وسواس التقدم في العمر وسواس الاختلاف!
وسواس قهري والانتكاسة
السلام عليكم. أنا من 4 سنوات أصبت بوسواس في العقيدة وأفكار إلحادية والعياذ بالله وقد دخلت في حالة اكتئاب شديد فزرت طبيبة نفسية وأخذت دواء زولوفت لمدة 4 سنوات بجرعة 100مغ، والآن لي 6 شهور تقريبا تم تخفيض الجرعة إلى حبة واحدة أي 50 مغ، وتشخيص حالتي باضطراب الوسواس القهري وأنا في آخر مراحل العلاج الآن.
ولكن بعد الشفاء والتخلص من تلك الأفكار عادت لي كلها من جديد منذ أسبوعين، وهي أفكار متغيرة وأنا الآن أمام مشكلتين. المشكلة الأولى أنه عندما تعود لي الأفكار أحس بالضيق وأتمنى الشفاء منهم ومحاولة وجود حل. ولكن في نفس الوقت تختفي فكرة الوسواس الأساسية وتأتيني هذه الفكرة والتي أريد أن أستفسر عنها: أنا في بعض الأحيان أكون قوية وأواجه هذه الأفكار ولي ثقة بالله أنه مثلما شفيت في القبل سيشفيني الله هذه المرة أيضا، وأشعر بالانشراح ولا أكترث بهذه الأفكار ولا أخاف منها .. ولكن قرأت في مقال أن الله لا يؤاخذ عباده عن هذه الأفكار ما دام العبد كارها لها ومكتئبا بسببها ويتمنى الشفاء منها.
فصرت أوسوس الآن أن أفكاري ليست وسواسية وإنما أفكاري أنا وأنا التي أفكر بالإلحاد وأنا مذنبة ولن يسامحني الله مادمت لا أشعر بضيق واستسلام أمام هذه الأفكار وأقول أنه يجب أن أكون مكتئبة حتى يكون هذا الوسواس الذي لايؤاخذ عنه.
فأرجوكم ماذا أفعل وكيف أدحض هذه الفكرة فأنا الآن أفكر أن الشفاء وعدم القلق النفسي من هذه الأفكار يعني أني مذنبة وأني أنا من أفكر كذلك.
أرجوكم ساعدوني وشكرا لكم.
16/1/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "مريم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
من الغريب أنك لم تشيري لشيء من هذا في أولى إفاداتك لنا واكتفيت بأن قلت (أعاني من الوسواس القهري من 3 سنوات وأفكاري الوسواسية دائما تتغير حتى أني أشفى من فكرة معينة ويأخذ مكانها فكرة أخرى)، ولكن يبدو أن موضوع الوسوسة بالكفر مستمر منذ مدة، ومن الواضح كذلك أنك حديثة العهد بمجانين لأنك لو تصفحت استشارات مجانين من الصعب أن تجدي صفحة -خاصة في السنوات الخمس الأخيرة- ليس بين الاستشارات فيها استشارة واحدة على الأقل تحمل اسم وسواس الكفرية، وإذا قرأت فستعرفين أن مريض وسواس الكفرية القهري له حصانة ضد الكفر فهو لا يكفر حتى ولو نطق بالكفر أو استجلبه وهو لا يكفر ولو ظن أن أراد.
أصل بعد ذلك إلى مفهوم الشفاء من الوسواس فهو غير سليم تماما لديك، فهذه العبارة (ولكن بعد الشفاء والتخلص من تلك الأفكار عادت لي كلها من جديد منذ أسبوعين) ... الشفاء من الوسواس لا يعني التخلص من الأفكار الوسواسية بأي شكل من الأشكال! الشفاء من الوسواس أو التعافي يا "مريم" معناه أن وجود الأفكار الوسواسية لم يعد ذي أثر على المتعافي! يعني يتصرف الشخص بحرية دون أي اكتراث بالوسواس! فلا يفعل أي شيء مختلفا بسببه لأنه أتفه من أن يؤثر في سلوك الإنسان.. وبالتالي فإن عبارتك (في بعض الأحيان أكون قوية وأواجه هذه الأفكار ولي ثقة بالله أنه مثلما شفيت في القبل سيشفيني الله هذه المرة أيضا، وأشعر بالانشراح ولا أكترث بهذه الأفكار ولا أخاف منها...) هي عبارة تصف التعافي المطلوب من الوسواس، فقط تحتاج إلى استبدال بعض الأحيان بدائما ... وتعديل مفهوم الشفاء، وأحييك على الشعور بالانشراح وعدم الخوف من الوسواس لأنك إن داومت عليه سيكف الوسواس عن الوسوسة في النقطة التي تشعرك بالانشراح على الأقل، وبالمناسبة فإن النصيحة بالفرح عند حدوث وسواس الكفرية كان من نصائح "أبو زيد البلخي" في القرن الهجري الرابع في كتابه مصالح الأبدان والأنفس.
ثم عندما (قرأت في مقال أن الله لا يؤاخذ عباده عن هذه الأفكار ما دام العبد كارها لها ومكتئبا بسببها ويتمنى الشفاء منها) هنا كان من الطبيعي أن يستغل الوسواس هذه الواقعة فيعيدك إلى مربع الاكتئاب والخوف من الكفر والعذاب! لا أعرف طبعا من صاحب المقال ولا أدري مستوى فقهه لكنني أعرف أن الاستجابة الصحيحة للوسواس هي تجاهله وتتفيهه وعدم تحاشي ما يثيره، وأعرف أن من تأتيه هذه الأفكار فيكرهها أو يحبها أو يوقفها أو يفكر فيها أو يسترجعها أو يستبقيها.. إلخ كل هذا لا قيمة له ولا للمشاعر التي تصاحبه وإنما العبرة بالسلوك! هو الذي يحاسب عليه العبد... والكلام هنا ليس يخص مرضى الوسواس وإنما هو لكل أمة المصطفى، سيد الخلق عليه الصلاة والسلام وهو من قال "إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ" صدق صلى الله عليه وسلم، حديث صحيح... أرجو أن تكوني عرفت أن فكرة صاحب المقال غير صحيحة أو سطحية إلى حد كبير.
بالنسبة للموسوس الطبيعي هو أن يرفض تلك الأفكار في البداية بشدة ثم يشعر بعد فترة بفتور رد فعله لها وعادة ما يستغل الوسواس ذلك ليتهمه بالرضا عنها والقبول بها... ويستمر حتى يقنعه بأنها أصبحت أفكاره وهكذا، هذه واحدة من أشهر حيل الوسواس القهري، واقرئي مثلا:
الوساوس الكفرية : أشعر أنها مني ! م
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: وسواس التقدم في العمر وسواس الاختلاف ! م1