السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكر لكم اهتمامكم بمشاكل الشباب في وقت قلَّ فيه المخلصون. أنا طالب مقبل على المرحلة الثانوية، وكما هو معروف فهي مرحلة حاسمة، وفيها يتفتح الشاب عاطفيا، ومشكلتي بالتحديد أنني كنت ممن قدّر عليه أن يحب إحدى قريباته، وكانت بداية هذا الأمر منذ خمس سنوات حيث كنت صغيرا للغاية. ونظرا لصلة القرابة القوية بيني وبينها فإن الحواجز كانت بيننا شبه معدومة، وهو ما زادني تعلقا بها، ولكن نظرا لكون عائلتنا ملتزمة - والحمد لله - فلم يعد بالإمكان أن يستمر اجتماعنا، ونحن لا نسمح بذلك، حتى لو أمكن.
ومن هنا بدأت أشعر الحرقة والحزن اليأس، وبدأت حالتي تتدهور، وبدأت دراستي تتراجع، بعد أن تعودت أن أحصل على الدرجة الأولى بتميز، حاولت أن أبعد هذه الأفكار مرارا، بحثت ونقبت وجربت كل الطرق وعملت بكل أقوال كبار العلماء، لكن من غير جدوى.
وأنا الآن أقف حائرًا، وألمح مستقبلا مظلما إذا استمر بي الحال، لا أدري ماذا أفعل؟ ومما زاد الأمر تعقيدًا أن أهلي وأهلها أصبحوا على علم بأمري، فلجئوا إلى نصحي ووعظي فكنت لا أستطيع لهم سمعا، حتى صلاتي أكاد لا أعلم ما أقول فيها، وفي نهاية المطاف طلبوا إليَّ أن أذهب إلى طبيب نفسي فرفضت.
وقد تشابكت الأمور وكثرت المقولات، وأنا أنتظر انتهاء (مرحلة المراهقة) والتي تُنسب إليها هذه التصرفات، ولكن ماذا يفيدني انتهاؤها بعد أن أكون قد دمرت مستقبلي بيدي؟ أرجوكم إذا كان لديكم أي حل أن تفيدونا به، ولكم جزيل الشكر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
11/2/2023
رد المستشار
الابن العزيز "عياش" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، من المعتاد أن تشتعل المشاعر في هذا السن وتكون قوية جدا وتستحوذ على الشخص، ولكن إذا وصل الأمر إلى تأثيرها على صحته الجسدية والنفسية أو كانت حائلا أمام أدائه لواجباته الدراسية أو القيام بما هو مطلوب منه في حياته فهنا لم يصبح الأمر حبا عاديا، بل تحول إلى وسواس الحب وأحيانا إدمان الحب، فالحب الطبيعي يدفع الإنسان إلى أن يرتقي علميا وخلقيا واجتماعيا ليكون جديرا بمحبوبته، ولكن الحب المرضي هو الذي يؤدي إلى تدهور صحة الشخص وحالته النفسية والدراسية والعملية.
وأهلك محقون حين نصحوك بالذهاب إلى طبيب نفساني، والذهاب لطبيب نفساني ليس عيبا، والمرض النفساني ليس وصمة فأنت تحتاج لعلاج متخصص قد يكون في صورة جلسات علاج نفساني وقد يصاحب ذلك تعاطي بعض الأدوية التي توقف فرط التفكير الوسواسي أو الإلحاح الإدماني المربك والمضني لك. وبجانب ذلك تحتاج لتوسيع أفق حياتك فتهتم بعلاقتك بباقي العائلة وبأصدقائك في المدرسة وأن تمارس نشاطات متعددة كي لا تكون طاقتك النفسية كلها موجهة نحو تلك العلاقة العاطفية.