اكتئاب جسيم وميول وسواسية وعمه الدواخل!
حالة اكتئاب
أشكركم على ردكم، أود أن أبين لكم أكثر عما طلبتموه، أنا لم أذهب ولو لمرة عند طبيب نفساني .. أما ما قلتموه عن العمه الداخلي فهو صحيح، فأنا في السنتين الأخيرتين أصبحت لا أصل إلى معلوماتي ومشاعري الداخلية بسهولة وكأنه يوجد حاجز بيني وبينها أكسره بصعوبة، لكن ليس مع كل المشاعر ولا مع كل المعلومات، بل مع بعضها فقط
ونوع الاكتئاب عندي لا أعرفه، فأنا لا أعلم أنه توجد أنواع اكتئاب،
المهم أنه كان شديدا أفقدني المتعة بكل شيء وخف مع مرور الوقت ومقاومتي له
30/12/2022
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "آمال" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
يعاني مرضى الوسواس القهري غالبا من صعوبة في قراءة دواخلهم أو حالاتهم الداخلية ... حيث تتسم إدراكاتهم لها دائما بعدم الاقتناع، أو عدم التأكد، أو عدم صحة، أو اكتمال الخبرة، أو الفعل بشكل، أو بآخر بما يوقعهم في فخ التكرار (تكرار الفعل أو تكرار السؤال أو التحقق). وهم من فرط ما يفشلون أو يخفقون في الوصول إلى حالاتهم الداخلية والتيقن منها تجدهم أكثر ميلا للاعتماد على بدائل خارجية يجدون تصديقها أسهل من تصديق دواخلهم!
صدقت كأنه الحاجز بينك وبين ما تودين استشعاره داخلك، وهذا الذي اعتدنا قوله لمرضانا (من 2004 فصاعدا) تخيل الوسواس حائلا أو يضع حائلا بينك وبين ما تسأل عقلك عنه.. اعتبرناه نوعا من الانفصال خاص بالموسوسين ومرضى اضطراب اختلال الإنية-تبدل الواقع وسميناه الحائل الوسواسي... وكانت تلك الملاحظات من الأطباء النفسانيين سببا في توجيه عدسة البحث العلمي إلى دراسة علاقة مريض الوسواس القهري بإدراكاته الداخلية وقد أثبتت أغلب الدراسات وجود ضعفٍ في القدرة على النفاذ إلى الحالات الداخلية تميز مرضى اضطراب الوسواس القهري (وأصحاب السمات الوسواسية المرتفعة) عن غيرهم من مرضى اضطرابات القلق وعن أصحاب السمات الوسواسية المنخفضة.
ثبت إذن وجود ما سميناه الحائل الوسواسي والذي افترضنا للتوضيح أنه يمكن أن يكون معتما أو منفذا بقدرٍ ما وربما يختلف مدى نفاذيته من وقت لآخر... فمثلا يتذكر المريض حادثة قديمة بتفاصيلها ثم فجأة يشعر بالشك في بعض التفاصيل وربما طال انتظاره وتكرار تفتيشه في ذاكرته حتى ييأس ليفاجئ بتذكر ما كان نسي ونسيان أو الشك فيما كان يذكره! أو بمثال أبسط يستشعر المسكين إيمانه بالله وقدر ألمه من وسواس السب... ثم بعد تكراره كثيرا ما يفجعه أنه يحاول استشعار إيمانه فيشك فيه... هذا وصف مؤسف لحال مريض الوسواس حين يفتش في دواخله خاصة في موضوع أو متعلق بموضوع وسواسه.
علميا تم إثبات ذلك حتى الآن من خلال دراسات تقارن بآخرين إدراك المريض الداخلي مثلا لدقات قلبه أو لمستوى توتر أو استرخاء عضلة معينة في جسده في ضوء ما تقرأه أجهزة القياس وبمساعدة جهاز التغذية الراجعة، هناك دراسات مماثلة لإدراك الوقت والإحساس بالفهم وببدء الحركة وكذلك لإدراك العواطف، كلها تثبت وجود صعوبة وضعف في قراءة الدواخل مقارنة بغيرهم من المرضى والأصحاء، ومنها ما يثبت قابلية المريض لتصديق المعلومات الكاذبة عن حالاته الداخلية... فإذا كانت دقات قلبه 75 وكذب عليه جهاز التغذية الراجعة فقال 45 فهو سيصدق الجهاز.
ونظرا لأن الأمور ما تزال في مرحلة الدراسة وما زلنا نحاول الفهم على المستوى العلمي، فإننا نحصر عمه الدواخل أو تأثيره الشرعي بالنسبة للمريض على موضوع الوسواس وما يتعلق به، وأخيرا عليك ألا تسمحي لاكتئابك بأن يعيق حياتك.. هنا لابد من علاجه.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: اكتئاب جسيم وميول وسواسية وعمه الدواخل! م1