طائر فوق عش النرجسين
السلام عليكم، أولا أود شكركم على مساعدتكم المجانية والمتاحة للجميع.. ولدت في عائلة مكونة مني أنا وأبي وأمي وأخ أصغر.. زواج أبي وأمي لم يكن زواجا تقليديا فأبي يعمل في أحد البنوك الحكومية في مدينتنا الصغيرة وهو الوحيد المتعلم في عائلته بالكامل حتى أبيه وأمه لا يجيدون القراءة والكتابة وأمي من عائلة أرستقراطية لها مكانتها بالإسكندرية وجميعهم حتى جدها من ذوي المناصب العليا
ولكنها وللأسف كانت سيئه السمعة وعاهرة فقدت غشاء بكارتها في سن ال18 وكانت مدمنة للخمر والمخدرات وأي شاب يلفت انتباهها تعطيه جسدها سواء كان جميل أو شيك أو ضخم البنية للأسف سمعتها الحقيرة مستمرة حتى الآن فلم ينسى أحد سوء أخلاقها كونها ألقي القبض عليها برفقة شباب ولولا علاقات ورشاوي جدي ما كان أفرج عنها .. بالنسبة لوالدي فهو شاذ جنسيا ليس له أي رغبه في النساء نهائي ويقيم علاقات جنسية مع الرجال وكان مشكوك فيه كونه وصل لأول ال40 ولم يتزوج، أما أمي جدي كان يدلل عليها في المساجد على زوج من أجل محو ماضيها السيء وبمساعدة بعض الوسطاء تزوجها أبي بدون شقة أو عفش أو مهر أو فرح أو خطوبه كان زواج مجاني وألبسها النقاب
كل التجهيزات قامت بها عائلة أمي حتى شراء الشقة وأخذ أموال مقابل الزواج منها ووعده جدي أنه سيقوم بالإنفاق على المنزل ولم يحدث .. عشت طفولتي أب وأم يكرهوني أمي لم تحتضني أو تقبلني أو تعاملني أي معاملة جيدة كوني أشبه أبي وكانت طوال الوقت تعايرني بأي شيء ولو تافه وتقول لي أني شخص حقير لا أصلح لأي شيء وكانت دائما تري نفسها أنها مظلومة ومضحية لأنها تزوجت من أبي كونها أرقى منه وتزوجها مجانا لم تهتم بالبيت أبدا ولا بي ولا بأخي حتى الأعمال المنزلية بالكامل كنت أنا من يقوم بها .. أما أبي فكان يكره المنزل ولا يأتي إلا نادرا وعندما يأتي كان يضربني وبقسوة ودائما يرى نفسه شخص عظيم ويقلل من شأن الجميع في أي شيء وبخيل جدا جدا إلا على نفسه ويعايرني بأنه مؤهل عالي وأنا لازلت في المراحل التعليمية
لا أذكر يوما جمعنا موقف سعيد كعائلة ولا يوما أبي أو أمي عاملوني معاملة جيدة دفعت أنا ثمن غلطة لم أرتكبها وهي هذه الزيجة الحقيرة الفاشلة بالنسبة لأهل أبي فكنت دائما منبوذ عندهم لم يزورونا أو يودونا ودائما نظرتهم إلي ابن العاهرة الذي لا يستحق الحياة ولم نزورهم أبدا على الرغم من هما كانت علاقتهم ببعضهم قوية وأهل أمي كنت أزورهم في الصيف فأنا القروي الذي لا أستحق التواجد في حيهم ونسبهم الراقي كانوا يستغلوني كي أخدمهم مقابل بعض الطعام كانت تتصل بي خالاتي أو خالي من أجل مساعدتهم في حمل شيء أو الجلوس مع العمال لفترات طويلة وما إلى ذلك كوني طفل رخيص لا أحد يهتم بشأنه لم يقدموني أبدا للضيوف كوني واحد من العائلة لم أحضر أفراحهم أو مناسباتهم وكانوا يستعرون مني لأني القروي .. لم يتركوني أركب سياراتهم الخاصة إلا للضروره القصوى كانت طفولة جحيم آثار ضرب والدي لي لم تختفي يوما من جسدي كنت الطفل الوحيد في العالم الذي لم يلعب أي نوع من الألعاب ولم يشاهد التلفاز وطوال الوقت لم يشعر بالأمان وغير مرغوب فيه من أحد فالكل يكرهه
المشكلة أن جميعهم كان يظن أنني عندما أكبر سوف أنسى وأبدأ صفحة جديدة دخلت في عمر ال12 وحصلت كارثة كبرى والدي تحرش بي نعم والدي منبع الأمان لأي طفل قام بسحبي وحاول حسر ملابسي عني ولكن صرخت وجريت ولم أفهم ماذا كان يريد توقعته كان سيضربني، إلى أن كررها في عمر ال14 دخل علي الحمام وأنا أستحم ليلا وعندما قمت بتغيطة عورتي صرخ في (إيدك جنبك) ونظر إلى جسمي نظرات شهوانية حقيرة وخرج وقتها لم أفهمه ولم أرتاح لتصرفه أخبرت مدرس كان يعطيني درس خصوصي اتصدم وبعدها قال أني كاذب ولم يأت إلى المنزل ثانية وبعد يومين أثناء نوم والدتي صرخ في والدي أن أستحم وعندما دخلت الحمام دخل عليه الملعون وكان منتصب وعندما صرخت خرج مسرعا .. وبعدها أخبرت أمي وقالت أنه أمر طبيعي ولم يكن يقصد أي شيء ودخلت الأوضة مع أبي وتشاجروا وكانت صدمة عمري
علمت وقتها أن أبي شاذ ولم يشتهي النساء أبدا وماضي أمي السيء بالكامل وكان كل خوف أمي أني ثرثار ولساني عايز قطعه كل همها كان الفضيحة وهنا أدركت الحقيقة وأن أمي لا تهتم لأمري تمنيت أن أترك هذا المنزل القذر تمنيت لو أن هناك أحد يحميني منهم وأشعر معهم بالأمان .. لم أنم وأنا مرتاح البال بعد هذا اليوم كنت أقضي بالأيام لا أنام نمت يوما أثناء سيري في الشارع كنت أبكي معظم يومي وتأتيني نوبات صراخ بدون سبب وبكاء وقالت عني أمي أني اتجننت وفوق هذا أبي أصبح يضربني بقسوة أكبر لأني فضحته أمام أمي .. لم أستطع أن أكمل تعليمي ودخلت في اكتئاب وكنت أسقط في الثانوية العامة لمدة عامان حتى أخبرت أهلي أن المدرسين هنا فاشلين وأريد أن أذهب إلى الأسكندرية عند جدي ووافقوا بسبب أن أبي ظن أن جدي سوف ينفق علي وكانت أسعد لحظات تعرفت على أشياء كثيرة كنت أجهلها وأنا ابن ال17
لم أكن أعلم سبب الأرقام على السيارات ولا المطاعم ولا المواصلات العامة حتى ضباط الشرطة لم أكن أعلم ماذا يفعلون كنت أظن أن الناس ترتكب جريمتي السرقة والقتل فقط والسجن والمحكمة موجودون بداخل قسم الشرطة تعرفت على أصدقاء لأول مرة في حياتي ولكن الجميع كان يستغربني ويظنني متخلف عقليا أو بستهبل كوني أسأل في أشياء الجميع يعلمها حتى الأطفال إلا أنا، جدي لم يحب وجودي وكان يجعلني أخدمه مقابل الأكل حتى أنه لم يسمح لي بأن أنام على سرير ولكني كنت سعيد انهيت الثانوية العامة في عمر ال19 ودخلت الجامعة وكنت محبوب جدا وكونت صداقات كثيرة وأصبحت شاب طبيعي ولكن للأسف جدي طردني من المنزل كوني كنت أقضي معظم وقتي خارج المنزل وذهبت للساحل الشمالي وشرم الشيخ لأول مره وقال لي هذه ليست تكية وهنا أجبرت والدي أن يستأجر لي شقة ويعطيني مصروف شهري وحصل لمدة عام واحد
وبعدها اتفق مع خالي أني سأعيش في محل كبير يمتلكه ولكن طبعا بغرض الحراسة وعلاقتي بأبي انقطعت بعدها حتى الآن وأقمت في المحل بدون أي أساسيات الحياة حتى تخرجي من الجامعة ولكني لم أخبر اصدقائي بذلك كنت أساعد خالي في تجهيزات الزواج وقتها بالشهور ولكنه أخفى عني يوم فرحه وهنا صدمت وتركت محله عدت إلى بلدتنا حتى دخلت الجيش وبعد ذلك استأجرت شقة في الأسكندرية وبدأت رحلة البحث عن وظيفة لم أجد وظيفة في مجالي بسهولة ولم توافق أمي أن تعطيني أي أموال دائما كانت ترى أن أموال أبي حق مكتسب لها كونها أم مضحية واستدنت من معظم اأصدقائي ووصلت ديوني وقتها إلى 25 ألف جنية وبعد عام ونصف حصلت على وظيفة في شركة مشهورة وهنا استطعت أن أسدد ديوني ومنها سافرت إلى أبوظبي ولم يودعني أحد
وبعد 4 سنوات عدت من أبوظبي إلى الأسكندرية شخص مختلف تماما أرتدي أفضل الثياب أمسك أحدث موبايل ولكن صدمت أن معظم أصدقائي معاملتهم معي تغيرت وشعروا أنني لا أستحق كل ما حدث لي وحاولوا التقليل من شأني وتذكيري بالماضي هناك من قطع علاقته بي وهناك من قطعت علاقتي به وأصبح لي أصدقاء قليلون ولكني لم أزور أهلي أبدا .. أخي الأصغر الذي لم أذكره من البداية هو يصغرني ب 8 سنوات لم يعاني نفس معاناتي مع أهلي كانت حياته أفضل مني إلى حد كبير زارني في أبوظبي بعد أول عام لي هناك وكان يقيم في شقتي بالشهور ولا يدفع شيء حتى تذاكر الطيران كنت أشتريها له وعرفته على جميع محلات الملابس والكافيهات والمولات واشتريت له كل ما أراد حتى أحدث موبايل ولاب توب وأصبح أحد رواد السوشيال ميديا حاليا وله أكثر من 100 ألف متابع على الانستجرام وكنت أعشقه وكان عندما أرفض له طلب يحزن فكنت أراضيه ويتمادي فأقبل يداه حتى يرضى وأشتري له ما رفضته فورا لا أريد أن أراه حزينا
وتمر الأعوام على هذا الحال وأنا أحقق له جميع أحلامه وأخي يفعل ما يريد ويكسر أي شيء وعندما ألومه يحزن وأقبل يده حتى يرضى وأقول له أنت أهم من أي شيء مع الوقت أحسست أن أخي يستغلني خصوصا أنه طلب مني شراء سيارة له وعندما رفضت قال لي أنت بخيل وأخذ يصرخ في وجهي وهنا واجهته بالحقيقة وأنه استغلالي وأنه لمدة 7 سنوات يقيم ولا ينفق شيء ولا يجد نفسه مخطئ في أي شيء وهنا اتصدم وقال أني أنا من فيه هذه العيوب رغم أنها عيوبه هو فكنت أراضيه حتى على حساب نفسي دائما في كل شيء هو لم يفعل المثل وهنا وقرر الرجوع إلى مصر وقلت له مع ألف سلامة ولكنه لم ينسى أبدا أني واجهته بحقيقته وهو ابن ال26 ربيعا وحاول إيجاد مبررات بكل الطرق لإثبات أنه على حق وأنا المخطئ وبعد تخرجه من الجامعة جاء إلى أبوظبي مرة أخرى فكان يتوقع أنه سيجد وظيفة في شركة مالتي ناشونال بكل بساطة ولكنه لم يجد وأدرك الحقيقة أنه يجب عليه أن يجتهد كثيرا لأن الدنيا ليست بالساهل ولم يجتهد في اي شيء وكان يري نفسه غير ذلك فعمل في مهنة فرد أمن وهو خريج كلية تجاره كان شتان الفارق وقتها بيننا من حيث الدخل وأسلوب الحياة ولكن علاقتنا أصبحت علاقة عادية
إلى أن يوما كنت نائم فوصلته رسالة من أمي وكانوا يتحدثون عني بالسوء فأمسكت موبايله وبحثت في الرسائل بينه وبين أمي ووجدت أن أمي قامت بشراء له سيارة وشقة في الأسكندرية وأنه يكرهني وأني لا أستحق أي شيء مما وصلت له الآن وينقل لأمي جميع أخباري ويخططون للانتقام مني ووجدت سواد في قلبهم مني لم أتوقعه أبدا فأيقظته وواجهته وهنا صدمت من كم الحقد والغل في قلبهم من ناحيتي وطردته من المنزل بعد أن حصلت منه على لاب توب وموبايل كنت قد اشتريتهم له العام الماضي وترك الحي الفاخر الذي كان يسكن به معي وأقام في حي شعبي مع زملائه في العمل، وأمي اتصلت بي وأخدت تدعي علي أنني طردت أخي وعندما واجهتها بما حصل قالت لي أنني في نعيم لا أستحقه كوني قروي مثل أبي وأخي يشبهها وما إلى ذلك فقمت بسبها وأغلقت الخط وعملت لهم بلوك جميعا من حياتي وأصحبت حرفيا بدون عائلة بعد أن كنت أمتلك أخ على الأقل وعندما حكيت لصديق لي لبناني كل ما سبق ما عدا ماضي أمي وأبي قال لي أنه أمر طبيعي وهذه ضريبة النجاح ولا تنظر خلفك وانساهم
حاليا أسير في الشوارع وعندما أجد أي أسرة سعيدة أتمنى أن أكون مثلهم يوما ما .. هذه كل أحلامي في الوقت الحالي ارتبطت كثيرا وكلهم إما تركوني لأني بدون أهل ونحن عائلة غامضة في نظرهم أو كانوا أقل مني وحاولوا استغلالي.. أنا فعلا هموت وأتجوز لأني نفسي أكون أسرة .. والله العظيم أني لم أكذب في أي شيء مما أقول والله على ما أقول شهيد
آسف على الإطالة ولكني ذهبت لدكتور نفساني من قبل ولم أجرؤ أن أحكي له إلا أحداث مختلفة وقصيرة وشخصني بجنون الارتياب ووسواس قلق وتوتر بسبب أحداث الطفولة .. صراحة أنا لا أعلم ماذا أريد من استشارتي ولكنكم المكان الوحيد الذي أستطيع التحدث معه بهذا الماضي بجراءة وبدون خوف من الفضيحة
20/12/2022
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
وشكراً على مشاركتك رواد الموقع بروايتك منذ الطفولة إلى الآن.
لا أنكر عليك أن من يقرأ الاستشارة أو يستمع إلى روايتك سيراوده الشك في أن بعض ما ورد فيها يصل إلى عتبة أفكار وذكريات اضطهادية ربما إطارها وهامي. هناك أيضاً إطار الطرح الذي لا يخلو من التشتت والغموض. من جهة أخرى أنت الآن في منتصف العقد الرابع من العمر وملتزم دينياً وأخلاقياً وناجحاً في حياتك المهنية.
إذا كانت هذه الأفكار تؤثر بصورة سلبية على أدائك اليومي وتسبب لك الألم والمعاناة فليس هناك ما يمنعك من استعمال عقار يصفه لك طبيب نفساني للحد من شدتها وليس التخلص منها فرواية الإنسان مهما كانت تصبح جزء لا يتجزأ من ذكريات سيرته الذاتية. من جانب آخر إذا كانت هذه الأفكار لا تؤثر على أدائك اليومي ولا تسبب لك القلق والاكتئاب فما عليك إلا أن تضعها في نفايات الماضي ولا تراجعها وتمضي قدماً متواصلا مع غيرك وتحرص على تحقيق أهداف المستقبل.
النصيحة هي أن تتحدث مع طبيب نفساني بكل صراحة وتعمل بنصيحته وإن نصحك بعقار تستعمله، استمع إليه وفاوضه في الأمر.
وفقك الله.