وساوس دينية كفرية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أولا بارك الله فيكم وفي هذا الموقع وكل من ساهم فيه وفي إنشائه فإني أشكركم جزيل الشكر على المجهودات التي تقدمونها في سبيل الله أولا وفي سبيل التخفيف على الناس وأسأل المولى عز وجل أن يجعلها في ميزان حسناتكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 18 سنة أعاني من اضطراب الوسواس القهري بدأ معي منذ أن كنت في سن الـ15 على شكل وساوس في الوضوء والصلاة ولكني بفضل الله الواحد الأحد تغلبت عليها فصارت أقل حدة والآن منذ ستة أشهر بدأ معي كابوس وساوس العقيدة حيث تأتيني أفكار شنيعة وقبيحة في ديني الإسلام الحنيف الحبيب أكرهها كثيرة تارة تبقى في نفسي وتارة أخرى أتلفظ بها مما يجعلني أفزع وأدخل في حالة هلع ونوبة خوف فأبدأ بالبكاء بهستيرية حينما أكون وحدي وضرب نفسي بشدة ظنا مني بأن هذه الأفكار مني أنا فأصاب باكتئاب شديد
وهذا الأمر أثر على شخصيتي وعلى حياتي وعلى دراستي كثيرا فقد كنت بفضل الله طالبا متفوقا مطيعا لله والحمد لله والآن لا أستطيع التركيز في دراستي لأنه بالنسبة لي ديني وإيماني أهم من كل شيء وأحس أن إيماني في خطر وديني في خطر.
ثم وردت فترة أين تحسنت قليلا ثم بعدها عادت الأفكار الكفرية القبيحة من جديد لكن لم أعد أحس بانزعاج منها فأقول بأنها مني هذه المرة فأحزن. ثم استشرت طبيبة نفسية شخصت لي دواءا بدأت بتناوله نسيت اسمه لكن لم يجدِ نفعا فقط لاحظت أنني لم أعد أبدي ردة فعل بنفس الشدة.
في الفترة الأخيرة قمت بتطوير رد فعل وسلوك قهري يتمثل في الغسل فكلما تردني هذه الأفكار الملحة وتقفز في عقلي وتكون شديدة لدرجة أحس أنها مني فأخاف إن كنت قد خرجت من الملة والعياذ بالله فأنطق الشهادتين وأغتسل بنية تجديد إسلامي والتوبة والدخول في الاسلام ومع مرور الوقت صار هذا الفعل منهكا ومتعبا جدا جدا فقد أصبحت أغتسل كل يوم وهذا صار يتعبني كثيرا وإذا حاولت المقاومة ولا أغتسل أبدأ بالخوف من أن أكون فعلا قد خرجت من الملة والعياذ بالله فصرت أؤخر صلواتي كثيرا حتى أغتسل وأطمئن أنني مسلم والحمد لله فأصلي وبذلك تفوتني صلوات كثيرة فيخرج وقتها وأعاني حتى أحافظ على الصلوات في وقتها،
أيضا أحتار إن كنت هل فعلا تلفظت بها أم لا؟ فأحاول إهمال التفكير لكني أتوتر من احتمالية أن أكون فعلا قد نطقت وأنا غافل وأحس بل قد أوشك أن أتيقن أنها مني وقد تلفظت.
وعندما أصلي تأتيني أفكار فظيعة وحين أقرأ القرآن الكريم أيضا وأحاول القراءة بتدبر كلما أمر على آية تذكر فيها النار ويذكر فيها الكفر أو الكافرون أخاف كثيرا وتأتيني أفكار فظيعة لا أستطيع قراءة القرآن الكريم بسلام بسببها.
فمثلا كنت ألعب مع أختي الصغيرة حينما جاءت في نفسي جملة "أنا كافر" والعياذ بالله فخفت وأحسست أني غير متأكد هل تلفظت بها أم لا؟ وأخاف أن أكون قد كفرت فعلا والعياذ بالله فأنا شاب أخشى الله وأخشى غضبه وأخشى عذابه وأحاول أن أتقيه في كل شيء وأحب الله وأحب الرسول صلى الله عليه وسلم وأحب ديني الإسلام وأخطط أن أحفظ القرآن كاملا في المستقبل وأصبح قارئا بتوفيق الله الواحد الأحد لكن هذه الوساوس دمرتني تماما ودمرت ثقتي في نفسي وأضعفت شخصيتي وصرت أحس بفراغ رهيب وأحس بفقدان الشغف في الحياة فإني أخاف على ديني وعلى إيماني كثيرا.
أنا شاب وأمامي حياة أريد أن أستغلها جيدا في سبيل الله والله شاهد على نيتي فلا أريد أن أدمر حياتي بسبب هذه الوساوس فأنا في معاناة شديدة وأليمة وصراع كبير لا يعلمه إلا الله الواحد الأحد وأخاف كثيرا أن أكون قد كفرت فعلا فأغفل وأموت على الكفر والعياذ بالله من ذلك أريد أن أموت مسلما تقيا وأن يكون الله تبارك وتعالى راضيا عني فقد تأثرت حياتي من كل جانب وصحتي النفسية ودراستي كثيرا بسبب هذا الابتلاء، ولكني راضٍ بهذا الابتلاء وصابر في سبيل الله والحمد لله دائما وأبدا.
أرجوكم أرشدوني إلى حل لمشكلتي وبارك الله فيكم وفي مجهوداتكم مسبقا
وجعلها الله في ميزان حسناتكم.
8/2/2023
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "شمس الدين" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
هذه الأعراض شائعة بين مرضى اضطراب الوسواس القهري من المتدينين، ولها تناول طبنفساني مثلما لها تناول شرعي، وهذا يعني أنها مرض يا "شمس الدين" ويجب عليك الصبر على علاجه من خلال التعاون مع مختصين وليس يكفي ما فعلته (استشرت طبيبة نفسية شخصت لي دواءا بدأت بتناوله نسيت اسمه لكن لم يجدِ نفعا فقط لاحظت أنني لم أعد أبدي ردة فعل بنفس الشدة) ... مريض الوسواس نادرا ما ينسى اسم عقَّار استخدمه خاصة حين تكون مرة في العمر يا ولدي إلا إذا كان استخدمه لأيام معدودة! وهذا لا يفيد لأن كل عقاقير علاج الوسواس تحتاج إلى الصبر الطويل حتى يظهر مفعولها الكامل واقرأ: وسواس قهري وعلاجه يحتاج الصبر.
تبدأ استشارتك بأنه كانت لديك (وساوس في الوضوء والصلاة ولكنك بفضل الله الواحد الأحد تغلبت عليها فصارت أقل حدة)... لابد أن تشرح كيف تغلبت عليها هل بتجاهلها؟ أم باللجوء لاحتياطات تقلل من احتمال حدوثها أي احتياطات التأمين؟ لأنك في الحالة الأولى تكون قد تصرفت بالشكل الصحيح، لكنك في الثانية تكون تساعد على إدامة الأعراض المرضية.
وأما الأفكار الوسواسية المتعلقة بالعقيدة وما تسميه كفرا وتخاف منه، وتنخدع كغيرك بحيله العديدة فهو يندرج بكامل أعراضه تحت مظلة وسواس الكفرية وإصابة الإنسان به تسقط عنه التكليف في كل ما يتعلق بسلامة العقيدة أو بالسب الكفري أو الكفر أيا ما كانت صورته، فهو غير مطالب لا بالرد عليه ولا بالتحقق من سلامة إيمانه من بعد حدوثه، ولا بالاستغفار عقبه، وهو لا يخرج أبدا من الملة بل يمكنك أن تقول أن لديه حصانة من الكفر! وستجد في الارتباطات أدناه ما يرد على كل تساؤلاتك، وننصحك بأن تعاود استخدام العقَّار الذي وصفته الزميلة، وأن تراجعها لترشدك إلى من يقدم العلاج السلوكي المعرفي الذي تحتاج إليه حالتك.
اقرأ على مجانين:
وسواس الكفرية: وسواس السب وسواس العقيدة
وسواس الكفرية: ولو نطق الكفر لا يكفر الموسوس!
وسواس الكفرية: عرض و.ذ.ت.ق
وسواس الكفرية: ليس كفرا، إنما أفكار وسواسية!
وسواس الكفرية: بطل الوسواس وثبت الإيمان!
وسواس الكفرية: لم أعد أشعر بالذنب!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>: وسواس الكفرية: التكفير بالغسل تطوير! م