أولا أود أن أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع الذي غيَّر كثيرا من مفاهيمنا عن أشياء كثيرة. وأتمنى لكم دوام التوفيق والتميز، ومن نجاح إلى نجاح بإذن الله تعالى.
أنا شاب أدرس في إحدى الكليات العملية في السنة النهائية.. متفوق والحمد لله.. تربيت على حب الله والرسول (صلى الله عليه وسلم) وسط أبوين رائعين، هما أفضل أبوين يتمناهما أي شخص.. ربيانا على مراقبة الله في تصرفاتنا وأفعالنا، وعلمانا أن نخشى الله قبل أن نخشاهما.. أدام الله عليهما الصحة والعافية وغفر لهما ولنا وجميع المسلمين.
لي زميل دراسة أعتبره من أعز أصدقائي، وبيننا أشياء كثيرة مشتركة، ومحبوب من الجميع.. شاء الله أن تتوطد علاقتي به بحكم أننا نسعى للتفوق وبيننا منافسة جميلة ساعدتنا على أن نكون من المتفوقين.. وبحكم أننا في كلية عملية كانت معظم دراستنا عبارة عن شغل عملي، مما كان يترتب عليه أن نجتمع لتنفيذ هذا الشغل الجماعي.. وبكرمه المعهود كان يرحب بنا في منزله ويستضيفنا أنا وزملائي حتى نقوم بالعمل.. وأشهد الله أنني وإن كنت أحبه قبل أن أتعرف على أسرته فقد زاد حبي له ولأسرته أضعافا مضاعفة، فقد تعرفت على أسرة كريمة ومحبة وطيبة أحسست معهم أنني بين أهلي وأكثر.
المشكلة الآن أن صديقي هذا له أخت أكبر منه قليلا كنت أراها مصادفة عندما أذهب لهم، وكانت تقدم لنا الطعام أو تعمل معنا قليلا في وجود والدتها إذا اقتضت الظروف، وأنا من عائلة ربتني جيدا فكنت أراعي حدود الله فيهم ولا أنظر حتى إليها إلا إذا اقتضت الظروف، وكنت أقول إن صديقي استأمنني على أهله وبيته وأكرمني وأحسن لي فلا يصح أن أرضى عليه إلا ما أرضى على أختي.
ومرت السنون وأنا علاقتي بها التي لا تزيد على إلقاء السلام، وكنت حتى أستحيي أن ألقي السلام إلا إذا ألقته هي أولا، فأرد عليها بأحسن مما قالت، والمشكلة الآن أنني اكتشفت أنني معجب بها وبأدبها ودينها وأخلاقها الكريمة التي لا تختلف عن أخلاق أسرتها ولا أخيها في شيء، وأنا أشعر أنني خنت الأمانة التي ائتمنني صديقي عليها؛ فكيف بعدما وثق في، وأدخلني بيته وائتمنني على أسراره أن أحب أخته أو أعجب بها.
لقد سبب لي هذا آلاما نفسية كبيرة وكنت أشعر بالذنب كلما وجدته يحسن معاملتي ويكرمني ويخبرني بأسراره، وأشعر أنني لا أستحق هذه الثقة.. علما بأنني لم يبدر مني شيء لأخته لا بالتصريح ولا بالتلميح، وكنت ومازلت أعاملها بما أحب أن تُعامَل به أختي؛ لذا فقد قررت أن أقلل زياراتي لهم، وأن تقتصر على الضرورة فقط حتى لا أستطرد في هذا الإعجاب، وكنت حتى إذا حدثته في الهاتف وردت هي عليَّ سلمت فقط، وأطلب محادثة صديقي ولا شيء غير ذلك، إلا أنني وجدت أن إعجابي بها يتضاعف ويزداد، ويزداد معه شعوري بالذنب والخطأ، ولا أعرف ماذا أفعل كي أتغلب على هذا الشعور.
وأنا الآن أريد أن أتقدم لها وأتمناها زوجة لي، ولكنني لا أعرف ماذا أفعل ولا كيف سينظر لي صديقي عندما أخبره أنني معجب بأخته؛ فقد وجدت بها وبأسرتها كل المواصفات التي أتمناها في شريكة حياتي، وأتمنى أن أفوز بها قبل أي شخص آخر.
أرشدوني يرحمكم الله،
وجزاكم الله خيرا وأعانكم على طاعته وخدمة عباده.
26/12/2022
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك بني ونفع فيك وجعل صالح أعمالك في ميزان والديك الكرام. بارك الله لك في حسن خلقك ومحاسبة نفسك قبل أن يحاسبك الناس، لا تلام على ميل قلبك ولكن تحاسب بأفعالك وطالما لم تقم بما هو مشين من الأفعال لا تكثر على قلبك اللوم والهموم.
إن كان وضعك يسمح لك بالزواج يمكنك التقدم لخطبة الفتاة دون أي خوف من موقف صديقك فأنت تدخل البيوت من أبوابها ولا تخالف بذلك شرعا ولا خلقا.
إن كانت الفتاة لا تحوز على موافقة والديك أو وضعك لا يسمح لك بالزواج فما عليك إلا غض بصرك والاستمرار في تجنب مقابلة الفتاة ولو من باب الصدفة، وعليك بمقاومة هوى النفس فإنه منجاة ومع الوقت ستتجاوز هذا الميل.