أرجو من قارئ هذه الرسالة أن يقرأها بعين الحكمة، ولا يتسرع في الحكم علي، أنا شاب في العشرين من عمري، كنت في مصيف منذ فترة قليلة، كانت معنا في هذا المصيف إحدى المعارف، وكانت تسكن إلى جوارنا، تعرفت عليها وهي فتاة حسنة الخلق والمظهر، علمت من بعض تصرفاتها معي أنها معجبة بي، كذلك أعجبت بها أنا أيضا. بعد ذلك بدأت تصرفاتي تتغير، وأرجو من القارئ أن يتفهم ما سوف أقوله.
في الحقيقة أنا مدمن للعادة السرية، وحاولت كثيرا أن أقلع عن هذه العادة، ولكنني لم أفلح، ولكن الغريب في الأمر هو أنني منذ أحببت هذه الفتاة أقلعت تماما عن هذه العادة السيئة، وهذه أول مرة يحدث هذا الأمر، كنت كلما حاولت أو فكرت في ممارسة هذه العادة تذكرت هذه الفتاة؛ فأشعر بالخجل من نفسي، وتخرج فكرة الممارسة من عقلي في الحال، وكنت أيضا أشعر أنني لو مارست هذه العادة فإنني أخون هذه الفتاة. أرجو أن يكون قد وصل إليك هذا المعنى.
المشكلة الآن هي أنني أشعر بالذنب الكبير؛ لأن حبي لله لم يمنعني من ممارسة هذه العادة السيئة ومنعني حبي لهذه الفتاة، مع العلم أنني أصلي كل الفروض والحمد لله، وأحيانا أصلي في الجامع، ولا أضيع فرضا من فروض الله، كما أنني أنوي بإذن الله أن أتقدم لخطبة هذه الفتاة بمجرد أن أنهي دراستي بعد عام بإذن الله.
بعد كل ما حكيته لك.. هل أنا مراءٍ؛ لأنني أقلعت عن ذنب لأجل عبد، وليس لأجل الله؟
ولو كنت مذنبا.. فما هو حكم الدين فيما فعلت؟
24/12/2022
رد المستشار
الابن المحترم الفاضل "شفيق" حياك الله، وأهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
ما أجمل هذه الروح، بل أنت أجمل من ابننا "شاهد" صاحب استشارة عندما يصلح الحب يصلح السلوك! الذي اتخذناه مثالا لسنوات طوال... هذه الخبرة الإيجابية التي مررت بها أي التوقف عن العادة السرية عند الوقوع في الحب سمعناها مرارا من أبنائنا وبناتنا وعادة ما كانوا يذكرون ذلك إما مستغربين حدوثه أو يرونه دليلا على انشغالهم بالحبيب وإحساسهم بسمو مشاعرهم وبكون الجنس يجب أن يكون بين اثنين وليس نشاطا فرديا، لكنك حقيقة كنت الأروع والأسمى والأتقى حين خجلت من ربك سبحانه وحسبت أنك (أقلعت عن ذنب لأجل عبد، وليس لأجل الله؟) بارك الله فيك وتمم لك بالسعادة والرضا.
ما فاتك للأسف هو أن تركك للعادة بسبب حبك الحلال لفتاة تنوي الزواج بها ليس إلا حبا لله يا "شفيق" ولأجل إرضائه سبحانه، يا ولدي لو سألتني عن رؤيتي للأمر سأقول لك أن الله سبحانه وضع تلك البنت في طريقك لتشغلك عن العادة وتساعدك في إصلاح أحوالك... أليست وجهة نظر؟ وعليه تكون مرعيا من الله لا مذنبا!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.