أكره الحياة بشدة وأنا أسوأ وأغبى شخص بالعالم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا أود أن أشكركم على ما تبذلونه من جهد في هذا الموقع أما مشكلتي فهي:
* أنا أكره نفسي بشدة، وأشعر أني أسوء إنسانة في التاريخ، وأرى أن كل من حولي هم أفضل مني ذكاء وجمالًا وجاذبيةً وغير ذلك، أنا لا أحتمل نفسي وأرغب في تعذيبها من شدة الكره.
* أنا كل يوم أبكي، ودائما أكون حزينة وكئيبة وسلبية، وهذا لا يكون فترة وتنتهي بل هو أمر مستمر، وهذا أثر علي فأصبحت لا أدرس إلا نادرا مع أني كنت أدرس يوميا في السابق.
* أنا أقلق كثيرا ولا أرتاح مع الناس، وأكره البشر وأكره التعامل معهم، وعندما أتحدث مع أحد أشعر بالاختناق والانزعاج الشديد، وأشعر بأنهم يحكمون علي ويراقبون تصرفاتي بالحرف والتفصيل، ويراقبوني في البيت وفي كل مكان بل ويقرأون أفكاري وهذا أسوأ ما في الأمر.
وأفكاري كلها سخيفة وغبية وتزعجني ليل نهار بالأخص عندما أفترض أن أحد ما يقرأها.. وتوجد أفكار أخرى تتمثل في أن شخصا ما يتحدث في نفسه عنى هكذا: (هذه الفتاة غبية وتعتبر نفسها ذكية، هذه الفتاة مستفزة وسخيفة وتظن أنها محبوبة، هذه الفتاة مدللة) وغير ذلك.. المهم أنها عن شيء .. أكرهه أو أخاف أن يعتقد أحد شيئا كهذا عني.
* أنا أحيانا أكون عصبية جدا، وأرغب في تحطيم شيء ما وقد أتصرف كالمجانين، وهذا من كثرة الأفكار السلبية والمزعجة والوسواسية. علما بأني أحبس نفسي في غرفة؛ لأفرغ غضبي وحزني سواء برمي شيء أو البكاء أو الصراخ، وأحاول أيضا السيطرة على نفسي أيضا، ولا أعتدي على أحد.
* أنا أرغب في الموت فأنا ليس لي قيمة في الحياة، ولا أستحق العيش أو الاهتمام. أنا أرى نفسي فاشلة وأن كل من حولي أفضل مني بشدة وأني بلا مميزات وهذا صحيح فعلا... مهما قيل لي من مجاملات فستظل كاذبة؛ لأني بلا مميزات فعلا.
* بدأت تأتي لي كوابيس بل وتتكرر كأنها أصبحت جزء من حياتي فهل هذا بسبب الحزن الشديد والسلبية؟ عموما تلك الكوابيس متشابهة، وكل كابوس هو جزء يكمل الآخر لا أعرف كيف. فمثلا في الكابوس الأول كنت أصرخ وأطلب النجدة من كثرة الرعب، وكنت أحاول الاستيقاظ؛ حتى أهرب، وكنت أتألم كثيرا في أول كابوس.. أما الثاني فقد كنت أحاول أن أهدأ وأن أسيطر على مشاعر الخوف وأن أنتظر إلى أن أستيقظ، وحينها سأرتاح من هذا الرعب.. أما الثالث فتلك المرة كنت أحاول ابتكار طرق للاستيقاظ والهرب من الكابوس واكتشفت طريقة لا أعرف كيف.. أما الرابع فحاولت تنفيذ تلك الطريقة ولم تنجح للأسف. الغريب أن الكوابيس هي نفسها وتكمل بعضها كأن حلقات متتالية من مسلسل.
* أنا عديمة الثقة في نفسي, وتهتز ثقتي بسهولة شديدة حتى إن الخطأ الواحد يكون كارثة بالنسبة لي، وإن لم أعرف إجابة سؤال فعلى الفور يتسلل إلي شعور بالفشل. وأيضا أنا لا أفهم شيئا في هذا الحياة الغريبة, ولا أفهم نفسي, ولا أرغب في فعل أي شيء. أنا سلبية جدا, ولا أرى إلا ما هو سلبي, وأرى أنه هو الصحيح وأن الإيجابي دائما خطأ. أنا وحيدة ومنعزلة وهادئة وكتومة ولا أقول ما بداخلي لأحد أبدا, فلا هناك أحد يعرف عني شيئا.. وإن كنت فاشلة في أمر ما مثلا، أليس من المفترض أن أحاول وأبذل جهدي لأكون ماهرة في ذلك الأمر؟ هذا ما أفكر فيه أيضا لكن بدلا من ذلك أقارن نفسي بغيري فأقول.. هو أمهر مني في الدراسة مثلا وأنا لست ماهرة فيها ومازلت سأحاول، إذا هو سبقني، إذا هو أفضل مني، إذا أنا فاشلة.
لذا المقارنات تتعبني جدا وتشعرني بالعجز والإحباط الشديدين. أعلم أنها ظالمة وكل شيء وغير صحيحة لكني أشعر بالنقص الشديد أريد أن أشعر بقيمتي ومميزاتي ولو مرة!! أنا أشعر حقا أني قمامة وشيء معفن، أما بقية الناس فهم مميزون في أشياء معينة ويمكنهم تحسين أنفسهم وتطويرها أما أنا فأنا أسوء وأغبي إنسان!! هذا ما أشعر به.. قد يقال لي أنها مراهقة ولكن لو كانت كذلك فلماذا لم أجد شخصا مثلي في سني. لقد وجدت استشارات لأشخاص ما وحينما قرأتها شعرت بأنها نفس مشكلتي بالضبط ولكني انصدمت حينما أعرف أن هذا الشخص في الجامعة.
إذا لم أنا فقط من أكون كئيبة إلى هذا الحد.. بالفعل وجدت شخصا ظننت أنه يشبهني وشعرت بالراحة والاطمئنان ولكن عندما راقبت تصرفاته وحركاته أدركت تماما أنه ليس مثلي على الإطلاق لذا شعرت بالإحباط من جديد.. أعتذر لكم على الإطالة ولكنني حاولت شرح ما أشعر به قدر المستطاع لكي تتمكنوا من فهم ما أقصده ولأني فاشلة في التعبير عن شعوري بل عن كل شيء أيضا فأنا بلا مميزات.
ومن فضلكم هل يمكن جعل هذه الاستشارة خاصة إن أمكن؟
وشكرا لكم
23/12/2022
رد المستشار
صديقتي
هناك حقيقة في الحياة يغفلها الكثير من الناس وهي أن أفكارنا وبالتالي أحاسيسنا يحددها اختيارنا للمعاني والمواقف ووجهات النظر.. تقولين أنك تكرهين نفسك وأنك بلا مميزات وأنك تكرهين البشر والتعامل معهم وأنك عديمة الثقة بنفسك... إن كنت عديمة الثقة بنفسك فمن أين أتت ثقتك في رأيك السلبي في نفسك وفي البشر والحياة؟ ... في الحقيقة أنت واثقة من نفسك بشكل مبالغ فيه لأنك لا تشكين في أن رأيك السلبي في نفسك والحياة والبشر من الممكن أن يكون مشوها وخاطئا.. رأيك مشوه وخاطئ لأنه مبني على التعميم والتضخيم بدون أدلة منطقية.. تختارين (بحكم العادة التي كونتها أنت وحدك) التفسير والحكم السلبي وتشكين فيما هو إيجابي.
ما هي المميزات التي يجب أن تكون فيك حتى ترضين عن نفسك وعن الحياة؟ من الذين تعرفينهم في سنك ومقدار خبرتك الضئيلة بالحياة ولديهم هذه المميزات؟ كيف حصلوا على هذه المميزات؟ كيف يفكرون في أنفسهم وفي البشر وفي الحياة؟ ما هو دليلك على هذا؟
تقولين "لقد وجدت استشارات لأشخاص ما وحينما قرأتها شعرت بأنها نفس مشكلتي بالضبط ولكني انصدمت حينما أعرف أن هذا الشخص في الجامعة.. إذا لم أنا فقط من أكون كئيبة إلى هذا الحد.. بالفعل وجدت شخصا ظننت أنه يشبهني وشعرت بالراحة والاطمئنان ولكن عندما راقبت تصرفاته وحركاته أدركت تماما أنه ليس مثلي على الإطلاق لذا شعرت بالإحباط من جديد."
من الواضح أنك لست وحدك وأنك الوحيدة التي تفكر بهذه الطريقة السلبية في نفسها وفي الحياة.. ولكن لماذا صدمت عندما علمت أن هذا الشخص في الجامعة؟ أغلب الظن أنك لا توافقي حقيقة على أسلوبك وتعتبرينه أنت أسلوبا طفوليا لا يليق بمن هو في الجامعة.. لكنك أيضا تتشبثين بأسلوبك في نفس الوقت... تشعرين بالراحة والاطمئنان لمجرد ظنك أنك وجدت شخصا يشبهك في تفكيرك الذي تعتقدين أنه لا يليق بمن هو في الجامعة وتشعرين بالإحباط عندما تدركين أن هذا الشخص ليس مثلك على الإطلاق.. إن لم يكن مثلك على الإطلاق فما الذي جعلك تعتقدين أنه مثلك ويشبهك.
طريقة تفكيرك وتفكير أي شخص من الممكن استبدالها بطريقة تفكير أخرى عن طريق وضع خطة بديلة ومبادئ جديدة في طريقة التفكير.. إن كانت أفكارك قد أدت إلى كراهية نفسك وكراهية البشر وكراهية الحياة فهذا يفسر كل ما تعانين منه ويؤكد أنه من صنعك وبالتالي يمكنك تغييره إلى الأفضل.
ابحثي عن معلومات عن أشخاص أنت معجبة بهم وابدأي في تقليدهم فيما هو صحي ومفيد لك وللآخرين.. عندما تكونين رأيا إيجابيا في نفسك وتفعلين ما يرضيك عن نفسك سوف تقدرين على التعامل مع الحياة والناس بطريق أسهل وأفضل.. لكي يكون رأيك في نفسك إيجابيا وصحيا يجب أن تفعلي في الحياة ما يجعلك راضية محبة لنفسك وفخورة بنفسك وواعية بأنك أنت من تصنعين الأفكار والمعاني والأحاسيس وتختارين منها ما هو مفيد لك وللآخرين.
المميزون في الحياة هم من يمارسون تعلم وإتقان شيء ما من اختيارهم.
يمكنك صنع نفسك كما تريدين ويمكنك اختيار أشياء وممارسات تحبينها وتريدين البراعة فيها.. ويمكنك الاستمرار في جلد الذات والشكوى من جلد الذات.. والاختيار يعود إليك بالكامل مهما كانت الصعوبات
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب