وساوس كفرية وغيرها
السلام عليكم أولا قبل البدأ بالاستشارة لدي رسالة للمستشار: أ.د وائل أبو هندي حيث أنني قرأت استشارة عن وسواس خروج الريح وكان من الكلمات التي استخدمها بشأن الاستشارة: "بذمتك ذا كلام"، فوجب التنبيه أنه لا يجوز الحلف بغير الله كما بكلمة "بذمتك" جزاكم الله خيرا...
والآن مع استشارتي: بدأ الوسواس منذ أشهر لربما كان بدايته بالوضوء كنت كثيرة الشك بعدها بالصلاة بعدها بالطهارة بعدها بحدوث النجاسات والآن شيء أعظم وساوس كفرية ووساوس بذات الله! لأكون صادقة لربما بدأت أتخطاها لكن ما زالت تحاوطني وربما بشكل قليل لكن تحاوطني نعم أنا أؤمن بأنه لا إله إلا الله لكن كيف أتاكد أن "لا إله إلا الله" تخرج من قلبي؟ هذه الكلمات ليست مجرد عمل لفظي حيث يجب أن يخالطها عمل قلبي وعمل بالجوارح ... إلخ فأنا أصلي الحمد لله لكن كيف أتأكد أنني أطبق العمل القلبي!!! أي أن مصدرها القلب؟ أي أنني مؤمنة بذلك حقا؟؟؟ سأذكر لكم القليل مما يواجهني بشكل يومي تقريبا:
أحب أن أجالس أهلي لكن المشكلة أنهم يجعلونني أنفر من مجالستهم سواء بالأشياء التي يتكلمون بها أو بما يشاهدونه أو بما يقولونه لي من ألقاب لا أحبها ومن مدح وذم أيضا فهم عند الغرباء يمدحونني لكن عندما نكون وحدنا يبدأون بالذم والتعييب!! وهذا كان أحد أسباب وسواس الرياء الذي صاحبني وما زال
فأظل بالغرفة مغلقة على نفسي الباب والأفكار تلك تبدأ واحدة تلو الأخرى وأنا أظل أبحث عن أشياء فتاوي وفيديوهات تبطل تلك الوساوس أبدأ أتكلم مع نفسي وأقول لا هذا غير صحيح أنت تؤمنين بكذا كذا هذا الشيخ قال كذا كذا فأبدأ بالصراع ذاك...
المدرسة ترهقني لا أدري لماذا يرونني كمفتية!!! من قال لهم أنني أدرس العلم الشرعي؟؟ من قال لهم أنني طالبة علم أحفظ القرآن والأحاديث لأفتيهم؟؟ أنا لست كذلك!! يظلون يسألونني عن أمور بالدين كما لو أنني مفتية لكن هذا الأمر لا أحبه!! ينهكونني بالأسئلة أحيانا أجيب لكون الموضوع بسيط بالصلاة مثلا لكن هنالك أمور كبيرة جدا يسألونني عنها فلا أملك غير أن أعود للبيت وأستغرق الساعات بالبحث عن سؤالهم لإجابتهم، فتوى من هنا فتوى من هناك فتوى تلو الأخرى، هذا منهك
يمكنني القول أن عائلتي والمدرسة ومدح الناس كانوا أحد أهم أسباب بعض الوساوس منها الرياء، ومنها أيضا وساوس الكفر حيث آتي لأنصح فلان مثلا لأنه يفعل معصية الشيطان يأتي ويقول لي أنني أفعل ذلك حتى يمدحني فلان فأطرح هذا الفكر فيأتي بفكر آخر وهو أنني غير مسلمة لأنني كفرت فما الهدف من نصحه؟ رغم أنني مسلمة لكن هذا يشككني!!! هنالك شيخ أحب أن أرى فتاويه كلما فتحت فيديو له يأتي الشيطان ويقول لي أشياء كفرية أستحي أن أكتبها حتى ربما أشد الناس كفرا بزماننا هذا لو سمع الوساوس الذي يراودني لسخر مني!! أعلم أنه وسواس وأنه تافه أشد التفاهة لكنه عظيم!! ما الحل!
أيضا أثناء الدورة الشهرية... الصلاة تكون محرمة علي لكن الشيطان يوسوس لي كثيرا بالطهارة أنا لا أطهر بالقصة البيضاء ولا أعرف ما هي بالضبط حتى فتحديد طهري صعب خاصة عندما تنزل إفرازات صفراء/ بنية قليلة وأحيانا أطهر ثم بعدها أرجع حائض ثم ينقطع الدم ولا أدري أهذا طهر أم لا، أحيانا أقول لنفسي لنترخص بقول أحد الفقهاء بأن أنتظر نصف يوم أو يوم وليلة لأتحقق من الطهر لكن لا أدري أرى أن هذا خاطئ!!!
لكن الأمر ينهكني من كثرة الاغتسال وأيضا يوجد مرة ما صليت وأنا حائض كان ينزل علي دم بني لجهلي أو ربما لعنادي بكون هذا ليس بحيض أو ربما لوسواس الشيطان صليت كذا صلاة وهذا الدم ينزل ثم تبين أنه حيض هذا يجرني لارتكاب محرم شديد!! (الصلاة وأنا حائض)!! مهما قرأت من فتاوي عن الحيض وحالات تشبه حالتي إلا أنني أضيع ولا أفهم أهذا حيض أم لا أطهرت أم لا أغتسل أم لا هل آخذ برأي هذا أم ذاك أم الجمهور أم ماذا؟ والمشكلة أن أمي تظل تقول لي لا تصلي لا تصلي لا تصلي وأنا حقا لا أثق بأمي هي لم تثقفني بهذه الأمور أذكر عندما أتتني أول مرة قالت لي هذا لتكوني مستعدة لإنجاب الأطفال كنت تقريبا ١٢/١٣ سنة ولم أحصل على الكم الوافي من المعلومات إلى عمر ١٥-١٦ سنة
بدأت أبحث عن تلك الأمور من الناحية الفقهية لكن لا أفهم أستغرب من أولئك الشيوخ هم ذكور ويفهمون الأمر وأحكامه أكثر مني!! أنا وفتاة لا أفهم ما خطبي حقا؟؟؟
12/2/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "سنا" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
شكرا على التنبيه لمن يستخدم "بذمتك" بمعنى أتقسم بذمتك؟ أي بالمعنى الذي تقصدين والذي يبطن الحلفان، ... استخدامي واستخدام غالبية المصريين لا يحمل هذا المعنى إطلاقا إنما هي تعبير مثل "بجد" أو "فعلاً"؟ ... فخذينا على علاتنا هداك الله يا "سنا" وزادك سنا على سنا.
تبدئين استشارتك، بوصف شكل من أشكال بداية الوسواس القهري (عرض و.ذ.ت.ق)... الشك في أفعالك التعبدية الوضوء ثم الصلاة ثم التطهر ثم في العقيدة والإيمان ... لتكتمل الصورة المرضية وبحسب قولك حصل هذا خلال أشهر... وكونها حديثة يعني أن الأمل في التعافي السريع إن شاء الله أكبر.
سؤال مثل سؤالك هذا (كيف أتاكد أن "لا إله إلا الله" تخرج من قلبي؟) ربما لا يخطر على بال الإنسان الصحيح وأراه من علامات الوسوسة، لأن الإنسان أدرى بدواخله من غيره بلا نقاش إلا إن كان الإنسان من أصحاب السمات الوسواسية العالية كما في الشخصية القسرية ومرضى اضطراب الوسواس القهري، لأن لدى هؤلاء صعوبة بالغة في القدرة على التواصل مع دواخلهم نسميها عمَهَ الدواخل، تجعلهم أقل ثقة في معلوماتهم الداخلية من غيرهم، ولذا يلجئون لبدائل خارجية تعرفهم بحالاتهم الداخلية وهي نظرية طلب بدائل للحالات الداخلية ط.ب.ح.د وتجعلهم هذه الصعوبة أعلى قابلية لتصديق المعلومات الكاذبة عن حالاتهم الداخلية من غيرهم كذلك... هذه استنتاجات بنيت على نتائج دراسات علمية موضوعية حديثة، وأظن هذا يشرح لك لماذا عندما (يقول لي أنني أفعل ذلك حتى يمدحني فلان فأطرح هذا الفكر، فيأتي بفكر آخر وهو أنني غير مسلمة لأنني كفرت فما الهدف من نصحه؟ رغم أنني مسلمة لكن هذا يشككني!!!!!!) فعندما اتهمك بالرياء عجزت عن نفي التهمة (لأن هذا يحتاج تواصلا سلسا مع الدواخل) .. فطرحت الفكرة وتركت الفعل! (مع أن ترك العمل مخافة الرياء رياء) أي استسلمت... ورغم ذلك لم يسكت وإنما ألقى تهمة أنك كفرت فعجزت عن نفي التهمة (لأن هذا يحتاج تواصلا سلسا مع الدواخل)، وهذه أنت قابلة لتصديق ما يقول لعجزك عن التيقن من دواخلك! واقرئي لتفهمي أكثر: ط.ب.ح.د × و.ذ.ت.ق وتسأل هل هذا وسواس؟.
في مثل هذه الحالة يا "سنا" لا يطالبك الشرع باستشعار انعكاسات أفعالك الداخلية كما تطلبين (عمل قلبي وعمل بالجوارح ... إلخ فأنا أصلي الحمد لله لكن كيف أتأكد أنني أطبق العمل القلبي!!! أي أن مصدرها القلب؟ أي أنني مؤمنة بذلك حقا؟؟) ... هذه بالنسبة لك دوامة لا خروج منها ما دمت مريضة وسواس قهري وبالتالي فإن السلوك السليم هو تجاهل كل التساؤلات التي من شأنها التفتيش في الدواخل مثل النية (والرياء) والإيمان ...إلخ) لأن التفتيش في الدواخل : آفة الموسوس !
أظن أن بعض سمات شخصيتك قسرية (صاحبة ضمير مفرط) مثل الكمالية والحساسية المفرطة للأخطاء، وهذا ربما مستفز لمن حولك من ناحية، ومن ناحية أخرى يعطيهم الانطباع بانضباطك والتزامك فيعجبون بك، كما يدفعهم تفوقك وتميزك إلى ثقة فيك أكثر مما لديك بنفسك، لاحظي أنهم لا يعرفون شيئا مما يحدث في البيت (أعود للبيت وأستغرق الساعات بالبحث عن سؤالهم لإجابتهم، فتوى من هنا فتوى من هناك فتوى تلو الأخرى) وهذا بالطبع كما قلت منهك... لكن وراءه رغبتك أنت في الجدية والكمالية وإحسان العمل أكثر ما يمكن، وليس فقط طلبات زميلاتك.
ثم أصل إلى مشكلتك مع الطهر من الحيض، لأقول لك أن ما يجب على الموسوس هو أن يتحرى الأيسر من بين الفتاوى فيما يخص وسواسه بغض النظر عن المذهب، فلا معنى لأن تقتنعي أو لا تقتنعي حضرتك، وعليك انتقاء الأيسر وسأضع لك ما يعينك على الفهم من الارتباطات المتعلقة بالموضوع أدناه، لكن من المهم أن تعرفي أنك مطالبة بعلاج نفسك من أعراض الاضطراب النفساني الذي تعانين ويكون ذلك بالتواصل مع طبيب ومعالج نفساني مختص بعلاج الوسواس القهري.
اقرئي على مجانين:
القصة البيضاء ومسائل الحيض!
وسواس الطهر من الحيض! وسواس الكفرية!
وسواس النجاسة: الطهر من الحيض، وآية المحتاسة! م5
وسواس الطهر من الحيض : أصفر بيج رمادي
كيف أتطهر من الحيض؟ بدون وسواس!
وسواس قهري انتهاء الطمث الحيض
الوسواس القهري : الدورة ودم الحيض
وأخيرا ننصحك بالتواصل مع معالج نفساني للحصول على العلاج اللازم،
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.