أود أن أشكر هذا الموقع العظيم وخاصة هذه الصفحة الرائعة التي أسأل الله أن يجزي القائمين عليها والمشاركين فيها خير الجزاء. أرجو الرد على سؤالي وعدم إهماله لما يترتب على إجابتكم من مواقف، حفظكم الله وسدد خطاكم.
أنا شاب عمري 18 سنة نشأت وترعرعت في بيئة إسلامية متدينة ولله الحمد، أحببت فتاة تكبرني بسنة ونصف تقريبا وهي من أقاربي (ابنة عمي) وكان ذلك قبل سنة، وبما أنها فتاة ملتزمة وعلى قدر لا بأس به من الجمال أخبرتها بأني أريد الزواج منها في خلال السنتين القادمتين، وكان ذلك في إحدى رسائلي إليها فوافقت وكنا نتبادل الرسائل -ليس غزلا فقط ولكنه غزل وحديث في الحياة عامة كحال الأمة وطموح كل شخص منا.
وقد فهمت نفسيتها وكيفية خطابها، وكنت مؤمنا بأنها الوحيدة التي تصلح لي فازداد تعلقي بها فانتقلنا للحديث عبر الهاتف، وكان ذلك لا يتم إلا في وقت العصر، وكنا نتحدث حديثا خاليا من كلام الغزل والهيام، كل ما كنا نتكلم فيه عن مشاكلنا وكيفية حلها... المهم استمررنا على هذا المنوال لمدة تسعة أشهر ثم كشف الموضوع؛ حيث إن أمها قرأت إحدى رسائلي إلى ابنتها؛ فانقطعنا تماما ولم أعلم أنها تزوجت وعقد قرانها إلا في يوم الزفاف حين ذهبت عائلتي لتحضر الزفاف فكنت شديد الحزن وكنت أعتبرها خائنة أشد الخيانة.
وسارت الحياة وأكملت تعليمي الثانوي ثم التحقت بمعهد للغة الإنجليزية وفي منتصف أول دورة تعرفت على فتاة، رغم بأني لا أحب الحديث مع النساء الأجنبيات للغاية ولو حدث فأعاملهن معاملة الأخت... المهم كنا نتحدث عن الدراسة وغيرها من المواضيع كحكم الغناء وغيره وكان كل ذلك مع زملائي من الشباب "الأولاد" ولكنها كانت معنا؛ لأن أغلب أصحابها وزملائها من العيال.
واستمررنا بهذا الحال وكل يوم يزداد ميلي تجاهها، ولكني لم أحاول إظهار ذلك وانتهت الدورة، وكان يوجد أسبوع إجازة بين الدورة والأخرى، خلال ذلك الأسبوع بدأت أفتقدها وأشتاق لرؤيتها؛ حتى إني كنت في بعض الليالي أبكي مخافة أن أفارقها، عندها علمت أني أحبها برغم أني لم أكن أريد أن أعيد تجربة الحب مرة أخرى.
وبدأت الدورة الثانية وكنت سعيدا أني سأراها مجددا، في أحد أيام بداية الدورة أعطتني رسالة فيها قصة حياتها -حيث إني أعطيتها قصة حياتي باللغة الإنجليزية وذلك كواجب مكلفين به من الأستاذ- وفي قصة حياتها تحدثت فيها أنها رومانسية وأنها مرت بتجربة حب فاشلة مع ابن خالتها وأنها بعد قصتها تلك بدأت تبحث عن الحب ولم تجده، ولكن حين رأتني بدأت تحس أن أحد أحلامها قد تتحقق.
ومن خوفها أن أرفض حبها عرضت عليَّ الصداقة، ولكنني رددت عليها بأني لا يمكنني اعتبارها صديقة ولكن حبيبة فوافقتني ثم بدأت أراسلها عن طريق البريد الإلكتروني، وكانت أول رسالة أني أريدها زوجة وأني سأسعى للارتباط بها في خلال العام أو العامين القادمين بالكثير إن شاء الله -للمعلومية لدي القدرة على ذلك، خاصة أن موضوع تزويجي أصبح يتردد كثيرا في عائلتي- ثم راسلتها برسائل العشاق كما يقولون ولكنها لم ترد ولا برسالة واحدة تقول فيها أحبك أو حبيبي، ولكن كل ما عملته أرسلت لي بطاقة فلاشية تقول فيها I missyou.
وعندما أخبرتها أني أريد أن أسمع منها هذه الكلمات أخبرتني أنها ستسمعني إياها بعد الارتباط وأنها تخجل من أن تكتبها، كل هذا جعلني أحبها أكثر، وفي أحد الأيام وعدتها وعدًا جازما أني لن أتزوج غيرها حتى وإن رفض والداي زواجي منها -وذلك عقب إرسالها لي رسالة تقول فيها إنني لو لم أخطبها فستتزوج زواجا تقليديا وستخون الكل- وأما إن كان الرفض من والديها فسأتزوج زواجا تقليديا ولن أنساها، مع العلم أننا لم نخل خلوة غير شرعية؛ فنحن نتحدث في مكان عام ولم أخرج معها إطلاقا.
المشكلة أن لديها الكثير من الزملاء من الشباب وهي تحدثهم بكل براءة وتضحك معهم برغم أن بعضهم أشكالهم إلى البنات أكثر منها إلى الرجولة وبعضهم بالعامية "صعاليك"، وهذا كله يثير في نفسي الغيرة ويجعلني أحرق نفسي بنفسي. وقبل أيام وأنا أتصفح موقع "موقع مجانين.نت" قرأت عن الخيانة الزوجية وأشكالها المختلفة؛ وهو ما جعلني أخاف من الإقدام على الزواج منها برغم أني قد وعدتها بالزواج، وأنا في الحقيقة أريدها أن تكون على قدر كبير من الحياء -كما كانت الأولى- وكذلك لا أعلم مدى التزامها؛ فلذلك بدأت أحس أني وضعت نفسي في موضع لا أحسد عليه؛ فهي جريئة ولكن ليس في أي من مواضيع الحب، ومع العلم أن عمرها الآن 16 سنة.
أنا أقول لنفسي في بعض الأحيان ربما أنها طفلة، وفي مرحلة الخطوبة والعقد يمكنني إعادة صياغتها مرة أخرى من خلال ما سأعده في تلك الفترة من إرشادات لها، مع العلم أني أهديتها بعض الروايات الإسلامية (كدموع على سفوح المجد والبحث عن امرأة مفقودة وعدالة السماء)، وكذلك أهديتها أذكار الصباح والمساء للإمام البنا رحمه الله.. أرجوكم أرجوكم ساعدوني؛ فأنا في وضع لا أحسد عليه، أحس مرة أني أحبها حبا لا يوصف، ولكن مرة أخرى أحس أنها لا تصلح لي؛ لأنها تتحدث مع الفتيان وأنها ربما تبقى كذلك حتى بعد الزواج.
ولا أعلم ما مقدار تدينها وأنها تحب سماع الأغاني بشكل كبير، ولا أنكر أني أستمع إلى الأغاني ولكن ليس بالكثير ولا للأغاني المائعة؛ فهل يمكنني جعلها تصلي -إن لم تكن كذلك- أو تبتعد عن الشباب بقناعتها وليس بضغوط مني، والآن اتفقنا على أن نجعل الحديث العاطفي والكلام في الحب إلى ما بعد الارتباط وبالتحديد بعد عقد القران.
فما نصيحتكم لي هل أقدم على هذا الزواج أم لا؟ أنا تابعت كل الروابط أو أغلبها في موقعكم الأغر التي تتحدث عن اختيار شريك العمر. أكرر هل أقدم على الزواج منها أم لا؟ وما نصيحتكم لي في هذه الفترة وكيف أبعد نار الغيرة من قلبي؟
وشكرًا لكم، وأنا أعتذر عن طول المشكلة،
ووفقكم الله لكل خير.
16/12/2022
رد المستشار
أهلا بك "يوسف"
قرار الارتباط العاطفي قرار سهل بينما قرار الارتباط بالزواج ربما يكون الأصعب على من يدركه... فقد نقع سريعا في الافتتان العاطفي والإعجاب قبل معاملة الشخص واستكشاف طبائعه، بينما الزواج يتطلب أن تحدد أي الصفات الجوهرية التي تريدها في رفيقك، مع الاختيار يكون هناك معاملة وفترة التعارف والخطوبة لاكتشاف مدى التقارب والتوافق.
ولأن هذا الأمر شخصي وقرار مهم فلن تجد أحد يقرر نيابة عنك، ولكن قد يسألك أو يقدم لك معلومات تساعدك في القرار.. فعلى قدر التقارب الفكري والثقافي وطباعكم الاجتماعية على قدر زيادة احتمالية النجاح في الزواج، بينما جوانب الاختلاف في الفكر والقيم فهي أساس ضعيف لا يتجمل التوافق الزواجي كثيرا.
فإذا كنت ترى جوانب اختلاف في قيم أساسية فسيكون هذا محل خلاف بينكما... هي في سن ال 16 من عمرها، ربما أنت مبكرا عندما تعجب بفتاة تفكر سريعا في الزواج قبل التأكد من تقاربكما في القيم والأفكار، كذلك لا تنتظر حتى تستكشف طبيعة الشخص، وكأنك لم تحدد صفات من تريد أن تتزوجها، وهذا هو السؤال المهم بالنسبة لك، هل حددت ماذا تريد قبل أن تلتقي صدفة بفتاة وتعجب بها ثم تفكر هل هي تناسبك أم لا؟
نصيحتي لك أن تستكشف من الكبار حولك الذين تحبهم وتثق بهم وفي حكمتهم عن الزواج وصفات الزوجة التي تريدها ولا تترك قلبك وما يصادف.
واقرأ أيضًا:
الحب الأول: النضج لازم أو التأجيل
اختبار الحب الحقيقي!
هل هي تحبني؟