نداء إلى الدكتور سداد التميمي
ضعف توكيد الذات
السلام عليكم، يا جماعة أنا عندي ضعف بتوكيد الذات من الصغر ولعبت عدة عوامل على إضعاف توكيدي لذاتي منها مرافقتي لأصدقاء أضعفوا التوكيد لدي ومنها الأسره كذلك ومنها أني وحسب علمي أني بريء وطيب ولطيف وكثير المخاوف ومبالغ فيها ومن أنا وصغير بشهادة أهلي .. وأيضا مسالم وأسعى لتجنب الخلافات والمشاحنات
تم تقييمي ووصفي من غرباء وأقرباء أني (مسكين) وهذا الوصف يجرح بعمق خصوصا أصحاب الشخصيات الحساسة تخيل أن تلقب بالمسكين أو على البركة أو بالساذج أو ما شابه ما هو شعورك؟ وبعكس ما أرغبه لا أحب أن ينظر لي بنظرة الشفقة والضعف بل بنظرة القوة والمتن وربما تم تقيمي بالمسكنة بسبب جينات أو ما شابه لأني قرأت في مرة هناك متلازمة اسمها متلازمة المسكنة على أية حال يجب على الإنسان أن يتقبل نفسه كما أراده الله ..
المهم أنا أردت أن أؤكد ذاتي أمر بقطبين .. تلقائيا وبدون وعي أخجل وأداري وأجامل ولا أعبر عن ما في داخلي وأخشى ردود الفعل والقطب الآخر إن أردت أن ألتزم سلوك توكيدي ألجأ لسلوك غاضب عدواني وانفعالي وحتى ال body language يظهر عليه هذا الانفعال والتوتر والارتعاش مما أبدو كالأبلة وغير متزن نفسيا والمهزوز .. ومن يكون لديه ضعف بتوكيد الذات يصاب بالاكتئاب والقلق الاجتماعي وانعدام الثقه بالنفس والانعزال والتجنب
هل ممكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يفيدني؟ أظن أن أستفيد منه لأن ليس هناك شيء مساعد كل العوامل ضدي وخبرات وتجارب سيئه حتى أسرتي التي يجب أن تدعم وتسند وتقوي ما هو ضعيف هي ضدي
نصيحة علموا أولادكم ونمو فيهم توكيد الذات والتعبير عن الرأي والمشاعر وتمتين الحدود الشخصية وأن لا تهملوهم في حال تعرضوا للتنمر وسوء المعاملة .. وآسف على الإطالة.
22/12/2022
رد المستشار
شكرًا على مراسلتك الموقع ومشاركتك بمحنتك.
هناك بعض المصطلحات المستعملة في العديد من الثقافات لوصف شخصية الفرد لا تعطي الإنسان حقه ولا قيمة لها واحد هذه المصلحات هي المسكين في اللغة العربية وهناك ما يشابهها في معظم اللغات اللاتينية والجرمانية. هذا المصطلح بصراحة لا ينصف الإنسان وحين تتفحص في أسباب استعماله ستراه في النهاية لا يوصف إلا إنسان طبيعي متأزم مع من حوله ويمكن أن تقول أن من حوله متأزم معه.
من أكثر من ثمانين عاماً توجهت العلوم النفسانية نحو تقييم سمات أو صفات شخصية مع استعمال مصطلحات تتوازى مع استيعاب عامة الناس لوصف الشخصية. هناك انفتاح الإنسان نحو الآخرين والبحث عن تجارب جديدة في الحياة وأنت لا تميل إلى ذلك ولكن ما يعنيه ذلك أيضاً أنك لا تميل إلى التهور في السلوك. هناك توافق الإنسان مع غيره وهنا أيضاً تجد من يميل إلى هذه السمة يتمايز بتعاونه مع غيره وليس بالضرورة انتماء إلى شلة من الأصدقاء يسرح ويمرح معهم.
بعد ذلك هناك الضمير الحي ولا توجد مشكلة في هذا البعد معك، بعد ذلك هناك السمة الرابعة وهي العصابية يصاحبها مشاعر مثل الحسد والغضب والقلق. أما الخامسة فهي استعداد الإنسان في الدخول في تجارب جديدة استعداداً لتغيير مسار حياته وأنت تبحث عن ذلك.
بصراحة لا يمكن القول بأنك تعاني من اضطراب نفساني ومجموعة سمات أو عوامل الشخصية أعلاه فيك ليست بالغير طبيعية. هناك أزمة تحملها في داخلك تتعلق بشعورك بالمرارة من تجارب الطفولة وهذه هي مصدر فقدانك السيطرة بين الحين والآخر. هذا العصاب الذي تحمله لن يرافقك دوماً لأن درجة بصيرتك عالية والسمة الخامسة التي تحملها تدفعك نحو التغيير. لن يضرك شيئا لو تحدثت مع معالج نفساني أو طلبت المشورة من أحد المقربين٬ ولكن لا تضع نفسك في إطار إنسان يعاني من اضطراب طبنفسي والعصاب الذي تحمله ستتفوق عليه وتسيطر عليه مستقبلاِ.
حدد أهداف مستقبلك وخطط لعمل في المستقبل وتوجه صوب أحلامك وودع ذكريات الماضي ولا تبالي بها ولا بآراء الآخرين.
وفقك الله.