المؤثرات وتفسيرها: برمجة العقل، وتشكيل المشاعر م. مستشار4
أنا عايزة حل!
أنا عندي 16 سنة وكنت متفوقة في الدراسة من صغري وتفكيري سابق سني في بعض الحاجات وعندي أحلام كبيرة جدا نفسي أحققها زي أني أسافر وأشتغل وأجتهد وكان دايما جوايا يقين أني أقدر أعمل ده كله وأوصله... أنا أمي اتطلقت من أبويا وأنا عندي سنة هو سابنا وأنا مش عارفة شكله حتى وبعدها اتجوزت من واحد تاني وأنا خمس سنين والحقيقة هو عيشنا في مستوي عالي وعمري ما طلبت حاجة إلا وكانت عندي ومش أساء لي في أي حاجة كبيرة ممكن تتقال بس أنا عمري ما حبيته وأنا صغيره بس أما كبرت شوية بالعكس شوفته إنسان عظيم جدا وبقيت بأخذه قدوتي في حاجات كتير
بس برضو فضل عندي كره لفكرة أنه موجود بسبب إن أبويا ذات نفسه مش عايزني ولا عمره فكر يسأل عليا فإزاي شخص غريب بيحبني زي بنته وفضل جوايا الشعور بالضعف وأنه واحد غريب بيصرف عليا لدرجة إن ده خلاني نفسي أمشي من البيت بأي شكل وفي آخر تالتة إعدادي سمعت عن مدرسة داخلية بتاخد الطلاب المتفوقين وفعلا قدمت عليها وعديت امتحاناتها وكنت كمان من أول 100 على مستوى الجمهورية بس مشكلتها إنه لازم أبات في المدرسة في حتة زي السكن الجامعي وبالرغم من أني عارفة إنه شخصيتي منغلقة لحد كبير وبفضل الخصوصية وكمان أنا كنت بخاف من الناس جدا من وأنا صغيرة (وبكره الموضوع ده في نفسي أوي) بس قولت هكمل في المدرسة عشان تبقى بداية أني أعتمد على نفسي وفعلا رحت بس بعد شهر واحد مقدرتش أكمل فيها لأني حسيت فجأة أني لوحدي مع أنه اتعرفت على ناس كتير جدا هناك في وقت قصير وكانوا دايما جمبي بس مقدرتش أني أفضل بعيد عن البيت مع أنه هو نفس البيت اللي طول عمري كنت بتمنى أني أسيبه عشان طول ما أنا فيه بحس بالضعف أنه حد مش من أهلي بيصرف عليا.
ومن أول ما رجعت من المدرسة دي وأنا كل حاجة اتغيرت معايا شعوري بالضعف اللي بكرهه جدا زاد أكتر لأني مقدرتش أكمل واعتمد على نفسي وبعد ما كنت بدأت أكون علاقات اجتماعية بقيت بتجنب الناس تماما وانعزلت على نفسي أكتر ودراستي اللي مش بقيت بفتح الكتاب غير ليلة الامتحان غير أني كنت برسم وبحب الأفلام بعدها كرهت الرسم والأفلام وعلاقتي بربنا ونظرتي للدين اللي اتحولت 180 درجة وأنا في إعدادي كنت بصلي الفجر في وقته حتى لو في الشتاء دلوقتي أنا اصلا مش بصلي وبعمل أي حاجة عكس الدين وخلاص زي أني بقيت بشوف أفلام إباحية من وقت للتاني أو بقعد أسمع موسيقى مع كرهي ليها في الأساس بس عشان حرام وخلاص فبسمعها
الكلام ده كله كان من سنة وشهرين وبعد ما سبت المدرسة دي والحالة الغريبة اللي بقيت فيها غير إن نومي وصل ل 12 ساعة ووزني قل لقيت من النت إن دي علامات اكتئاب المهم أني فضلت كده حوالي شهرين أو تلاتة لدرجة إنه كنت ممكن أقعد أيام بفكر أني أنتحر لحد ما مرة قعدت على سور شباك الأوضة بس خفت على آخر لحظة وبعدها بفترة ابتدت أجازة آخر السنة وقولت أنا لازم أطلع من الحالة وأعمل أي حاجة وفعلا بدأت أحسن الانجليزي بتاعي وشاركت في مسابقة عالمية والغريب أني اتأهلت لحد آخر مرحلة وكنت من 500 على مستوي العالم من ضمن آلاف قدموا ونزلت كمان اتطوعت في جمعية خيرية عشان أتعامل مع الناس بس هو شهر واحد بس ورجعت لحالة الاكتئاب تاني لما شوفت ولد كان معايا في إعدادي وعرفت أنه دخل نفس المدرسة الداخلي ومبسوط فيها ساعتها سبت المكان اللي كنت فيه وطلعت أمشي في الشارع لوحدي وأنا بفكر أرمي نفسي قدام أي عربية ولا لأ
ورجعت تاني لفكرة الانتحار ومن بعدها ووقفت كل حاجة كنت عملتها وكان عندي فكرة مشروع بسيطة على النت بس مكملتهاش وانعزلت على نفسي أكتر من المرة الأولي لمدة شهرين لغاية ما أمي بقت بتتخانق معايا على اللي أنا فيه وساعتها زوج أمي زعق ليا أنا كمان واتخانق معايا جامد كان أول مرة يعلي صوته عليا ساعتها حسيت بالضعف أكتر من الأول مع أنه قعد يكلمني بهدوء بعدها وقعد يقنعني إني لازم أطلع من اللي أنا فيه وبعدها حسيت أني لو فضلت كده أمي هتتعب مني جامد فقررت بين نفسي أنه هعمل اللي هما عايزينه وأنزل المدرسة لأني مكنتش بروح بعد أما سبت المدرسة الداخلية وأذاكر قدامهم وخلاص وعدى على الكلام ده حوالي خمس شهور بس أنا ماتحسنتش أنا بس مش بقيت بفكر في أي حاجة عشان مش يحصلي كده تاني ويكبروا الموضوع ونعيد كل ده ومبقتش عايزة أذاكر أساسا وحتى أنا دلوقتي مش عارفة أنا هدخل كلية إيه أو إيه أحلامي أنا المفروض السنة الجاية أختار إذا كنت هبقى علمي رياضة ولا علوم بس أنا حتى مش بقى فارق معايا كل حاجة زي بعضها
حتى بقيت بشوف اللي أقل مني في كل حاجة في مستوى اجتماعي واقتصادي وحتى فكريا بقوا أحسن مني في دراستهم وحياتهم دلوقتي وأنا في حالتي دي مش قادرة أقوم أذاكر حتى أنا بعت لكم عشان مش بقيت عارفة أعمل إيه بقيت عايشة اليوم من غير أي هدف فيه بستناه يخلص عشان أنام وأصحى أعيد اليوم تاني... أنا مش عايزة أنتحر عشان هتعذب في الآخرة ولا عايزة ألتزم بديني لأنه في حاجة بتمنعني من كده مش عارفة إيه ولا عايزة أفكر حتى في مستقبلي لأنه مش بقى عندي أي حلم عايزه أوصله ومش هعرف أروح لأمي أقولها بنتك عايزة تتكلم مع دكتور نفساني لأني مش هستحمل أشوف نظرتها ليا بعد كده
غير أني مش عايزة أخلي على جوز أمي مصاريف زيادة من ناحيتي حتى مع حالته المادية الكويسة جدا أنا بس عايزة منكم خطوات محددة أعملها عشان مش أدخل في حالة اكتئاب تاني الله أعلم هخرج منها عايشة ولا لأ ... وشكرا لو حد قرأ الرسالة.
22/2/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
للسائلة نقول إن ما تصفينه هو مزيج من أزمة هوية طبيعية يمر بها الجميع أحيانا في مرحلة المراهقة وبين اكتئاب عنيف يعصف بك أثناء هذه المرحلة... فمرحلة المراهقة هي مرحلة انتقالية غالبا ما يحتار الإنسان فيها بين طرق عدة لمستقبله وأشكال عدة لشخصيته لا يعرف بالظبط أيا منها يريد أن يكونه، ويتخلل ذلك تقلبات مزاجية حادة أحيانا، ولكن قصتك لا تخلومن جوانب إيجابية كتفوقك الذي أدى بك إلى المدرسة التي تحدثتي عنها وتدينك الأصلي الواضح، وربما كان من العوامل التي تصعب عليكي عبور هذه الأزمة هي شعورك بالهجران من جانب الأب مما يفقدك الثقة به والتالي يفقدك الثقة بنفسك وبالعالم.
وأنصحك هنا أن تسامحي هذا الأب وتتجاوزي شعورك بالغضب تجاهه، فأنت لا تدري ماذا حدث له وماذا يمر به من ظروف، وربما كان هو أيضا مظلوما تم هجرانه من الآخرين حين كان يحتاج إليهم ، ولتحمدي الله أن وفر لك أبا بديلا يرعاك ويخاف عليك، وهذا ليس عيبا بل يحدث كثيرا أن يكون الوالد البديل أفضل وأكثر أداء لواجبه من الوالد الأصلي، وأما الاكتئاب الذي تمرين به فيعد اكتئابا مرضيا يجب أن تشمري لمقاومته وإيقافه عند حده قبل أن يدمر حياتك الناشئة، وانتبهي إلى أن بعدك عن الدين رغم تدينك الأصلي قد يكون أحد أعراض هذا الاكتئاب، فالاكتئاب يؤدي بالشخص إلى السخط على الحياة وعلى العالم وبالتالي السخط على الإله الذي خلق هذه الحياة وهذه الظروف.
فذكري نفسك بنعم الله عليكي الكثيرة وأشعريها بالامتنان لما حباك الله به من إيجابيات كوجود أم حانية وذكاء حاد وسمع وبصر ... إلى آخر النعم التي حرم منها الكثيرون، واستبدلي كل فكرة سلبية تؤدي بك إلى الإحباط واليأس بفكرة أخرى إيجابية تدفعك إلى الأمل والعمل.. واطردي عنك فكرة الموت فليس الموت حلا لأي مشكلة يمر بها الإنسان.. وإن لم تقدري على مقاومة الاكتئاب وحدك فلا تخجلي من طلب المساعدة من طبيب أو معالج مختص فهذا ليس عيبا، ولا أظن أن والدتك وزوجها سوف يبخلون بذلك عليك لأن العلاج من احتياجات المريض الأساسية كالطعام والشراب،
واطلبي المساعدة من أهل الاختصاص فلكل داء دواء والله المستعانويتبع>>>: المؤثرات وتفسيرها: برمجة العقل، وتشكيل المشاعر م. مستشار6