أنا شاب مصري، أبلغ من العمر 25 عاما وأعمل محاميا تحت التمرين في دبي. خاطب فتاة أمريكية حديثا وقد أسلمت منذ عامين بعد مساعدة بسيطة منى في ذلك والحمد لله ننوى الزواج قريبا ونحب أحدنا الآخر بشدة ونعتقد أننا مسلمين جيدين.
مشكلتي الأساسية هي التأثيرات الخارجية على عائلتي وعائلتها، أصدقاء عائلتي دائماً ما يذكرون أبواي بكم الزيجات الفاشلة بين المصريين والأجانب، وعائلتها يرون المصريين كشعب نامي ودولة نامية لا يرقون للتعامل مع العقلية الأمريكية ومن المستحيل أن أتوافق مع ثقافتهم ومن المستحيل أن تتوافق هي مع ثقافتنا (مع العلم أن ذلك غير صحيح على الإطلاق).
فقد سافرت للولايات المتحدة سابقا والعديد من دول أوروبا والحمد لله أعتقد أني أستطيع التعامل معهم بطريقة ممتازة، وكذلك هي، بعدما أسلمت، أصبحت أقرب للعقلية العربية المسلمة. الوضع الآن أن أهلي وأهلها يريدون لنا السعادة، ولكن بعيدا عن بعضنا البعض.
مشكلتي الكبرى هي أن بعض الأصدقاء يقولون لي أن بعد الزواج، سوف أظل أتذكر علاقاتها السابقة قبل أن تسلم والتي قد صارحتني بها بدون أن تكذب حتى أعرف كل شيء عنها.
وهذا شئ جميل في حقها، أنا لا أهتم بهذا الماضي طالما أنا معها، لا أتذكر إلا أنني أحبها بجنون وأنها أجمل شيء رأته عيناي، ولكن عندما تسافر لأهلها وتبعد عني، تنتابني الوساوس بخصوص ماضيها.
أنا أعلم وأثق أنها مسلمة ممتازة الآن من المستحيل أن تعود إلى ما كانت عليه، ولكن الشيطان يستمر في الوسوسة لي مستغلا أنها بعيدة عنى ويظل يذكرني أنني لن أكون أبدا أول رجل يعاشرها أعلم أن إسلامها وتوبتها تغفر لها كل ماضيها.
ولكن كيف أتخلص من هذه الوساوس القاتلة؟ وهل هذا الأمر من المفروض أن يأخذ جانب من التفكير والانشغال به؟ أم أن الماضي هو من الماضي والتفكير به لن يجدي كما يقولون؟
أحد المشاكل الأخرى لنا هي أنها غير مقتنعة بوجوب طاعة الزوجة لزوجها، كونها أمريكية، فهي تعتقد أن الطاعة هي أمر من أمور العـبـيـد وليس الزوجات.
قلت لها أن الأمر ليس كذلك وأنها ستكون مستشارتي الأولى في كل أمور حياتي، وأن الطاعة ستكون في أمور محدودة جدا عندما نختلف كليا ولا نستطيع الوصول لحل وسط، مثل أن تكون راغبة في الخروج في يوم من الأيام وأنا أمنعها لأسباب هي غير مقتنعة بها، ولكنها غير مقتنعة حتى الآن بكلمة "طاعة" الزوجة لزوجها، أنا أعذرها لثقافتها وتربيتها الغربية.
ولكن ماذا عساي أن أفعل حيال هذا الأمر؟ آخر أمر هو الحجاب، هي مقتنعة أنه طالما ارتدت المرأة ملابس محترمة، فليس هناك داعي لغطاء الرأس، مثلها في ذلك مثل الرجل، وأضافت أن النساء أيضا من الممكن أن يثاروا إذا رأوا رجلا مثيرا، فلماذا ليس على الرجال أن يرتدوا ملابس واسعة وتغطي كل جسمهم مثل المرأة؟
أعتذر عن الرسالة الطويلة، ولكنكم تتفهمون أهمية هذا الأمر لي.
جزاكم الله خيرا
25/2/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي... أنت وبدون أن تدري أجبت على نفسك بنفسك ببساطة.
لأنك عرضت نقاط خلاف جوهريه جدا قد تهدم البيت من أساسه وهو ما يحاول أهلك وأهلها إيضاحه لكما، وأنت تراه بعين العقل ولكن عين القلب تجري وراء مشاعرها فتضع علي هذه المشاكل أو الخلافات غلالة تخفيها ... فلا ترى إلا أنكما تحبان بعضكما البعض بجنون وأنك لا تريد العيش مع سواها،جميل جدا ولكن بعد أن تهدأ السكرة ستأتي الفكرة بكل ما ذكرته أنت
نعم الإسلام يجب ما قبله، وسبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا، والمفروض ،أكرر المفروض أنه ما كان لك أن تعرف شيئا عن ماضيها بل كان الأولى أن تدفنه هي ولا تحدثك به ... إنما ما حدث قد حدث، وعلاقاتها قبل الزواج والأشخاص الذين أقامتها معهم أصبحوا معروفين لديك، وهذا شئ لا يؤثر فيهم كغربيين، فهل أنت قادر على أن تفعل مثلهم؟؟؟
وحدك يجب أن تعالج وسواسك وشكك، لأنه لو استمرت هذه الوساوس لن تهنأ ولن ترتاح كلما تحركت بين أهل بلدها، ولا أحد يستطيع أن يساعدك في تخطي ذلك إلا نفسك.
ثم تأتي مسألة الطاعة أو القوامة والتي لا ترى لها هي ما يبررها، لك أن تقبل ذلك أو ترفضه.
هي واضحة وصريحة يا ولدي ولا تخفي شيئا وهذه سمة غالبة على هذه الشعوب المتقدمة التي تثق في نفسها وتعتز بكيانها جدا.
ونحن نختلف عنهم اختلافا كبيرا في أننا كثيرا وليس أحيانا نتحدث بم لا نشعر به ولا نقتنع، نقول أشياء لأنها يجب أن تقال حتى لا نبدو رجعيين أو متخلفين، إنما ما هو في القلب أو في اليقين شئ مختلف.
سأذكرك بفيلم قديم ... لم يناقش زواج الأجانب ولكنه ناقش اختلاف القول عن العقيدة،
والحديث هنا لا علاقة له بالعقيدة الإيمانية بل أنا أتكلم عن كل الموروثات المتغلغلة في نفوسنا والتي لا يمكن انتزاعها بسهولة وهي تختلف من شخص إلى آخر حسب بيئته ودرجة اختلاطه بالغير ولكنها ابدا لا تختفي إلا عند الجيل الثالث المقيم بين الغرب لأنه الجيل الذي أصبح فعلا بعيد عن الجذور.
هذا الفيلم هو أين عقلي. حين كان الأستاذ الجامعي صاحب الدكتوراه من أوروبا بين برد عقله الذي يعترف بالحرية ويتقبل الصواب والخطأ وبين نار مورثه القديم الذي حفرته في ذاكرته ومشاعره ليلة دخول أخته، وشكل المنديل يحمل شرفها والناس تزغرد وتضرب نار.
لم يستطع أن يرفض زوجته التي اعترفت له أنها أخطأت مع خطيبها السابق الذي مات قبل زفافهما بأيام، فالعقل والتربية والتعليم في أوروبا يجعل الوقوف عند هذه النقاط الصغيرة ضرب من ضروب التخلف.
ولكن في داخله كانت النار تأكله، نار الموروث أنها قد سلمت نفسها لغيره، وبالتالي هو ليس كريما ولا شريفا مثل أبيه وجدوده وأعمامه وكل أهله، فكان أن تمزق هو شخصيا وانهار كإنسان.
ليس هذا وقت الأفلام وأنت لست هو، وهي ليست البطلة، أنا فقط حاول أن أضع أمامك كلامك أنت شخصيا كما أراه.
أنت تشتهيها يا ولدي أكثر من رغبتك في إقامة أسرة معها، وعندما تنطفئ نار الشهوة سيظل الاختلاف الذي يبدو حسب وصفك أنت وليست رؤيتي أنا كبيرا.
القرار لك، والبيوت لا تبنى على شهوة، ويستحسن وضع دستور لحياتكما الزوجية يقبله كلاكما، حتى تتجنبا المشاكل لاحقا، فإذا وافقت على مضض لتتزوجها لا تتصور انك ستحصل على أي تغيير بعد الزواج فهو لا يحدث أبدا.
واقرأ أيضًا:
زواج الثقافات: جدل الشمال والجنوب
زواج الثقافات: أهم من لون الجلد!