وسواس الإيدز .. كلاكيت كام مرة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدأ بالشكر الجزيل لجهودكم في مساعدة الناس.. مشكلتي أعتقد ليست معقدة أو كبيرة لكنها مزعجة.. أنا شخص متزن ذو شخصية مرحة، محبوب في المجتمع ومتميز في أي مكان أذهب إليه .. متزوج ولدي 3 أولاد .. راضي كل الرضا عن حالي ووضعي مهما ساء الحال في بعض الأحيان النادرة .. أعتبر نفسي ملتزم ومحافظ وأسأل الله أن يقبلني
مشكلتي بدأت أو اكتشفته مؤخرا عندما حضرت أحد محاضرات تطوير الذات واكتشفت أن هناك شيء أو مرض نفسي اسمه جلد الذات.. كثير ما أحسب حساب ردات فعل الناس.. وأنهم وأنا أفكر بماذا يفكرون الآن من تصرفي الفلاني أو رسالتي الفلانية.. أرسل رسالة واتساب ومن قبل أن يرد الطرف الثاني أحسب مية حساب.. هل أنا غلطت في الكلمة الفلانية.. أو في التعبير.. ومن ثم اكتشف 99 في المئة عندما يرد الطرف المقابل أنه تفكيري في الشرق ورده فعله في الغرب
كنت أعتقد أني أخطأت بتصرف أو كلمة ما واكتشف بردة فعل إيجابية.. وخاصة في عملي الجديد.. والذي أشغل فيه حاليا منصب عال وأتواصل مع مراكز عالية في الشركة، أقسم مشكلتي (جلد الذات) لفئتين
أول فئة في تديني وأعتقد أنه من الجيد مراقبة ولوم النفس دوما في التقصير
الفئة الثانية في عملي والتي أعتبرها المشكلة الأكبر.. هل هي عدم ثقة في النفس؟ مع أني شخص إداري ناجح وقيادي ولدي شخصية متميزة وناجحة
مرة ثانية أشكركم جزيل الشكر
وجزاكم الله خيرا
24/1/2023
رد المستشار
صديقي...
تعريفك غير دقيق وتشخيصك جانبه الصواب (لا داعي لجلد الذات على هذا).. جلد الذات يتعلق بارتكاب خطأ ثم معاقبة النفس عليهم مرارا وتكرارا... وكثيرا ما يكون الجلد أو العقاب أكبر من الخطأ أو الذنب.
ما تصفه هو تشكيكك في نفسك من حيث أنك تفترض أو تجزم أحيانا بأنك قد ارتكبت خطأ يؤدي إلى سوء تفاهم أو إساءة للآخرين ثم تكتشف بعد ذلك أن كل شيء على ما يرام وأنه لا داع لكل.
من ناحية الثقة بالنفس فكما هو الحال مع كل من يقولون إنهم يفتقدون الثقة بالنفس، ثقتك زائدة عن اللازم ولكن في اتجاه سلبي... أن تشك بسهولة فيما يمكن أن يكون إيجابيا فيك بالرغم من شهادة الآخرين أو الأدلة المادية... تقول إنك "شخص إداري ناجح وقيادي ولدي شخصية متميزة وناجحة" .. وتقول عن عملك الجديد: "أشغل فيه حاليا منصب عال وأتواصل مع مراكز عالية في الشركة" .. ماذا تريد إلى جانب هذا لكي تثق بنفسك وبقدراتك؟؟
أما فيما هو سلبي فإنك تفترضه بل وتصدق افتراضك على أنه الحقيقة المطلقة ثم تلوم نفسك... ليس هذا هو التفسير الصحيح أو الإيجابي لمفهوم النفس اللوامة والتي تعتبرها شيء جيد لأن في اعتقادك واعتقاد الكثيرين أن لوم النفس سوف يقومها.. العكس هو الصحيح.. في الحقيقة ليست هناك فائدة حقيقية من إلقاء اللوم على النفس أو على الآخرين.. المسؤولية هي الشيء المهم وليس اللوم.. محاسبة النفس شيء مطلوب وإيجابي وهدفه الإصلاح والتقدم والتطور.. لوم النفس قليلا جدا قد يكون مفيدا في المحاسبة والمسؤولية والتقويم.. ولكن ما زاد عن حده ينقلب إلى ضده.. لوم النفس كثيرا يجعلنا بل ويرغمنا على ارتكاب نفس الأخطاء مرارا وتكرار وبأشكال مختلفة.
الالتزام الديني ومحاسبة النفس لا يعنيان أنك يجب أن تحقق الكمال لأن الكمال لله وحده.. الكمال البشري يكمن في السعي نحو الكمال عن طريق التعلم من الأخطاء أو ما يسمى بالتجربة والخطأ.. ليس هناك سبيل آخر وليس هناك احتمال للوصول إلى الكمال.. شجع نفسك على التقدم والتحسن في الالتزام الديني بدلا من اللوم على التقصير.. الله يستخدم معنا أسلوب الترغيب والترهيب.. بقد طبقت الترهيب فقط، فماذا عن الترغيب؟؟وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب