السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحياتي العطرة لكم جميعا وجزاكم الله كل الخير وأثقل بعملكم هذا موازين حسناتكم.
سؤالي يتعلق بأختي التي أحبها، ويهمني أمرها جدا في السابعة والعشرين من عمرها، جامعية موظفة مثقفة ومن أجمل بنات العائلة، آخر عنقود العائلة، أنا أختها الكبرى متزوجة ولدي عدد من الأطفال هي لم تتزوج بعد يتقدم لها بين الحين والآخر الخاطبون، ولكنها لا تغير من شروطها في زوج المستقبل برغم أنها أصبحت أكثر مرونة في الفترة الأخيرة، ولكنها لا تحيد عن الأولويات في صفات من تريده زوجا، أحس أنها تعرف بالضبط ما تريد وما تستطيع أو ما لا تستطيع تحمله من عيوب، لم يهز مر السنون ثقتها بنفسها ومعرفتها بميزاتها، واثقة من قراراتها فعندما يتقدم لها شخص ولا تراه مناسبا تقول لا بكل ثقة وبدون تردد، وحتى لو أعادت التفكير بسبب إلحاحنا فقراراتها دائما واضحة وقاطعة.
على سبيل المثال تقدم لها شخص منفصل عن زوجته ولديه منها طفل، وهو للأمانة شخص جيد وتتوفر فيه جميع شروطها، لكنها أجابت بالنفي قائلة: أنا أعرف نفسي لن أستطيع تربية أولاد غيري. هل هذه حقا معرفة بالنفس؟! أحيانا أراها فتاة متكبرة.. أخاف عليها من هذه الثقة التي قد تعميها عن بعض الحقائق.
سؤالي لكم أيها الكرام (وأعتذر لطول المقدمة) هل أتركها بنهج قراراتها وأولوياتها أم أنها تحتاج لنصيحة وتوجيه بشأن زواجها؟ وما هو التوجيه؟ وكيف أسرده بحيث لا يجرحها؟ وأخاف عليها أن أقصر في تنبيهها في الوقت المناسب وأن تلومني يوما لأنني لم أنصحها. ووالدي يحترم عقلها وقرارها، فهم ينصحونها ويبينون لها ما يرونه صائبا ولكن القرار الأخير وخاصة في موضوع الزواج وغيره من المواضيع الهامة كالعمل مثلا يترك لها.
ماذا أفعل؟؟؟
شكرا جزيلا لكم
11/1/2023
رد المستشار
هل تتصورين حقا أنها لا تعي ما تريدين قوله لها!!
فنحن نتألم حين يتوه البشر فلا يعرفون أنفسهم ولا يعرفون كيف يختارون مسارا لحياتهم أو شركاء لهم فيها.
ونتألم حين ننصحهم ولا يأخذون بالنصيحة رغم تكرارها على مسامعهم فهل نتألم أيضا حين نراهم بشرا استطاعوا أن يفهموا أنفسهم ويعلمون بنضج وصدق ما يستطيعون تحمل مسؤوليته وما لا يستطيعون!! فلا تساعدي كرباج العنوسة عليها بضغوط مضللة كالعمر الذي يجري والأسرة الافتراضية والاستمتاع بالجنس!
وليس معنى حديثي أن تتركيها تماما ولكن تذكري كم نشكو من نسخ مكررة من بيوت لم تبن على فهم وتحمل للمسؤولية بحق، تذكري كم نشكو من تقصير الرجال في القيام بأدوار القوامة والاستقرار والمعاملة التي تليق بالأنثى، تذكري كم نشكو من النساء اللاتي استأسدن فصرن في دائرة رمادية غير واضحة، فلا هم رجال ولا هم نساء، والكم التائه من البشر عن الهدف من الزواج والتقصير في تربية أجيال نحن مسؤولون عنهم جسديا ونفسيا وتربويا.
وأكرر مرة أخرى ليس معنى حديثي أن تتركيها... فقط لا تضغطي عليها الضغط الذي يجعلها تتزوج دون تفكير يقبله عقلها، وترتضيه مشاعرها ولتوضحي لها بود مخاوفك، وأننا ما زلنا هنا على الأرض لم نذهب للجنة بعد، وأن سنة الأرض التعب والكد وتذوق بعض الحرمان من تحقيق الأحلام تماما.
وهناك تنازل لطيف غير مخل نقدمه عن طيب خاطر كما يقولون من أجل الحصول على أهم الاحتياجات والتي ستختلف حتما من إنسان لإنسان آخر.
ودعيها تفاوض نفسها لتنضج أكثر وتعي بنفسها أي التنازلات تستطيع تقديمها.
ولا نكف عن الدعاء لها ولبناتنا أن يوفقهن الله عز وجل ليقمن بأدوارهن على خير.