السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وجزاكم الله خيرا عن موقعكم.. وأرجو أن يكتب كل خير فيه في ميزان القائمين عليه.. أود أن أخبركم أنني طالبة جامعية في إحدى الكليات المرموقة، وقد نشأت في أسرة كريمة بفضل الله تعلمت فيها التدين منذ نعومة أظفاري، وقد رزقني الله بأم هي أروع ما تكون من تدين وانفتاح وخبرة في الحياة، وقد عملت على غرس كل القيم الجميلة فينا أنا وإخوتي مع أبي حفظه الله، المشكلة هي أنني خجولة، ورغم جرأة أمي في فتح شتى المواضيع أمامنا لتعلمنا وتوجهنا إلا أنني خجولة جدا منها؛ لذا لجأت إليكم بعد الله سبحانه وتعالى، فأرجو أن تبعثوا لي ردا سريعا لأنني أتعذب.
أنا مخطوبة منذ عامين، وقد عقد قراني منذ عام كامل والحمد لله، وكان أكثر ما يخيفني من العقد هو المداعبات التي قد تحدث في هذه الفترة، إلا أن أمي قد طمأنتني وشجعتني على أن أسعد بحياتي مع زوجي طالما أن الأمر لا يدخل في نطاق المحظور، وأيضا زوجي يحبني جدا ولله الحمد، وقد استطاع أن يستوعبني برفق حتى سارت حياتنا مستقرة بفضل الله.
المهم أنني قرأت ذات مرة أنه يجب على المرأة الاغتسال غسلا كاملا إذا احتلمت أو أنزلت ماء عند مداعبة زوجها لها دون جماع، واعذروني فقد أصابني الخوف لأنني لا أعلم طبيعة الاحتلام ولا كيفية حدوثه، وما هو الماء الذي ينزل من المرأة عند المداعبة؟ وهل يجب نزوله عند كل مداعبة أم أنه سيان أن ينزل من المرأة أو لا؟ وهل المرأة تشعر بنزوله لحظتها أم لا؟ وهل تبقى له آثار على الملابس؟ وكيف أعرفها؟
ومرة أخرى أرجو المعذرة فخجلي ألجأني إليكم بدلا عن أمي وأرجو الرد سريعا حتى لو أمكن في نفس اليوم؛ لأنني خائفة جدا وزوجي يزورنا هذه الأيام، وأرجو ألا يشعر بقلقي وخوفي، وجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.
05/02/2023
رد المستشار
الأخت الفاضلة.. أهلا ومرحبا بك على موقعنا.. وجزاك الله خيرا على ثنائك.. وجعلنا دائما عند حسن ظن الجميع.
مشكلتك يا عزيزتي لا تحتاج إلى هذا الكم من الاعتذار الذي أرهقت به رسالتك لأنها ببساطة شديدة مشكلة كثير من بنات المسلمين برغم ما نحن فيه الآن من انفتاح وتعليم وغيره، ولكن تربيتنا تغرس في الفتاة الخجل من كل ما يمس تلك المنطقة من الجسد، فيكبر مع الفتاة الشعور بالإثم كلما طاف بخاطرها أمر يمس تلك المنطقة.
نريد لفتياتنا تربية كتربية مريم العذراء التي تربت على الطهر والعفاف، ولكن أيضا على الفهم الصحيح، وهل يوجد على وجه الأرض أعف ممن اصطفاها الله على نساء العالمين؟ مريم بكل عفتها وطهارتها كانت تعلم أن المرأة لا تحمل إلا برجل يطؤها بزواج أو بغاء، وأوضحت ذلك للملك الذي نزل من السماء ليهب لها ولدا بإذن الله.
إذن مريم التي تربت في حضن المسجد كانت لديها معلومات صحيحة عن الجنس، ونحن في القرن الواحد والعشرين وبكل ما لدينا من علم وغيره نقرأ عن طالبة بكلية الطب البيطري لجهلها بالأمور الجنسية تحت مسمى الحياء والخجل فزعت عندما قبلها زوجها أثناء فترة ما قبل البناء من فمها فظنت أنها ستحمل؟ وتدخل على العيادة ذات مرة فتاة وهي في قمة الخوف طالبة عمل تحليل للتأكد من الحمل لأن خطيبها قبلها قبلة طويلة، وكثير من الجهل نراه ونسمعه، وللأسف نخدع بثوب الحياء والعفة في الوقت الذي جعل الرسول الكريم قمة العفة والحياء في نساء الأنصار اللاتي لم يمنعهن الحياء من الاستفسار عن أمر دينهن فدعا لهن الرسول بالرحمة.
متى تتعلم الفتاة أمور دينها؟ لدينا باب في الفقه اسمه باب الطهارة يتعرض لأنواع النجاسات وكيفية الغسل وموجباته وغيرها، ولكن متى تدرس الفتاة ذلك الباب الذي هو أساس كل ما نقوم به من عبادة؟ عادة يدرس في الجامعة عندما تجلس الفتاة لحلقة الفقه في المسجد أليس كذلك؟ معنى هذا أن الفتاة التي بلغت سن الثانية عشرة تقريبا لن تعرف ما هو المذي وكيف تتطهر إلا وهي في سن التاسعة عشرة وبعدها.. وكل تلك السنوات التي تعبدت فيها كيف حالها؟
ولقد أرسلت لي إحدى الأخوات مرة تقول في رسالة بعد محاضرة ألقيتها عن التربية الجنسية تطرقنا فيها إلى العادة السرية وتأثير الإفرازات على الطهارة، وكان عمرها أربع وعشرون سنة: إنها كانت تتوضأ فقط بعد ممارسة العادة السرية برغم أنها كانت تصل إلى ذروة اللذة لأنها كانت تظن أن الغسل فقط عند إيلاج عضو الذكر في الفرج، وكانت متألمة جدا لما فاتها من طهارة وعبادات كانت تفعلها منعها الخجل أن تسأل عن صحتها.. هل هناك مأساة أكبر من هذا؟ كيف تبلغ الفتاة ولا تشرح لها أمها ما سيطر على جسدها من تغير سيظهر في صورة إفرازات عند التفكير في الجنس الآخر الذي هو من الفطرة والنمو النفساني الطبيعي؟
لقد ذكرت لي إحدى الأمهات أن ابنتها التي تبلغ من العمر 13 سنة وتدرس بالأزهر وتحفظ كتاب الله كاملا وفي قمة الخلق والتفوق عندما ذكرت لها أنها تشعر بخروج بعض السوائل منها عندما يشرح لهن مدرس الرياضة الحصة وتنظر إليه انهالت عليها الأم سبا ولعنا واتهاما بسوء الأدب، وانطلقت إلى المدرسة لتوبخ الإدارة التي سمحت لشاب في مقتبل العمر أن يدرس للفتيات، وعندما فوجئت بعد ذلك بانحدار مستوى البنت وانطوائها فزعت وظنت أنها ربما تكون أخطأت؟ وعندما سألتها هل تدرس البنت في الأزهر فقها؟ أجابت نعم وتحفظه جيدا، تعجبت أكثر.. فما فائدة أنها تحفظ ولا تجد من يترجم لها ما تقرأ!!
إن الأمور الفطرية والتعاليم الدينية ما زالت تعتبرها الأمهات ضربا من الوقاحة التي يجب عدم التعرض إليها، وهذا ما تعجبت له من رسالتك، فأنت تقولين إن أمك تشرح وتوضح لك الكثير، فهل ذكرت أمامك ما يتعلق بذلك السائل الذي يخرج منك وحكمه الشرعي؟ اقرئي يا كل فتاة في أمة اقرأ.. نداء أوجهه لك ولكل فتاة مسلمة اقرئي وتعلمي واسألي، فلن نعذر أمام الله أبدا بما لدينا من جهل في شتى أمور الحياة، بداية من الزواج إلى تربية الأبناء إلى تطوير الذات وغيرها، لا عذر بعد كل ما لدينا من ثروات لا عذر لا عذر لا عذر!!
وأخيرا أجيب عن أسئلتك التي تخجلين منها يا حبيبتي، ومعذرة عن تلك المقدمة التي لا بد منها.
يخرج من الفتاة بعد البلوغ ونشاط الجهاز التناسلي ثلاثة أنواع من السوائل:
1- سائل شفاف أو لزج وأحيانا يتغير لونه إلى الأصفر يزيد في أيام ما قبل الحيض وليس له علاقة بالإثارة أو التفكير في شهوة، بل أحيانا يخرج أثناء الصلاة، ويزيد هذا الإفراز في الصيف ومع السفر ومع المجهود الكبير وفي البدينة، وهذا السائل حكمه حكم العرق وغيره من الإفرازات التي تخرج من مخارج الجسم التي لا تنقض وضوءا ولا توجب تطهرا، بمعنى أنها لو نزلت بعد الوضوء فالوضوء صحيح لأنه لا يمكن الاحتراز منها.
2- سائل لزج ثخين يخرج عند التفكير في الشهوة أو المداعبة غير الكاملة أو التقبيل، ويخرج من الغدد التناسلية التي على جانبي الفرج، وهو ما يسمى في الفقه المذي، ويوجب الوضوء وإزالة ما أصاب الثوب والبدن منه، يعني لا بد من تنظيف المكان جيدا بالماء وتغيير الثوب أو نضحه بالماء.
3- سائل يخرج مع التفكير الكامل وخروج الشهوة أو اللذة الكاملة والتي تعرف بالقشعريرة التي تسري في الجسد والأعضاء التناسلية ويعقبها ارتخاء وهدوء، وقد تصل إليه الفتاة أحيانا بالمداعبة أو بالعادة السرية، ويوجب الغسل الكامل، وقد يحدث في الحلم فتستيقظ الفتاة على الشعور باللذة التي تشعر بها، وقد تجد بعض السوائل معه، وأحيانا لا تجد شيئا، ولكنها تتذكر جيدا أنها قد شعرت باللذة الكاملة، وهنا يجب الغسل أيضا، ويأتي بعد ذلك أن من موجبات الغسل ملامسة الأعضاء التناسلية بعضها لبعض للشهوة حتى ولو بدون إيلاج أو إنزال (إذا التقى الختانان وجب الغسل) هل بهذا نخدش الحياء؟!
سؤال أخير أوجهه لك ولكل أم وكل فتاة هل ما ذكرناه يخدش الحياء أو يضيع العفة؟! لماذا لا ندرس ذلك لفتياتنا عن طريق السيدات المتخصصات في المدارس والأندية وغيرها؟! لماذا لا نتحاور في كل ما يخص أمورنا وشئوننا النسوية مثلما طلب الرسول من عائشة لما منعه حياؤه من أن يخوض في تفاصيل تخص النساء عندما سألته الأنصارية عن كيفية التطهر؟! وأخيرا سيبقى ديننا دين العلم ودين العفة ودين الحياء إلى الأبد.. وفقك الله لما فيه الخير وأسعدك بزوجك.