وساوس دينية في الوضوء والصلاة والطهارة والنية
السلام عليكم، حاولت التسجيل في موقع مجانين لطلب استشارة ولم أستطع، أرجو أن تجيبني الدكتورة رفيف أعاني من وسواس في الصلاة والوضوء والطهارة لا أستطيع أن أجمع أكثر من صلاة بوضوء واحد بسبب الإحساس بخروج الريح، أكرر الوضوء أكرر غسل وجهي ويدي وقدمي أكتر من ثلاث بسبب شكي في عدم وصول الماء إلى كل مكان، تعبت وأعيد مسح رأسي ومسح أذني وأتمضمض وأستنشق حتى أتأكد من وصول الماء
وعندي وسواس في النية فأحاول استحضارها قبل كل وضوء وصلاة، بأن أقول الآن سوف أتوضأ الآن سوف أصلي مثلا نويت أن أصلي الظهر أربع ركعات فرض، وأعيد تكرار تكبيرة الإحرام، وأعيد قراءة آيات الفاتحة بسبب أني أحاول لفظها بالطريقة الصحيحة، تعبت وأعيد مرات الصلاة والوضوء بسبب الشك في خروج ريح ربما خرج ربما لا، فأعيد للتأكد.
تعبت من حالتي وحياتي ساعدوني بالله عليكم، أخاف من عدم قبول صلاتي أو وضوئي، والوسواس قتلني ودمر لي حياتي، طول الوقت أفكر فيه.
بدأ الأمر من حوالي أربع أو خمس أشهر، أريد العودة لحياتي الطبيعية، إذا كنت مثلا أعمل بالبيت وأغسل الأرض وأصابني من هذا الماء أشعر أنه نجس وأبدأ في سكب الماء على ملابسي، تعبت من التكرار وإعادة الوضوء واستحضار النية وتكرار الفاتحة وطريقة النطق، أوصلني بالدكتور رفيف بالله عليكم أريد مساعدة، ساعدوني بالله عليكم
اعتبرني أختك وساعدني لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي ولا أعلم أحدا مختصا به أريد طبيبا نفسيا مختصا بالوساوس الدينية، اعتبرها صدقة فأنا لا أخرج من البيت ولا أحد يساعدني فلم أجد أمامي غيرك ساعدني وأوصلني لطبيب نفسي مختص بالوساوس الدينية لا أستطيع النوم والعيش حياة طبيعية فالتفكير أرهقني ودمر حياتي.
ساعدوني فقد ضاقت عليّ الحياة لا أعلم ماذا أفعل
أجيبوني على أسئلتي أترجاكم
07/03/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "Reem Dardas" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
بداية دعيني أعتذر عن عدم قدرتك إرسال إفادتك عبر الموقع واضطرارك للواتس، وأسأل الله أن تكون الأمور أيسر في نسخة الموقع الجديدة ولا تنسيها من دعائك فقد طال انتظارها على المجانين، وأعتذر ثانية لحرجي أن أطلب من د. رفيف الصباغ أن تتواصل معك خارج الموقع، سأرسل لها نص استشارتك هذه لكنها سترد خلال 3-4 أسابيع وأنت تعرفين حال المرابطين في الشام لم يخرجوا منها في هذه الأيام تحديدا نسأل الله أن يخفف عنهم وأن يكتب لهم فرجا في رمضان، ولكم مثله في الخليل وكل المرابطين في فلسطين... وهذه وحدها (أي كونك في أرض الرباط) أخجلتني بما يكفي وأنت في حالك التي وصفت عافاك الله وتسألين عن طبيب نفساني مختص بعلاج الوساوس الدينية... وهذا التخصص شرفني الله به وأراه أهم ما أنجزت في حياتي وهناك لابد غيري لكننا ما زلنا نحتاج إلى التواصل.
من المبشر والمبهج أن تقولي: (بدأ الأمر من حوالي أربع أو خمس أشهر)... إذن فلن يطول العذاب فهذه أعراض وسواس قهري متأخر البداية أي أنه ذا مآل طيب، ستتحسنين كثيرا بأسرع ما تظنين، ويكون مفيدا أن تستخدمي عقَّار السيرتراين بجرعة صغيرة 50 مجم بعد وجبة الإفطار، أو العشاء إن وجدت بعض النعاس وليس هذا شائعا.
بعد ذلك علينا الرجوع إلى المطلوب شرعا من الإنسان الصحيح في الوضوء، ما هو؟ أركان الوضوء المتفق عليها أربعة هي غسل الوجه واليدين والرجلين مرة واحدة، والمسح بالرأس مرة واحدة، وأما ما عدا ذلك من أعمال الوضوء فمختلف فيه: فقد اختلف الفقهاء في إيجاب النية، وفي إيجاب الترتيب وفي إيجاب الدلك وفي إيجاب التتالي ...إلخ وتجدين معلومات أكثر إن شئت في مقالنا: وسواس قهري الوضوء : الوصف والعلاج .... وستجدين فيه برنامج علاج سلوكي معرفي لوساوس الوضوء القهرية.
تقولين (أكرر الوضوء أكرر غسل وجهي ويدي وقدمي أكتر من ثلاث بسبب شكي في عدم وصول الماء إلى كل مكان، تعبت وأعيد مسح رأسي ومسح أذني وأتمضمض وأستنشق حتى أتأكد من وصول الماء) هذا التأكد من وصول الماء ليس مطلوبا المطلوب هو غلبة الظن يعني بنسبة علم بوصول الماء للعضو من 79% إلى 99% ... إذن يكفي مرور الماء على العضو ولا تشترط رؤيته يمر على العضو! هذا لغير الموسوس، في حين أن عليه في حال الشك أثناء الوضوء في عضو غسله أو لم يغسله أن يغسله وعدم الالتفات للشك بعد انتهاء الوضوء لأنه لا أثر له، أما الموسوس فيقال له أنه لا أثر لشكك في الحالين أي أثناء الوضوء لا تلتفت للشك وبعد الوضوء لا تلتفت للشك... إذن عليك ألا تهتمي بهذا الشك إطلاقا ووضوئك صحيح في كل الأحوال.
وأما بالنسبة لموضوع خروج الريح فإن الحكم فيه واضح وهو أن الوسوسة تسقط التكليف بمعنى أنك ما دمت وسوست بحفظ الوضوء (خروج ريح أو نزول نقطة) فإن عليك عدم الاهتمام بالأمر بالكلية لأن ريحك إن خرجت لا تفسد الوضوء وهنا نتكلم عن الريح الحقيقي ولا نقصد أنك تتخيلين لأن الموسوس بخروج الريح كثيرا ما يتحول إلى مريض بمتلازمة القولون المتهيج (العصبي)، ويمكننا ببساطة أن نفهم أن التوتر الناتج عن تحاشي خروج الريح والمراقبة المستمرة لغازات البطن إنما تعمل عمل المنفاخ الذي يملأ القولون ريحا .... ومن هنا يسقط التكليف .... ودعيني أسألك ألم تلحظي هدوءًا واضحا لمشكلتك مع الريح بشكل عام في أيام الحيض؟! إذن ريحك سواء خرجت أثناء الضوء أو أثناء الصلاة أو بينهما لا تفسد لك وضوءًا وهذه رخصة إن أخذت بها فقد أجرت مرتين مرة للعبادة ومرة لأخذك بالرخصة.... وإن أبيت الأخذ بالرخصة فقد أعنت الوسواس على نفسك هداك الله، لا تعيدي وضوئك إطلاقا إذن.
واقرئي على مجانين:
وسواس خروج الريح : وضوؤك صحيح ولو خرج ريح!
وسواس خروج الريح : إعفاء مفتوح صريح
للموسوس تعمد خروج الريح لا ينقض الوضوء
وسواس خروج الريح : الأحكام الخاصة
وسواس خروج الريح والتكبير وخلافه!
بالنسبة لموضوع النية .... وإن كان عليك اتباع الحنفية فلا تشترط النية، هذا مستوى من المعرفة يكفيك، يعني بغض النظر عن مذهبك (شافعي غالبا) فإن عليك اتباع الأيسر فإذا كانت نية الوضوء تشق عليك سقط من عليك استحضارها وهذا صحيح لكل موسوس، وأما المستوى الثاني من المعرفة فيتعلق بكون الوصول الموثوق إلى النية أمرا عصيا على الموسوس بسبب عمه الدواخل لأن النية من الحالات الشعورية الداخلية واستحضارها يعني استبطانها هو التفتيش في الدواخل الذي هو آفة الموسوس!، وهذا ردنا على عبارتك (عندي وسواس في النية فأحاول استحضارها قبل كل وضوء وصلاة، بأن أقول الآن سوف أتوضأ الآن سوف أصلي مثلا نويت أن أصلي الظهر أربع ركعات فرض)... كفي عن التلفظ بالنية وعن محاولة استحضارها نحن لا نتوضأ لغير الله ولا نصلي لغيره وهو أعلم منا سبحانه بنوايانا... ولست من الأساس مطالبة باستحضار النية لا للوضوء ولا للصلاة ... هداك الله.
اقرئي أيضًا:
أكاد أقول ألا نية للموسوس
التردد في النية : لا نية للموسوس !
وسواس قهري في النية : لا نية ولا مسؤولية م
وتقولين أيضًا يا "ريم" (وأعيد تكرار تكبيرة الإحرام، وأعيد قراءة آيات الفاتحة بسبب أني أحاول لفظها بالطريقة الصحيحة) ليس مطلوبا من حضرتك ولا من غيرك ما تطلبينه من نفسك لكي تصبح التكبيرة صحيحة، فليس مطلوبا ولا صحيحا أن تقفي برهة قصيرة أو طويلة بعد التوجه للقبلة؛ استعدادًا للتكبير وانتظارًا للتركيز وصفاء الذهن تماما!، لأنك بسبب ما وضعت من شروط تعمقية ستجدين صعوبة في التلفظ بالتكبير ،وربما تصل إلى الللللللـــه أكككككككبررررررررررر!! من شدة البطء والتلجلج، خاصة إن وقعت في فخ الإحسان التركيز على مخارج الحروف، للفظها بالطريقة الصحيحة والتكرار لإحسان ذلك، ثم بعد كل هذا العذاب تجدين الشك في وقوع التكبيرة موضعها من القلب أي الخشوع فيها، وربما وأنت في هذا الكرب تشكين هل كبرت أم لا؟؟ فتندفعين إلى التكرار.... وهناك ما يزال رفع الصوت عاليًا بالتكبير.... وكثيرا ما يكون أكثر من مرة! ... كل هذا ليس مطلوبا وإن طلب شيء منه من الشخص الصحيح فإنه لا يصح أن يطلب من الموسوس.. الذي يعجز أحيانا عن التكبير في صلاة الفرض خاصة بسبب خوفه من ألا يكبر بشكل صحيح... هذا غير مكلف إلا بأن يقول الله أكبر كما يقولها في غير الصلاة ثم يدخل في صلاته متبعا استعارة القطار أحادي الوقوف، كما في كل وساوس العبادات في الوضوء والغسل والاستنجاء، إهمال جميع الوساوس من لحظة انطلاق القطار من محطة الله أكبر وعدم الوقوف قبل محطة التسليم، الوسوسة أي الشك في أقوال أو أفعال الصلاة دليل على أنك أحسنت والوسوسة بمبطلات الصلاة لا تبطلها بما فيها الريح والنقطة والمشاعر الجنسية والسب الكفري والتردد في النية وقطع النية إلى ما شئت من وساوس كل هذا لا يؤثر على صلاتك... فاستمري كالقطار أو المترو الذي لا يقف إلا في محطة السلام عليكم ورحمة الله ... قبلت صلاتك ولا تفكري فيها ولا أبدا تكرريها ولك أجران أجر العبادة وأجر الرخصة... ويمكنك استبدال الصلاة بأي عبادة أصابك الوسواس فيها... تتبعين فيها استعارة القطار أحادي الوقوف Non Stop Train .
واقرئي أيضًا على مجانين:
وساوس البدايات: في تكبيرة الإحرام
وساوس البدايات : وسواس تكبيرة الإحرام
وسوسة في التسمية في الوضوء وتكبيرة الإحرام
وسواس التكبير وقطع الصلاة : استعارة القطار !
إن لم تجدي ما تقدم كافيا لتنتهي وساوسك فإن عليك تناول العقار الذي وصفته أعلاه، خاصة وأنه سييسر عليك الأمر ويعالج اكتئابك الواضح والذي أظنه أولى بالعلاج من الوسواس المؤلم ... يشرفني أن أتابعك وأنت في مدينة خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وفي الختام أقول لك مذكرا كما أرسلت على الواتس (أرجو أن تقرئي من البداية مرة أخرى واهتمي بمتابعة الارتباطات ستستفيدين كثيرا).
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: وساوس دينية في الوضوء والصلاة والطهارة والنية م