بسم الله الرحمن الرحيم..
مشكلة مكررة في مبادئها ونشأتها.. بدأت أومن أن معظم الفتيات يتعرضن لها في مجتمعنا الإسلامي الذي من المفترض فيه أننا نحاول أن نخشى الله ونراعي حدوده.. لكن هيهات!!.
فتاة جميلة منذ صغرها شهد لها الجميع بذلك منذ أن بدأ جسدي بالبروز الأنثوي، وجدت الأيدي تمتد لتلمسه من الرجال والنساء.. مدرسي في الفصل.. والمصيبة الكبرى من خالتي الكبرى التي كانت تستلذ بمداعبة صدري أمام من هم بالمكان ولا تعبأ.. وكنت أشعر بالخجل ولكنني في ذات الوقت بدأت أحب هذا الإحساس إلى أن مارسته مع نفسي وأنا لا أعلم بعد عن الإحساس بالمتعة الجنسية شيئا.
كثر الحديث أمامي عن الجنس.. لا أتذكر بأي شكل بالتحديد، ولكن ما أتذكره أنني كنت أسمع الكثير والكثير منذ الصغر عن غشاء البكارة وما تقوم به الأرياف في حال لو أنه لم يوجد في يوم الزفاف، وبدأت أسمع من زميلاتي عن الزواج والمعاشرة، وأرى القبلات والأحضان في الأفلام.
صرت صبية عمرها 12 عاما تكون داخلها خلفية ليست بالقليلة عن الجنس وعن الإيلاج لمن هي في مثل سنها، وأضاف عليها ذكاؤها وسرعة بديهتها.. بدأت رحلات الاستكشاف.. أريد أن أراه وأشعر به.. ألا يقولون إنه يولد ألما عند الإيلاج.. فلأجرب.. فقدته وعمري ثلاثة عشر عاما، لم أكن أعلم وقتها بالشبق ورعشة الجماع.. لكنني كنت أريد أن أجاري الفتيات فيما قد يحدث لو تزوجن.
واثقة من أنني فقدته في تلك السن؛ لأنني رأيت الدماء ولم تكن الدورة الشهرية بدأت معي بعد، فقد بدأت بعدها بعام.. ذهلت وصدمت وعلمت أنني أصبحت معلولة. بدأت ممارسة العادة السرية عن عمد للوصول لذلك الإحساس الذي يتحاكون عنه من الجماع.. وأنا في أول عام من دراستي الجامعية، وأنا حاصلة على بكالوريوس إحدى كليات القمة بجدارة منذ عامين، أي منذ ما يقارب السنوات السبع وأنا أمارس للوصول إلى المتعة، ولكن لم أكن أعلم المسمى.. وبعد أن علمته ما الفرق؟!.
منذ ما يقرب من عام لجأت إلى النت والمواقع الإباحية حتى الشات والممارسة الجنسية منه وقد تصل للرؤية.. الجميع يشهد لي بالاحترام والفضيلة والأصل الطيب.. أساتذتي، أقاربي، زملائي، حتى من يتعاملون معي التعامل العابر.. أنظر إلى نفسي من الداخل وألعنها.. يا لها من ممثلة بارعة وساقطة لأبعد الحدود.. حاولت البعد عن ذلك الطريق.. ونجحت ووجدت الدافع في حب الله أولا بعد أن كنت أتوب وأعود وأتوب وأعود وأنا في غاية الألم من خوفي من عقاب الله، ولكن ماذا أفعل وما بي من شهوة لم أكن أستطيع السيطرة عليها؟! إلى أن قابلت خطيبي الذي وجدت حبه في داخلي منذ زمن دون أن أدري، فكان الدافع لي مع حب الله للابتعاد والحمد لله.
ألقي باللوم الأول على أمي ولا أعفي نفسي من الذنب الأكبر، لكنها حرمتني من مساحة الحوار وعاملتني منذ أن كنت طفلة على أنني فتاة مسؤولة، فلم أستطع أن أحاورها في الأمر؛ لأنني سأكون الملومة ولي الوعيد، لتلك البالغة قبل الأوان التي لم تتحمل المسؤولية كما هو من المفترض منها.. أطلت عليكم؟! اعذروني فلم أعد أستطيع التفكير وحدي.. سؤال واحد فقط.. هل لي الحق في عمليات الترقيع تبعا لشرع الله دون أن يعلم أحد غير ربي والطبيبة؟! أم أني يجب أن أتحمل إلى الأبد هذا الأمر وهذا الألم؟! لنا خبرة بما حدث معي.. مع العلم بأنه يعلم بمدى سوء الحالة بيني وبين أهلي ولكن لا أحد على الإطلاق يعلم السبب الحقيقي.
هو يحبني بجنون وبرزانة أيضا وصلت عنده لدرجة تمنيه الخير لي معه أو مع غيره، فقط يريدني سعيدة.. المشكلة أنني لا أملك المال حتى لتلك العملية.. برأيكم هل هي مكلفة؟! يعني هل من الممكن أن أدخر مالها؟! لا أعلم.. كلامي غير مرتب، أعلم ذلك.. اعذروني فالهم والجرح كبير.. وصل بي الحال إلى وضع سيئ جدا بيني وبين أمي وأنا أعلم الدافع ولكن الجميع مستاء مني لأن لا أحد يعلم.. شكرا لكم.
طلب نهائي.. هل من الممكن إن كان من حقي تلك العملية أن يدلني أحدكم على طبيبة أمينة تكون لي عونا تصدقني وتساعدني؟! وإن لم تكن من حقي فلا مانع لدي من تحمل الحياة وحيدة على أن أعيش مع إنسان كسيرة الجناح ولا أستطيع أن أنجب أبناء أربيهم وأنا لا أعرف كيفية التعامل باحترام مع أبيهم.. حلمي بالحياة مهما كان تفوقي في عملي ودراستي أسرة أربي نشأها على حب الله والبعد عما وقعت فيه وحفظ القرآن الكريم والتفوق الدراسي مع الراحة النفسية.. هل سيكون لي أمل؟! لا أعلم.. ما أعلمه علم اليقين أن الله لا يفعل إلا الخير لعباده، والحمد لله.
أنا راضية بقضاء الله وقدره مهما كان، فقط أطلب منه أن يصلح ذات بيني وبين أمي وغير ذلك لن أرفع يدي إلا بالدعاء طالبة العفو والمغفرة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
14/12/2022
رد المستشار
الأخت الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تقع في مجتمعاتنا أخطاء تربوية كثيرة، نذكر منها ما ورد في مشكلتك من تركيز المحيطين بك على جسدك، حتى خالتك التي كانت تتلمس صدرك وأنت بعد صغيرة، ومدرسك الذي كان يتحسس هذا الجسد، كل هذا جعل الجسد هو بؤرة وعيك ومحل فضولك، وزاد هذا الأمر لديك بسماع ما تتداوله الفتيات عن الجماع وغشاء البكارة والشبق وهزة الجماع؛ ونظرا لنضجك المبكر جسديا ورغبتك في الاستكشاف أصبح الجسد هو محل الاستكشاف، وتوجهت حواسك وأحاسيسك تجاهه وتوجهت جوارحك تعبث به وتتبع أجزاءه على الرغم مما كنت تعرفينه عن غشاء البكارة ومشاكله وعواقب انتهاكه، ولكن للأسف لم تمنعك هذه المعرفة المبكرة من العبث بمنطقة العفة لديك عبثا يصل إلى جرحك في هذا المكان وإلى اعتقادك بأن الغشاء قد تمزق، ونزول الدم وحده ليس دليلا على تهتك الغشاء، فقد ينزل الدم من احتكاك عنيف بأحد الشفرين أو بالبظر دون أن يتمزق الغشاء، وتمزق الغشاء يحتاج لدخول جسم له حجم معتبر في قناة المهبل، وأنت لم تذكري شيئا مثل هذا، وإنما كنت تدخلين أشياء رفيعة للتأكد. عموما فإن أمر وجود الغشاء من عدمه لا تحددينه أنت، وإنما تحدده طبيبة نساء تفحصك جيدا وتقرر ذلك، وإن كنت لا أرى ذلك ضروريا، فمن خلال الخبرة الطبية يتبين أن كثيرا من الفتيات ينتابهن القلق على غشاء البكارة من جراء ممارسة العادة السرية دون أن يكون الغشاء قد تمزق أو تأثر.
وحتى لو افترضنا أن الغشاء قد تمزق من جراء بعض ممارساتك في العادة السرية ومن خلال إدخال بعض الأجسام في عضوك الأنثوي، ولو افترضنا أنك تزوجت ولم ينزل دم في أثناء اللقاء الأول فهذا يحدث في 15% من الفتيات دون أن يكون غشاؤهن قد تمزق، أي إن عدم نزول الدم ليلة الزفاف ليس معناه أن الفتاة ليست بكرا، وإنما قد يكون بسبب نوعية الغشاء وقابليته للتمزق من عدمه.
وبخصوص لومك لأمك فلست أفهمه ولست أرى له مبررا، فهي كانت تعاملك على أنك إنسانة مسؤولة، ولم تذكري أنها كانت تمنعك من السؤال عن أي شيء، وليس من المفترض منها أن تدخل معك كل يوم في حوار مفتوح عن الجنس ووسائله وطرق ممارسته، أو عن العادة السرية ووسائل ممارستها وأخطارها؛ فالحياء يمنعنا في أحيان كثيرة من الدخول في تفاصيل هذه الأمور بدون داع، بل قد يكون الدخول في تلك التفاصيل جذبا للانتباه أكثر من اللازم ووضعا للأمور الجنسية في بؤرة الوعي أكثر مما يجب، وأنت بالذات لم تكن مشاكلك عن نقص معرفة، فمثلا موضوع الغشاء كنت تعرفين عنه الكثير، وما كنت تعرفينه كان جديرا بأن يخيفك من العبث به، ومع ذلك قمت بذلك؛ ولذا فأنت مسؤولة تماما عما حدث لك من مشكلات بسبب العبث في هذا المكان الحساس، ولم يكن الدافع لذلك هو الجهل ولكن حب المغامرة والمجازفة والاستكشاف بلا حدود آمنة.
والأمر لا يخلو من طمع شخصي في الحصول على اللذة قبل الأوان، والحصول عليها من مصادر متعددة وبأشكال متنوعة، وعليك أن تواجهي نفسك بهذا الأمر بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين، وحتى لو قصر الآخرون في إخبارك عن شيء من الأشياء فأنت بحكم تعليمك وذكائك كنت قادرة على البحث والقراءة في الكتب أو على الإنترنت، حيث لم يعد الوالدان هما مصدر المعرفة الوحيد عن الأمور الجنسية، وأنت كما دخلت على المواقع الإباحية كان بإمكانك الدخول على المواقع العلمية والثقافية والدينية لتعرفي منها ما تريدين.
في رأيي لا تدخلي في دوامة عملية الترقيع والسؤال عن جوازه من عدمه (وهذا من اختصاص علماء الدين، وأرجو أن يكون هناك رأي من القسم الشرعي بالموقع عن جواز عملية الترقيع في مثل حالتك من عدمه، ويمكنك أن تتوجه للصفحة الشرعية للإجابة عن ذلك السؤال)، وبالمناسبة فإن عمليات الترقيع تتم في ظروف سرية غامضة ويحوطها الكثير من الشكوك، ولذلك أفضل ألا تعرضي نفسك لها، كما أتمنى ألا تخبري خطيبك عن أي شيء مما حدث لك؛ لأن ذلك كفيل بأن يزرع في نفسه بذرة شك قد لا يستطيع التخلص منها طوال حياته، والأفضل في هذه الأمور الستر.
نأتي للنقطة الأهم وهى ازدواجية حياتك النفسية والاجتماعية، فأنت تظهرين أمام الناس بمظهر الفتاة المهذبة المتدينة الفاضلة، وحين تصبحين مع نفسك تدخلين على المواقع الإباحية وتمارسين أشياء غير مقبولة أخلاقيا على "الشات" بالصوت والصورة، وتعبثين بجسدك بشكل يعرضك للمخاطر، وأنت تعلمين كل ذلك، هذا الأمر لا يلام فيه المجتمع (فالمجتمع لم يطلب منك فعل ذلك) ولا تلام فيه أمك (فالأم لم تمارس "الشات" ولم تدخل على المواقع الإباحية أمامك)، وإنما تلامين أنت عليه، وتصبح المسؤولية بالكامل هي مسؤوليتك، ويصبح القرار قرارك بأن تتوقفي عن هذه الأفعال من الآن، ولا تقولي لا أستطيع، ولا تقولي لا أقدر، بل قرري ونفذي من الآن، خاصة أنك الآن مخطوبة وتقتربين من بيت الزوجية وسيصبح أمامك قريبا الفرصة لعمل كل شيء بشكل مشروع.
اهتمي في الوقت الحالي باستكمال عناصر أخرى مهمة في شخصيتك وفي علاقاتك الاجتماعية والإنسانية وفي علاقتك بخطيبك، وقبل كل هذا في علاقتك بربك وبدينك، واهتمي بكل ما يجعل حياتك أكثر فضيلة ونظافة ونقاء وأكثر إيجابية، وتوقفي عن الدخول إلى المواقع الإباحية، ولا تجعلي الأمور الجنسية في بؤرة وعيك طول الوقت؛ فالجنس قد ركب في البشر لأداء وظيفة بنائية، وليس ليكون هو مركز حياتهم ومحرك أفكارهم ومشاعرهم وموجه حياتهم.
واقرئي أيضًا:
فقدت عذريتي: متى يجوز الترقيع؟
هل التوبة تغني عن الترقيع؟
الضائعة ترقيع أم صراحة؟
ويتبع>>>: العبث بالجسد طمعا في اللذة م
التعليق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أكتب مشاركتي هذه للأخت التي أرسلت المشكلة: "العبث بالجسد طمعا في اللذة" آملة من الله أن يكون في بعض كلماتي مساعدة وفك لكربتها.
لن أسهب كثيرا، ولكن أستطيع القول إنني مررت بمشكلتك تقريبا بحذافيرها، آذيت نفسي وأنا أكبر سنا منك وأكثر وعيا وعلما بخطورة الموقف، ولكنه الفضول القاتل وعالم الإنترنت الجديد الساحر، شاهدت الدم بكمية وأنا تقريبا في التاسعة عشر من عمري ولم يعد لدي شك في أنني أفقدت نفسي (عذريتي).
وعشت بعدها نفس المشاعر التي تتحدثين عنها، وكنت أقاوم وأنتكس بل وصل الأمر أنني في إحدى انتكاساتي قد أعدت الكرة بعد ما يقرب من سنة وأدخلت شيئا أغلظ قواما بمبدأ أنه لم يعد لدي ما أخسره فلأذق هذه المتعة التي يتحدثون عنها والتي فقدت فيها شيئا غاليا دون أن أبلغها، ولشدة صدمتي فقد نزل الدم يومها ثانية وبكيت يومها أضعاف ما بكيته في المرة الأولى لأنني أحسست أن الله كان قد أعطاني فرصة أخرى دون أن أشعر وأنا أضعتها دون أن أقتنصها.
منذ ذلك الوقت عرفت فعلا معنى التوبة واللجوء إلى الله وأنه سيخرجني من أي مأزق مهما كان إن أنا لجأت له بصدق ونية خالصة، أنا بشكل عام فاعلة جدا في حياتي، قدوة لغيري في الشخصية والأفعال والمبادرات والجمال والثقة بالنفس، لا ينقصني شيء بحمد الله، منذ ذلك الوقت حاولت أن أخرج هذا الموضوع من تفكيري وأن أركز على حياتي القادمة وعلى تنقية نفسيتي دون أن أجعل ما حدث حجر عثرة في طريقي، توقفت عن لوم نفسي ولم أفكر يوما في لوم الآخرين وكنت فقط أتوب إلى الله وأستغفره كلما حاول الشيطان والنفس الضعيفة أن تعيدني إلى هذا التفكير.
لم يتوقف تقدم العرسان لي منذ وصلت البلوغ قبل أن يحدث ما حدث بسنوات وحتى قبل زواجي ولكنني لم أقفل الباب، كنت أركز أكثر على دراستي في البداية ثم عملي وحياتي المهنية وثقافتي ولكنني كنت أفكر في كل عريس بجدية وآخذ بالأسباب من استخارة وغيرها وأقيم الموضوع والسلبيات والإيجابيات كما لو أن غشائي سليم، طبعا كان الشيطان يحاول أن يدخل لي بين الفينة والأخرى ليوسوس لي ويخيفني ويضخم لي الأمور والفضيحة وغيرها لو تزوجت لكن يقيني بالله كان أقوى، كنت مؤمنة أن الله لن يفضحني وأنا تائبة بعد أن سترني وأنا مذنبة عاصية.
8 سنوات مرت من حياتي بهذا الشكل، كانت سنوات مثمرة بحمد الله تتخللها بعض العقبات والوساوس التي كان الله يعينني على التغلب عليها ثم وأنا في السابعة والعشرين تقدم لي من جديد عريس وقابلته وسألنا عنه وكنت أستخير في اليوم عشرات المرات، في كل صلاة سنة أو نافلة كنت أقوم بالاستخارة وكلما جلست وحدي أو وضعت رأسي لأنام أردد دعاء الاستخارة بيقين وأنا واثقة أن الله سيختار الخير لي، كل الأمور تيسرت وتم كتب الكتاب ومضى أسبوعان كأحسن ما يكون ثم بدأ خطيبي يبتعد ويتغير دون أي سبب ووقعت في كرب شديد لأني لا أعلم هل أنا التي أخطأت معه في شيء على الرغم من أنه لم يبدر مني أي شيء، كان الشيطان يقتنص الفرصة ليوسوس لي أن هذا عقاب الله لي وقد تأجل وأن الله يمهل ولا يهمل ولكنني كنت أزداد قربا من ربي أكثر كلما زادت المحنة عليّ أكثر.
زدت من الدعاء ومن صلاة الاستخارة في كل وقت وكلما استخرت أكثر داخلني الاطمئنان على الرغم من حزني وألمي لأنني على الأقل كنت أقول لنفسي أيا كان ما سيحدث فلن أكون أنا التي اخترت بل هو الله اختار لي لأنني وكلته، مضى شهران على هذا الحال وحتى بعد تدخل أهله وأهلي لمعرفة السبب لم يكن يقول شيئا سوى "إنني لا أريد أن أظلمها معي"، هي أفضل من قابلت لكنني لا أريد أن أظلمها معي، والكل يتعجب أي نوع من الظلم يعني وفي النهاية تم الطلاق وصرت مطلقة قبل الدخول، كانت فترة عصيبة جدا لكن أعترف أنني في كل تلك الأزمة وما بعدها قد ذقت حلاوة القرب إلى الله كما لم أذقها من قبل، لدرجة أنني الآن وأنا في خضم سعادتي أحيانا أتمنى أن أعود لتلك الحالة التي كنت فيها.
شعور لن يعرفه إلا من كسر خاطره ولم يجد حبلا يتعلق به إلا الله الذي لا يخذل عبده أبدا، لم أترك نفسي للحزن والأسى والحسرة على النفس وقلت الله هو الذي اختار لي وهو يعرف الخير أكثر مني، واحتسبت كل شيء عنده وتابعت عملي وقررت إكمال دراستي العليا وكأن كل ما حدث كان ترتيبا من الله لكي أقابل زوجي الحالي في الجامعة بطريقة أقرب لقصص الأفلام، ويتقدم لأهلي بمجرد أن شاهدني مرة وتتابع الأمور من سؤال عنه واستخارة ومقابلات معه في بيت أهلي واستخارات عديدة، وفي خلال سنة من طلاقي الأول تم عقد قراني من جديد، وجاء يوم الزفاف، صدقا أقول لم أكن أفكر كثيرا في موضوع غشاء البكارة، كان التفكير فيه يأتي كالغلالة فأنفضه عني وأستعين بيقيني بالله، أقصد كلمة يقين بالله بكل ما تعنيه الكلمة، الإحساس بأن الله لن يضيعني وأنا أرمي نفسي بين يديه راجية ستره وعفوه وكرمه.
وفي يوم الزفاف تألمت كثيرا عند الإيلاج لأنني فعليا ومنذ سنوات ومنذ اليوم المشئوم الذي فعلت به بنفسي ما فعلت لم ألمس نفسي وتعاملت مع نفسي على أنني عذراء قلبا وفكرا وحتى جسدا، لم يحدث يومها إيلاج كامل ولا في الأيام التي تليها.. ربما بعد عدة أيام حدث وكل ما نزل مني يومها هو إفرازات خفيفة مشربة بلون زهر فاتح جدا جدا، حتى أنني لو لم أدقق لما لاحظتها.. بحمد الله لم يهتم زوجي أو أهله أو أهلي بهذه الأمور ليقينهم ببنتهم، ولأنهم أيضا متعلمون بل إن الموضوع حتى لم يطرح إلا من أمي التي أريتها فستاني في اليوم الثاني للزواج عندما سألتني عن هل حدث دخول أم لا؟.
فعلا كان الله معي ومررت بتجربة الزواج إحساسا ومشاعر كما تمر بها أي واحدة، لم يكن لها ماض، والحمد لله أنا في أسعد مراحل حياتي الآن، مضى على زواجي أكثر من سنة وأنا حامل الآن أنتظر مولودي وأشكر الله صباحا ومساء وتغلغل في عروقي معنى اليقين أكثر وأكثر ومعنى الرضا والهناء، أشكر الله كثيرا أن اختار لي الطلاق في المرة الأولى لأنني لا أتخيل أني مع أحد غير زوجي الحالي على الرغم من أنه لا يطابق المواصفات التي كنت أفكر أنها مناسبة لي قبل الزواج ولكن الله يعرفني أكثر مما أعرف نفسي واختار لي أحسن مما اخترت أنا.
يا أختي توكلي على الله وازدادي يقينا ولا تخافي وصدقيني إن الله أكرم وأرحم من أي من عباده فهل تتخيلين أن تلجئي إليه ويتركك؟؟ لا والله لو كان إنسانا كريما ما تركك فما بالك برب العزة، ركزي على أن تزرعي في نفسك مشاعر الصدق والطهارة والنقاء والثقة بالنفس وأن يكون ظاهرك كباطنك فالمستشارون صادقون عندما يرددون في كل مشاركة لهم أن العفة والبكارة ليست غشاء فحسب، لا تفكري في ترقيع أو غيره فقد ساورتني هذه الأفكار في أول محنتي ولكنني الآن أحمد الله أنني لم أفعلها على الرغم من أنني أرسلت أطلب فتوى بوضعي وأجازها لي بعض العلماء لكنني شعرت أنني إذا رقعت الغشاء فلن أستطيع أبدا أن أداوي أو أرقع نفسيتي ومشاعري، الحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله.
أدعو الله أن يفك كربك وأن تكون كلماتي بلسما لروحك ورمضان على الأبواب يا أختي، انتهزي الفرصة واطلبي من الله كل ما تحبين والله إنني ما طلبت من الله بشدة وإلحاح شيئا في رمضان إلا وأعطاني إياه قبل أن يأتي رمضان القادم، فقط كوني على يقين واقتربي من الله وانغمسي في حياتك الطبيعية واستغفري الله دوما ولا تتركي نفسك للوساوس والأفكار السلبية، وسأدعو لك في ظهر الغيب أنت وكل أخواتنا اللاتي تمررن في ظروف صعبة، وبإذن الله سأدعو لك وأتذكرك وقت ولادتي أيضا، فقط أدعوك يا أختي أن تلحي في الدعاء وتزدادي يقينا حتى لو تأخرت الاستجابة من وجهة نظرك، حتى لو حدثت بوادر ومؤشرات محبطة مثلما حدث في طلاقي، لا تقنطي أبدا من رحمة الله، في رعاية الله وحفظه.