السلام عليكم
أنا فتاة عمري 24 عاما، متزوجة منذ 4 أشهر، وأعمل في إحدى الشركات العالمية بوظيفة مرموقة والحمد لله، عندي أختان أكبر مني، الكبرى كانت متزوجة من رجل فاضل توفاه الله وعمره 30 عاما بالمرض اللعين، وترك لنا بنتا لم تكمل عامها الأول هي قرة أعيننا. وأختي الثانية لم تتزوج بعد، لكنها مكرسة نفسها لخدمة أختي الأخرى؛ فمنذ مرض زوجها وهي تقيم معها إقامة كاملة وتقوم بخدمتها ورعاية زوجها وابنتها وحتى الآن هي هناك.
توفي أبي فجأة وأنا في الثانية عشرة، قبل وفاته كنا نعيش في مستوى مادي مرتفع جدا، لكن بعد ذلك اضطرت أمي أن تعمل، والحمد لله كان أبي رحمه الله يدخر لنا الأموال من أجل زواجنا، وعشنا بعد ذلك حتى التحقت بكلية من كليات القمة كما أوصاني أبي وكان كل همي الدراسة والتفوق والحمد لله ووفقني الله.
تعرفت بعد ذلك على زوجي وكان وقتها لا يعمل، والحمد لله وجد عملا بعد ذلك ولكن بمرتب ضعيف جدا، وجاء لخطبتي بعد ذلك وهو لا يملك شيئا، لا شقة، ولا مهرا، ولا أي شيء، ووافق أهلي عليه لما رأوا فيه من حسن الخلق، وأعطونا شقة كانت ملكا لأبي لنجهزها ونتزوج فيها.
طوال فترة الخطوبة كانت تحدث مشاكل بينه وبين أهلي؛ حيث إن زوجي يهتم كثيرًا بالمجاملات والذوق وهو شيء لا تجيد عائلتي فعله، وكان دائما يثور ويتهمهم بأنهم لا يحبونه أو أنهم يسخرون من مستواه المادي، ويعلم الله أنهم لم يقصدوا أبدا هذا، وكانت أكثر المشاكل مع أختي التي لم تتزوج فهي حادة الطباع قليلا، ولكنها من أطيب البشر ويعلم الله وحده كم ساعدتني وساعدت أختي الكبرى وأنفقت مال زواجها على زواجي.
بعد وفاة زوج أختي تحسنت الأمور بينهم جدا، وبعد زواجنا أيضا وكنا نذهب لنأكل معهم كل أسبوع حتى جاء اليوم المشئوم، قامت أختي بتصرف اعتبره زوجي إهانة له، يعلم الله أنها لم تقصد ذلك، تركته ليهدأ وحاولت أن أكلمه وأشرح له ولكنه لم يقتنع، وطبعا ذلك أثر على علاقتنا بشدة، فبعد ذلك الموقف لم يخاطبني لمدة يومين، وطبعا رفض وبشدة الذهاب إليهم حتى في المناسبات، وكلما سألني أهلي عليه اضطررت للكذب والحلفان حتى يصدقوني؛ فهم يشعرون أنه متعمد البعد عنهم، والله أنا أعلم أنهم يحبونه، حتى أمي تأتي له بالهدايا ويحاولون بشتى الطرق كسب رضاه حتى أني أخجل منهم.
فهم أهلي وأنا أشعر بما مروا به من محن، وأنا أحبهم جدا جدا، ولا أستطيع الحياة بعيدة عنهم وفي نفس الوقت أنا أحب زوجي جدا، ولكن هذا الموضوع يؤثر على علاقتنا بشكل فظيع.
أشعر أني ممزقة، ولا أعلم ما هو الصواب وما هو الأسلوب السليم لأتبعه لأصحح هذا الوضع.
أفيدوني أرجوكم وجزاكم الله خيرا
3/2/2023
رد المستشار
تركضين وراء نتائج المشكلة وتتركين المشكلة ذاتها يا ابنتي.. ولن يزيدك هذا إلا مزيدا من التمزق ومزيدا من سوء التواصل بين زوجك وعائلتك.. فعلينا أن نعترف أن هناك صنفين من المشكلات يتم التعامل معهما بطريقتين مختلفتين.
الصنف الأول: مشكلة تحتاج لحل سريع وحاسم وكلما طال الوقت تضخمت المشكلة وتمكنت هي منا وأصبحت خطوط الرجعة ضعيفة.
الصنف الثاني: مشكلة تحتاج لحل طويل النفس يقوم فيه الوقت بدور البطولة؛ حيث تهدأ النفوس وتتواصل من جديد أطراف المشكلة بعد قليل أو كثير.
ومشكلة زوجك من النوع الثاني.. ستحتاج للوقت حتى يقوم بدور فيها.. ولكن يحتاج منك الوقت أن تساعديه برسالتين لا تغربان عن عينيك.
الرسالة الأولى لزوجك.. حين تؤكدين عليه بالفعل قبل القول أن اختلاف المستوى المادي بينكما لم يكن عائقا حقيقيا في اختيارك أو اختيار أهلك له؛ لأن لديه كنزًا أكبر لا ينفد ولا تسحقه حمم وبراكين البورصة، ألا وهو أخلاقه!. وأن هناك فرقا كبيرا بين أن نحب شخصا ما وأن نحب خصالا أو ميزات في شخص ما.. فالحب الأول يدوم وينمو برغم وجود التقصير والعيوب. أما الحب الثاني يرتبط عمره وقوته ووجوده بوجود تلك الخصال أو الميزات وبمجرد ذبولها أو خفوتها لسبب أو لآخر يفقد الشخص مكانته في قلوبنا؛ لأننا ببساطة كنا نحب أشياء فيه وليس هو شخصيا. ولعل دفعه لمزيد من الطموح والنجاح في مجال عمله يحقق له بعضًا من الرضا والتوازن فلِم لا تدفعينه لطريق الطموح والإنجاز؟.
الرسالة الثانية لأهلك.. فلا تتصوري أنك تعملين على رأب الصدع حين تخفين حقيقة موقف زوجك وعدم تواجده بينهم؛ فالخط المستقيم هو أفضل الطرق وأجملها، وأنت تتمتعين بمحبتهم والتواصل معهم بجدارة؛ فلماذا لا تتحدثين بصدق وود عما يزعجه مع الإشارة اللطيفة لنقطة الضعف لديه حتى يتمكنوا من تجنبها قدر المستطاع، فيتقابلوا في منتصف الطريق!! فلتتخطي جدار الصمت ولتتركي الوقت يقوم بدوره وستجدين خيرًا إن شاء الله.
وتابعيني بأخبارك.