أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاما، أكملت دراستي والحمد لله بنجاح، تبدأ المشكلة من أنني أشعر بفراغ كبير وخاصة بعد إنهاء الدراسة يزداد هذا الشعور، وعندما تحكي لي صديقاتي عن ارتباطاتهن العاطفية الجادة أحس بالنقص؛ لأني لم أمر بأي تجربة في حياتي رغم أني لا ينقصني شيء.
والمصيبة أن الشيطان وسوس لي بالعادة السرية، وأصبحت مدمنة لها، وأنا أرجع وأستغفر وأكثر من الصيام والصلاة، لكن سرعان ما أعود وأضعف. إني أتعذب وأخاف أن ينزل بي غضب الله، أرجوكم ساعدوني.
25/2/2023
رد المستشار
بنيتي الكريمة، هل تعرفين أين تنمو وترتع الحشرات الضارة والهوام والعناكب؟! إنها تنمو وتجد لها مرتعا في البيوت الخربة والمهجورة، ولكننا لا نجدها في البيوت العامرة بسكانها، وحالك أنت الآن مع نفسك يشبه إلى حد كبير هذه البيوت المهجورة؛ حيث انتهت دراستك، وأصبحت حياتك فارغة من أي اهتمامات جادة، وبالتالي لم يعد يشغل بالك إلا أمر انتظار العريس المرتقب، تبيتين الليالي حائرة تتساءلين: متى يأتي؟ ومتى أستمتع بصحبته؟ ومتى... ومتى... ولماذا؟!
أسئلة كثيرة ومشروعة، ولكنها يجب ألا تكون شغلك الشاغل ليل نهار، وذلك لأنه من المسلّم به أن الزواج رزق، وأن الرزق يأتي في موعده إذا أحسن الإنسان السعي، ولأنه أصبح ملحوظا لكل من له عينان أن سن الزواج قد تأخرت بالشاب والفتاة بسبب ما نعانيه من ظروف مادية طاحنة، وفي هذه الظروف لم يعد مستغربا أن تظل الفتاة بدون زواج حتى الثلاثين أو ما بعدها؛ فهل يعقل أن تهدري أحلى سنوات العمر في البحث عن إجابات لأسئلة لا يعلم أحد إلا الله سبحانه وتعالى إجاباتها؟!!! وهل يعقل أن تضغطي باستمرار على مشاعرك وعلى نفسيتك بهذه الأسئلة؟ وهل يعقل أن تتركي نفسك نهبا للأحزان؟ أم أن الأولى بك أن تنهضي من غفوتك، وأن تنفضي عنك غبار التساؤلات لتبدئي في ممارسة عمل ما أو نشاط يساهم في ملء غرفات نفسك بكل خير بدلا من أن تتركيها فارغة ومرتعا للأفكار والتساؤلات المعوقة.
وقد يكون التساؤل المطروح هو:
لماذا فعلا لا يفكر شبابنا في مجتمعه؟ ولماذا لا يوجه كل ما فيه من طاقات مختزنة لخدمة هذا المجتمع؟ والإجابة قد لا تكون سهلة، ولكنني أحسب أن الخلل في نظمنا التعليمية والتربوية التي تنشئنا على الأثرة والأنانية؛ فالمهم أن أنجح أنا، والمهم أن أتفوق أنا، والمهم أن أكون أنا الأول وليذهب غيري إلى الجحيم.
ورغم أن ديننا يذخر بمعاني الحث على مساعدة الغير من قبيل: "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"، و"ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" و"ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة" .. فإننا تجاهلنا هذه النصوص، أو أصبحنا نرددها بألسنتا ولا تتحرك بها جوارحنا.
ومن العجب أن الجامعة الأمريكية تربي طلابها على معاني الانتماء للمجتمع، ويغيب هذا الفهم وهذا المنهاج عن جامعاتنا الوطنية؛ حتى إن الجامعة الأمريكية استضافت يوما عن التطوع نظمته هيئة من هيئات الأمم المتحدة مع مجموعة من الجمعيات التنموية المصرية، ولقد شاركت في هذا اليوم بوصفي عضوة في مجموعة تسمى "مجموعة الجنوب"، وهذه المجموعة تهدف لدعم العمل الأهلي والتطوعي من خلال 3 محاور رئيسية، وهي: الإعلام والتوعية، والتشبيك Networking، والتدريب.
والمهم أنني في هذا اليوم قد تعرفت على مجموعة من الجمعيات، ويمكنني أن أرشح لك جمعية رسالة لتتطوعي بالعمل فيها؛ ذلك لأن بها الكثير من مجالات العمل المختلفة التي تمكنك من اختيار ما يناسب قدراتك وميولك، ويقيني أنك ستكتشفين ذاتك بالفعل بعد أن تنخرطي في أنشطة الجمعية، وستقل مساحة تفكيرك في الحب والجنس إلى الحد المعقول والمتوازن.
وأعتقد أنه من المفيد أن تطالعي هذه الروابط التالية: "انتهاء الصلاحية.. بين العنوسة والعادة السرية"، "انتهاء الصلاحية ونظرية هدّ الحيل".
ووجود الأهداف الجادة في حياتك سيقضي أو يقلل كثيرا من حجم ممارستك للعادة السرية، وعموما فقد فصلنا من قبل في برامج معالجة هذه العادة، وأكدنا مرارا على أن أسوأ ما في هذه الممارسة أن الشيطان يستغلها ليقنع الإنسان بأنه أسوأ من في الأرض، وأنه مطرود من رحمة الله، والأمر غير ذلك، وفي هذا الإطار يفيدك أن تطلعي على الروابط الموجودة في الصفحة التالية: نفسجنسي: العادة السرية إناث، استرجاز Masturbation