ماذا علي أن أفعل
أنا أبلغ من العمر 18 سنه، كنت متفوقه دراسياً واجتماعية ذات شخصية قوية وملتزمة دينياً، كان حلمي أن أصبح داعية اقتداء بوالدتي، إلى أن دخلت الأفلام الإباحية في حياتي ودمرت كل شيء، مارست العادة لأول مرة في حياتي بعمر 14، مرت الأيام وأصبحت أشاهدها يوميا وأكثر من مرة، أصبحت انطوائية بسببها، مستواي الدراسي نزل بشكل ملحوظ، نفسيتي معدومة.
حاولت التوبة ولم أستطع فقمت بمتابعة فيديوهات عنيفة ضد المرأة، حتى أصبحت أعشق السب والإهانة والإذلال، اُشبه نفسي بالحيوانات، حتى أني كنت آشرب النجاسات وأحرق نفسي بالشمع وغيرها، ليس متعة بل تطبيقاً للأوامر حتى آخذ نصيبي من الإذلال والسب والإهانة، حاولت بشتى الطرق أن أتخلص من هذه المتعة ولم أستطع، أصبحت أكره نفسي وأستحقرها لأني خنت أهلي ودمرت مستقبلي بيدي، كل ما أفكر بالي سويته أفكر بالتوبة ولا أستطيع، أفكر بالانتحار ولا أستطيع، أفكر في الهروب من المنزل ومن الجميع ولكن لا أستطيع، وش تنصحوني أسوي لأني تعبت لا أستطيع التحمل أكثر
حياتي صارت مجرد كآبة ماعد صرت أشوف السعادة أبداا أبييي أتغيييرر بقدر الإمكان بس ما أقدر،،
أعلم أن الموقع ليس له علاقة بمشكلتي ولكن توجهت له لعلي على الأقل أجد منكم النصيحة
21/12/2022
رد المستشار
أهلا وسهلا ومرحبا شاكرين لك ثقتك وممارستك لحقك في طلب المشورة والمساندة، وكلتاهما أي الشورى والمعاونة هي من الأسس المضيعة والأعمدة الرئيسة في تعاليم أمتنا المظلومة الظالمة.
تأملي معي في تفاصيل حياتك وخطوطها العامة مقارنة بحياة والدتك ثم جدتك ثم جدة والدتك،، تبدو حياتك حديثة أكثر وفيها من وسائل الراحة والرفاهية غير المسبوقة لكنها أيضا أكثر تخبطا وتعاسة.. في هذه الحياة المسماة بالحديثة صار عليك وعلينا مواجهة تحديات مركبة وأمواج عالية ورياح عاصفة دون استعداد ولا تكوين ولا بوصلة دليل، والمحيط من حولك وحولنا يلهث في الجري وراء كل جديد دون أن تكون لديه أية خطة فهم ولا استيعاب ولا تفاعل صحي يرفض ويقبل ويغير بوعي، فقط نستقبل ونستهلك ونتخبط حتى أتساءل هل فعلا نحن نستهلك مفردات ومنتجات الحياة الحديثة أم هي تستهلكنا؟؟
هذه المقدمة ليست إنشاءا فارغا ولا تعبيرا لفظيا متحذلقا بقدر ما هي إطار لرؤية قصتك ومدخل لمعالجة ما تشتكين منه.
يهمني بعد ذلك أن تنتبهي لعدة نقاط:
الأولى: تتعلق بنمط حياتك؛ انتظام نومك ويقظتك، كيف تقضين أوقاتك، والأنشطة التي تمارسينها، ولا أدري هل الانفتاح الذي نسمع عنه عندكم يتضمن توافر أنشطة اجتماعية ورياضية وفنية وثقافية يمكنك الالتحاق بها، أم أن الأنشطة كلها للمشاهدة والفرجة فقط؟؟
الثانية: تتعلق بوجود صديقات وجماعة أقران كما يسمونها وهي الصحبة التي حولك، وأفضل صحبة هي التي تتكون حول ممارسة أنشطة وهوايات والاجتماع على اهتمامات مشتركة، فهل هذا متاح حولك أصلا؟ وهل أنت منتبهة إليك مندرجة فيه؟
الثالثة: تتعلق بطبيعة علاقتك بنفسك وجسمك.
هل تحبين نفسك وشكل جسمك؟ هل تثقين في نفسك وقدراتك؟ هل لديك خطة لتنمية ذاتك ومهاراتك ونضجك ونموك الشخصي؟؟
هل تهتمين بأي موضوع وتقضين في متابعته وقتا،، غير التجوال في دروب الإنترنت؟
لاحظي أنك في مرحلة عنفوان تدفق طاقتك الجسدية والعقلية والوجدانية والروحانية وغياب فهم وتشغيل واستثمار هذه الطاقة المتدفقة كفيل بتخبط خطواتك وترنحك في مسارات ومتاهات الاحتياجات الأولية والغرائز الأساسية.. وبالتالي فإن مغامراتك الجنسية هي حصاد متوقع لغياب الوعي بما أحاول شرحه لك، وغياب خطط التفاعل وإدارة الطاقة الإنسانية الحيوية التي لدينا منها فائض مهول، ولا خطط لدينا، بل ولا دراية لديك ولا لدى الوالدين ولا المدرسة ولا المجتمع ولا الدولة... عن أهمية هذه النعمة وعن أن الغفلة والتغافل والتعامي عنها لا يلغيها ولكن يجعلها نقمة على أصحابها وعلى حياتنا جميعا!!
الرغبة الجنسية طاقة هائلة وسط طاقات كثيرة تتدفق فينا في عمر الشباب وطالما ليس لديك ولا المحيط حولك أية تصورات استقبال وخطط استثمار فلا نتائج متوقعة غير أشكال وألوان وأنواع من التخبط .
سأنتظر رسالتك القادمة التي أرجو أن تتضمن إجابات على تساؤلاتي ومقترحاتك للتعامل مع ظروفك وطاقتك المتدفقة الطازجة بدلا من تركها تضل فتشقيك وتقلقنا عليك.
دمت بخير والسلام.
واقرئي أيضًا:
كيف نعيش جنسياً؟! تقرير بناتي
واحدة من بناتنا: عل يحفظها الله