محبة أنا.. وبين هذا وذاك فما العمل؟
محبة أنا لزوجي.. محبة أنا لأولادي.. محبة أنا لحياتي الأسرية الهادئة الهانئة.
محبة أنا لزوجي.. محبة أنا لأولادي.. محبة أنا لحياتي الأسرية الهادئة الهانئة.
كانت هذه كلمات أردتها أن تكون مدخلا لمشكلتي - إن صح التعبير - التي أعيشها، فأنا متزوجة وأم لثلاثة أطفال، مهندسة وموظفة، نعيش نحن الخمسة حياة هادئة هانئة، أحب زوجي ويحبني، ويعمل كل منا على راحة ورضا الآخر، ويعمل كل منا على تحسين المستوى المعيشي المادي والمعنوي.
في يوم طرح زوجي موضوعا للنقاش، ألا وهو (تعدد الزوجات)، فناقشنا الموضوع بصفة عامة، لكنني لم أسترح لذلك فطرحته مرة ثانية، فعلمت منه أنه، ومنذ سنوات مضت، يرغب في الزواج مرة ثانية، وأكد لي أنه متمسك بي، ولن يفرط في.
في يوم طرح زوجي موضوعا للنقاش، ألا وهو (تعدد الزوجات)، فناقشنا الموضوع بصفة عامة، لكنني لم أسترح لذلك فطرحته مرة ثانية، فعلمت منه أنه، ومنذ سنوات مضت، يرغب في الزواج مرة ثانية، وأكد لي أنه متمسك بي، ولن يفرط في.
صدمت.. فسألته عن السبب، لعل شيئا ينقصه؛ فأعمل على توفيره له، فذكر لي مجموعة أسباب لم أقتنع بها، وأصررت على طرح الموضوع تكرارا ومرارا، حتى باح لي بالصراحة المؤلمة.. إذ إنه يرغب في أن تكون له امرأة ذات جمال طبيعي، وأنه معي لم يتمكن يوما من إشباع رغبته الجنسية؛ لكوني متوسطة الجمال، وما منعه من تحقيق رغبته إلا عدم توفير المادة، فمن الممكن أنه في يوم من الأيام القريبة أو البعيدة أن يحقق ذلك، عندها لا يمكنني أن أستمر معه؛ فأنا شديدة الغيرة، أغير عليه حتى من أمه وأخواته، ولكن تبقى هذه أمه وهؤلاء أخواته، فكيف بوجود امرأة أخرى في حياته، وحاولت أن أتخيل الموضوع وكأنه حقيقة فلم أتحمله، فكيف لو كان واقعا؟!
بالإضافة إلى أن أولاده متعلقون به بشكل رهيب، فبمجرد تأخره قليلا يكثرون في طرح الأسئلة عن سبب ذلك، وعن مكان وجوده، ومتى سيعود.. كذلك لا يمكن أن يهدأ لي جفن بالليل أو بالنهار حتى أراه بين أفراد أسرته، ولو طال تأخره فأنا أنتظر رجوعه دائما للبيت بفارغ الصبر.
فيا إخواني ويا أخواتي ما العمل؟
رجاء توجيه نصائح لكلا الزوجين، والله يجزيكم عنا خير الجزاء.
25/2/2023
رد المستشار
قرار "التعدد" هو في الحقيقة بيد الزوج، وليس بيدك أنت، وأتصور أن هذه مسؤولية ثقيلة قد ألقى الله بها على كاهل الرجال، وقرار الزواج الثاني ليس سهلا، وهو يحتاج لحكمة شديدة، وبصيرة ثاقبة حتى يتأكد الزوج أنه فعلا حل، وليس مشكلة جديدة.
فالزوجة الثانية ليست مجرد مصدر للمتعة المفقودة مع الأولى، وإنما هي في الحقيقة "مسؤولية" جديدة تضاف للمسؤوليات القديمة، وتقتطع حصة ضخمة من الوقت والمال والجهد، كما أن هذا الارتباط هو بداية طريق جديد مع امرأة أخرى ذات طابع مختلف، ثم قطع شوط مجهد للوصول للتفاهم والتوافق.
ولكني أعود وأقول: إن هذا الكلام ليس من المفيد أن يوجه لك أنت، وإنما زوجك هو الذي يحتاج للتفكير فيه قبل أن يقدم على قراره.
وأتصور أنك لست الشخص المناسب لمناقشة زوجك في الأمر؛ لأنك لست طرفا محايدا؛ ولذلك يحتاج زوجك لوسيط أمين وحكيم، كما أنه لن يستطيع أن يكون صريحا معك تماما.
هذا الوسيط عليه أن يناقش معه أمرين هامين:
الأول: هل درجة حرمانه من الإشباع الجسدي تصل إلى حالة لا يمكن احتمالها، بحيث لم يعد هناك حل سوى الزواج الثاني بكل مسؤولياته وأعبائه ومشاكله؟
الثاني: هل هو يملك من القدرة النفسانية والحكمة وحسن التصرف ما يجعله قادرا على استيعاب نار الغيرة المشتعلة بين الأولى والثانية، وكذلك الثورات المتتالية، وتغير المزاج، وتبديل طريقة المعاملة من الزوجة الأولى؟في كثير من الأحوال - كما رأيت في تجارب سابقة - نجد أن الزوج يعيد حساباته ويؤثر السلامة.ولكن في أحوال أخرى يكون الزواج الثاني هو الأنسب له، وعندئذ نجد أنفسنا أمام المعادلة التالية:إذا لم يتزوج زوجك بأخرى، فإنه سيعاني من ألم "الحرمان" من احتياج جسدي يطارده، أما إذا تزوج فإنك أنت ستعانين من ألم "الغيرة" على حبيبك الذي تشاركك فيه امرأة أخرى!! أي أن أحدكما سيتألم حتما.ويأتي هنا السؤال والاختبار: من منكما سيكون "الألم" من نصيبه؟ وأقول مرة أخرى: ليست الإجابة في يدك، وإنما كل ما تملكينه الآن هو البحث عن هذا الوسيط، وتقديم أفضل ما لديك لزوجك، ثم الدعاء لله تعالى أن يوفقه لما فيه الخير لك وله ولأبنائكما.