بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر جميع الإخوة الساهرين على هذا الركن المتميز الذي نور طريقي وساعدني شخصيا لتجاوز عدة أزمات ومشاكل، وأنار لي الطريق بعد طول ظلام عشت فيه... بحمد الله وفقني الله وقررت الزواج بإنسانة احترمت فيها صراحتها ونضجها من أول لقاء شرعي جمع بيننا، وتمت الخطبة بحمد الله وعقد القران، ونحن مقبلون على الزواج بإذن الله تعالى.
من بين الصفات التي أحببتها فيها تخطيطها لحياة مستقرة هادئة، ومن أول لقاء جمعني بها كنت واضحًا معها؛ فشرحت لها وضعي المادي وأيضا طريقة تفكيري ورؤيتي للأمور، وبصفة عامة حياتنا معا... وفي آخر نقاش بيننا تحول إلى خصام فطلبت مني إقامة حفل الزفاف في قاعة خاصة، إضافة إلى مجموعة من الأمور التافهة التي هي في الأصل غريبة عن ديننا ونحن تمسكنا بها واعتبرناها من الأساسيات.
طلبت منها فقط أن تأخذ فترة من الوقت وتحدد الأهم والمهم؛ لأن حياتنا ليست مجرد ليلة فقط بل ليالي بحرها وبردها القارص، بحلوها ومرها، مع الإشارة أننا بمجرد الزواج سوف ننتقل خارج المغرب لبداية حياة جديدة كما نقول "من الصفر" أنا دائما أحاول أن أرسم هدفًا وغاية وتحديد الأولويات ثم الأهم والمهم، أنا لا أريد أن أظلمها معي، أريد لها عيشا كريما أكرمها ولا أظلمها، دائما مبدئي في الزواج هو التكامل؛ المودة والرحمة والسكينة.
ساعدوني جزاكم الله خيرا، هل أنا على صواب؟ أو ما زلت في زمن 1000 ليلة وليلة؟
وفقكم الله وأطال في عمركم.. والسلام.
5/12/2022
رد المستشار
لا يا صديقي، هو ليس زمن الألف ليلة وليلة، ولكنه الزمن الذي صارت الحياة فيه جافة ومسؤولياتها كثيرة متتابعة، فأصبح التمسك بالفرحة واستجلاب السعادة أكثر ضغطا وطلبا! ولا تتصور أنني سأقول لك ما ستقنعها به، ولكنني فقط سأذكرك بعدة نقاط تساعدك على الوصول لوضع يرضيك ويرضيها:
* هناك فرق بين النضوج والعملية، فما تمر به الآن يحتاج منك النضوج ويتطلب منها العملية وتقدير الوضع المادي لك.
* إن النضوج ليس معناه الزهد في مباهج الحياة وأخذ الحد الأدنى منها، أو الترفع عن القيام بما نراه تفاهات! ولكن من تمام النضوج أن تعي احتياجات الآخرين حتى وإن كان هذا الآخر يختلف معك في أبجدياتك ورؤيتك وترتيبك للأولويات فتصل معه لحل وسط.
* فرحة الفتيات وتواصلهن بالحياة الاجتماعية وتفاعلهن معها ومفردات عالم الفتيات -من طريقة التعبير عن الفرح والزينة... إلخ- ليس بنفس مفردات عالم الرجال، ولقد جعل الله عز وجل الرجل قوّاما على المرأة ليحتويها ويفهم نفسيتها ويكون مسؤولا عنها، ويحقق لها الأمان والاستقرار المادي والمعنوي، فنجد النبي صلى الله عليه وسلم بكل انشغالاته واهتماماته واهتمامه يدرك تماما نفسية زوجته أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها؛ فيركض معها، ويتركها لتلعب بعرائسها، وتشاهد من وراء حجاب الألعاب التي يقوم بها بعض الأحباش التي تحدث بخارج دارها.
* هذا الموقف "بروفة" لك ولها؛ فهو "بروفة" لك لتحقيق التفاهم بينكما، وقدرتك على التواصل معها في وجود خلافات، وقدرتك على إقناعها والتوصل لحل مرضي لكما سويا، وبروفة لها لتعي وتدرك عقليتك وطريقة تفكيرك وأسلوبك في الخلاف لتتفهمها فتقبلها أو ترفضها؛ لأنك الآن ستهتم بشدة لرضاها، أما بعد ذلك فستكون طريقة تفكيرك أكثر وضوحا وأكثر اتباعا.
* لا مانع من اقتراح "شيك" تعتمد فيه على وضوحك السابق في شرح الظروف المالية بأنك ستزيد المبلغ المالي الذي كنت تضعه في رأسك للقيام بليلة الزفاف- استرضاء لها ولهم- وأن الزيادة عن ذلك يتكلفونها هم بطريقة لطيفة؛ إن كان هذا واردا لديكم في تقاليدكم؛ طلما هذا يتوافق مع قدراتك المادية، وإذا كان طلبها غير مبالغ فيه بالنسبة للأعراف الاجتماعية السائده في محيطك الاجتماعي الذي تحيا فيه.