السلام عليكم،
أرسل إليكم قصة حياتي، وأرجو من الله ألا تكلوا ولا تملوا منها، ولكن يعلم الله أني في نار بمعنى الكلمة، وأتمنى من الله أن تجدوا لي حلا يريحني ويرضي الله عز وجل.
أنا شاب عمري 30 عاما، وأنا عندي 18 سنة أحببت إنسانة، وكانت بالنسبة لي كل ما في الدنيا، وكنت بدون عمل مستقر وليس لي دخل ثابت وتقدمت لخطبتها، ولكن رفضني أهلها بسبب المادة (الفلوس)، وعلموا بأنها تحبني فأسرعوا بزواجها على الفور وأخرجوها من الدراسة وأبعدوها عني بكل معاني البعد؛ فزوجوها في دولة أخرى، وتهدمت كل أمالي وأحلامي والحب الذي فقدته إلى الآن ولم أجده فأردت أن أبحث عن الحب البديل، على أمل أن أجده في أي إنسانة أخرى تعوضني الحب والحنان الذي فقدته.
وقابلت فتاة أخرى وكانت بالنسبة لي (تسالي) تضييع وقت، ولما تعرفت عليها عن قرب فشعرت بمشاعرها وأحبتني بكل مشاعرها، ووجدت نفسي في مأزق لم أستطع الخروج منه؛ لأن مستواها المادي والأسري بسيط وفكرها وعقلها لم أكتشفه إلا بعد وقوع الطامة الكبرى وهى الزواج منها؛ فحاولت مرارا أن أبعد عنها لكن كانت تفعل أشياء مثل الإقدام على الانتحار أكثر من مرة فشعرت بالذنب تجاهها وكأن الله يختبرني لأني كنت في مثل هذا الموقف فقلت لنفسي المثل الشائع "خدوهم فقرا يغنيكم ربنا".
وتقدمت لخطبتها ومع أن أهلها بسطاء، ويعلم الله أني لا أقلل من شأنهم، ولكن الوصف لتحاولوا فهمهم من خلال كلامي عنهم، فقراء جدا، ومع ذلك بدأ الأب باستغلالي ماديا بكل السبل، وكنت أوافق لأنه أبوها، وظلت فترة الخطوبة أكثر من 5 سنوات، وكان أبوها السبب بحجة أنه ليس قادرا على الجهاز (العفش)، ولما وجدت أنه لا سبيل لي إلا أن أتحمل أنا كل شيء فعلت ذلك، وتحملت كل شيء من الألف للياء، وأخفيت عن أهلي ذلك منعا لإحراجها وسط عائلتي.
وأتى ميعاد الدخلة، ولكم أن تتخيلوا مدى الأسى الذي عشته؛ أبوها لم يأت إلى حفل الزفاف وترك البلد وذهب إلى بلد آخر بحجة أنه مشغول!! ولكن الحقيقة أنه لا يريد أن يتحمل أي شيء ولا يدفع أي شيء.. وهذا هو الأب!! أما المشاكل التي عانيتها من الأم فحدث ولا حرج.. عانيت في حياتي العملية، وبدأت من تحت الصفر، وتحديت العالم بأثره لإثبات نفسي، وكأنني أقول للعالم أنا أعمل إذا أنا موجود، ووفقني الله تعالى في عملي، والحمد لله وصلت إلى وضع مالي ميسر، وبدأت حياتي الزوجية، ومن أول أيامي في هذه الحياة بدأت أشعر "بالمرار"، رأيت أنني مع إنسانة كأني أعرفها لأول مرة، وبدأت المشاكل تدخل البيت.
للعلم أنا عملي مرتبط بنسبة 75% مع النساء؛ فكل ما دق جرس التليفون قلبي يخفق لأني أعلم أنه بعد الانتهاء من التليفون تبدأ الحرب بينا!! (مين دي.. وتعرفها منين.. وبتتصل بك ليه.. وبتتكلم معاك كده ليه...) وأشياء من هذا القبيل، وبسبب كلامها هذا بدأت أتعلق بكل واحدة تكون السبب في مشكلة بيني وبينها، وبدأت أفكر في النساء، والرغبة تملكتني في كل امرأة أتعامل معها أشعر معها برغبة، وبدأ الشيطان يراودني ويخيل لي أشياء وصورا (أستغفر الله من كل ذنب) .. وبدأت زوجتي في إهمال نفسها بطريقه ملحوظة (بشعة)، وأفرطت في السمنة، وتجاوزت الحدود المشروعة دوليا إلى أن وصل وزنها (120) كيلو، ولقيت نفسي تائها في الدنيا، كيف يصل بي الحال لذلك... وأعوذ بالله لا يظن أحدكم أني ساخط على قدري، ولكن هذا إحساسي بما أنا فيه؛ لأن من يراها معي يظن أنها والله أختي الكبيرة، ومنهم من قال إنها والدتي، ومنهم من لام علي كيف أتزوج أكبر مني، وكانوا يظنون أني تزوجتها بسبب أموالها!!
وبدأت أخبرها أن هذا خطأ، ولا بد أن تخسس نفسها من أجل صحتها، ولا حياة لمن ينادي، وكأني لست بإنسان معها، ورزقنا الله بطفل جميل أحمد الله عليه ليل ونهار، وبدأت أتحدث معها في جسمها ثانية.. إنها لا بد أن تخسس نفسها فكانت حجتها الرضاعة، وإذا بالمفاجأة الكبرى (حامل ثانية)، وكأنها أرادت أن تقيدني بالأولاد، وبدأت حياتي تنقلب رأسا على عقب بسبب هذا الحمل المفاجئ وبعد مرور 10 أشهر من المولود الأول أتت بالمولود الثاني، وقلت لنفسي نعمة وفضل من عند ربنا، لا تسخط على قدر الله (غيري مش لاقي) .. وبدأ الاهتمام بالأطفال، وأما أنا فلا داعي للحديث عني، أنتم تعرفون في مثل هذه الحالات ماذا يحدث فكل شيء ضدي (وزنها زايد بطريقة ملحوظة.. الأولاد.. النساء التي أشوفهم، ونفسي مراتي تكون زيهم.. معاملتها اللي مفيهاش غير الغيرة اللي مالهاش معنى).
بدأت أهرب من الواقع المرير إلى (الإنترنت) الشبكة العنكبوتية التي زادت مشاكلي أكثر؛ بحثا عن الحب المفقود والعطف والحنان، بدأت أدخل الشات وتعرفت على أناس كثيرين جدا وكنت أجلس ساعات تصل إلى 10 ساعات يوميا... و7 ساعات... حسب الظروف وحياتي تغيرت بنسبة 180 درجة.. تعرفت على فتيات وشباب، وكنا نتحدث في المشاكل العائلية إلى أن سمعتني فتاة، وبدأت تحدثني على الخاص، وبدأ التعارف، وتفاعلت مع مشكلتي بشكل ملحوظ، وبدأت تأتي إليّ بالنصائح والحلول، وبدأت أنفذ ما قالت بالحرف، ومع ذلك لم يتغير شيء، وكنا قد تبادلنا أرقام التليفونات، وبدأنا نتحدث معا لفترات طويلة، شعرت معها بالارتياح النفسي، وبدأت أفكر فيها وتبادلنا المصارحة بالمشاعر، وصرحت لي بحبها بعد أن صارحتها بحبي.
وتقابلنا وتعلقت بي أكثر، وأنا كذلك واتفقنا على الارتباط، وتحدثت مع والدتها، وما إن عرفت أني متزوج وعندي أولاد حتى رفضت رفضا تاما، وكأن الفراق هذا من نصيبي في حياتي، وجاءت الأم وأقسمت على الابنة ألا تدخل الإنترنت نهائيا؛ ولأن البنت بارة بأمها أطاعت أمها وبدأت في البعد عن الإنترنت وأحسست أني تسببت لها في الآلام فانسحبت أنا بهدوء من حياتها؛ لأنها كانت لي الحب بكل معانيه، ولم يكن حبا مجردا من مشاعر وأحاسيس.
لكن قلت لنفسي قدر الله وما شاء فعل، وبدأت أبحث عن ضالتي (الحب المفقود)، وبدأت أتعلم الحوارات على الإنترنت، بمعنى تعلمت الخداع والغش والكذب فتعرفت على فتاة أخرى من مركز مرموق جدا، وبنت ناس مشهورين جدا لا داعي لذكر أسمائهم، وأوهمتها أني "فوق أوي"، وبدأت الحوارات بيننا، وأعجبت بها جدا بأسلوبها وحواراتها، وتمنيت أن تكون زوجتي مثلها.
وبدأت المقارنة بين البنات و(زوجتي) التي إذا جاء عليها المساء كانت في "سابع نومه.." أنا أعرف أنها تتعب في شغل البيت.. الله يعينها ويقويها، وبدأت الفتاة تبوح لي بأسرار خاصة جدا لها، ووضحت لي حسن نيتها بطريقة غريبة جدا؛ فبدأت أنصحها بألا تتحدث بهذه الأسرار على الإنترنت؛ فقالت لي إنها لا تعرف أحدا إلا أنا، ولا تكلم أحدا إلا أنا، وتعلقت بي جدا جدا... وأنا لأني أعرف قدري وقدرها بدأت أتهرب منها؛ لأني أعرف أنها ستتعلق بي أكثر، إلا أنها فاجأتني بحبها لي، ومن المفروض أن هذه الكلمة تسعد أي إنسان، لكنها نزلت علي كالصاعقة؛ لأنني خدعتها.
وعاقبت نفسي بعدم دخول الإنترنت بسببها، إلا أنها بدأت تلاحقني في التليفون، وبدأت تطرح الأسئلة علي (لماذا الهروب منها؟)، فقلت لها سأدخل النت، وأتكلم معك وأفهمك كل حاجة، ووافقت لعلها تسامحني وتغفر لي هذه الغلطة، وبدأت الحديث معها بكل أمانة وصدق وعن ظروفي المادية والعائلية والقصة التي أحكيها هذه كلها، إلا وجاءت الطامة الكبرى قالت لي أنا لما أحببت أحببتك أنت، ووافقت على الارتباط بي بكل ظروفي، وستقنع أهلها بطريقتها الخاصة، ولعلمي بالفارق العلمي والاجتماعي بدأت انسحب بهدوء من حياتها، وإلى الآن كل شهر أغير التليفون بسببها، وهذا الكلام منذ سنة ونصف.
وللعلم إلى كل من ينظر إليها نظرة غير مرغوب فيها هي إنسانة بسيطة جدا، لدرجة لا يتصورها أحد، وهي عندما قالت لي إنها لا تعرف أحدا على النت غيري كانت صادقة في كلامها؛ لأني قمت بعمل تجسس على جهازها، وفعلا لم أجد غيري... نعود للبيت عندي (زوجتي)، لما وجدت نفسي تغيرت وأني أنجذب لأي إنسانة أقابلها على النت أو في الشارع أو الشغل بدأ تفكيري ينشغل بهن، وزادت عندي الرغبة في النساء لدرجة المرض لإحساسي بالحرمان من كل إنسانة.. رشيقة.. لبقة.. حنونة عطوفة.
وبدأت أفكر بالزواج من أخرى، وكعادتي إنسان واضح وصريح مع زوجتي صارحتها بكل أمانة عما يدور بداخلي، وإنني أريد الزواج حتى لا يأخذني الشيطان للحرام؛ لأنني لا أشعر معها بالسعادة، وأنني أضمن لها كل حقوقها المادية والمعنوية؛ فقالت لي بالحرف "أنا عندي تروح تعمل أي حاجة ميهمنيش هي إيه.. بس جواز لا، لو فكرت تجوز اعرف أنك حكمت على نفسك بالموت.. هسمك، وبعدها أموت نفسي" والحقيقة أنا قلقت منها جدا، وبدأت أتحرى أي أكل تعمله، أصبحت موسوسا بسببها، أشك في أي حاجة تعملها، إلى أن هداني الله إلى فكرة وهي التعامل معها بطريقة الإنترنت الخداع والغش والكذب والتدليس والمداراة، وبدأت تقتنع أنها أجمل الجميلات، وأنها الرشيقة التي في العالم كله.
وبدأت أرتاح قليلا نوعا ما، وبدأت أبحث في الشارع عن ضالتي، ولكن دون جدوى، لم أجد الحب المفقود والزوجة الحنونة، والمشكلة أني -والحمد لله- وسيم لدرجة أن أي واحدة تتحدث معي ولو لأول مرة تتعلق بي من أسلوبي معها، وهذا يرجع لفضل الله أولا ثم لعملي لأنه يتطلب مني اللباقة في الحوار.. وأنا كلما رأيت "نانسي عجرم" دعوت الله أن يجعل زوجتي في مثل قوامها؛ لأن الوضع عندي صعب للغاية ولا يقبل التغير.. ولأنني أحب زوجتي لأن بيننا عيشا وملحا لا أقبل أن أهينها يوما من الأيام بأي شكل، وإلى أن جاءت الليلة الموعودة.. ليلة زواج صديقة لها مطلقة، تزوجت من رجل متزوج عنده أولاد، وبدأنا في انتقاد الزواج هذا من ناحية السلب والإيجاب، وبحكم أنها لا تعرف معنى السلب أو الإيجاب انتهت الليلة بخناقة نقلت نفسي على إثرها للغرفة الأخرى؛ حتى أرحم نفسي من الدوشة والكلام الذي لن ينتهي.
وقالت لي "لو عايز تتجوز روح اتجوز بس تطلقني، وأنا واخدة العهد دا على نفسي من زمان، وأنا عارفه أنك هتتجوز تاني وأنا متوقعاه من زمان)، وكأنها تعقد الأمر في وجهي، لا هي تريد أن ترحمني أو تتركني أرى حياتي مع احتفاظي والله بكل حقوقها المادية والمعنوية والمستوى الذي هي فيه حاليا (عرضت على أن أعمل أي شيء لأرضي رغباتي ونزواتي؛ لأنها تعلم تماما أنني أحب الجنس بطريقة لا يتخيلها أحد)، لكنها تريدني أن أرضيها وأرضي رغباتي وأعصي الله، وأستغفر الله العظيم.. وللعلم أهلها بسطاء للغاية، أي لا يتحملون إنفاق أي شيء عليها، ولا يوجد لهم مكان إقامة ثابت، يعني كل شهرين من شقة لشقة لطبع الأب الذي يمتاز بالمراوغة.. فماذا أفعل لكي أرضي ربي وأحافظ على بيتي وهاجس الجنس الذي يتملكني باستمرار وحرماني من الحب وعطشي لامرأة رشيقة تشعرني بالحياة؟ وزوجتي الآن تنكر كل جميل فعلته لها، وتريد أن تتملكني لها وحدها فقط.. فهل هذا من حقها الشرعي؟
وماذا أفعل في نفسي ونزواتي ورغباتي؟ إهمالها في نفسها وبيتها وفي تربيتها للأولاد ودائما تعاقبهم وكأنهم رجال بلغوا سن الرشد، وهم براعم زهور بريئة يحتاجون للعطف والحنان، الأولاد عندما يرونني يسرعون للجلوس معي ويتركونها وهي أمهم التي من المفروض أن تكون أحن لهم، إهمالها هذا جعلني لا أركز في أي تفكير صحيح.. أنا آسف لطول رسالتي، لكن ماذا أفعل؟ أنا في عذاب، والله محتار، أرجو أن تسامحوني للإطالة، ويا رب يهديني لطريق الهداية والصواب، ويكون عندكم حل لمشكلتي، مع مراعاة كل المشاكل الموجودة، وأعود لأذكركم بها ثانية رضاء الله.. الحفاظ على الأسرة والأولاد.. الرغبة الجنسية الشديدة الحرمان من الحب الحقيقي الذي هو أساس الحياة والحرمان من امرأة رشيقة تشعرني بطعم الحياة، مع مراعاة عدم تجاهل أي شيء،
أسأل الله العلي القدير أن يوفق كل إنسان يساهم في حل مشكلتي إلى الصواب،
وجزاكم الله خيرا.
16/12/2022
رد المستشار
هل تعرف لماذا تأخرت في الرد على رسالتك؟!!
لأنني كنت مغتاظا مما تقول أنت وتفعل، ورأيتها نموذجا للعديد من الأخطاء الشائعة المدمرة، ولكن هذا الغيظ كان ممتزجا -منذ اللحظة الأولى- بكثير من التعاطف معك، والإشفاق على أحوالك، ولذلك كله ستكون إجابتي عليك طويلة.
وأذكرك سريعا أنك تحصد اليوم نتائج سوء اختيارك للمرأة التي تزوجتها على طريقة "خذوهم فقراء يغنيكم ربنا"، وإذا بالمثل العامي يصدق، وتتيسر أحوالك المادية ثم تكتشف -ويا للمفاجأة- أن المال ليس هو كل شيء، وأن الحياة والزواج فيهما ما هو أهم -أحيانا- من الفقر والغنى!! .. تدفع أنت ثمن سوء اختيارك، وسوء تقديرك؛ فالحب يا سيدي عندما يكون تسلية، وينقلب إلى الجد بالزواج يفعل بصاحبه الأفاعيل، وقد تعلمت أنا مؤخرا من الحياة أن هناك أخطاء معينة نظل ندفع ثمنها طوال حياتنا، ومنها سوء الاختيار للزواج، فهل تستوعب أنت هذا لتتقبل نتائج اختيارك برجولة ومسؤولية؟!!
ثم إنك لا تتعلم من الدروس ولا تستفيد من المعلومات الواضحة المتوافرة لديك، فأنت تقول إن عقل زوجتك وفكرها بسيط، وهي أقدمت على الانتحار أكثر من مرة، ومع ذلك تذهب أنت إليها لتصارحها وتناقشها حول رغبتك بالزواج الثاني، وتندهش من موقفها الذي هو المتوقع بداهة ممن هي في مثل تكوينها وعقلها وظروفها، وهي الفاقدة للثقة بنفسها بسبب أصولها المتواضعة، وبسبب حجمها الكبير "حاليا"، وبسبب نقدك المستمر لها...إلخ، فما هذا الذي تفعله يا أخي الكريم؟!! وهل أنت متعلق بالنساء بسبب غيرتها!! والمشاكل التي تثيرها في وجهك!! وهذا إنما يحدث منها بسبب خوفها المستمر وقلقها الضاغط على أعصابها أن تذهب أنت وتتزوج، وهي قد أفنت عمرها وشبابها في خدمة أولادك... كما ترى كل زوجة نفسها "ضحية" على طول الخط، وبالطبع بعض هذا الذي تعتقده هي عن تضحياتها صحيح، وأنت بنفسك تعترف به!!
يعني حضرتك أسأت في اختيارها كزوجة ثم تصر على إساءة معاملتها، وتعلق على رأسها كل أخطائك أو بالأحرى كل أسباب ونواحي مشكلاتك في الحياة؟!! ودعني هنا ألفت النظر إلى أن إساءة المعاملة لا تعني السب أو الضرب أو الإهانة فحسب، بل إن تكليف زوجتك ما لا يطيقه تكوينها ومخاطبتها على قدر أكبر من عقلها، وطاقة استيعابها للأمور، ورص التوقعات واحدا تلو الآخر بما يكلفها ما هو فوق طاقتها -المحدودة أصلاً- كل هذا وغيره مما تفعل معها هو أنواع من سوء المعاملة الذي تتورط أنت فيه حين تواصل نقدها، أو تطالبها بالتخسيس، دون جلب من يعاونها في شئون البيت.
إذا أردت أن تكسب زوجتك فليست طريقتك هذه هي المثلى، إنما ينبغي أن تتوقف عن الاعتراض والتهديد: "إما التخسيس... أو سأتزوج!!"، إنما التركيز يكون أفضل على الكلمة الطيبة التي هي صدقة، والاعتراف بجميلها، وتقدير تعبها بالكلمة والهدية... إلخ، وإذا أردت منها تنحيف قوامها أو تحسين معاملتها للأولاد.. أو غير ذلك من الأشياء التي تحتاج إلى طاقة نفسية، وإرادة، وتغيير فإن صناعة تغيير البشر لا تكون بالضغوط والترهيب غالبا، وإنما بالترغيب والمكافآت، وحسن المعاملة، وتذكر أنك مأمور مثلي -ومثل كل الرجال- بحسن معاملة الزوجة، وهو ما لا تقوم أنت به حاليا.
أما مسألة الزواج الثاني فلا يكون التفكير فيها بهذه العشوائية يا أخي، فأنت أولاً، ومن مصلحتك قبل كل شيء، ألا تشتت نفسك، وتصلح من شئون زوجتك ما استطعت وكما شرحت لك، ويمكنك بالتدريج أن تنتسب لنادي عشاق "الوزن الثقيل"، وترضى بالأمر الواقع، أو قد تجلب لها من يساعدها في شئون البيت ورعاية الأولاد لتتفرغ هي لك وللتخسيس، ولو بمقدار، وشيء أفضل من لا شيء، أما الظن بأن الزواج الثاني هو الحل لفشلك في الاختيار الأول، ونواحي قصورك في إدارته حتى الآن فهذا تبسيط للأمور بصيغة سطحية: "الزواج الثاني هو الحل، ولكنها ترفض وتمنعني"، يعني هي السبب للمرة العاشرة؟!! وأرجو أن تكون قد تعلمت من الحياة يا أخي الحبيب، فتعلم أن لكل شيء تبعاته، ولا تنظر إلى الجوانب الإيجابية فقط، وتعمي عينيك عن السلبيات سواء في اختيارك للبشر أو الظروف، فأنت مثلاً تحدثت عن إيجابيات ومميزات كل فتاة تعرفت عليها على الإنترنت، ولم تذكر كلمة واحدة عن سلبيات ظروفهن، فهل هن كاملات بلا عيوب أو نواقص؟! أم أنك دائما تسعى للحب البديل؟!!!
لقد اندفعت في زواجك الأول، وأنت تدفع اليوم الثمن وتحصد ما ترى، فلا تندفع إلى زواج ثان دون أن تحسب حسابات الربح والمسؤوليات المادية والتبعات الأسرية والاجتماعية؛ لأنك من بين الناس ينبغي أن تكون الأقدر على معرفة أن الزواج ليس مضاجعة لامرأة رشيقة أو بدينة فحسب، وزوجتك نفسها لم تكن بدينة، ولكنها كانت لا تعجبك بسبب عقلها وتفكيرها وأسلوب تعاملها!!! أرجو أن تبدأ بالتوقف عن إلقاء مسؤولية أخطائك وتعليقك إياها على شماعة الظروف أو زوجتك، وأن تبدأ في معالجة هذه الملفات بهدوء وعقل وحسن إدارة، وأحسب أنك تنضج ببطء، ولكنك تتعلم رويدًا رويدًا، وهذا ينبغي الإشادة به، ويغري بأنك قادر على حسن التعامل مع ما يواجهك، وعند الحكماء فإن إصلاح الأصل أوجب من البحث عن بديل.
أخي، إنك بأسلوبك الحالي في التفكير وإدارة الأمور لا تسير في طريق الحفاظ على الأسرة والأولاد، ولكن تضغط على أمهم البسيطة فتضغط هي عليهم في عملية نفسية معروفة تسمى: الإزاحة، والأفضل أن تعينها على حسن ترقية نفسها عقليا وشخصيا، وتنحيف جسدها وبمن يعينها على شئون البيت، وتستطيع اكتشاف جوانب كثيرة جديرة بالحب والتقدير في زوجتك وأم أولادك، ولا يخلو إنسان من جوانب طيبة، والرجل يكره من المرأة خلقا، ويرضى منها آخر.
وإذا أحسنت معاملتها حقا فستكون هي الأرق والأرقى، والأنثى المثيرة في فراشك لتستمتع أنت بها، ولو كانت بدينة، حتى يقل وزنها تدريجيا بمساعدتك ودعمك، وإذا اخترت أن تتزوج ثانية فأرجو أن تتحرى مواضع قدمك جيدا، وتحتاط لنفسك واختياراتك هذه المرة؛ لأن لك سابقة سلبية تدفع ثمنها، ولا توجد أي ضمانات واضحة ألا تتكرر هذه الورطة فتصبح الورطة مزدوجة!!!
وفي كل الأحوال سيكون تعاملك الإيجابي، ودعمك لزوجتك بدلاً من جلدها ونقدها، وتعييرها الصريح أو الضمني ببساطة تكوينها وأصولها، وحجم جسمها، هذا التعامل سيكون المناخ المطلوب لإسعاد حياتك، سواء تزوجت ثانية أو اخترت الاكتفاء بزوجتك، وتذكر أن الزوجة غالبا ما ترضى بالأمر الواقع إذا تزوج زوجها ثانية في حالة أن يكون تعامله معها جيدًا.
أما من تجد نفسها قد رضيت بالهم، والهم لم يرض بها، فهذه غالبا ترفض وتثور وقد ترتكب الجرائم، وبالتالي فإن رفض زوجتك ليس هو السبب الأهم الذي ينبغي أن يجعلك مترددًا أو متأملاً في مسألة الزواج الثاني، ولكن حساباتك أنت للمكاسب والخسائر...إلخ.
أرجو أن تمتلك من الحكمة ما تدير به شئونك وتحسم أمرك، وطالما كتبت لي بالأمثال: "خذوهم فقراء..." فدعني أذكرك بمثل عامي آخر هو: "حمارتك العرجاء أكرم من سؤال اللئيم".
تمنياتي بالتوفيق.. وتابعنا بأخبارك