أود أن أوجه الشكر لجميع القائمين على هذه الزاوية الرائعة.. لن أطيل عليكم.. مشكلتي تكمن في أنني عُقد زواجي على أحدهم، وهو شخص مواصفاته جيدة جداً، وأنا مقتنعة بهذه المواصفات من الناحية العقلية وكان لتمسك أهلي بهذا الشخص أثر كبير في موافقتي عليه، غير أنني عندما رأيته للمرة الأولى لم أعجب بشكله كثيراً ربما لأنه لم ينطبق على الصورة التي رسمتها لشريك حياتي ولو حتى قليلا.
حتى طريقة كلامه لم تعجبني، ولكنني في نفس الوقت راضية تماما عن أخلاقه ومواصفاته وتدينه وشخصيته ومؤهلاته العلمية، وفيه معظم المواصفات التي أريدها. والحقيقة أنه بعد عقد الزواج رأيته يختلف عن المرة الأولى تماما في طريقة كلامه؛ فقد أعجبني كثيرا، وأيضا شكله أفضل قليلا عما رأيته في السابق، وبإمكاني أن أقول إنني بدأت أهتم به، لكن دون أن أحبه أو أتعلق به بشدة، وبالنسبة لي فهذا أمر أساسي ومهم لأنني عاطفية وحساسة جدا بطبعي.
الآن أجدني أجلس معه ساعات طويلة وأنا مستمتعة بالحديث فأنا أحب التعرف على الناس الجدد، لكنني لا أستطيع أن أتخيل نفسي وأنا أمنحه أي شيء من حقوقه كزوج، وأنا لا أمكنه من الاقتراب مني أو حتى لمس يدي.. مع أنني أحيانا أشعر بالحاجة لرجل، لكن كل ذلك بيني وبين نفسي، أما في الواقع فأنا أرتعد خوفا من ذلك، وأشعر أنه كأخي أو أحد من محارمي الذين أحبهم كثيرا ومتعلقة بهم بشدة لا أكثر ولا أقل.
أرجوكم أرشدوني..
فأنا لا أريد أن أظلم أحدا معي، وطبعا لا يتمنى أي شاب أن يقترن بامرأة لا تمنحه حقوقه المشروعة.
28/2/2023
رد المستشار
أختي الكريمة، تسلسل الحديث في السطور الأولى من رسالتك منطقيا ولا مشكلة فيه، فقد بدأت علاقتك بخطيبك بصورة تقليدية ولكنها مقبولة، وهي إعجابك به على مستوى الأخلاق والصفات، مع عدم وجود الحب الساخن؛ لأن خطيبك ليس كالصورة التي في خيالك، وكل هذا أمر طبيعي؛ فمن الطبيعي أن ترسم الفتاة أحيانا صورة لفتى أحلامها من الخيال، ثم لا تتطابق هذه الصورة مع الواقع، فتحتاج إلى بعض الوقت حتى تتأقلم على الصورة الجديدة الواقعية.
ثم انتقل إعجابك به بعد ذلك لمرحلة أعلى، وهي مرحلة الحب "الأخوي" -كما تسمينه، حيث ظهرت أعراض جديدة، وهي الارتياح النفسي والاستمتاع بالكلام معه لفترات طويلة، وهذا أيضا تطور طبيعي ومنطقي وطيب. ثم جاءت عبارة واحدة في كلامك -عبر هذه السطور ذات التسلسل المنطقي- وخرجت عن هذا السياق المتدرج المنتظم؛ حيث تقولين إنه برغم هذا التحسن في مشاعرك تجاهه إلا أنك لا تتخيلين أنه يلمسك أو أنك تعطينه حقه كزوج!!
وأمام هذه العبارة أجد أن لدي احتمالين: الاحتمال الأول: على الرغم من أنك لم تذكري لنا شيئا عن المدة التي قضيتها في التعرف على خطيبك (قصيرة أم طويلة)، وعلى الرغم من أنك تأخرت كثيرا في طلب العون والسؤال حتى تم عقد الزواج، فإن موقفك مع خطيبك قد يكون أحد صور الحياء الشديد.
وفي مثل هذه الحالة فإنك ستلاحظين أن التحسن سيستمر مع مرور الوقت، وأن هذه الرهبة ستزول مع اللمسات الأولى، فالحياء يشبه الحاجز الذي يحول بينك وبين هذا النهر اللذيذ، وبمجرد أن تتسلل بعض قطرات من مياه هذا النهر بالتدريج خلال هذا الحاجز فتتذوقيها وتستمتعي بها فحينها يسقط الحاجز فورا وتلقائيا ليتدفق فيضان المياه ويروي الأرض اليابسة التي كانت قد اعتادت على الجفاف. ولكن قد تكون طبيعة المرحلة العمرية التي تمرين بها -إن صحت بياناتك- هي التي تزيد من هذا الشعور بالخجل؛ فأنت ما زلت في سن المراهقة، وفي هذا العمر غالبا ما تكون المشاعر مضطربة ومتناقضة -أحيانا- وغير واضحة، ولكن مع الوقت تنضج وتتبلور.
الاحتمال الثاني: أن يكون لديك مشكلة نفسية ما متعلقة بنظرتك للعلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة. وأنت في الحقيقة لم تذكري لنا أي معلومات خاصة بهذا الجانب، فهناك بعض التساؤلات التي نحتاج إلى إجابتك عليها:
• ما طبيعة العلاقة بين والدك ووالدتك؟ هل هناك حب وتفاهم؟ أم اضطراب وتناحر؟ وما مدى تأثير هذا عليك؟
• هل كانت لك تجربة عاطفية سابقة؟ وما تأثير هذا عليك أيضا؟
• هل هناك تجربة في طفولتك حدثت لك شخصيا أو شاهدتها عن قرب، أو حتى في وسائل الإعلام تتعلق بالعلاقات الجسدية؟
• ما هي نظرتك لهذه العلاقة؟ هل تحترمينها أم تستقذرينها؟ ولماذا؟
هذه التساؤلات المبدئية تحتاج إلى إجابات ننتظرها منك، والأمر قد يحتاج -في بعض الأحيان- إلى اللجوء للطب النفساني إذا وصل لدرجة مرضية. وأخيرا.. نرحب بك صديقة لصفحتنا.. وأهلا بك.