفعل؟
15/12/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "فاطمة"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
تعجبت جدًا من فهمك لقولك: (إن الله قادر على إماتة الخنثى لو كان ذلك صحيحا ولكنه أحياها لحكمة) بأنه تسليم بعدم قدرة الله تعالى على خلق الخنثى بشكل سليم!!! فعلًا هو فهم مقلوب غير طبيعي!!
قولك هذا لا يدل إلا على تسليمك المطلق بحكمة الله تعالى في تدبير خلقه، وعلى قوة إيمانك! تقولين (ولكن أحياها لحكمة) ثم تشكين في تسليمك بحكمة الله؟ أي منطق هذا سوى منطق الموسوسين؟؟
أمر آخر: لا يشترط كي تكوني موسوسة في الكفر أن تلازمك فكرة معينة، ولكن المهم أن تكون الفكرة متمحورة حول الكفر. بالمثل: لا يشترط ليكون الإنسان موسوسًا في الصلاة، أن يكون موسوسًا في القراءة فقط، أو في عدد الركعات فقط...، المهم أن يكون مؤدى الفكرة الوسواسية أن صلاته باطلة، وهكذا...
فظنك أنك تشكين في قدرة الله هي فكرة وسواسية، ومؤداها أن تتهمي نفسك بالكفر، وكل الدروب تؤدي إلى الطاحون! وسواسك الأصلي هو الشك في كونك كافرة، ولا يهمنا الفكرة التي تؤدي إلى ذلك.
أنت لست كافرة، ولم تكفري، ولن تكفري، فموسوس الكفر لا يكفر حتى لو نطق بالكفر.
اطمئني وتابعي التجاهل، وفقك الله