الزواج من مريض وسواس قهري؟ نعم بشروط!!
الزواج من مريض الوسواس القهري
شكرا جزيلا للجواب، عندي بعض الاستفسارات أردت أن أوضح بشكل أعمق ما عانيت منه من أفكار مقتحمة
عندما كان عمري 21 سنة أي قبل ثلاث سنوات أتتني فكرة أنه ربما أنا شاذة وقلقت كثيرا استمرت لمدة أقل من سنة كانت تزعجني وكنت حزينة بسببها ولكن لم تؤثر على حياتي الاجتماعية أو العلمية في الكلية وبحثت عن الإجابات وببحثي علمت أن هذه هي intrusive thought وبحثت عن كتب فيها cbt techniques of exposure and response prevention وعملتها على نفسي وتخلصت من هذه الفكرة. ولهذه اللحظة لم أعاني بعد من أفكار مقتحمة عدا هذا المرة قبل ثلاث سنوات ولم أذهب للطبيب ولم أحصل على تشخيص للوسواس القهري
فهل هذا يعني أني عندي وسواس قهري أو هل ممكن أن أعاني منه في المستقبل؟ وهل هذا سبب لكي أرفض أن أتزوج بشخص لديه وسواس قهري؟ وبالنسبة للشخص الذي كنت بعلاقة معه والذي كان يريد أن يتزوجني، فأنا بعدي حزينة جدا لانفصالنا ويصيبني اليأس عند التفكير في للمستقبل، فأنا أحببته وكان خير شريك لي
إذا كان حقا لا يصح أن نتزوج بسبب أنه ممكن أن يكون عندي وسواس قهري أيضا فسوف أتفهم وأتقبل الموضوع ولكن إذا كان ليس هذا السبب فأنا غاضبة جدا من نفسي لأني ضيعت هكذا شخص جيد كان يحبني ويقدرني ولديه المواصفات التي أحلم بها، كل هذا لأني خفت كثيرا من المستقبل معه بسبب مرضه ومن انتكاساته، فهل منطقي هذا الخوف لي أو هل هو مبالغ بيه؟
يعني سؤالي هل المصاب بالوسواس القهري يصلح أن يكون زوج جيد وكم هي نسبة الانتكاسات؟ وهل يمكن أن لا يستجيب للأدويه في المستقبل وتسوء حالته بتقدم الوقت أو هل يتحسن المصاب بالوسواس القهري بتقدم الوقت؟ وهل عمله كطبيب يعتبر شيء صعب كونه مصاب بلوسواس القهري؟ وهل المصابين بالوسواس القهري تسوء حالتهم مع الزواج ومسؤوليات الأطفال أو هل يتحملون؟ أنا آسفة على الأسئلة الكثيرة وإذا كان جوابك هو أني أنا حقا كنت مصابة بالوسواس القهري فسوف لن أرجع لهذا الشخص بسبب الخطر على الأطفال
لكن إن لم أكن مصابة فأنا أفكر بالعودة له فربما وسواسه القهري لن يؤثر على حياتنا الزوجية بالمدى الذي أنا أتخيله وربما سوف نكون سعيدين معا ...
وشكرا جزيلا
27/1/2023
رد المستشار
شكرًا على متابعتك
ليس هناك إنسان لا تراوده أفكار حصارية (وسواسية) بين الحين والآخر فالإنسان بطبيعته يميل إلى الشك وعدم اتخاذ القرار ومراجعة فكرة ما وصياغتها بإطارات متعددة. هذه الأيام وبفضل المواقع الاجتماعية الإلكترونية والإعلام العالمي الذي يصل إلى كل بيت على كوكب الأرض٬ تراود الإنسان أفكار لا تتوافق مع بنيته النفسانية ويضعها أحياناً في إطار الحصار المعرفي أو الوسواس القهري ٬ ولكنها أصلا أفكار طبيعية. الحصار المعرفي أو الوسواس القهري اضطراب لا يستهان به ويصاحبه أعراض وجدانية ولكن الأهم من ذلك تأثيره الملحوظ على أدائه اليومي والتعليمي والمهني. الكثير من شكوك التوجه الجنسي مجرد أفكار تراود الكثير هذه الأيام بفضل الإنترنت والاعلام وأشك في أنك كنت مصابة بالحصار المعرفي أو الوسواس القهري. حين يشعر الإنسان بالحب والتعلق لا يبالي بالوسواس القهري أو غيره في من اختاره ليكون شريك حياته.
المصاب فعلا باضطراب الوسواس القهري لا يشغل باله بالبحث عن شريكة حياته٬ وبدلاً من الخوض في ملفات الماضي على الإنسان أن يفكر بالمستقبل وما مضى مكانه الوحيد سلة النفايات. الغالبية من المصابين بالوسواس القهري يتعافون وهناك نسبة كبيرة منهم لا يصلون إلى مراكز الطب النفساني أصلاً وحياتهم طبيعية جداً. أنت الوحيد القادرة على اتخاذ قرار يتعلق بمستقبلك ونصيحتي لك لا تستشيري أي موقع للصحة النفسية في هذا الامر.
وفقك الله.