تصفح الاستشارات والردود
| الأسئلة المتكررة FAQ   | طلب استشارة | بحث مفصل | تصفح الاستشارات بالتصنيف

تعليقات الأعضاء

العنوان: وماذا بعد
التعليق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أكتب مشاركتي هذه للأخت التي أرسلت المشكلة: "العبث بالجسد طمعا في اللذة" آملة من الله أن يكون في بعض كلماتي مساعدة وفك لكربتها.
لن أسهب كثيرا، ولكن أستطيع القول إنني مررت بمشكلتك تقريبا بحذافيرها، آذيت نفسي وأنا أكبر سنا منك وأكثر وعيا وعلما بخطورة الموقف، ولكنه الفضول القاتل وعالم الإنترنت الجديد الساحر، شاهدت الدم بكمية وأنا تقريبا في التاسعة عشر من عمري ولم يعد لدي شك في أنني أفقدت نفسي (عذريتي).
وعشت بعدها نفس المشاعر التي تتحدثين عنها، وكنت أقاوم وأنتكس بل وصل الأمر أنني في إحدى انتكاساتي قد أعدت الكرة بعد ما يقرب من سنة وأدخلت شيئا أغلظ قواما بمبدأ أنه لم يعد لدي ما أخسره فلأذق هذه المتعة التي يتحدثون عنها والتي فقدت فيها شيئا غاليا دون أن أبلغها، ولشدة صدمتي فقد نزل الدم يومها ثانية وبكيت يومها أضعاف ما بكيته في المرة الأولى لأنني أحسست أن الله كان قد أعطاني فرصة أخرى دون أن أشعر وأنا أضعتها دون أن أقتنصها.
منذ ذلك الوقت عرفت فعلا معنى التوبة واللجوء إلى الله وأنه سيخرجني من أي مأزق مهما كان إن أنا لجأت له بصدق ونية خالصة، أنا بشكل عام فاعلة جدا في حياتي، قدوة لغيري في الشخصية والأفعال والمبادرات والجمال والثقة بالنفس، لا ينقصني شيء بحمد الله، منذ ذلك الوقت حاولت أن أخرج هذا الموضوع من تفكيري وأن أركز على حياتي القادمة وعلى تنقية نفسيتي دون أن أجعل ما حدث حجر عثرة في طريقي، توقفت عن لوم نفسي ولم أفكر يوما في لوم الآخرين وكنت فقط أتوب إلى الله وأستغفره كلما حاول الشيطان والنفس الضعيفة أن تعيدني إلى هذا التفكير.
لم يتوقف تقدم العرسان لي منذ وصلت البلوغ قبل أن يحدث ما حدث بسنوات وحتى قبل زواجي ولكنني لم أقفل الباب، كنت أركز أكثر على دراستي في البداية ثم عملي وحياتي المهنية وثقافتي ولكنني كنت أفكر في كل عريس بجدية وآخذ بالأسباب من استخارة وغيرها وأقيم الموضوع والسلبيات والإيجابيات كما لو أن غشائي سليم، طبعا كان الشيطان يحاول أن يدخل لي بين الفينة والأخرى ليوسوس لي ويخيفني ويضخم لي الأمور والفضيحة وغيرها لو تزوجت لكن يقيني بالله كان أقوى، كنت مؤمنة أن الله لن يفضحني وأنا تائبة بعد أن سترني وأنا مذنبة عاصية.
8 سنوات مرت من حياتي بهذا الشكل، كانت سنوات مثمرة بحمد الله تتخللها بعض العقبات والوساوس التي كان الله يعينني على التغلب عليها ثم وأنا في السابعة والعشرين تقدم لي من جديد عريس وقابلته وسألنا عنه وكنت أستخير في اليوم عشرات المرات، في كل صلاة سنة أو نافلة كنت أقوم بالاستخارة وكلما جلست وحدي أو وضعت رأسي لأنام أردد دعاء الاستخارة بيقين وأنا واثقة أن الله سيختار الخير لي، كل الأمور تيسرت وتم كتب الكتاب ومضى أسبوعان كأحسن ما يكون ثم بدأ خطيبي يبتعد ويتغير دون أي سبب ووقعت في كرب شديد لأني لا أعلم هل أنا التي أخطأت معه في شيء على الرغم من أنه لم يبدر مني أي شيء، كان الشيطان يقتنص الفرصة ليوسوس لي أن هذا عقاب الله لي وقد تأجل وأن الله يمهل ولا يهمل ولكنني كنت أزداد قربا من ربي أكثر كلما زادت المحنة عليّ أكثر.
زدت من الدعاء ومن صلاة الاستخارة في كل وقت وكلما استخرت أكثر داخلني الاطمئنان على الرغم من حزني وألمي لأنني على الأقل كنت أقول لنفسي أيا كان ما سيحدث فلن أكون أنا التي اخترت بل هو الله اختار لي لأنني وكلته، مضى شهران على هذا الحال وحتى بعد تدخل أهله وأهلي لمعرفة السبب لم يكن يقول شيئا سوى "إنني لا أريد أن أظلمها معي"، هي أفضل من قابلت لكنني لا أريد أن أظلمها معي، والكل يتعجب أي نوع من الظلم يعني وفي النهاية تم الطلاق وصرت مطلقة قبل الدخول، كانت فترة عصيبة جدا لكن أعترف أنني في كل تلك الأزمة وما بعدها قد ذقت حلاوة القرب إلى الله كما لم أذقها من قبل، لدرجة أنني الآن وأنا في خضم سعادتي أحيانا أتمنى أن أعود لتلك الحالة التي كنت فيها.
شعور لن يعرفه إلا من كسر خاطره ولم يجد حبلا يتعلق به إلا الله الذي لا يخذل عبده أبدا، لم أترك نفسي للحزن والأسى والحسرة على النفس وقلت الله هو الذي اختار لي وهو يعرف الخير أكثر مني، واحتسبت كل شيء عنده وتابعت عملي وقررت إكمال دراستي العليا وكأن كل ما حدث كان ترتيبا من الله لكي أقابل زوجي الحالي في الجامعة بطريقة أقرب لقصص الأفلام، ويتقدم لأهلي بمجرد أن شاهدني مرة وتتابع الأمور من سؤال عنه واستخارة ومقابلات معه في بيت أهلي واستخارات عديدة، وفي خلال سنة من طلاقي الأول تم عقد قراني من جديد، وجاء يوم الزفاف، صدقا أقول لم أكن أفكر كثيرا في موضوع غشاء البكارة، كان التفكير فيه يأتي كالغلالة فأنفضه عني وأستعين بيقيني بالله، أقصد كلمة يقين بالله بكل ما تعنيه الكلمة، الإحساس بأن الله لن يضيعني وأنا أرمي نفسي بين يديه راجية ستره وعفوه وكرمه.
وفي يوم الزفاف تألمت كثيرا عند الإيلاج لأنني فعليا ومنذ سنوات ومنذ اليوم المشئوم الذي فعلت به بنفسي ما فعلت لم ألمس نفسي وتعاملت مع نفسي على أنني عذراء قلبا وفكرا وحتى جسدا، لم يحدث يومها إيلاج كامل ولا في الأيام التي تليها.. ربما بعد عدة أيام حدث وكل ما نزل مني يومها هو إفرازات خفيفة مشربة بلون زهر فاتح جدا جدا، حتى أنني لو لم أدقق لما لاحظتها.. بحمد الله لم يهتم زوجي أو أهله أو أهلي بهذه الأمور ليقينهم ببنتهم، ولأنهم أيضا متعلمون بل إن الموضوع حتى لم يطرح إلا من أمي التي أريتها فستاني في اليوم الثاني للزواج عندما سألتني عن هل حدث دخول أم لا؟.
فعلا كان الله معي ومررت بتجربة الزواج إحساسا ومشاعر كما تمر بها أي واحدة، لم يكن لها ماض، والحمد لله أنا في أسعد مراحل حياتي الآن، مضى على زواجي أكثر من سنة وأنا حامل الآن أنتظر مولودي وأشكر الله صباحا ومساء وتغلغل في عروقي معنى اليقين أكثر وأكثر ومعنى الرضا والهناء، أشكر الله كثيرا أن اختار لي الطلاق في المرة الأولى لأنني لا أتخيل أني مع أحد غير زوجي الحالي على الرغم من أنه لا يطابق المواصفات التي كنت أفكر أنها مناسبة لي قبل الزواج ولكن الله يعرفني أكثر مما أعرف نفسي واختار لي أحسن مما اخترت أنا.
يا أختي توكلي على الله وازدادي يقينا ولا تخافي وصدقيني إن الله أكرم وأرحم من أي من عباده فهل تتخيلين أن تلجئي إليه ويتركك؟؟ لا والله لو كان إنسانا كريما ما تركك فما بالك برب العزة، ركزي على أن تزرعي في نفسك مشاعر الصدق والطهارة والنقاء والثقة بالنفس وأن يكون ظاهرك كباطنك فالمستشارون صادقون عندما يرددون في كل مشاركة لهم أن العفة والبكارة ليست غشاء فحسب، لا تفكري في ترقيع أو غيره فقد ساورتني هذه الأفكار في أول محنتي ولكنني الآن أحمد الله أنني لم أفعلها على الرغم من أنني أرسلت أطلب فتوى بوضعي وأجازها لي بعض العلماء لكنني شعرت أنني إذا رقعت الغشاء فلن أستطيع أبدا أن أداوي أو أرقع نفسيتي ومشاعري، الحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله.
أدعو الله أن يفك كربك وأن تكون كلماتي بلسما لروحك ورمضان على الأبواب يا أختي، انتهزي الفرصة واطلبي من الله كل ما تحبين والله إنني ما طلبت من الله بشدة وإلحاح شيئا في رمضان إلا وأعطاني إياه قبل أن يأتي رمضان القادم، فقط كوني على يقين واقتربي من الله وانغمسي في حياتك الطبيعية واستغفري الله دوما ولا تتركي نفسك للوساوس والأفكار السلبية، وسأدعو لك في ظهر الغيب أنت وكل أخواتنا اللاتي تمررن في ظروف صعبة، وبإذن الله سأدعو لك وأتذكرك وقت ولادتي أيضا، فقط أدعوك يا أختي أن تلحي في الدعاء وتزدادي يقينا حتى لو تأخرت الاستجابة من وجهة نظرك، حتى لو حدثت بوادر ومؤشرات محبطة مثلما حدث في طلاقي، لا تقنطي أبدا من رحمة الله، في رعاية الله وحفظه.
أرسلت بواسطة: single2015 بتاريخ 19/03/2024 04:48:09
لإضافة تعليق يجب تسجيل الدخول أولاً أو الاشتراك إذا كنت غير مشترك

المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع - حقوق الطبع والنسخ محفوظة لموقع مجانين.كوم © Powered By GoOnWeb.Com