تدني كفاءات المخ بعد وسواس واكتئاب
السلام عليكم، أصبت باكتئاب في الـ 14 من عمري وأنا في أوج فرحتي، واجهته بصبر وتفاؤل بالشفاء وإيمان وبعد الصدمة الأولى بأربعة أشهر تقريبا بدأ عندي وسواس الدين شيء يقول لي أني لا أؤمن ثم شيء يقول إن ديني غير صحيح، استرسلت معه وكنت مجبرة على ذلك لأني كنت مسلمة دون دليل فاضطررت إلى البحث لطمأنة نفسي وبحثت بعمق شديد والوسواس يعود طبعا ولو وجدت ألف دليل.
بدأت عدم الإصغاء إليه لكن أحيانا أستسلم وأبحث وأعاود البحث وذلك الاكتئاب خف قليلا، ثم كي أهرب من الاكتئاب لجأت إلى قضاء الوقت في الأبحاث الدينية فهو أمر يسعدني خاصة أني على قدر عال من الذكاء ومعرفة اللغة وتمييز قواعد المنطق، وكنت أبحث بإجهاد وعمق شديد في المذاهب والفقه والعقيدة وعلم الحديث ومقارنة الأديان، تقريبا لم يخل يوم دون موضوع أبحث فيه وكنت لما أجد موضوعا جديدا لا يهدأ لي بال حتى أحصل على إجابة شافية فيه يستحيل أن تكون خاطئة فقط كي يكون كل ما أعتقده حق (ديني حق مذهبي حق طريقة عبادتي صحيحة..) فحتى لو تحصلت على إجابة أعاود البحث مرارا كي أتأكد أكثر، أصبح اكتئابي خفيفا نوعا ما يشتد أحيانا لكن أعيش به بشكل عادي كأنني اعتدت عليه وعلى الوساوس، وأصبحت أكثر ذكاء وتنظيما في التفكير والتحليل.
لما وصلت الـ 17،كان أجمل أعوامي بعد هاته الأمراض النفسية، تعرفت فيه على شاب وأحببته وكانت حياتي تحلو كثيرا معه وأخرج من مرضي، وفي ذلك العام لم أتوقف عن البحث طبعا لكن كان بصورة أقل كثيرا، واقترفت خطأ كبيرا بحيث صادفت مواقعا إباحية فبدأت أتفرج من ذلك اليوم تقريبا 3 مرات أسبوعيا، وطبعا خربت صحتي الجنسية ولم أعد أستثار.
وفي عطلة ذلك العام، بسبب مللي وابتعادي عنه عاودت التعمق في البحوث بإجهاد شديد، ومع العام الدراسي الجديد أحسست بانخفاض ذكائي بشكل طفيف، ولم أتوقف لا عن البحث ولا عن الإباحيات فكلما أنتهي من سؤال بعد بحث طويل أجد مللا وتدخل الرغبة في رؤية الإباحيات وبعد 3 أشهر تقريبا لاحظت تدنيا أكثر في ذكائي ومخي، فلم أعد قادرة على التخيل الجيد للأمور الفلسفية والإحاطة الكلية بالاحتمالات المنطقية لشيء ما والقدرة على الترجيح بينها بكل ذكاء، وكذلك فقدت معاني بعض الكلمات، والإحساس الجيد بالشيء الصحيح من الخطأ، وأصبحت أنسى أكثر، ولا أشعر بالذنب في موضعه كما كنت من قبل، وكأنني أبتعد عن الواقع
والآن ظهرت عندي مشكلة جديدة، في يوم دخل علي سؤال هل أحب حقا الشخص الذي أنا معه الآن، أنا أعلم أني أحبه لكن كعادتي ذهبت للبحث في معنى الحب وأسبابه....، وتخيلت عدم حبه أو رؤيته كشخص غريب عني، ومن ذلك الوقت ذلك الشعور الذي أحسست به لما تخيلت يراودني من فترة لفترة ويشتد أحيانا إلى حد تغطية مشاعر حبي له، وزاد عن ذلك بتخيل مشاعر إعجاب بشباب آخرين وتذكرها وإسقاطها على كل شاب أراه، فمخي لا ينسى تلك المشاعر رغم عدم رغبتي بها ومحاربتي لها... لا أعلم أهذا وسواس أو خلل في مخي لا ينسى الأشياء التي ينساها المخ الطبيعي ويأتي لي بمشاعر غريبة غير طبيعية في غير محلها
أرجو أن تتفضلوا بحلول لمشاكلي،
جزاكم الله كل خير على مجهوداتكم
27/12/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "آمال" أهلا وسهلا بك على موقع مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
لديك ميل واضح للوسوسة إضافة إلى اكتئابك القديم والذي يبدو متلصصا في الآونة الأخيرة خلف أعراض اكتئاب معرفية.. تشي بها عباراتك (لاحظت تدنيا أكثر في ذكائي ومخي، فلم أعد قادرة على التخيل الجيد للأمور الفلسفية والإحاطة الكلية بالاحتمالات المنطقية لشيء ما والقدرة على الترجيح بينها بكل ذكاء، وكذلك فقدت معاني بعض الكلمات، والإحساس الجيد بالشيء الصحيح من الخطأ، وأصبحت أنسى أكثر، ولا أشعر بالذنب في موضعه كما كنت من قبل، وكأنني أبتعد عن الواقع) .. هذا لا تفسره مشاهدة الأفلام الإباحية (3مرات في الأسبوع) ولا الاسترجاز لمدة ثلاثة أشهر... لكن يفسره الاكتئاب الجسيم.
ولا ندري حقيقة أنفهم عبارتك عن أولى نوبات اكتئابك (واجهته بصبر وتفاؤل بالشفاء وإيمان) ... على أنها تعني أنك تصرفت التصرف الصحيح فاستشرت طبيبا نفسانيا وحصلت على العلاج أم أنك اعتمدت المكافحة الذاتية للاكتئاب؟ وهي كثيرا ما تخدع! ... يبدو أن هذا هو ما حدث.
غالبا أنت من الأشخاص المعروفين بفرط نشاطهم وحيويتهم وتفوقهم وإصرارهم على النجاح، تخلصين جدا في عملك وتعطينه غالبا أكثر مما يلزم من جهدك ووقتك فتفرطين في التدقيق والتنظيم والبحث عن الأسباب، وغالبا تهملين أشياء كثيرة في حياتك بسبب ذلك، وأخمن أن رحلتك في البحث في المسائل الدينية كانت نموذجا لطريقة تعاملك مع الأمور المعتبرة في حياتك بشكل عام والتي تتسم بالوسوسة، أكثر مما تعبر عن وسواس قهري.
وكذلك أوقعتك عادتك في البحث عن الأسباب والتعمق والتحري في فخ تفتيش الدواخل بحيث أصبحت تجدين مشاعر مقلقة فيما يتعلق بالشخص الذي تحبين، وأحد مشكلات أصحاب السمات الوسواسية أو أصحاب الدرجات المرتفعة على مقاييس الوسوسة هي ضعف قدرتهم على استقراء دواخلهم بشكل طبيعي بما يجعلهم يعجزون عن التيقن مما بداخلهم، لديهم بعضٌ مما يظهر بشكل أوضح في مرضى اضطراب الوسواس القهري ونسميه عمه الدواخل ويشير إلى نقيصة أو نقائص في قدرة الشخص المريض على قراءة دواخله (حالاته أو معلوماته الداخلية) وقابليته العالية للشك فيها بما يحرمه التيقن مما هو كائن بالفعل داخله! وهو في هذه الحالة حبك للشخص المذكور.
باختصار إضافة إلى اكتئابك الحالي الذي لابد من علاجه بعد تأكيد التشخيص (أي نوع من أنواع الاكتئاب وهل هناك سمات شخصية قسرية؟) ووضع خطة العلاج، إضافة لذلك عليك أن توقني أن لديك عددا من التحيزات أو الخصائص المعرفية المعيقة عاجلا أو آجلا ولابد من أن تفهميها لتحسني التعامل معها، وذلك من خلال العلاج السلوكي المعرفي.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: اكتئاب جسيم وميول وسواسية وعمه الدواخل! م