شكرًا لكم على هذا الموقع الكبير المبارك، وعلى هذه الصفحة بالذات التي طالما اطلعنا فيها على كثير من المشكلات التي بأجوبتكم المباركة عليها ينار لنا الطريق.
لقد كتبت إليكم بعد طول تردد وكثرة مناقشة، وأنا أؤخر قدمًا وأقدم أخرى، غير أن ثقتي بكم جعلتني أكتب لكم، فلي مشكلة ربما تكون مشكلة كثير من الشباب الذين يقعون تحت وطأة الاختلاط الذي يكون سببًا في كثير من المشاكل، وهذا الذي حدث لي بالفعل... فمنذ فترة من حوالي ثلاث سنوات كنت أعمل في محل عمل مختلط جدًّا، وهناك حيث لا مراعاة لحدود الشرع، فالأمور تسير بطريقة لا أقول عادية، بل تعدت العادية بكثير، وأنا - في الحقيقة - لم أتعامل قبل ذلك مع الجنس الآخر أبدًا، حيث الدراسة التي ليس بها اختلاط والحمد لله على هذه النعمة.
ولكن النساء سبحان الله تعالى يدخلن لكل أحد بما يناسبه، فمن كان يعرف الدين دخلوا له من هذا المدخل، وفي هذا المكان بدأت علاقة مع إحداهن لا أقول علاقة خيانة أو تَعَدٍّ لحدود الله لا، ولكن أقصد علاقة صداقة وحب بيني وبين إحداهن، تلك العلاقة التي بدأت بداية صامتة، ثم كانت صارخة إلى حد لا يطاق، حتى إنني لم أكن أتحمل البعد عنها، كنت دائم الحزن كثير البكاء على فراقها، حيث كانت مخطوبة واقترب موعد زواجها، ولم أفكر يومًا والحمد لله أن أتعدى حدود الشرع، فمجرد المصافحة لم تكن بيننا، ولكن العشق أعاذكم الله من شرِّه.
وأرجعت هذا الأمر ووقوعي في هذا الحب لسببن، أولهما: هو أنني لم أجد الرعاية والحنان في بيتي مع أسرتي وبين والدي وإخوتي، ولك أن تتصور أن إنسانًا بلغ سن الرشد لم يسمع يومًا كلمة حنان من والديه، وفجأة يجد من يمطره بوابل من كلمات العطف والحنان والإعجاب. ثانيًا: كان السبب الثاني هو أنني حقيقة دخلت هذه التجربة من مبدأ التجريب ويا ليتني ما فعلت، يا ليتني ما فعلت، فالعمر حقًّا أغلى من أن يكون حقلاً للتجربة، المهم عانيت في تلك الشهور التي كانت حوالي ستة أو سبعة أشهر معاناة شديدة، وحقًّا العاشق مسكين، وأيضًا كان من الأسباب أنني كنت أشعر بحبها لي، فحاولت أن أجازي الإحسان بالإحسان، كما كنت أظن.
المهم وبعد أن تزوجت وكنت دائمًا أوصيها بحسن العشرة والتبعل لزوجها ومحاولة نسياني، ولكني والله لم أنسها لحظة، فهي معي في يقظتي ومنامي، على الرغم من أنني خطبت، وطالت المدة وطالت الفرقة بيننا، حتى إنه يمر العام ولا نتصل ولم أرها غير مرة واحدة بعد الزواج، وذلك في زيارة لوالدها المريض، ثم هي فقط والآن قد حصلت على هاتف عملي الجديد، واتصلت بي، وأعطتني هاتف منزلها؛ لأتصل بها، ولكن لا أدري هل أتصل أم لا ؟ ...
أخاف أن يجر الكلام الكلام المعسول وكلام الحب والغرام، وأن أكون سببًا في عودة الحب هذا إلى نفسها مرة أخرى إن كان كامنًا، على الرغم من أن كلامها معي يشعرني بما أحس به من دوام التفكير، وأخاف أن يكون ذلك سببًا لأن تسوء علاقتها مع زوجها، فهي قد اشتكت لي من المعاملة القاسية معه، حيث إنها لم تكن موافقة على الزواج منه، فأخاف أن أكون سببًا في إفسادها.
فبماذا تنصحونني؟ أرجو النصيحة والتوجيه، وأنتم محل للثقة، وجزاكم الله خيرًا، فأنا حقًّا متعب جدًّا، ولا أدري كيف أنسى حبها هذا وأزيله من قلبي، وقصتي هذه ربما لا يعرف بها أحد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
10/01/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا وسهلا ومرحبا بك "كساب" على موقعكم موقع مجانين.
- لا شك أن النقطة التي تسأل عنها وهي عودة حديثك مع البنت بعد أن تزوجت وأنت أيضا أصبحت لك حياتك وخطبت، يقول لك فيها حسك الداخلي أنه خطأ، وأن التوابع لن تكون محمودة على جميع الأطراف، وأنه فتح لمفسدة كبيرة ندرك جميعا نهايتها.
- وأدرك أيضا أن حسك وداخلك وباطنك يمنعك من أن تقدم على هذه الخطوة، وأنك فقط تريد صوتا عاليا يقول لك لا تفعل، لذلك أخي "كساب" لا تفعل، وأسأل الله لكما أجمعين هدوء البال، والاستقرار وأن يجعل حياتكما سعيدة وهنية.
- في النهاية لا يسعني إلا أن أرحب بك من جديد على موقعك، موقع مجانين، وفي انتظار مشاركتك القادمة لتخبرنا ماذا قررت، وماذا فعلت، لو أردت وأحببت، ونحن سنكون في انتظارك كالعادة.
-طبت، ودمت سالما